1748 كويكب تشكل خطراً على الأرض، بالإضافة إلى آلاف الأجسام الأخرى التي تحوم حول كوكبنا، 90% منها حجمه أكبر من 1 كيلومتر، في حين أن أي جسم حجمه نحو كيلومتر واحد يرتطم بالأرض هو كاف لتدميرها، بحسب أبحاث وعلماء بوكالة الفضاء الأميركية ناسا.
وأوصى أحد علماء ناسا ببناء صواريخ اعتراضية مزودة بخاصية الاختبار الدوري إلى جانب المركبة الفضائية المراقبة لوقف ارتطام الكرات النارية بالأرض، وفقاً لصحيفة الغارديان البريطانية.
وقال الدكتور جوزيف نوث، في محاضرة تقديمية بعنوان "كيف ندرأ أي أخطار كونية تندفع نحو الأرض"، مع عدد من العلماء النوويين يوم الإثنين 12 ديسمبر/كانون الأول 2016: "إن البشر غير مستعدين مطلقاً لارتطام أي كويكب أو مذنب بالأرض بصورة مفاجئة".
وأوضح الباحث بمركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا أن "أكبر مشكلة نواجهها في الأساس، هي أننا ليس لدينا ما نفعله في الوقت الراهن".
انقرضت لكنها محتملة
وأشار نوث في الاجتماع السنوي للاتحاد الجيوفيزيائي الأميركي إلى أن خطر ارتطام الكويكبات والمذنبات بالأرض نادر الحدوث للغاية، بالمقارنة بالأجسام الصغيرة التي تنفجر من حين إلى آخر في السماء أو تضرب سطح الأرض، مؤكداً "أصبح ارتطام الكويكبات والمذنبات بالأرض أمراً غير موجود في الأساس مثلما انقرضت الديناصورات القاتلة منذ 50 أو 60 مليون عام".
ورغم ذلك عاد نوث ليلفت إلى احتمالية حدوث الأمر بشكل عشوائي، بقوله "ورغم ذلك يمكننا القول إننا قد نكون معرضين لخطر الارتطام بالكويكبات، لأن هذا الأمر أصبح عشوائياً في عصرنا هذا".
"إن المذنبات تتبع مسارات بعيدة عن كوكب الأرض، لكنها في بعض الأحيان تكون قريبة جداً من الأرض، مثلما حدث في عام 1996 عندما خرج المذنب الشاذ من مساره واقترب من كوكب المشتري، وأيضاً في عام 2014 عندما مرَّ أحد المذنبات بالقرب من كوكب المريخ، وقد اكتُشف المذنب الثاني قبل 22 شهراً من احتكاك المذنب بالكوكب، وهذا وقت غير كافٍ لإطلاق بعثة فضائية لتجعل المذنب ينحرف عن مساره إذا كان داخل المجال الأرضي"، يشرح العالم الجيوفيزيائي.
واستطرد: "بالنظر إلى البرنامج الزمني لإطلاق المركبات الفضائية التي يمكن الاعتماد عليها في هذه المهمة، فإن إطلاق الصواريخ الفضائية يستغرق 5 سنوات، بينما في هذه الحالة ليس أمامنا سوى 22 شهراً فقط حتى نأخذ حذرنا".
دفاعاً عن الأرض
وأنشأت ناسا مؤخراً مكتباً للدفاع عن الكوكب، وقد أوصى نوث وكالة ناسا ببناء صاروخ اعتراضي مُزود بالاختبار الدوري، جنباً إلى جنب مع المركبة الفضائية المراقبة.
وقال نوث إن "وكالة ناسا قد تقلل مدة البرنامج الزمني الذي يصل إلى خمس سنوات إلى النصف، ولكن إذا استطعنا تقليل وقت البرنامج إلى ربع المدة فستكون الأرض بسلام"، مضيفاً أن من الخطوات المساعدة لتحقيق ذلك "أن يكون الصاروخ الاعتراضي موجوداً في المخزن وجاهزاً للإطلاق في غضون عام".
وأردف: "ومع ذلك يمكننا أن نقلل من احتمالية وجود كويكب مستتر قادم من أحد الأماكن التي يصعب رصدها مثل الشمس".
وأكد نوث، أنه وزملاءه مؤلفي الدراسة لا يتحدثون بلسان إدارة وكالة ناسا، وأن هذا الأمر يتطلب تقديم طلب للكونغرس والحصول على موافقته.
واكتشفت ناسا أن أكثر من 90% من الأجسام القريبة من الأرض يزيد حجمها عن 1 كيلومتر، وهو حجم كافٍ لتدمير الأرض.
كما أن الأجسام الأصغر (واحد كيلو متر فأقل) تشكل خطراً كبيراً أيضاً إذا ارتطمت بالأرض، وقد وجدت وكالة ناسا 874 كويكباً يصل حجمها إلى 1 كيلومتر من بين 1748 كويكب ممن يحتمل أن تشكل خطورة على الأرض.
وتُعد الكويكبات أكثر قتامة ووعورة من المذنبات الجليدية، والكثير منها يسير ضمن النطاق الذي يمتد بين كوكبي المشتري والمريخ.
رؤوس نووية أم قذيفة مدفعية؟
من جانبه قال الدكتور كاثي بليسكو، أحد العلماء في مختبر لوس ألاموس الوطني بأميريكا: "هناك طريقتان قد يستخدمهما البشر في تغيير مسار الكويكب وهما: الرؤوس النووية أو المسبار الحركي، الذي هو في الأساس قذيفة مدفعية عملاقة".
وأضاف: "التكنولوجيا المستخدمة في صناعة القذيفة المدفعية هي في الواقع تكنولوجيا جيدة جداً، حيث إنها قادرة على اعتراض أي جسم بسرعة عالية، وفاعليتها أكبر من المواد شديدة الانفجار. لكن الوقت الذي يستغرقه تنقيحها أطول من الصواريخ النارية الشبيهة بالقنبلة النووية".
وأشار إلى أن "القذيفة المدفعية تعمل على تفتيت الكويكبات إلى قطع صغيرة، وهذا ما له آثار جانبية خطيرة تتمثل في شظايا الانفجار".
وشدد بليسكو "نحن عاكفون على أداء مهامنا بعناية فائقة قبل أن نواجه الخطر. لا نريد أن نقوم بحساباتنا عندما يحدق بنا خطر ما، فنحن في حاجة إلى إنجاز هذا العمل قبله بمدة كافية".
ويعود جزء من قلق العلماء إلى عدم وجود معرفة كافية بتكوين هذه الكويكبات، ولهذا قال بليسكو: "لا يوجد لدينا الكثير من البيانات حول ما بداخل هذه الكويكبات أو المذنبات، لكننا بنينا حساباتنا على معرفتنا بالفيزياء والصخور والجليد الذي خمَّنا وجوده ضمن مكونات الكويكبات".
تجارب مريرة
جالينوس جيسلر، وهو عالم آخر في مختبر لوس ألاموس لفت إلى أنه "من المرجح أن الكويكب أو المذنب الذي ينجو من محاولة تغيير مساره سيضرب المحيط"، مردفاً "إذا كان قطر الكويكب أصغر من 500 قدم فهذا من شأنه أن يؤدي إلى نثر المياه إلى السماء بطول يبلغ آلاف الأقدام، ولكن من غير المحتمل أن يتسبب في تسونامي".
وتابع: "لكن الصخرة التي ستنفجر فوق الماء بالقرب من الشاطئ المليء بالسكان، أو عندما ترتطم به، ستشكل خطراً كبيراً للغاية"، مشيراً إلى الحادثة التي وقعت في مدينة تشيليابنسك الروسية في عام 2013، حين أدى تفتُّت مذنب -يبلغ عرضه 60 قدماً ووزنه 7000 طن- إلى تساقط كرات نارية أصابت الكثيرين بالعمى، وحطمت نوافذ المنازل على بُعد أميال، وأدت إلى إصابة أكثر من ألف شخص في محيط 55 ميلاً في مسار الصخور المتناثرة.
وقد عملت وكالة ناسا والإدارة الوطنية للأمن النووي معاً لأكثر من عقد من الزمان على دراسة الكويكبات. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2016، عملت إدارة الطوارئ الفيدرالية بوكالة ناسا على إجراء تجربة تحاكي ما يمكن أن يحدث إذا ضرب كويكب ضخم مدينة لوس أنجليس الأميركية. وإذا ضرب كويكب بحجم 330 قدماً جنوب مدينة كاليفورنيا، وخلصت التقديرات إلى أن الانفجار سيؤدي إلى قتل عشرات الآلاف من المواطنين.
وفي عام 1908 أدت كرة نارية ضخمة، يُعتقد أن حجمها من 50 إلى 100 متر، إلى تسوية مئات الأميال المربعة في غابات سيبيريا بالقرب من نهر بودكامينيا تونغوسكا بالأرض، وقد دُمرت نوافذ المنازل في محيط 30 ميلاً، وأفاد شهود عيان بأنهم أُصيبوا بحروق جلدية، وعثروا على بقايا متفحمة لقطيع من حيوان الرنة. ويرى العلماء أن انفجار تونغوسكا، كما يطلق عليه، أقوى 185 مرة من إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما في العام 1945.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.