في 27 مارس/أذار 2016 نشرت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أكثر الصور التي أُخذت لسطح كوكب بلوتو وضوحاً على الإطلاق، الصور جسدت مشهداً مذهلاً لجبال الكوكب الصغير، وكذلك الحفر، والسهول الجليدية المكونة من عنصر النيتروجين.
ومن المرجح أن تكون هذه الصور أفضل الصور التي وصلت إلينا جودة عن كوكب بلوتو على الإطلاق، حسب تقرير نشره موقع vox الأميركي.
الصور أخذت من قبل مسبار الفضاء التابع لناسا، والذي يُدعي "New Horizons"، خلال رحلته إلي بلوتو الذي يوصف بالكوكب القزم أحياناً في 14 يوليو/تموز عام 2015، ولكنها نشرت فقط الآن بعد 10 أشهر، وهذا التأخير أثار دهشة إحدى مذيعات شبكة فوكس نيوز.
وقد كُتب ذلك على موقع تويتر باستغراب، لكن هناك أسباباً وجيهة لهذا التأخير، أولها أن كوكب بلوتو، هو كوب يبعُد كثيراً جداً عن الأرض، فقد كان المسبار على بعد 3 مليارات ميل من كوكب الأرض، حينما قام بالتقاط هذه الصور، وقد استغرق وقتاً طويلاً لإرسالها.
سرعة الضوء
على وجه التحديد أخذت الإشارة 4.5 ساعة لتصل من المسبار إلى الأرض، وهي تسير على سرعة الضوء، لكن هذه لم تكن العقبة الوحيدة، فالمسافة البعيدة التي تفصلنا عن كوكب بلوتو، تعني أن الإشارة التي تصل إلينا ضعيفة للغاية.
فوكالة ناسا عليها استخدام أطباق إذاعية يبلغ اتساعها 200 قدم (واحد في كل من أستراليا، كايفورنيا، وأسبانيا) لاستقبال الإشارات.
كما أن هذه المعلومات من المسبار تنقل من 1 إلى 3 كيلوبايت في الثانية الواحدة، وهي بذلك أبطأ بمقدار 10 مرات من المودم 56 كيلوبايت الذي كان معمولاً به منذ 1990، وهذا يعني أن الصورة التي يبلغ اتساعها 1024 بكسل تأخذ 42 دقيقة للوصول إلينا.
وأحد الأسباب الهامة هي أن دور مسبار "New Horizons" لا يقتصر على إرسال الصور فقط .
فكما أوضح الكاتب جوزيف سترومبرغ عام 2015، أن وكالة ناسا في البداية كانت تستخدم المسبار لالتقاط مجموعة صغيرة من الصور في يوليو/تموز 2015، وهو ما يجعل الجمهور يتعجب من استغراقها وقتًا كبيراً في ذلك، لكن المسبار اتجه بعد ذلك لإرسال معلومات علمية عن درجة حرارة الكوكب، والمناخ، وتفاعله مع الرياح الشمسية وهي شحنات البلازما التي تطلقها الشمس.
وفي سبتمبر/أيلول 2015 استأنفت ناسا نظام إرسال الصور، لكنها أخذت تنبه على أن الأمر سيأخذ 16 شهراً لنقل جميع الصور والبيانات التي تم جمعها، وذلك بسبب البطء في سرعة الإرسال. ومنذ ذلك الحين، وتقوم ناسا بنشر صور بلوتوا تباعاً.
وكانت هذه الصور قد وصلت من بلوتو في ديسمبر/كانون الأول 2015، وبثت ناسا الصور في هيئتها الخام على الإنترنت بعد ذلك بأسبوع تقريباً. ولكن لم يلتفت أحد لهذه الصور لأنها كانت صور خام، يصعب تفسيرها.
ولقد استغرق ذلك بعض الوقت من وكالة ناسا للتعامل مع الصور، وجعلها أكثر جمالاً وأناقة ليراها الجمهور، وهذا ما فعلوه مع الصور التي أطلقوها الأسبوع الماضي (الأسبوع الثالث من مايو/أيار 2016).
قيود الميزانية
وفي تغريدة لفان سيسترين، إحدى مذيعات "فوكس نيوز، رجحت أن تكون التخفيضات في الميزانية هي التي تقف على الأرجح وراء بطء إرسال الصور، فقيود الميزانية تشكل بلا شك عائقاً أمام جهود استكشاف الفضاء.
وتبلُغ ميزانية ناسا 19.3 مليار دولار، أي حوالى 0.49% من ميزانية الاتحاد الفيدرالي، وقد تعرضت الميزانية لعدد من التخفيضات وأقتُطع منها خلال السنوات الأخيرة، وخصوصاً الأجزاء المخصصة لعلم الكواكب.
وبحسب ما صرح ديفيد دبليو براون لموقع فوكس، فإن الميزانية المخصصة لذلك تعتبر أقل بكثير من الموارد اللازمة لاكتشاف نظامنا الشمسي في السنوات القادمة.
فعلى سبيل المثال لا يوجد خط أنابيب في المركبة الفضائية لتحل محل المسبار New Horizons، وهذا يعني أن هذه الصور التي وصلتنا عن بلوتو هي أفضل صور سنراها لعقود، ربما طويلة.
وأضاف: "بمرور الوقت على مدار الثلاث سنوات المقبلة" عندما تنتهي البعثات وتموت المركبة الفضائية ستعود الكواكب الخارجية مظلمة من جديد، لكن بخصوص التأخر في وصول هذه الصور فإن علاقة الميزانية بالأمر ضعيفة، والسبب الأرجح هو بُعد كوكب بلوتو الشديد عن الأرض.
-هذا الموضوع مترجم بتصرف عن موقع vox الأميركي. للاطلاع على المادة الأصلية أضغط هنا.