عندما اشترت شركة "أفاست Avast " للحماية والأمن 20 هاتفاً ذكياً من موقع Ebay، كانت قادرة على استعادة الصور التي كانت على تلك الهواتف، إلى جانب عمليات البحث بجوجل والرسائل النصية والبريد الإلكتروني وتفاصيل جميع المكالمات الهاتفية عليها.
ما الحل إذن عندما يكون تغيير الهاتف القديم ضرورة،؟ وما هي الخطوات التي يجب اتباعها لمنع عملية استرجاع بياناتك؟
حتى لا تصبح أسرارك مشاعاً، إليك 4 خطوات لحماية ماضيك..
إعادة ضبط المصنع غير فعّالة
كشفت دراسة أجراها باحثون في جامعة كامبريدج البريطانية، أنَّ وضع "إعادة ضبط المصنع" لا يحذف جميع البيانات والحسابات وكلمات المرور من جهاز الأندرويد.
واختبر الباحثون مجموعة من أجهزة الأندرويد المستعملة، التي تعمل بنظام أندرويد 2.3 وحتى الإصدار 4.3.، وجدوا أنهم في جميع الحالات كانوا قادرين على استعادة رمز الأمان الخاص، الذي يتم إرساله للتصديق عند إدخال كلمة المرور للمرة الأولى لخدماتٍ مثل واتساب وفيسبوك وجوجل، كما استطاعوا استعادة الرمز الرئيسي لـ 80% من تلك الهواتف.
والرمز الرئيسي للهاتف يُعتبر بمثابة مفتاح الباب الأمامي لبيتك، ومن خلاله يمكن استرجاع ملف اعتماد المستخدم (اسم المستخدم/كلمة المرور)، وحينها يصبح الأمر سهلاً لإعادة مزامنة جميع بياناتك للجهاز؛ ما يعني استعادة رسائل البريد الإلكتروني والصور المخزنة على الخدمات السحابية، إلى جانب جهات الاتصال.
لماذا يحدث هذا الأمر؟
الأسباب كثيرة، وجزء من اللوم يقع على عاتق الشركات المصنِّعة لتلك الهواتف؛ لأنها لا توفر البرنامج المطلوب للتخلص من الذاكرة "الوميضية-Flash storage"، وهي عبارة عن مستودع يقوم بتخزين البيانات فترات طويلة من الزمن؛ لهذا نجد صعوبة في حذف بيانات ذاكرة التخزين المؤقتة.
جزء آخر من اللوم يقع على جوجل؛ لأنها لا توفر خيار الاستجابة الوقائية للمستخدمين، والذي يمنع أي شخص من استعادة بياناتك أو معاقبته، أو حتى تنبيهك على الأقل لما يحدث.
وبحسب الدراسة البريطانية، فإن الأجهزة التي تستخدم تقنيات التشفير ليست آمنة تماماً؛ لأنه يمكن الوصول إلى مفتاح فك التشفير بمجرد تعيين "وضع ضبط المصنع".
ومع أن المفتاح نفسه مشفر، فإن المخترقين يمكنهم الوصول له بعد فترة من الوقت.
كيف تعيد ضبط المصنع بشكل صحيح وتزيل جميع بياناتك؟
تجدر الإشارة إلى أن الأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد 4.4 فما فوق، لم يتم اختبارها في الدراسة التي ذكرناها؛ ولذلك لا يمكن حسم أمرها، على الرغم من أن الباحثين يعتقدون أنها قد تضم نقطة الضعف نفسها.
ويجب على كل مستخدم تشفير الهاتف الخاص به بواسطة كلمة مرور معقدة وعشوائية، مكونة من خليط حروف وأرقام ورموز لا تقل عن 11 حرفاً، وهذا سوف يمنع أي محاولة للوصول إلى رمز الهاتف الرئيسي.
أما الحل السريع لحماية بياناتك، فيكون من خلال تشفيرها على الهاتف قبل التخلص منه، عبر الوصول للإعدادات ثم الأمن، واختر تشفير الهاتف Settings > Security > Encrypt Phone.
ويقول مهندس الأمن لأنظمة الأندرويد أدريان لودفيج Adrian Ludwig: "إذا كنت تخطط لبيع هاتفك، فيجب عليك تشفيره أولاً، ثم إجراء وضع ضبط المصنع".
وردَّ لودفيج على دراسة كامبريدج بأن تشفير الذاكرة بهاتف الأندرويد يجعل أي بيانات غير قابلة للحذف عديمة الفائدة.
طريقة أخرى للتخلص من البيانات المخزنة، تتمثل في تشغيل "وضع ضبط المصنع"، ثم محاولة ملء ذاكرة الهاتف بملفات عديمة الأهمية من الفيديوهات والأغاني.
ويمكن تشغيل كاميرا الهاتف فترات طويلة حتى يتم استهلاك الذاكرة بالكامل، وعند محاولة الآخرين استرجاع ملفات هاتفك، يحصلون على بيانات وهمية لا قيمة لها.
4 خطوات يجب اتباعها قبل بيع الهاتف
1- نزع شريحة الهاتف
أول شيء يجب القيام به هو إخراج شريحة الهاتف حتى لو كنت ستحصل على شريحة جديدة؛ لأن الشريحة القديمة تحتوي على الكثير من أرقام تليفونات المعارف، وبالطبع لا تريد تركها في الهاتف القديم.
2- التخلص من بطاقة الذاكرة
لا تنسَ إلقاء نظرة على الفتحة الخاصة ببطاقة الذاكرة؛ لأنك لا تريد بيع الهاتف ببطاقة الذاكرة التي تحتوي على ملفاتك المهمة.
3- محو البيانات
يمكنك حذف البيانات الخاصة بك على الهاتف بطريقتين:
إما عن طريق الإعدادات ثم النسخ الاحتياطي Settings > backup/restore، ثم اختيار "إعادة ضبط المصنع". لكن قبل هذه الخطوة، تأكَّد من حماية بياناتك ومنع استعادتها مرة أخرى عبر تشفير الهاتف من الإعدادات ثم الأمن وتشفير الهاتف Settings > Security > Encrypt Phone .
أو القيام بعملية المسح يدوياً من خلال الوصول لكل ملف وتطبيق واختيار أمر الحذف، لكن هذه الطريقة لن تؤمّن بياناتك كلياً من خطر الاستعادة.
4- تنظيف الهاتف
بمجرد تنظيف الهاتف داخلياً من البيانات الخاصة بك، نأتي للخطوة التالية وهي تنظيفه من الخارج وإزالة بصمات الأصابع، وربما تزويده بِواقٍ لحماية الشاشة.
ويبقى الحل الآمن تماماً والمثالي الذي توصل إليه الباحثون هو: إما تدمير الجهاز وإما الاحتفاظ به وعدم بيعه؛ حتى تقوم الشركات المصنِّعة بإصلاح تلك المشكلة.