ظهر كل من نظام iOS من آبل، ونظام أندرويد من جوجل في نفس الوقت تقريباً منذ حوالي عقد مضى.
لكن من منهما تزعم القيادة مبكرا؟
قدم فريق نظام الأندرويد من جوجل نسخة مملّة من جهاز البلاك بيري، وحين ألقت الشركة نظرة على موبايل آيفون الذي كشفت عنه آبل النقاب في مطلع العام 2007 أدركت على الفور أنها تستنسخ تجربة الهاتف الخاطئة، في حين ظلت شركات الهواتف الخلوية الكبرى أمثال نوكيا وبلاك بيري وميكروسوفت على حالها دون تكيُف على الإطلاق.
وكان نظام الأندرويد المُعدل من قبل جوجل يستعد للانطلاق في الأسواق نهاية العام 2008 على الهاتف HTC Dream/G1، والذي كان يشبه بحنكة جهاز الآيفون الصادر عن آبل أكثر مما يشبه جهاز البلاك بيري.
وفي هذا الموضوع سنلقي نظرة على خمس وسائل اتخذها نظام الأندرويد من أفكار آبل للآيفون، وصارت تلك الأفكار أفضل عند تطبيقها في نظام الآندرويد.
1- شاشات عرض عالية الدقة
على غرار الشاشة التي تعمل باللمس، انتشرت الهواتف المصحوبة بشاشات عرض عالية الدقة على نطاق واسع.
لكن الأمر بأكمله بدأ العام 2010، عندما شنت آبل حرب البكسل بإنتاج شاشة عرض الريتنا على هاتف آيفون 4، والآن بعد مرور 7 أعوام تقريباً، أصبحت درجة نقاء هواتف آبل الذكية هي الأقل بين جميع الأجهزة الرائدة بالأسواق.
جدير بالذكر أنه في الوقت الذي تراجعت فيه شركة آبل عن الصدارة لصالح شركة سامسونغ لعدة سنوات في خاصية جودة العرض، إلا أنه بعد طرح شاشات كل من هاتف آيفون 7 وآيفون 7 بلس، ضاقت الفجوة بشكل كبير.
ورغم أن مستوى النقاء في هواتف آبل لم يتحسّن عن مستوى النقاء في أي منهم، إلا أن التطورات الأخرى والدعم الذي أُجري للجهاز كتوسيع المدى اللوني، جعل تقنية العرض في آيفون آبل، تقترب من جودة شاشات AMOLED في هواتف سامسونغ.
2- متجر التطبيقات
لا يملك نظام الأندرويد تطبيقات أفضل من تلك الموجودة في نظام iOS.
وفي الواقع، فإن الفجوة بين انطباع المستخدمين وكفاءة التطبيقات في النظامين، في غاية الاتساع الآن، وفي الوقت الذي يتيح فيه نظام الأندرويد للمطورين مرونة أكثر بكثير، تبدو تطبيقات نظام iOS دائماً أكثر سلاسة، وتقدم تجربة أكثر اتساقاً من غيرها.
لكن عندما يتعلق الأمر بمتجر تحميل التطبيقات فإن كل من نظام الأندرويد و iOS لديهما إيجابياتهما وسلبياتهما، وفيما يخص توزيع التطبيقات فإن المتجر مُزدحم ومُربك في نظام أندرويد في كثير من الأحيان، بينما لا تزال طريقة البحث على المتجر في نظام iOS سيئة.
إلا أن هناك نقطة تفوق فيها نظام الأندرويد ليتعدى آبل بفارق كبير، وهي الـ"Instant Apps" أي التطبيقات الفورية.
ولشرح الخاصية بإيجاز، فإن التطبيقات الفورية تسمح للمطورين بتحويل جزء من تطبيقاتهم الخاصة إلى تطبيقات الويب التي يمكن الوصول إليها من خلال المتصفح الخاص بك، دون الحاجة لشراء أو حتى تحميل التطبيق.
على سبيل المثال، يمكن لشخص أن يبدأ باستخدام نسخة التطبيق المدفوع على الفور دون عملية شراء بشكل جزئي، بعد ذلك، يمكن إتمام عملية شراء إذا أراد الشخص الاستمرار في استخدام التطبيق بعد مرحلة معينة.
3- الإعدادات السريعة
دائماً ما كان نظام الأندرويد يوفر بعض الإعدادات المُتاحة في القائمة المُنسدلة shade، ولم تتغير تلك القائمة حتى صدرت لوحة التحكم في آبل، فطوّرت جوجل من القائمة الخاصة بها، وخلقت لوحة إعدادات متنوعة سريعة يستمتع بها المستخدمين اليوم.
وأضاف مختلف البائعين تشكيلة واسعة من التعديلات على قائمة الإعدادات السريعة بأنظمة الأندرويد، لكن في النهاية الأمر واحد وهو: تمكن المستخدمين من الوصول بسهولة إلى قائمة مُصنّعة خصيصاً لهم، وتسمح لهم بتعديل أكثر من عشرات الإعدادات من أي شاشة.
كما يوجد بنظام الأندرويد نطاق واسع من الإعدادات المُتاحة في قائمة الإعدادات السريعة، والأكثر من ذلك، أن القائمة نفسها قابلة للتخصيص، إذاً بإمكانك مسح الإعدادات التي لا تستخدمها بشكل دائم، وتضيف الإعدادات التي تريد تهيئتها، وإعادة تنظيم العناصر في أي ترتيب من اختيارك.
لكن من أكثر الأشياء المُخَيِّبة للآمال فيما يخص لوحة التحكم في نظام iOS هي أنها ليست قابلة للتخصيص، لذا سيكون هناك إعدادات تريد الوصول إليها باستمرار، ولا توجد في لوحة التحكم.
4- لوحات المفاتيح
لوحة المفاتيح الافتراضية من آبل في جهاز الآيفون غيّرت من قواعد اللعبة بشكل كامل، لكنّ هناك تساؤلاً بسيطاً فيما إن كانت آبل قد تصدّرت السوق في هذه النقطة.
أولاً وقبل كل شيء، دعم لوحة المفاتيح الطرف الثالث في نظام iOS لا يزال أمراً مُذهلاً. تُقدم لوحة المفاتيح من آبل تجربة رائعة للكتابة بفضل التصميم العظيم، والتقنية الرائدة في الرد على الاتصال باللمس في كل من هواتف الآيفون وأجهزة الآيباد، لكن دائماً ما يريد الناس أكثر من ذلك.
على سبيل المثال، يُعد نمط swipe بلوحة المفاتيح واسع الانتشار، وبالرغم من ذلك لا تدعمه لوحة آبل للمفاتيح، كما أن دعم لوحة المفاتيح مليء بالعيوب فيما يخص لوحة مفاتيح الطرف الثالث، وهي لوحة تنتجها جهة أُخرى غير الجهة المصنعة للجهاز، وتكون مُزودة بأفضل الوظائف التعبيرية وعشرات من المميزات الأخرى والتي يمكن أن تجدها في لوحة مفاتيح iOS المدمجة.
في الوقت نفسه، لدى نظام الأندرويد لوحة مفاتيح مُدمجة رائعة، تُعطي مطوري الطرف الثالث حرية الوصول إلى جميع خواص نظام التشغيل والوظائف التي يريدونها. وتكون النتيجة هي تجربة لوحة مفاتيح بصفات ووظائف تشبه مواصفات لوحة مفاتيح OEM المتكاملة تماماً.
5- تحديث نظام التشغيل
لا تزال شركة أبل تُطلق تحديثاتها بشكل أسرع، إذ أنها توفر التحديث للمستخدمين النهائيين مباشرة بدلاً من الشركاء من الباعة، إلا أن آلية التحديث الجديدة Nougat من أندرويد تُعد رائعة.
فبدلاً من الاضطرار للتوقف عن كل ما تفعله بهاتفك الذكي من أجل القيام بتحديث نظام تشغيل أندرويد 7.0 أو الأنظمة الأحدث منه، تُحمل تحديثات البرامج في الخلفية أثناء اتصالك بشبكة الواي فاي، وأثناء استخدامك للهاتف.
وبمجرد أن ينتهي التحميل، يستمر عمل كل شيء في الخلفية كما هو، إذ أن التحديث الجديد يُثَبَّت في قسم خاص منفصل به، وفي المرة التالية التي يُعاد فيها تشغيل الجهاز تُثبت نسخة نظام التشغيل الجديدة ويتم التحديث، وهذا كل ما في الأمر.
هذا الموضوع مترجم بتصرف عن موقع bgr.com. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.