ربما تكون قد صادفت أحد المقاطع الطريفة لأحدهم يتمتم بكلمات أغنية ما، أو يؤدي رقصة تزامنية بشكل كوميدي أو يؤدي عبارة من عمل فني شهير، أو حتى يلقى مزحة طريفة، ويحمل علامة تطبيق TikTok الذي شهد شعبية كبيرة في السنتين الماضيتين وخاصة بين الشباب والنشء.
الأمر الذي دعا العديد من الآباء والراشدين الذين أثار فضولهم شعبية TiKTok إلى البحث وراءه؛ ومن ثَم إيجاد العديد من الأمور التي قد تجعل التطبيق المُنتشر خطراً بشكل أو بآخر.
وكانت آخرها في المنطقة العربية تلك التحذيرات المُستاءة من قِبل (نورية بن غبريت) وزيرة التربية الوطنية الجزائرية، والتي وصفت التطبيق بأنه ينتج عنه مواقف غير أخلاقية أو غير لائقة ونبهت إلى ضرورة توخي الحذر في استخدامه من قبل الطلاب في المدارس.
بدأ في الصين.. ثم اجتاح العالم
التطبيق الشهير عبارة عن منصة تفاعلية لمشاركة مقاطع فيديو مدتها 15 ثانية يستطيع خلالها المُستخدم باستخدام كاميرا الجوال أن يسجل مقطعاً له على خلفية صوتية موسيقية أو ملف صوتي مُخزّن على مكتبة التطبيق.
أو حتى استخدام الصوت الأصلي للمقطع؛ ومن ثَم يشاركه مع المُستخدمين الآخرين ليتفاعلوا معه عن طريق إبداء الإعجاب أو التعليق، محاولاً جعل الأداء متزامناً مع الخلفية الصوتية بطريقة طريفة ومَرحة.
TikTok ليس تطبيقاً جديداً تماماً فقد بدأ عام 2014 باسم Douyin واقتصر تواجده جغرافياً على الصين فقط.
ثم بعد نجاح ملحوظ قام مبتكرو التطبيق الصينيون (اليكس زهو) و (لويو يانغ) بإتاحته بشكل أكثر شمولاً ولدول عديدة باسم Musicaly عام 2015 وحاز على نِسب عالية من التنزيلات مما زاد شعبيته خاصة بين الشباب.
ثم في عام 2017 اشترت إحدى أكبر الشركات التقنية الموسيقية في الصين ByteDance حقوق التطبيق مقابل مليار دولار، وتقديمه في ثوب جديد بالخواص نفسها تقريباً بالاسم الشهير الذي يعرف الآن وهو TikTok.
500 مليون مستخدم و4 ملايين دولار أرباح شهرية
بعدما أثار التطبيق شغف الملايين من الشباب والكبار في العالم، بدأت العديد من الإحصائيات والأرقام المُتعلقة بالتطبيق في إثارة المزيد من الدهشة تجاهه، ففي أحد آخر الإحصائيات لموقع Business of apps للربع الأخير من عام 2018، أظهرت النتائج أن TikTok وصل عدد مُستخدميه إلى 500 مليون حساب نَشط، و 800 مليون تنزيل في الإجمالي.
كما أتى التطبيق في المركز الثاني لأكثر التطبيقات تنزيلاً في متجر جوجل للتطبيقات في الربع الأول من عام 2018، وسادس أكثر تطبيق تنزيلاً للربع الثاني من العام نفسه.
بخلاف الأرباح التي وصلت في الربع الأخير من العام 2018 إلى 4 ملايين دولار شهرياً -من مبيعات الإعلانات والمنتجات داخل التطبيق-؛ في قفزة كبيرة بعدما كانت أرباحه مليون دولار فقط في الربع الأخير من العام السابق 2017.
Them: Come over
Me: I'm busy
Them: I've got honey 🍯
Me: pic.twitter.com/pGWF2hLWwT
— TikTok (@tiktok_us) January 16, 2019
فيسبوك يشعر بالغيرة.. ويحاول عدم تكرار الخسارة أمام سنابشات
بعدما ظهرت أرقام أخرى عام 2018 تًفيد بأن فيسبوك عملاق التواصل الاجتماعي يخسر العديد من مُستخدميه الصغار ما بين عمر 12 و 17 لصالح تطبيق سنابشات، حاول فيسبوك عدم تكرار الخسارة، وبدأ في ابتكار تطبيق يُشبه إلى حد كبير تطبيق TikTok وأطلقت عليه اسم Lasso بهدف جذب مستخدمي TikTok الصغار.
ولكن التطبيق الذي قدمته فيسبوك يقتصر جغرافياً على أمريكا في الوقت الحالي، ولكن رغم أن Lasso يقدم ميزات تختلف عن TikTok وأُطلق بواجهة مَرحة وسهلة الاستخدام؛ إلا أن المراجعة التقنية للتطبيق بواسطة الموقع التقني Common sense media أعطته نجمتين فقط من أصل خمس نجوم. بينما حصل TikTok على ثلاث نجوم ونصف.
كل تلك الشعبية والمرح .. فأين الخطر إذن؟!
أحد أكثر التحديات التي واجهت التطبيق الشهير هي الخصوصية في التطبيق، وسياسات الاستخدام للصغار، حيث لا توجد قواعد صارمة للتحكم في المحتوى المُشارك على التطبيق بشكل فعَال؛ فالأطفال تحت سن 16 عاماً يستطيعون تحميله، وهو ما يعرضهم للعديد من الأمور غير اللائقة لأعمارهم.
مثل التعرض لبعض مقاطع يتعرى فيها المستخدمون بشكل جزئي، أو للكلام البذيء غير اللائق، أو حتى محاولات من بعض المتحرشين بالتواصل مع هؤلاء القُصّر والحصول منهم على معلوماتهم، أو إغرائهم بأفعال غير لائقة.
التطبيق يعمل بخوارزمية لمنع التعري الكامل أو المحتوى الإباحي؛ إلا أن الوصول لمرحلة التعري الجزئي ليست عسيرة على التطبيق، وبينما يوضح التطبيق رسميا أنه ليس لمن هم دون الـ16 إلا أنه لا توجد آلية كاملة لتفعيل ذلك.
التحديات أيضاً قد تسبب المخاطر
أغلبنا يعلم أن من أكثر الأنشطة رواجاً في عالم الإنترنت والتواصل الاجتماعي هي التحديات، والتي تقوم على تحدي شخص لآخر بتكرار ما يفعله، وإلا يعد خاسراً أو مُنسحباً؛ وهي تتنوع ما بين الرقصات المرحة، أو الألعاب السحرية؛ أو تأدية بعض الحركات.
لكن بعض التحديات قد يصير خطراً إذا ما قام به المُتحدَّى بشكل خاطئ أو إذا كان التحدي نفسه ضاراً أو يتسبب في الإصابة أو حتى الوفاة؛ وبالطبع تلك التحديات تتنوع بداية من القيام بحركات بهلوانية خطرة أو التعامل مع النار أو المواد الضارة.
ولهذا قامت إدارة التطبيق مؤخراً بوضع خوارزمية تعرض تحذيراً مكتوباً أسفل كُل مقطع قد يحتوي على نشاط خطر، في محاولة منها لتفادي أية مشكلات قد تتسبب فيها تلك التحديات.