من المقرر أن تعدل شركة جوجل عن التعاون مع وزارة الدفاع الأميركية في مجال الذكاء الاصطناعي، بعد أن أثار الموضوع بلبلة في صفوف موظفي عملاق الإنترنت، بحسب ما أوردت صحف أميركية الجمعة 1 يونيو/حزيران 2018.
وأبلغ مسؤول في الشركة الموظفين بأنه لن يتم تجديد العقد مع البنتاغون عندما تنتهي مهلته العام المقبل، بحسب ما أوردت صحيفة New York Times وموقع gizmodo المتخصص بأخبار التكنولوجيا.
ومع أن الصحف قدرت قيمة العقد بعشرة ملايين دولار، إلا أنه أثار استنكاراً شديداً في الأسابيع الماضية بين صفوف آلاف الموظفين الذين اعتبروا أن التعاون مع العسكريين يتعارض مع قيم المؤسسة.
وفي أواسط أيار/مايو الماضي، حصدت عريضة أطلقت في شباط/فبراير لمطالبة جوجل بالبقاء خارج "تجارة الحرب" أكثر من 4 آلاف توقيع بين الموظفين، كما أن نحو 12 موظفاً لوحوا بالاستقالة بحسب الصحف لكن دون أن يُعرف ما إذا نفذوا تهديدهم بالفعل.
وجاء في العريضة: "نطالب بإلغاء مشروع (ميفن، وبان) يعدّ غوغل وينشر ويطبق سياسة واضحة تنص على ألا يعمل غوغل أو المتعاقدون معه أبداً على إعداد تكنولوجيا حربية".
ما هو مشروع "مايفن"؟
يشمل مشروع "ميفن" الطائرات بدون طيار واستخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدة هذه الطائرات على التمييز بين البشر والأشياء.
وأبرمت وزارة الدفاع الأميركية، في مارس/آذار 2018، صفقة مع جوجل للاستفادة من عدة خدمات في الذكاء الصناعي، من أجل تحسين دقة ضربات الطائرات العسكرية من نوع "درون" من دون طيار، وتحسين قدرتها على رصد الوجوه والأنماط السلوكية.
ما مهمة جوجل؟
تعتبر مهمة جوجل في هذا المشروع هي تحليل معلومات ضخمة من الصور والفيديوهات التي تلتقطها الطائرات الخاصة بوزارة الدفاع الأميركية يومياً، بحسب صحيفة The Independent البريطانية.
وقد استعين بجوجل في هذا الإطار، لضخامة المعلومات المصورة، والتي لا تستطيع الفرق البشرية تحليلها كلها، وتستخدم تقنيات جوجل بهدف تسريع عملية استخدام البيانات الكبيرة والتعلم الآلي، وتسريع عملية تحليل البيانات التي تم جمعها.
وتقول منظمات على غرار مؤسسة الحدود الإلكترونية واللجنة الدولية لمراقبة الأسلحة الروبوتية إن المشروع يفسح المجال أمام الاستغناء عن أي دور بشري في مهمات الطائرات بدون طيار.
ويلجأ الجيش الأميركي على غرار دول أخرى إلى الطائرات بدون طيار (التي يتم التحكم بها عن بعد) للقيام بمهمات استطلاعية واستخباراتية أو شن غارات في أفغانستان مثلاً.
ويتنافس عمالقة المعلوماتية بينهم جوجل ومايكروسوفت وأمازون لتوقيع عقد مع البنتاغون التي تريد استخدام "السحاب" المعلوماتي، يعرف باسم "جوينت إنتربرايز ديفنس إنفراستراكتشر" (المؤسسة المشتركة لبنى الدفاع التحتية).