قد لا تكون عملية البحث أسوأ لحظاتك على الإنترنت، لكنها تكون مرهقة ومحيرة أحياناً. العيب ليس دوماً فيك!
فالمشكلة قد تكون في محركات البحث التي تستخدمها، والتي قد تستخدم أساليب أقل فاعلية أو أكثر إرباكاً أو تسبباً في الإرهاق لأن لها أهداف خاصة.
اكتسبت صفحات الإنترنت الحركة الديناميكية والتفاعل مع جمهور المستخدمين المختلفين مع ظهور الجيل الثاني من الويب Web 2.0، ولم تكن صفحات الانترنت قبل ذلك تفاعلية يُمكن للجمهور المشاركة في محتواها، بل كانت سلبية تُمكن المستخدم من الاطلاع على المحتوى فقط. ومع ظهور Web 2.0، ظهرت المدونات التفاعلية والمنتديات والشبكات الاجتماعية المختلفة، ما وفر الإمكانية للتفاعل المباشر مع المستخدمين والمشاركات المختلفة.
تَطور الإنترنت بعد ذلك ليظهر الجيل الثالث من الويب Web 3.0 والذي يسمح بتطبيقات أكثر اعتماداً على الذكاء الاصطناعي، ويسمح بتفاعل المستخدمين مع صفحات الإنترنت، ويفهم سياق التعامل مع المستخدم ليستطيع التفرقة بين الاهتمامات المختلفة لكل شخص، كما سمح بوجود تطبيقات الويب المتنوعة؛ مثل تطبيقات سطح المكتب التي لا تحتاج لتحميلها على جهازك، بل يُمكن استخدامها مباشرة من صفحة الويب، ويُمَكن المستخدم من الدخول إلى بياناته المخزنة على الشبكة من أي مكان في العالم؛ مثل الدخول إلى حسابك الشخصي على جوجل من أي جهاز بمعرفة اسم المستخدم وكلمة السر، بالإضافة إلى زيادة دقة الوسائط المتعددة؛ والذي سمح بإمكانية رفع الفيديوهات والصوتيات المختلفة بجودة عالية.
اعتمدت النسخة الأكثرذكاءاً – الجيل الثالث – من الويب، على ما يعرف بـ "الويب الدلالي Semantic web" والذي يعتمد على الطبيعة الدلالية للمحتوى، حيث يتم تصميم المواقع والصفحات بطريقة تجعل من البحث ومشاركة المعلومات يعتمد على فهم المحتوى وليست مجموعة فقط من الكلمات الرئيسية.
كما يعمل على تقديم نتائج بحث دقيقة للغاية تعتمد على نشاطات وعادات المستخدم، والذي يعني أن البيانات على شبكة الإنترنت تُعطي تفاصيل أكثر واقعية حول الموضوع، والذي يُعد بمثابة مساعد شخصي للمستخدم.
ولا تعتمد جوجل على البحث الدلالي بشكل كبير، بل لا زالت تعتمد على البحث عن الكلمات الرئيسية في الكثير من الأحيان، وتحاول تقليل عملية البحث الدلالية، نظرًا لأنها ستقلل عدد النتائج المعروضة، وبالتالي تتسبب في تقليل عدد النقرات على المواقع المختلفة، ما سيؤثر على عملاق الإعلانات في الويب، كما أن الشركة تُرجع الأمر إلى مصممي المواقع وناشري الأبحاث على الإنترنت، الذين لايقومون بتصنيف أعمالهم بالطريقة الصحيحة، حتى يُمكن إيجادها بسهولة عن البحث بالطريقة الدلالية.
ومع الاعتماد على تطبيقات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي، يستطيع محرك البحث الدلالي أن يعرف عاداتك، ويساعدك في البحث عن أي شئ بإظهار النتائج التي تحتاجها، مثل الأماكن القريبة أو المفضلة التي ذهبت إليها من قبل، وكذلك مع المنتجات والبيانات المختلفة التي تبحث عنها؛ والذي يحاول المحرك أثناء عملية البحث معرفة معنى الكلمة التي تبحث عنها لإظهار نتائج أكثر دقة بدلًا من إظهار الصفحات التي تحمل نفس الكلمة فقط.
تم تصميم قاعدة بيانات المتصفح الأشهر جوجل لتعتمد على قدرات البحث الدلالية والتي تُحدد مدى ملائمة صفحات الويب للمستخدم، مع التطوير المستمر لقواعد المعرفة الخاصة به، ما أدى إلى ظهور المزيد من مواقع الويب التي تعتمد على تلك الطريقة وتطويرها لتظهر في نتائج البحث بسهولة، واختفاء طرق تطوير الويب التقليدية التي تعتمد على الكلمات الرئيسية لصالح الكيانات الأكثر موثوقية وارتباطًا.
تقوم محركات البحث بفهرسة موقعك أو مدونتك وتصنيفها مع ظهورها على الشبكة، وقد لا تساعدك طريقة التصنيف على ظهورك في مقدمة نتائج البحث، ولذلك تحتاج إلى الانتباه للعديد من متصفحات البحث الدلالية الأخرى إلى جانب تلك الرئيسية مثل Google وYahoo وBing، مع ملائمة نظام موقعك لتلك المتصفحات حتى تتم الفهرسة بشكل صحيح تشمل محتوى موقعك الكامل.
تعتمد محركات البحث الرئيسية على اظهار النتائج التي تخدم مصالحها في بعض الأحيان، لذلك إليك بعض أهم محركات البحث التي تتخذ منهجًا دلاليًا لاظهار النتائج الأكثر صلة بالمحتوى بدلًا من التلاعب بالخوارزميات.
1- DuckDuckGo Search Engine
يصفه صُناع محرك البحث بأنه "محرك البحث الذي لا يتتبعك"، ما يعني أنه لا يستخدم ملفات تعريف الارتباط بجهازك، كما أنه يعتمد على التصفح المخفي أي أنه لايُمكنه معرفة عنوان الـ IP الخاص بك، ويمنع مشاركة المعلومات من جهازك على الويب، إضافةً إلى ذلك أنه محمي من مطالبات أجهزة القانون بالمعلومات الخاصة بالمستخدمين إذ أنه لايملك شيئًا منها.
وتُوفر الشركة أدوات لحماية الخصوصية أثناء التصفح بالإضاف إلى محرك البحث، والتي تُعطل إمكانية تتبعك خلال التصفح على المتصفحات الاخرى، وتتوفر أداة حماية الخصوصية على العديد من المتصفحات ومنها Chrome، كما يُمكنك تحميل المتصفح على هاتفك الذكي من Google Play أو iTunes.
2- Exalead: Web Search
يعتمد محرك البحث على الطريقة الدلالية لعرض النتائج، ويُوفر البحث عن الصور والفيديو بصورة جيدة بالإضافة إلى المدونات المختلفة، كما يقوم بتحليل خصائص الصور، ومقارنتها وتصنيفها، لمعرفة ماتحتويه الصور من كائنات حية أو مادية وخلافه، للحصول على نتائج أكثر دقة، كما يعتمد على شعبية النتائج في أولويات العرض، مع الحفاظ على خصوصية المستخدم.
جدير بالذكر أنه يدعم العديد من اللغات ويعرض نتائج أكثر دقة كلما زادت البيانات المدخلة إليه من المستخدم أثناء عملية البحث، أو من مصممي المواقع لتسهيل تصنيف محتويات الموقع ووضعها في مكانها الصحيح، للوصول إليها بشكل سهل.
3- StartPage Web Search
تتميز صفحة الموقع الرئيسية بعدم وجود أي إضافات إلى جانب مربع البحث مما يجعل استخدامه بسيطاً وأسرع في التحميل، كما تتوفر كإضافة لجعلها صفحة رئيسية على المتصفحات المختلفة.
يُظهر الموقع النتائج المرتبطة بالبحث بشكل واضح وسهل القراءة، مع إضافة معلومات توضيحية للنتائج بطريقة مختصرة لتوضيح ما إذا كان الموقع يحتوي على ما تبحث عنه أم لا بطريقة تشبه البحث على جوجل، كما يقوم بتقسيم النتائج لنتائج نصية، صور، أو فيديوهات.
وعند البحث عن الصور، يقوم بإظهارها طبقاً للعديد من خصائص البحث؛ مثل محتوياتها وتصنيفاتها المختلفة، بالإضافة إلى خاصية التصفح المخفي للحفاظ على خصوصية المستخدم،كما يُعطيك الموقع إمكانية البحث في الخرائط بعيداً عن خرائط جوجل، ويتوفر التطبيق على Google Play وiTunes.
4- Sensebot Search
يُوفر محرك البحث هذا معلومات مختصرة عن الكلمة المراد البحث عنها من مصادر مختلفة، ويستخدم الطريقة الدلالية للبحث عن النتائج الأفضل لتعريف الكلمات المراد البحث عنها للمستخدم بطريقة دقيقة، ويُعد طريقة جيدة للبحث عن المعلومات بطريقة سريعة أو إعداد المقالات الصغيرة، وتعريف الأشياء المجهولة بالنسبة للمستخدم الذي لايريد قضاء وقت طويل على محركات البحث ليجد ما يريده، مثل البحث عن الأفضل في منتجات معينة، مع ضمان جودة الملخصات المقدمة في نتائج البحث.
تتوفر العديد من محركات البحث المختلفة ويُقدم كل منها طريقته في البحث وعرض النتائج وسلاسة التصفح، بالإضافة إلى الخصوصية، وتعتمد تلك المواقع على مصادر مختلفة للمعلومات عن تلك التي تعتمد عليها المحركات الرئيسية، كما يمكن أن تتفق معها في بعض المصادر، ولذلك إذا لم تجد ما تبحث عنه في موقع قد تجده في آخر، كما يُمكنك تجربة تلك المواقع لترى نتائج جديدة أو معلومات سريعة حول الأشياء التي تبحث عنها.