- حزب الله ينفي بشكل قاطع مسؤوليته عن حادثة مجدل شمس
- هل أطلق فصيل آخر الصاروخ؟
- لماذا لا يمكن أن يتعمد حزب تنفيذ هذا الهجوم؟
- وليد جنبلاط يلمح لدور إسرائيلي ومحاولة لخلق فتنة
- مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي يدعو إلى تحقيق دولي
- هل ترد إسرائيل بشن حرب شاملة على لبنان؟
- وإليك تداعيات هذه الحرب
- الخيار المرجح.. قصف انتقائي في العمق اللبناني
- الأمريكيون طلبوا من إسرائيل رداً متوازناً
هل تصبح حادثة مجدل شمس هي الشرارة التي كان يحذر منها الكثيرون والتي قد تشعل حربًا بين حزب الله وإسرائيل وقد تؤدي إلى تدمير الأخيرة للبنان كما فعلت في حرب 2006، وهل حزب الله هو المسؤول فعلاً عن قصف القرية العربية السورية الدرزية كما تدعي إسرائيل ولماذا يفعل ذلك.
تساؤلات تطرحها حادثة مجدل شمس التي تمثل نقطة فارقة في الصراع بين حزب الله وإسرائيل وسط مخاوف من أن تكون الحادثة ذريعة إسرائيلية لشن حرب واسعة على لبنان.
وقتل ١٢ شخصاً معظمهم من الأطفال والمراهقين عندما سقطت قذيفة على ملعب لكرة القدم في قرية "مجدل شمس" وهي بلدة عربية درزية تقع في الجولان السوري المحتل، كما أصيب 35 شخصاً آخرين في الحادث.
حزب الله ينفي بشكل قاطع مسؤوليته عن حادثة مجدل شمس
وفور الإعلان عن حادثة مجدل شمس، نفى حزب الله بشكل قاطع مسؤوليته عنها، علماً بأنه قبل الحادثة كان قد أعلن الحزب عن عمليات قصف لأهداف عسكرية إسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة والجولان السوري المحتل، رداً على مقتل ٤ من عناصره في هجوم إسرائيلي.
وعادة يعلن حزب الله عن الأهداف التي يهاجمها وكذلك يعلن عن قتلاه.
وأبلغ حزب الله قوات حفظ السلام الأممية "اليونيفيل" بأن حادثة مجدل شمس وقعت نتيجة سقوط شظايا من صواريخ القبة الحديدية الإسرائيلية خلال تصديها لصواريخ حزب الله، حسب تقارير إعلامية.
وسبق أن وقعت حادثة مماثلة في شمال إسرائيل بسبب سقوط صواريخ القبة الحديدية.
ومنذ بداية الحرب نادراً ما يقصف حزب الله أهدافاً مدنية مأهولة، كما تجنبت إسرائيل بدورها استهداف الأعيان المدنية اللبنانية وركزت على استهداف بنية حزب الله العسكرية مما أدى إلى مقتل نحو 500 من أعضائه.
من جانبه، كذّب الجيش الإسرائيلي حزب الله، وقال جيش الاحتلال إن المسؤول بالحزب علي يحيى محمد هو المسؤول عن الهجوم الذي أطلق من قرب مزارع شبعا في جنوب لبنان.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، اليوم الأحد، إن الجيش يزيد من استعداده "للمرحلة التالية من القتال في الشمال"، في أعقاب الهجوم على مجدل شمس.
وأضاف: "نحن نعرف بالضبط من أين أُطلق الصاروخ. وتفحصنا على جدار ملعب كرة القدم بقايا الصاروخ، إنه صاروخ (فلق 1) برأس حربي يزن 53 كيلوغرامًا. هذا صاروخ حزب الله".
وتابع: "من يطلق مثل هذا الصاروخ على منطقة حضرية يريد قتل المدنيين، يريد قتل الأطفال. نحن نزيد بشكل كبير استعدادنا للمرحلة التالية من القتال في الشمال، كما نقاتل في غزة في نفس الوقت، نعرف كيف نهاجم حتى بعيدًا جداً عن دولة إسرائيل، سيكون هناك المزيد من التحديات، وسنرفع جاهزيتنا".
وأردف هاليفي: "عندما يتطلب الأمر سنتصرف بقوة. واجبنا إعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم، في الشمال بأكمله، الجليل وهضبة الجولان. إنه يوم صعب، وسنعمل من أجل أيام أفضل".
بدوره، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، في مؤتمر صحفي، إن النتائج الجنائية في الموقع تشير إلى هذا الصاروخ. من نوع فلق-1، الإيراني الصنع وتستخدمه فقط جماعة حزب الله، زاعماً أن الحزب هو من نفذ الهجوم.
وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق، إن "حزب الله" أطلق نحو 40 صاروخاً عبر الحدود، أصاب أحدها بلدة مجدل شمس الدرزية.
ويتفق مسؤولو الاستخبارات الأمريكية مع تقييم الجيش الإسرائيلي، بأن الصاروخ الذي أصاب مجدل شمس، السبت، أطلقه حزب الله، حسبما نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مصدر أمريكي.
هل أطلق فصيل آخر الصاروخ؟
وعقب الحادثة، خرجت تكهنات من خبراء لبنانيين وفلسطينيين بأن الهجوم يمكن أن يكون قد تم تنفيذه من قبل إحدى الفصائل الفلسطينية العاملة في لبنان، أوقوات الفجر التابعة للجماعة الإسلامية بلبنان.
وقد ألمح لهذا السيناريو وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب.
ولكن حجم الهجوم والصاروخ المستخدم فيه، وهو صاروخ كبير وإيراني الصنع، جعل هذا السيناريو أقل احتمالاً.
لماذا لا يمكن أن يتعمد حزب تنفيذ هذا الهجوم؟
على جانب آخر، فإنه من الصعب تصور تعمُّد حزب الله استهداف القرية ليس فقط لأنه لم يستهدف المدنيين منذ بداية الحرب خوفاً من استهداف المدنيين اللبنانيين من قبل إسرائيل ولكن أيضاً لأن القرية المستهدفة هي قرية درزية سورية، والدروز الذين بقوا في الجولان المحتل رغم عدم مقاومتهم للاحتلال الإسرائيلي، إلا أن علاقتهم ليست سيئة مع النظام السوري الحليف لحزب الله.
كما أن الدروز يمثلون مكوناً مهماً في لبنان، وبعض قياداتهم حلفاء للحزب مثل طلال أرسلان زعيم الحزب الديمقراطي اللبناني، ووئام وهاب رئيس حزب التوحيد الذي توترت علاقته مع حزب الله مؤخراً.
وليد جنبلاط يلمح لدور إسرائيلي ومحاولة لخلق فتنة
كما أن الحزب بات يتعايش مع أبرز قادة الطائفة الدرزية في لبنان ومجمل المنطقة وليد جنبلاط الذي سارع للتعليق على حادثة مجدل شمس قائلاً: نحذّر مما يعمل عليه العدو لإشعال الفتن ونحن بجانب المقاومة، في تلميح لإمكانية أن تكون إسرائيل مسؤولة بشكل أو بآخر عن الحادثة أو تحاول استغلالها.
وقال المصدر الأمريكي لأسوشيتدبرس إن "مسؤولي الاستخبارات الأمريكية ليس لديهم شك في أن حزب الله نفذ الهجوم على مرتفعات الجولان، لكن لم يكن من الواضح ما إذا كانت الجماعة تقصد الهدف أم أخطأت".
مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي يدعو إلى تحقيق دولي
وجدد البيت الأبيض دعمه لإسرائيل في أعقاب هجوم مجدل شمس، وقال إن "دعم واشنطن لأمن إسرائيل راسخ ولا يتزعزع، ضد كل الجماعات المدعومة من إيران، بما في ذلك حزب الله اللبناني"، مشددًا على أن "هذا الأمر مسألة ذات أولوية مطلقة".
من جانبه، أكد جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، الحاجة إلى "تحقيق دولي مستقل في هذه الحادثة غير المقبولة".
وحث جميع الأطراف على "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد ".
هل ترد إسرائيل بشن حرب شاملة على لبنان؟
عقب الهجوم تبارى القادة الإسرائيليون حكومة ومعارضة سواء كانوا متطرفين أو موصوفين بالمعتدلين إلى المزايدة والمطالبة بشن حرب على لبنان.
فالوزير السابق بيني غانتس الذي يُفترض أنه معتدل قال "حان الوقت لإبرام صفقة في غزة والتوجه لشن عملية عسكرية في الشمال".
كما صعّدت الخارجية الإسرائيلية تصريحاتها بشكل لافت، في وقت كان يتولى فيه وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتز نظرياً منصب رئيس مجلس الوزراء الأمني المصغر خلال غياب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي كان يزور الولايات المتحدة قبل أن يُبكّر عودته.
وأصدرت الخارجية الإسرائيليةبياناً رسمياً، اعتبرت فيه أن الهجوم يُشكل تجاوزاً لكل الخطوط الحمراء، حسب وصفها.
وتوعدت برد على ما وصفته بالمجزرة.
وذكر البيان أن "الطريقة الوحيدة لمنع الحرب والتي ستكون مُدمرة للبنان، هي إجبار حزب الله على تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701، وهذه هي اللحظة الأخيرة للقيام بذلك دبلوماسياً"(وين وينص هذا القرار على انسحاب حزب الله إلى ما وراء نهار الليطاني).
كما قال وزير خارجية إسرائيل يسرائيل كاتز، مساء السبت،"لا شك أن حزب الله تجاوز كل الخطوط الحمراء، نحن نواجه حرباً شاملة". واعتبر أن "إسرائيل ستحظى بالدعم الكامل من الولايات المتحدة وأوروبا".
وبدورهم، دعا عدد من الوزراء الإسرائيليين لشن حرب شاملة على لبنان وحزب الله، حتى أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير دعا، إلى إشعال بيروت وإحراقها.
ولكن اللافت أن لهجة وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، جاءت أقل حدة حيث قال خلال زيارته لقرية مجدل شمس اليوم الأحد، أن "حزب الله" مسؤول عن الهجوم المميت، الذي أسفر عن مقتل 12 طفلاً، وأن الجماعة المدعومة من إيران سوف تدفع الثمن.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي فقد ألقى كلمة متلفزة قصيرة من واشنطن الليلة الماضية قال فيها إن إسرائيل تتضامن مع المجتمع الدرزي وتوعد بأنهذه الحادثة لن تمر ، ولكن لم يهدد بشن حرب على حزب الله أو على لبنان واكتفى بالقول أنه سوف يعقد اجتماعًا لمجلس الوزراء الأمني المصغر فور عودته.
وإليك تداعيات هذه الحرب
وبينما تتصاعد دعوات الحرب في إسرائيل، فإن خبراء فلسطينيين ولبنانيين يقللون من هذا الخيار، بالنظر إلى انشغال الجيش الإسرائيلي في حرب غزة وحاجته إلى مزيد من الذخائر والأسلحةوالجنود إذا تقرر شن حرب شاملة على حزب الله، بما في ذلك التوغل العسكري في لبنان، البلد الذي يعادل مساحة غزة بحوالي 30 مرة، إضافة إلى كونه بلدًا مشهورًا بتضاريسه الجغرافية الوعرة.
والأهم من ذلك، أن حزب الله يعتقد أن قدراته العسكرية أقوى عدة مرات من الحركات الفلسطينية، كما أن لديه خط إمداد مفتوح مع إيران عبر الأراضي السورية، إضافة إلى احتمالية تدخل إيران أو على أقل تقدير حلفائها من الميليشيات الشيعية في العراق. إذا توسع الصراع، ولقد حذرت طهران إسرائيل بالفعل من من استهداف لبنان.
كما أن شن إسرائيل عملية قصف جوي واسعة النطاق دون توغل بري قد يتيح الفرصة لحزب الله للرد بشن هجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة على شمال إسرائيل، وصولًا إلى تل أبيب. إضافة إلى ذلك، وفقًا لما نُقل عن الجيش الإسرائيلي، فإن أي توغل بري محدود لا يمكن ضمان نجاحه أو وضع حدود لمداه الزمني أو الجغرافي.
الخيار المرجح.. قصف انتقائي في العمق اللبناني
ومع ذلك، فإن هناك إجماعاً لدى المصادر الإسرائيلية واللبنانية على السواء بأن حتى لو لم تندلع حرب شاملة فإن شكل الصراع بين حزب الله وبين إسرائيل سوف يتغير وأن تل أبيب قد ترد بقصف عنيف ولكن انتقائياً في العمق اللبناني بما في ذلك إمكانية قصف أهداف بالضاحية الجنوبية لبيروت ذات الغالبية الشيعية ومعقل حزب الله وقد يصل الأمر إلى قصف أهداف تابعة للحكومة اللبنانية أو الجيش اللبناني باعتبار أنها متهمة من قبل دولة الاحتلال بأنها تتعاون مع الحزب أو على الأقل تتركه يمارس عملياته ضد تل أبيب.
من جانبها، حاولت الحكومة اللبنانية النأي بنفسها عن الهجوم، مؤكدة إدانته لاستهداف المدنيين من أي جانب ودعوتها لوقف إطلاق النار على كافة الجبهات.
ولقد بدأت الطائرات الإسرائيلية بالفعل اليوم الأحد في شن هجمات في الجنوب وفي العمق اللبناني وتحديداً في منطقة البقاع ذات الأغلبية الشيعية التي تمثل ساحة خلفية لقوة حزب الله ولكن حتى الآن ينظر لهذه الهجمات على أنها بمثابة رد تمهيدي وليس رئيسياً.
الأمريكيون طلبوا من إسرائيل رداً متوازناً
وأفادت وسائل إعلام لبنانية نقلاً عن تقارير غربية بأن الأمريكيين طلبوا من إسرائيل ما وصفوه بالرد المتوازن.
وقال وزير الخارجية اللبناني "طلبنا من واشنطن حث إسرائيل على ضبط النفس في ظل التوتر في الآونة الأخيرة"، بينما طلبت "الولايات المتحدة من الحكومة اللبنانية كبح جماح حزب الله".
لكن هناك مخاوف من أنه إذا ردت إسرائيل بقسوة، فإن ذلك قد يدفع حزب الله للرد بقوة دوره من أجل الحفاظ على معادلة الردع، الأمر الذي قد يخرج الرد المتوازن الذي قيل إن الأمريكيين طلبوه عن السيطرة .