روبوتات تقوم بإنشاء شبكة من شأنها تطوير عقل خاص بهم، ومن ثم تشرع في استخدام هذا العقل في الإضرار بالبشر، أو يسيطر تنظيم إجرامي على شبكة من الروبوتات ويستخدامها في تحقيق مصالحه.
قد تبدو هذه سيناريوهات خيالية أو بعيدة الحدوث على أفضل الأحوال، لكن هناك من يأخذها على محمل الجد، بل إن هناك من يعمل الآن على منع حدوثها.
ستيفن هوكينغ.. ماكس تيجمارك.. الون ماسك، وعلماء آخرون، وقعوا عريضةً لمنع أسلحة الذكاء الاصطناعي، من خلال مؤسسة حصلت على 10 مليون دولار كتبرعات من ماسك في يناير/كانون الأول الماضي.
وأوضح الخطاب الملحق بالعريضة، أن خطر أسلحة الذكاء الاصطناعي أو ما يعرف بـ "AI" يعتبر "فوري"، ويتطلب اتخاذ إجراءات من شأنها تجنب هذه الكوارث خلال السنوات القليلة القادمة، لكن للأسف لم يتم مناقشة الأساليب التي من خلالها يتم تحقيق هذه الأهداف.
تلا ذلك اجتماع في الأمم المتحدة، لنقاش قضية "الروبوتات القاتلة" في أبريل/نيسان الماضي، والذي لم يسفر عن أي قرارات.
سيناريوهات وشيكة
استطاعت العديد من المؤسسات العسكرية، صناعة أسلحة ذكية خلال العقد الأخير، لكن الحكومات لا تمثل الخطر الأكبر للأسلحة الذكية، بل ما يقع خارج سلطتها، مثل أن تقوم عصابات إجرامية بصناعتها واستخدامها.
وخلال الفترة الأخيرة، تعرفنا على المستقبل الوشيك للأسلحة الذكية من خلال بعض الاختراعات، مثل سيارة "جوجل"، فالشركة العملاقة كشفت العام الماضي، عن نموذج جديد لسيارة ذكية ذاتية القيادة من صنعها تبلغ سرعتها القصوى 40 كلم/الساعة.
تخيل أن عصابة ما قررت سرقة مثل هذه السيارة وتركيب مدفع رشاش عليها، وبرمجته على إصابة الأهداف، هذا ببساطة يسمى "سلاحاً ذكياً"، يستطيع أي محترف برمجة تصنيعه بأقل الإمكانيات.
قد يبدو السلاح السابق عالي التكلفة بالنسبة للبعض، لكن هناك الأسلحة يمكن تصنيعها بأقل الإمكانات، كأن يتم تركيب قطعة الكترونية في الحوامات الصغيرة، قبل أن تطير بشكل أوتوماتيكي، أو أن يتم تركيب سلاح مبرمج في هذه الطائرة يستطيع إصابة الأهداف.
خطر يهدد البشرية
الكثير أعربوا عن قلقهم إزاء الأسلحة الذكية الموجودة بالفعل، أو تخوفوا من سيناريوهات وشيكة، مثل ما حدث في فيلم "ترميناتور" كأن تقوم مجموعة من الروبوتات بتطوير أنفسها ذاتياً للتفاعل مع العالم، بل وتحاول السيطرة عليه.
هذا السيناريو حذر منه الفيزيائي والفلكي سير مارتين ريس، وزميله في جامعة كامبردج الفيلسوف هو برايس، حيث اعتبرا أن البشر قد لا ينجون إذا تخطى الذكاء قيود البيولوجيا.
وعلى إثر هذه المخاطر، قام الاثنان بإنشاء مركز لدراسات المخاطر الوجودية في جامعة كامبردج للمساعدة في تجنب السيناريوهات الكارثية التي تهدد الوجود البشري.
هل نحن في خطر؟
"لسنا قريبين بعد"، كان هذا رد يوجين غوستمان – وهو برنامج ذكاء اصطناعي يقوم بإجراء محادثات عبر الانترنت على هيئة طفل أوكراني عمره 13 سنة -، على سؤال حول مدى قربنا من صيغ ذكاء لاصطناعي تشبه الإنسان؟
وكانت وسائل إعلام، قد روجت أن يوجين يعد ذكياً حقاً لانه استطاع أن يقنع مجموعة من البشر أنه طفل حقيقي يبلغ من العمر 13 سنة، لكن بحسب عالم الحاسوب سكون آندرسون، فإن "يوجين ما زال بعيداً جداً عن أن يكون بذكاء البشر، بعد أن قام بتوجيه عدة أسئلة له، لم يستطع الطفل الاصطناعي من أن يجيب بشكل صحيح.
لكن رغم هذا يرى الكاتبان زاك موسجرافي وبرايان روبرتس في موضوع نشر على موقع The Atlantic، أن المشكلة لا تكمن فقط في الوصول إلى صيغة من الذكاء الاصطناعي تشبه الإنسان ويمكنها السيطرة على العالم، إنما تكمن في الصيغ البسيطة منها، مثل سيارة ذاتية القيادة محملة برشاشات آلية، والممكنة فعلياً الآن.
ويرى الكاتبان أن مشكلة الأسلحة الذكية لا تكمن في قدرتها السيطرة على العالم، إنما تكمن في سهولة السيطرة عليها وإعادة برمجتها، ما يسمح لأي شخص تصنيع آلة قتل مؤثرة وعشوائية الهدف بتكلفة بسيطة وجهد لا يذكر.
استخدامات أخرى
ويرى موسجرافي وروبرتس أنه يجب منع تصنيع الأسلحة الذكية على جميع الأصعدة وإدانتها عالمياً، بسبب تكلفتها البسيطة وسهولة تصنيعها.
ويقول الكاتبين في مقالهم، إن الحكومات والمصنعين ادعوا سابقاً وجود وسائل حماية لبعض الأجهزة الالكترونية، مثل ATM وأجهزة التصويت الإلكترونية، لكن التجربة أثبتت أن كل هذا وغيره تم اختراقه والسيطرة عليه، حتى أنه يتم اختنراق أجهزة الحماية والسيطرة على السيارات والتحكم بها عن بعد.
وبعيداً عن استخدام العصابات الإجرامية لها، فإن مظاهر الذكاء الاصطناعي، قد تستغل من قبل الحكومات الدكتاتورية، في السيطرة على الجيوش والشعوب.
نماذج من الـ AI
Platform-M
أعلن الجيش الروسي في يوليو/تموز الماضي عن روبوت مقاتل على هيئة دبابة مجهزة بقاذفات قنابل وبنادق كلاشينكوف. وبحسب المصنعين، فإن الدبابة الآلية المسماه بــ Platform-M يمكن استخدامها في جمع المعلومات والاستكشاف وتدمير الأهداف الثابتة والمتحركة، ولتقديم الدعم في ميادين القتال ولحراسة المواقع الهامة، ويتم التحكم فيها عن بعد.
Super aEgis II
بندقية حراسة ذكية ثابتة، صنعت في كوريا الجنوبية في 2010، تقوم بضرب الأهداف بشكل أوتوماتيكي بعد رصدها من خلال حساسات حرارية من على بعد 3 كيلو مترات، وتعمل أيضاً خلال الليل بغض النظر عن حالة الجو.
Spot & Wildcat
روبوتات بأربعة أرجل، تشبه حركتها حركة الحيوانات، من تصميم شركة "بوسطن" للديناميكيات، يتوقع أن يتم استخدامها في ساحات المعارك لحمل العتاد والأسلحة والذخيرة بدلاً من أن يحملها الجنود،