تكلفك سماعات الرأس ما يتراوح بين 33 دولاراً إلى 468 دولاراً، ولكن يمكنك دفع أكثر من 50 ألف دولارٍ لزوجٍ من سماعات الرأس الشهيرة Sennheiser Orpheus، أو دفع 100 ألف يورو (ما يعادل 118 ألف و751 دولاراً) لشراء سماعات الرأس Focal Utopia المُرصعة بالجواهر من تصميم شركة مجوهرات Tournaire.
حقَّقت شركة سينهايزر الألمانية Sennheiser، سنة 2016 إنجازاً جديداً في تاريخ الصوتيات بإطلاقها خليفة السماعات المتطورة Sennheiser HE-1 في الشرق الأوسط، وذلك بعد الإطلاق الناجح لسماعات "أورفيوس Orpheus" الأسطورية قبل نحو 25 عاماً.
وأمضى فريق من خبراء سينهايزر نحو 10 سنوات في العمل المتواصل لتحقيق هذا الإنجاز، وتحدّوا الحدود التي تتيحها التكنولوجيا، وابتكروا مرة أخرى أفضل سماعات رأس في العالم، بحسب البوابة العربية للأخبار التقنية.
بإمكانك عادةً الحصول على جودة صوت أفضل بدفع المزيد من المال، وهناك العديد من الخيارات الجيدة التي يتراوح سعرها بين 133 دولاراً إلى 401 دولار.
قد تضطر لدفع المزيد للحصول على تحسيناتٍ هامشية، أما إذا كنت لا تتمكن من تمييز فارقٍ كبير في جودة الصوت بين السماعات فلا تدفع أكثر من ميزانيتك.
المشكلة الواضحة هي أنَّ عليك تجربة سماعات الرأس لتتمكن من الحصول على أفضل ما تريد. وبالنسبة للمتسوقين الراقين، قد يعني هذا زيارة المتاجر المتخصصة ومعارض المنتجات التي تعمل بتقنية هاي-فاي، وزيارة معارض الإلكترونيات الاستهلاكية.
كيفية تجربة سماعات الرأس
يشمل الاختيار السليم لسماعة الرأس تجربة سماعاتٍ مختلفة، وفقا لصحيفة The Guardian البريطانية لسماع نفس الصوت تحت نفس الظروف، ومقارنة انطباعك في مقابل الرسم البياني للاستجابة الترددية للسماعة.
في حال لم تقم بإجراء الاختبار السليم، يمكنك مع ذلك مقارنة السماعات الجديدة مع سماعاتك الحالية، باستخدام مصدر صوت بجودة عالية، مثل مُشغل MP3 أو هاتف ذكي به بعض الملفات الصوتية ذات الجودة العالية التي تعرفها جيداً. يساعد هذا في القضاء على بعض المتغيرات.
أي ملفات صوت عليك اختيارها؟ اختر شيئاً تحبه ويتضمن مزيجاً من الأصوات والآلات، بما في ذلك الأصوات الخافتة والعالية. وتتضمن الأمثلة على ذلك أغنية فرقة إيجيل "Hotel California"، واثنتين من أغاني فرقة بينك فلويد، وهما أغنية Time وأغنية Money (بما في ذلك الحديث في نهاية الأغنية). حاول أيضاً أن تستخدم مقطعاً للموسيقى الحية. ويمكنك كذلك استخدام أغانٍ دون موسيقى، أو العكس. وتساعد التسجيلات الصوتية الحية كذلك في اختبار سماعة الرأس.
حاول ألا تسأل نفسك ما إذا كان ما تسمعه "يبدو جيداً"، فأدمغتنا بارعة في التقاط الأصوات غير الواضحة، وإضافة تفاصيل من الأصوات المألوفة لديها لملء الفراغات. بدلاً من ذلك، استمع إلى التفاصيل، إلى أي مدى يمكنك تمييز الأدوات الموسيقية المختلفة بوضوح؟ هل تبدو أصوات الغيتار والبيانو والناي وغيرها من الأدوات كصوتها في الواقع؟ هل يمكنك تمييز أصوات تلك الآلات عن بعضها أم تخرج أصواتها متداخلةً مع بعضها البعض؟ وهل توقيتاتها ثابتة كما في الملف الصوتي؟
تكشف سماعات الرأس ذات الجودة الأفضل عن مزيدٍ من التفاصيل في الأصوات التي نسمعها. وإذا كنت ستشتري سماعاتٍ أفضل، فيجب أن تتوقع سماع أشياءٍ لم تسمعها أو تلاحظها من قبل. ففي بعض الأحيان يمكنك سماع المزيد من التفاصيل، بما في ذلك التعديلات السيئة على التسجيلات.
والشيء الأكثر أهميةً هو أن تسأل نفسك: هل تبدو السماعات "موسيقية"؟ هل تدفعك الموسيقى التي تستمع إليها أثناء ارتدائها إلى تحريك قدميك؟ بصرف النظر عن رغبتك في أن تكون تحليلياً، هل تجعلك السماعات تستمتع بالموسيقى؟ بعض منتجات "هاي-فاي" تفعل هذا، على الرغم من أنَّها قد لا تكون المنتج الأفضل أو الذي يُعطي أفضل نتائج في اختبارات الصوت. هذه هي السماعات التي يجب عليك شراؤها.
ويمكن لمعظم الناس تعلُّم كيفية الاستماع بشكلٍ أفضل. ويُعد تطبيق كيفية الاستماع "How to Listen" المُقدم من مجموعة هارمان للصناعات الدولية (لنظامي التشغيل MacOS وويندوز) نقطة بدءٍ جيدة. وتوفر دورة "Pro Audio Essentials" كذلك وسيلةً أشبه باللعبة لتطوير مهارات استماع مشابهة لتلك التي قد تحتاجها في استوديو تسجيل.
أنواع سماعات الرأس
توجد الآن مجموعةٌ مختلفة من أنواع سماعات الرأس، وأصبح من الطبيعي أن يمتلك شخصٌ ما سماعاتٍ مختلفة لأغراضٍ مختلفة؛ إذ تأتي سماعات الرأس التقليدية بإصدارات "داخل الأذن" و"فوق الأذن"، وهو أمرٌ يرجع في الأساس إلى التفضيلات الشخصية. وتسمح إصدارات سماعات الرأس المفتوحة من الجزء الخلفي بسماع الصوت من الجهتين الداخلية والخارجية للسماعة، ما يجعلها مناسبةً للاستخدام المنزلي. بينما تُعد السماعات المغلقة من الخارج الأفضل للتحرك خارج المنزل.
ويُمكن أن تكون سماعات الرأس المُخصصة للمسافرين قابلةً للطي، وغالباً ما تتضمن خاصية إلغاء الضوضاء، وتُعد شركة "بوز" هي الشركة الرائدة في تصنيع ذلك النوع من السماعات. وعادةً ما تتضمن السماعات المخصصة للاعبي الألعاب الإلكترونية ميكروفوناً، وتوجد سماعات صغيرة الحجم وخفيفة مخصصة لسوق التمرينات الرياضية، والسماعات داخل الأذن التي توفر قابلية التنقل بأفضل شكل ممكن.
وتوفر بعض نماذج السماعات إمكانية تعزيز الأصوات الجهيرة، في حالة ما إذا كنت تستمع إلى نوع الموسيقى الذي يتطلَّب هذا. ووفقاً لتجربتي، فإنَّ صوت السماعات المُخصصة للعاملين بمجال الموسيقى يبدو أفضل بالفعل، حتى لو كان من الصعب عليك العثور على مزايا حقيقية تتطلب شراؤها.
ومن الأفضل أن تُجرِّب الكثير من السماعات المختلفة لتحديد ما تفضله.
وعلى مدى العقود الماضية، أصبحت السماعات اللاسلكية وسماعات البلوتوث أكثر شعبية؛ بفضل وجود بعض التطورات الملحوظة في جودة الصوت. ومع ذلك، تظل السماعات السلكية هي الأرخص سعراً وتعمل بشكلٍ أفضل. فمن الممكن أن تعاني أنظمة السماعات اللاسلكية من تأخر الصوت، ما يجعلها مزعجةً عند استخدامها أثناء مشاهدة الأفلام. كما أنَّ الاتصال قد ينقطع في بعض الأحيان، أو تنفد منها الطاقة. إضافةً إلى أنَّها تُكلفك الكثير من المال أيضاً، لذا تُعد السماعات السلكية هي الخيار الأفضل دائماً.
ولا يعني هذا أنَّه لا يتوجب عليك اقتناء السماعات اللاسلكية، لأنَّها تملك ميزةً كونها غير محدودة بالأسلاك. ولكن عليك التحقق من مدى كفاءتها إذا كنتَ تخطط لمشاهدة الأفلام.
الخيارات المُمكنة
لن يكون أمراً مُجدياً تضييع الكثير من الوقت في تجربة السماعات إذا كنتَ تُخطط لإنفاق 50 دولاراً أو أقل؛ تكفي قراءة بعض استطلاعات الرأي على الإنترنت، وبالأخص إذا كنتَ متمسكاً بشراء سماعاتك من علاماتٍ تجارية مثل "إيه كيه جي"، و"أوديو-تكنيكا"، و"غرادو"، و"سينهايزر"، و"سوني".
مع الأسف، أوقفت سينهايزر إنتاج سماعاتها زهيدة الثمن "HD 202-II"، ويبدو أنَّها في طريقها كذلك لوقف إنتاج سماعات "HD 201" (التي يبلغ سعرها 29.95 دولار). وتبدو سماعات "HD 206" (يبلغ سعرها 34 دولاراً) التي ظهرت هذا العام تُعد بديلاً مناسباً، على الرغم من أنَّ سماعات "K92" الخاصة بشركة "إيه كيه جي" (59 دولاراً) وسماعات "Aurvana Live" (بسعر 50 دولاراً) أفضل في الجودة.
ومن بين السماعات الأعلى سعراً، أُفضِّل سماعات "ATH-M50x" المُقدمة من شركة أوتو-تيكنيكا (129 دولاراً)، التي توصف في الإعلانات عنها بكونها "سماعات احترافية". وربما يكون من المُفيد تجربة النماذج الأرخص سعراً، مثل "ATH-M20x" (بسعر 39 دولاراً) وسماعات "ATH-M30x" (بسعر 59 دولاراً).
وإذا كنت تُفضل السماعات التي توضع على الأذن، فيمكنك تجربة سماعات "Y50" (بسعر 109.85 دولار، أو النموذج الذي باللون الأصفر بسعر 89.95 دولاراً). وتُوفر "إيه كيه جي" أيضاً إصدار "Y50BT" من سماعات البلوتوث، الذي يرتفع سعره إلى 149.99 دولار.
ولكن إن وصلت ميزانيتك إلى تلك الأسعار فعليك أن تجرب سماعات "غرادو" المفتوحة من الجزء الخلفي "SR80e" (بسعر 99 دولاراً)، وسماعات Beyerdynamic من طراز "DT 770 PRO" المغلقة من الجزء الخلفي (بسعر 99 دولاراً). وتأتي نماذج "DT 770s" بثلاثة مستويات مقاومة مختلفة؛ إصدار بمقاومة 32 أوم مناسب للهواتف الذكية والأجهزة النقالة، وإصدار بمقاومة 80 أوم للاستخدام في الاستوديوهات، بينما يُعد الإصدار الذي تصل مقاومته إلى 250 أوم مناسباً لدمج الموسيقى.
هذه السماعات موجودة في السوق منذ سنواتٍ عديدة، وسيظل الناس يُقبلون على شرائها حتى بعد فترةٍ طويلة من ظهور واختفاء نماذج أخرى أكثر عصرية.
ماذا عن السماعات داخل الأذن؟
كانت سماعات الأذن تماماً -مثل سماعات البلوتوث- في البداية تبدو فظيعةً من ناحية الأداء، ولكنَّك اليوم يمكنك الحصول على جودة صوت مناسبة جداً مقابل تكلفة قليلة نسبياً.
إذ تبدو سماعات "SoundMagic E10" العازلة للضوضاء خياراً كلاسيكياً رائعاً (بسعر 41.99 دولار) وهو سعرٌ من الصعب منافسته. وسجلت سوني أيضاً رقماً قياسياً في سوق سماعات الأذن، ويُعد نموذج "MDR-EX650AP" (بسعر 40 دولاراً) بديلاً شائعاً. ويمكنك إمضاء وقتٍ طويل في الجدال حول أفضل أنواع سماعات الأذن، لكنَّي أشك في أنَّ الأمر يعتمد بنسبةٍ أكبر على شكل أذنك، ومدى ملائمة سماعات الأذن لها.
ولستُ متأكداً ما إن كان من الصواب أن تُنفق الكثير من المال على أنواعٍ من السماعات تتلف سريعاً أو تضيع بسهولة، إلا إذا كنت غير مُستعدٍ لشراء سماعات أذن لاسلكية عالية الجودة. إن كان هذا هو الوضع، بإمكانك شراء سماعات الأذن المُقدمة من باناسونيك "ErgoFit" بسعرٍ يصل إلى 11.99 دولار، واستبدالها حين يتطلب الأمر.
وفي كل الحالات، توجد المئات من سماعات الرأس والأذن في السوق، ويتوجَّب عليك شراء ما تفضله منها. فقرارك النهائي هو دائماً مسألةٌ شخصية.