يخوض الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، حراكاً من أجل تشكيل حكومة وحدة في إسرائيل، مشدداً على أنها ستكون قادرة على إنهاء أزمة الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، الأمر الذي أثار غضب بعض أحزاب اليمين في الائتلاف الحكومي.
حيث قال هرتسوغ الليلة الماضية، في محادثات مع عدد من أهالي مجندات إسرائيليات أسيرات في قطاع غزة: "نحن في لحظة حاسمة، ومن أجل إعادة المختطفين علينا أن نتكاتف بكل قوتنا وأن نعمل بجهود كبيرة ومشتركة".
بحسب تقرير للقناة 12 العبرية، نشرته الثلاثاء 10 سبتمبر/أيلول 2024، فإن هرتسوغ لمح لضرورة تشكيل حكومة وحدة تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، بل إنه دعا النظام السياسي من أقصاه إلى أقصاه، إلى "الوقوف صفاً واحداً، من أجل اتخاذ الخطوات الممكنة لذلك".
هرتسوغ قال إنه "من الواضح لنا جميعاً أن أي صفقة ستكون لها أثمان مؤلمة، ولكن من دون إعادة المختطفين إلى الوطن فإن الأثمان ستكون أكثر إيلاماً للمجتمع الإسرائيلي، ويجب فعل كل شيء لإعادتهم إلى منازلهم في أسرع وقت ممكن".
القناة العبرية، كشفت أن تصريحات هرتسوغ سبقها اجتماعات ومحادثات عقدها مع أعضاء الكنيست من الائتلاف الحكومي والمعارضة حول قضية تشكيل حكومة الوحدة.
حزب شاس يدفع أيضاً باتجاه تشكيل حكومة وحدة
لكنها أشارت إلى أن المسألة لم تنضج بعد، لافتة إلى أن رئيس حزب شاس أحد أعضاء الائتلاف الحكومي في إسرائيل، مهتم أيضاً بتشكيل حكومة وحدة موسعة، ويدفع باتجاه تشكيلها.
بحسب القناة العبرية، فإن هناك تقارير استخباراتية إسرائيلية، تقدّر أن الشيء الأساسي الذي يسعى له يحيى السنوار هو إحداث انقسام وصراعات داخل إسرائيل، وهو بالفعل نجح في ذلك، وأن تغيير الاستراتيجية وتشكيل حكومة وحدة سيكون بمثابة الحل لمواجهة ذلك.
ونقلت عن مسؤول بارز في حزب شاس، أن "هناك إرادة ودعم لتشكيل حكومة وحدة، وهذا ما يجب القيام به الآن".
ما موقف الأحزاب الإسرائيلية؟
لكن حزبا "هناك مستقبل" الذي يقوده يائير لابيد، و"معسكر الدولة" الذي يقوده بيني غانتس، لم ينشرا بعد موقفاً رسمياً بشأن مقترح هرتسوغ، كما أن هناك من يعارضه داخل الائتلاف مثل حزب "القوة اليهودية" الذي يتزعمه إيتمار بن غفير، والذي هاجمه الليلة الماضية.
من جهتها قالت ممثلة حزب "معسكر الدولة" في الكنيست بانينا تامنو شيتا، إنه لا يوجد أي نقاش لديهم حول ضرورة الاتحاد من أجل إطلاق سراح الأسرى، و"لقد فعلنا وسنبذل قصارى جهدنا لإعادتهم إلى ديارهم، وسيحظى نتنياهو بدعمنا الكامل إذا وافق على الخطوط العريضة للمقترح الأمريكي".
بدورها قالت عضو الكنيست ميراف كوهين عن حزب "هناك مستقبل"، إن حكومة الوحدة قد تكون ذات أهمية فقط إذا ضمنت التوصل إلى اتفاق لعودة المختطفين، "ومن يمنع التوصل إلى اتفاق ويريد أن يجرنا بالقوة إلى حرب يأجوج ومأجوج" لا يمكن أن يكونوا شركاء لنا"، وذلك في إشارة إلى حزبي بن غفير وسموتريتش.
ولطالما عرض زعيم المعارضة يائير لابيد، تقديم "شبكة أمان" في الكنيست لنتنياهو، لإبرام صفقة تبادل أسرى، في حال تنفيذ بن غفير وسموتريتش تهديداتهما بالانسحاب من الائتلاف.
ويشكل حزب لابيد (24 مقعداً)، أما الائتلاف الذي تشكل بين "الصهيونية الدينية" بزعامة بن غفير و"القوة اليهودية" بزعامة سموتريتش، فإنه يشكل 14 مقعداً.
فيما كان لافتاً التعليق القادم من وزير الهجرة أوفير صوفر المنتمي لحزب "الصهيونية الدينية" الذي يقوده بتسلئيل سموتريتش، حيث دعا في كلمة له أيضا إلى تشكيل حكومة وحدة، قائلاً: "هذا هو الوقت المناسب لتوحيد القوى، ومعرفة كيفية العمل معاً، والتحديات في المستقبل تتطلب ذلك بقوة أكبر".
لكن تعليق صوفر لا يمثل بالضرورة رأي حزبه المتطرف، فرغم اعتراض زعيم حزبه لأي اتفاق صفقة "تبادل أسرى" مع حركة حماس، وتهديده بالانسحاب من الحكومة، لكن وزير الهجرة، قال في تصريحات سابقة إن "واجبنا الأخلاقي والأساسي هو إعادة الجميع إلى ديارهم"، وفي مقابلة سابقة له أشار إلى أنه "من الخطأ التعبير عن موقف من القضية قبل معرفة كافة التفاصيل".
حزب بن غفير: دعوة متعاونة مع دعاية حماس
فيما قال حزب "القوة اليهودية"، إن "دعوة الرئيس إلى تشكيل حكومة وحدة لإعادة المختطفين هي دعوة غير مسؤولة ومتعاونة مع دعاية حماس واليسار المتطرف، والتي يفترض بموجبها أن الحكومة الإسرائيلية الحالية غير معنية بإعادة المختطفين إلى منازلهم".
الحزب تابع، أنه "سيستمر في معارضة الصفقة غير الشرعية التي ستجلب لنا المزيد من القتلى والمختطفين، وفي معارضة التعاون مع المفاوضات التي تهدف إلى ابتزاز إسرائيل للحصول على تنازلات تؤدي إلى كارثة" على حد وصفه.
كما شدد على أنه "يجب زيادة الضغط العسكري الثقيل والمستمر على القطاع، ويجب وقف إدخال المساعدات الإنسانية والوقود إلى القطاع حتى يتم إطلاق سراح جميع المختطفين".
يشار إلى أن ائتلاف نتنياهو يتشكل من خمسة أحزاب يمينية، وهي "الليكود"، و"شاس"، و "القوة اليهودية"، والحركة الصهيونية.