سوف تطلق فيسبوك تطبيقاً جديداً يسمح للمستخدمين ببيع بياناتهم المتعلقة بكيفية استخدام تطبيقات المنافسين للشركة.
وأعلنت فيسبوك الثلاثاء، 11 يونيو/حزيران 2019، استقطاب مشاركين لتنزيل تطبيقها الجديد "Study" من متجر تطبيقات جوجل. وبمجرد تنزيله، سيرسل بيانات إلى فيسبوك عن التطبيقات الأخرى لدى المستخدمين، والخصائص التي يستخدمونها، والوقت الذي يقضونه على كل منهم.
فيسبوك وسعي دائم للحصول على بيانات المستخدمين
تأتي الدراسة بعد الإجراءات الصارمة التي اتخذتها أبل ضد فيسبوك في يونيو/حزيران 2018 وفي يناير/كانون الثاني 2019 ضد تطبيقات مماثلة تدفع للمستخدمين بعمر الثالثة عشرة مقابل بيانات مكثفة عن استخداماتهم للهواتف.
وتعمل فيسبوك على الظهور بشكل أكثر شفافية فيما يتعلق بسعيها للحصول على بيانات المستخدمين من خلال تطبيق Study.
إلا أن الخدمة غير متوفرة على أجهزة أبل، والتي تحظر جمع "معلومات عن التطبيقات الأخرى المثبتة على جهاز المستخدم لأغراض التحليل أو الإعلانات/التسويق".
ضوابط الحصول على البيانات
وتقول فيسبوك في المنشور الذي يعلن عن إطلاق تطبيق Study: "نعتقد أن هذا العمل مهم لمساعدتنا على تحسين منتجاتنا للأشخاص الذين يستخدمون فيسبوك. ونعلم أيضاً أن هذا النوع من الأبحاث يستوجب الوضوح بشأن ما سوف يُقدم الأشخاص عليه وما يسجلون به، وما المعلومات التي ستُجمع وفيم تستخدم، وكيفية إلغاء الاشتراك في أي وقت".
وتقول الشركة إنها لا تسمح بالتسجيل والاشتراك في تطبيق Study لجمع البيانات للمستخدمين أقل من 18 عاماً "عند إطلاق التطبيق".
كم تبلغ قيمة المقابل المالي؟
وحسب ما ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية، لم تعلن فيسبوك عن مقدار التعويض المادي الذي سيحصل عليه مستخدمو تطبيق Study.
كانت هناك خدمة سابقة من فيسبوك لجمع البيانات، تُسمى Facebook Research، دفعت للمستخدمين في الفئة العمرية من 13 إلى 35 عاماً رسوماً شهرية تصل إلى 20 دولاراً لتتبع كل المنصات التي يستخدمونها.
وحُذف التطبيق من متجر التطبيقات ثم أوقفته فيسبوك. وبالإضافة إلى تطبيق Facebook Research، حذفت أبل أيضاً تطبيق فيسبوك للشبكة الافتراضية الخاصة "Onavo VPN" من متجر التطبيقات في يونيو/حزيران 2018.
وقالت فيسبوك إنها تتطلع إلى تقديم نهج أبحاث تسويقي "بطريقة مسؤولة" وإن "ما قد يتوقعه الأشخاص عند التسجيل والاشتراك في أبحاث السوق تغير بشكل كبير". ولكن خبراء الخصوصية يرون أن التحفيز على بيع البيانات يعقّد من مسألة الموافقة على جمع تلك البيانات.
جدل بين الخبراء
يقول ناثان وينزلر، المدير الأول للأمن السيبراني في شركة إدارة الثروات Moss Adams: "تقديم هذا الإشعار المسبق للمستخدمين أمر جيد بكل تأكيد، وينبغي أن يكون ذلك هو السلوك الطبيعي لأي شركة تعمل بالتسويق أو الإعلان أو تستفيد من معلومات المستخدمين الشخصية لتحقيق أرباح. ولكن الطبيعة البشرية أظهرت لنا أن تقديم أي نوع من المكافأة، مهما كانت صغيرة، سيكون كافياً ليوافق الأشخاص على تسليم معلوماتهم وبياناتهم الشخصية".
وقال ديميتري سيروتا، الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة BigID لخصوصية البيانات، إن إعادة تشغيل البرنامج الذي يعتبر اجتياحياً أكثر من اللازم تعبّر عن "تجاهل" الشركة لكل الخلاف والجدل الدائر عن الخصوصية والتي تورطت بها الشركة مؤخراً.
ويضيف: "هناك وجهان لتلك التجربة؛ الجانب الإيجابي أنها اختيارية وشفافة. وهذا أفضل بكثير من الحملات السرية لتتبع البيانات. ولكن التوقيت والطريقة هما الإشكالية ويثيران الكثير من الشكوك، حيث لم تلجأ الشركة لتلك الوسيلة إلا بعد تلبسها في وقائع انتهاك الخصوصية".
ولم تعلق فيسبوك على طلب الحصول على المزيد من المعلومات عن تطبيق Study.