صُدمت شركة كويتية متخصصة في أمن الفضاء الإلكتروني والإنترنت عندما رأت أحد منشوراتها مصنّفاً على أنه "كتيبٌ سريٌ لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)" لحماية أعضائه على الإنترنت.
الشركة الكويتية الخاصة التي تدعى "سايبركوف" تحدثت إلى موقع BuzzFeed News الإخباري، وأفادت بأنها قامت بنشر الكتيب في يوليو/تموز 2014، وأنه مازال معروضاً للبيع على موقعها الخاص على الإنترنت تحت عنوان "دليل الأمن الإلكتروني للنشطاء والإعلاميين والعاملين بمنظمات حقوق الإنسان في قطاع غزة".
مؤسسات إعلامية تنشر الكتيب
لكن في الأسبوع الماضي قامت مؤسسات إعلامية منها صحيفة التليغراف وموقع ياهو نيوز وموقع Wired بنشر الكتيب على أنه بروتوكول سري يستخدمه عناصر "داعش" من أجل سلامتهم على الإنترنت.
موقع Wired تناقل الخبر تحت عنوان "دليل أمن داعش يكشف تعامل التنظيم مع أمن الإنترنت"، حيث يظهر أن التنظيم سرق النص الأصلي وتداوله بين أعضائه النشطين إلكترونياً الذين يعرفون باسم "الخلافة الإلكترونية".
"سايبركوف" تدافع عن حقها
عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لـ"سايبركوف"، كتب رسالة إلكترونية إلى موقع BuzzFeed News مدافعاً عن كتيب شركته قائلاً: "دليلنا يرتكز على أدوات وإرشادات وطرق متاحة للجميع. اعتمدت المصادر في الكتيب على مؤسسة الآفاق الإلكترونية EFF وغيرها من منظمات أمن الخصوصية الإلكترونية".
كما أبدى العلي دهشته من أن "داعش" يستفيد من الكتيب المنشور، ونفى علمه وعلم مؤسسته بذلك، مبدياً استغرابه من تناقل الكتيب على المواقع الإخبارية في مقالاتٍ أجريت عليها تعديلات لاحقةٌ عندما تبيّن أصل الكتيب واقتضى التنويه بمحتواه الأصلي.
لكن دهشته الكبرى كانت من اكتفاء مركز مكافحة الإرهاب في ويست بوينت بولاية نيويورك بترجمة اسم الكتيب على صفحة خدمة جوجل للترجمة Google Translate ومن ثم الادعاء بأنه منشور لـ"داعش".
وكانت حسابات على موقع تويتر تابعة لتنظيم داعش قد تناقلت بالفعل رابطاً لصفحة على موقع JustPasteIt يحوي نسخة معدلة من الدليل في الأشهر القليلة الماضية.
إرشادات أمنية على الإنترنت
يحوي الدليل نصائح وإرشادات أمنية مثل إلغاء تفعيل ميزة GPS وتجنب موقعي إنستغرام وفيسبوك نظراً لضعف سجلات متابعتهما للخصوصية.
كما يوصي الكتيب بالكثير من التطبيقات التي تنصح بها مجموعات أميركية معنية بالحريات المدنية وحفظ خصوصية الإنترنت من أجل التواصل الآمن عبر فضاء الإنترنت، مثل تطبيقات Signal و CryptoCat و RedPhone .
ومنذ تبني "داعش" اعتداءات باريس في 13 نوفمبر/تشرين الثاني، التي راح ضحيتها 130 شخصاً، والمسؤولون في الغرب يحاولون فهم أسباب فشل مخابراتهم في رصد ودرء الاعتداء الغاشم على باريس.
هجمات باريس والاتصالات المشفرة
مسؤولون أميركيون وأوروبيون ألقوا باللائمة على شبكات الاتصال المشفر، التي زعموا أن "داعش" يستخدمها لتخطيط وتنسيق هجماته بمنأى عن ناظري القانون.
لكن خلال الأسابيع التي تلت الاعتداء لم يتضح بعد استخدام التنظيم الإرهابي أي برامج مشفرة للاتصال ولا حتى تلك التي أُدرِجت ضمن "كتيبهم" المزعوم من بين الوسائل الموصى بها.
وقد نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن رجلاً واحداً على الأقل ممن كانوا وراء الاعتداءات كان قد استعمل فيسبوك للتواصل مع عناصر تنظيم داعش في سوريا، كما أن هاتفاً عُثِرَ عليه بالقرب من أحد مواقع الاعتداءات أظهرَ قيام مستخدمه باتصالات هاتفية وتبادل رسائل نصية مع منفذي الاعتداء عبر قنوات مفتوحة.