- إنه ليس مجرد طبيب بايدن بل صديق العائلة ورجل الشدائد
- من أهم صفاته الولاء وبايدن اعترف بأنه وجه له سباباً في أحد المواقف
- هل تؤثر علاقته ببايدن على تقييمه؟
- وها هو رئيس لجنة الرقابة بمجلس النواب يشكك في قدرة بايدن على قيادة البلاد
- ويلمح إلى علاقة الطبيب بشقيق الرئيس
- رؤساء أمريكيون عدة أخفوا مشكلات صحية خطيرة
تحوّل طبيب الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى محور للجدل حول القدرات الصحية والعقلية للرئيس بعد أدائه الباهت في المناظرة الرئاسية مع دونالد ترامب، فلماذا يُتهم طبيب بايدن كيفن أوكونور بأنه غير مؤهل لتقييم صحة الرئيس العقلية، وما حقيقة علاقته الشخصية ببايدن وعائلته؟
ويتعرض كيفن أوكونور جراح النخبة في الجيش الأمريكي، وصديق العائلة المخلص، ا امللبيت الأبيض للهجوم والقول إنه يخفي حقيقة صحة الرئيس، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The Times البريطانية.
بصفته طبيب بايدن، فإن الدكتور كيفن أوكونور معروف في البيت الأبيض. جراح الجيش السابق ممتلئ الجسم يكون دائماً قريباً من مريضه الأول، وعلى استعداد لتقديم الرعاية أو الاستشارة حسب الحاجة على الرغم من أن القليل من خارج المبنى يعرفون من هو، وفقاً لتقرير لوكالة أسوشيتدبرس "AP" الأمريكية.
في فبراير/شباط، قبل أربعة أشهر فقط من المناظرة الكارثية التي جرت في نهاية يونيو/حزيران، أشرف أوكونور على أحدث فحص جسدي لبايدن وكتب في مذكرة عامة أن الرئيس "لا يزال لائقًا للواجب وينفذ جميع مسؤولياته بالكامل دون أي إعفاءات أو تسهيلات. " وقال البيت الأبيض يوم الثلاثاء 9 يوليو/تموز إن تقييم طبيب بايدن لا يزال قائماً.
لكن بعض المشرعين الجمهوريين يريدون الآن أن يأتي الرجل الذي يسميه بايدن ببساطة "الطبيب" إلى الكونغرس للإجابة على أسئلتهم حول الحالة الصحية للرئيس، وهناك أيضاً تساؤلات حول سبب عدم تقديمه الرئيس للخضوع للاختبارات الإداركية، حسب الوكالة.
إنه ليس مجرد طبيب بايدن بل صديق العائلة ورجل الشدائد
وهناك علاقة وثيقة وقديمة بين بايدن وطبيبه، فعندما كان نجل الرئيس بو بايدن يتلقى العلاج من سرطان الدماغ في عام 2013، تواصل مع أوكونور الذي كانت العائلة تسميه بمودة "دوك" (الطبيب) وناشدته: "مهما حدث، اعتني بوب".
كان طبيب بايدن كيفن أوكونور يدعم الأسرة في الشدائد بهدوء خلال العقد الذي تلى هذه الفاجعة التي ألمت بعائلة الرئيس، متجنباً الأضواء ولقد اعتنى بجو بايدن وعائلته، سواء في دور طبيب الأسرة أو في المنصب الرسمي كطبيب للرئيس.
والآن وجد كيفن أوكونور، وهو جراح سابق في الجيش، نفسه الآن في دائرة الضوء مع طرح أسئلة حول صحة بايدن (81 عاماً)، بعد أن بدا وكأنه يتلعثم في بعض الكلمات ويفقد تسلسل أفكاره خلال المناظرة الرئاسية مع دونالد ترامب.
ودفعت المخاوف المتصاعدة طبيب بايدن إلى إصدار رسالة مساء الاثنين توضح سبب زيارة طبيب أعصاب للبيت الأبيض هذا العام، وهو يتعرض لضغوط من الجمهوريين ليأمر بإجراء اختبار إدراكي لبايدن. كما طالب الجمهوريون في مجلس النواب بعقد اجتماع معه، وتخضع علاقاته التجارية مع عائلة بايدن للتدقيق.
كل هذا قد يكون أمراً شاقاً بالنسبة لرجل ليس مثيراً، أو مبهراً"، حسب وصف زميل سابق عمل مع أوكونور في البيت الأبيض. لكن ذلك الزميل قال إن أوكونور تعلم أن يتلقى الضربات في حياته المهنية الطويلة والمتميزة التي لم يكن فيها دائماً ملائماً للقالب الذي وضع فيه، مما أدى إلى إكسابه للصلابة التي تعني أنه من غير المرجح أن يتأثر بالتهديد السياسي.
وقال الزميل السابق لطبيب بايدن: "يبلغ طول أوكونور حوالي خمسة أقدام، وبنيته مثل المصارع، ولم يكن قط توم كروز، طوال حياته كان يتعرض للسخرية، لأنه لم يكن طويل القامة بما فيه الكفاية، ولم يكن قوياً بما فيه الكفاية" ولكن استدرك قائلاً "أعتقد أن لديه صلابة داخلية."
بعد تأهيله في طب العظام، انضم أوكونور إلى الجيش الأمريكي وأمضى 22 عاماً كطبيب بالجيش.
وشغل منصب الجراح الرئيسي لوحدة القوات الخاصة دلتا فورس، بما في ذلك عمليات الانتشار في العراق وأفغانستان، وشارك مؤخراً في تأليف كتاب عن طب الصدمات بعنوان "أخبرهم بنفسك: إنه ليس يومك للموت".
وكتب بايدن في مذكراته أن أوكونور خدم في "قتال جدي" في عمليات مكافحة الإرهاب بعد هجوم 11 سبتمبر الإرهابي على الولايات المتحدة.
ويقوم طبيب الرئيس أيضاً بالتدريس بدوام جزئي في كلية الطب بجامعة جورج واشنطن الأمريكية.
من أهم صفاته الولاء وبايدن اعترف بأنه وجه له سباباً في أحد المواقف
ومعظم أطباء البيت الأبيض يأتون من خلفية عسكرية، وفي عام 2006 تم تعيين أوكونور من قبل الفريق الطبي للبيت الأبيض في عهد جورج دبليو بوش. وفي عام 2009 تم تعيينه لبايدن، نائب الرئيس آنذاك، من قبل باراك أوباما.
واعتبرت جذوره الأيرلندية الكاثوليكية مناسبة لبايدن، ومنذ بداية فترة ولايته أظهر الجودة التي يبدو أن العشائر تقدرها قبل كل شيء: الولاء.
وسرعان ما انخرط طبيب بايدن في قضايا عائلية شخصية، وساعد في ترتيب رعاية المسنين لوالدة بايدن، التي توفيت في يناير/كانون الثاني 2010 عن عمر يناهز 92 عاماً.
وتقاعد أوكونور بعد أن ترك أوباما وبايدن منصبيهما، لكنه ظل مع بايدن كطبيبه الشخصي. أعاد بايدن أوكونور إلى البيت الأبيض عندما أصبح رئيسًا في عام 2021.
ويوصف طبيب بايدن، (58 عاماً)، بأنه ودود وقوي البنية، وله حضور مرح في الدائرة الداخلية لبايدن، وغالباً ما يمزج النصائح الطبية بالنكات. وهو يسافر بانتظام مع بايدن، مثلما يفعل كل أطباء الرؤساء الأمريكيين، وغالباً ما يُرى وهو يحمل حقائب طبية ثقيلة ويستقل سيارة ليموزين احتياطية في موكب الرئيس.
في مذكراته، "عدني يا أبي"، وصف بايدن كيف كان الرجل الذي يلقبونه بـ "الدكتور" "هادئاً دائماً تحت الضغط"، ويمكن الاعتماد عليه لمنحهم تقييماً صادقًا بينما كان يرشد الأسرة خلال الاضطرابات والحسرة أثناء مرض بو بايدن ووفاته في عام 2015. وبينما كان بو يتم نقله لإجراء فحص، جعل أوكونور يعده برعاية والده.
ويتناول الكتاب أيضاً تفاصيل حادثة وقعت في أوائل عام 2015 عندما أصيب بايدن بالتهاب رئوي قبل رحلة إلى أمريكا الجنوبية، ونصحه طبيبه الشخصي صراحةً بعدم الذهاب.
إذ يتذكر بايدن أن أوكونور قال له "الآن، أنت تبدو مثل الغائط، ولا أستطيع أن أجعلك لا تبدو كذلك"، وهي لمحة نادرة تظهر صراحته.
وقال زميل طبيب بايدن السابق "إنه كان دائماً صادقاً وواقعياً، ومثل أحد أفراد عائلة بايدن الممتدة".
وأضاف الزميل: "مهمته هي إبقاء الرئيس على قيد الحياة وبصحة جيدة، وعندما يكون لديك تاريخ مدته 18 عاماً مع المريض، يتم بناء الثقة".
هل تؤثر علاقته ببايدن على تقييمه؟
والسؤال الآن هو ما إذا كان هذا الارتباط الوثيق يخيم على تقييمه وحكمه على صحة بايدن، وهو اتهام وجهه له أحد خصومه، وهو روني جاكسون، طبيب البيت الأبيض في عهدي أوباما وترامب.
وتم تعيين جاكسون في الفريق الطبي بالبيت الأبيض في نفس الوقت الذي تم فيه تعيين أوكونور، ولم ينجح الرجلان في التعاون معاً. وقال المصدر الذي عمل معهما في البيت الأبيض: "من الناحية الشخصية، كانا يحتقران بعضهما البعض".
وكان جاكسون يتواجد بشكل متكرر خلف المنصة الصحفية للبيت الأبيض، على عكس أوكونور، الذي رفض طلبات إجراء مقابلات معه ولم يعقد أي مؤتمرات صحفية.
تتضمن تعليقات أوكونور العامة القليلة حول وظيفته مقابلة بسيطة مع موقع أخبار العظام "The DO"، حيث قال إن دوره الأكثر أهمية هو قول "صباح الخير، سيدي الرئيس" كل يوم.
وفي المقابل، يتمتع جاكسون بحضور إعلامي ناري، ووهو عضو جمهوري في الكونغرس، ومؤيد قوي لترامب.
وتساءل جاكسون على قناة فوكس نيوز اليمينية مؤخراً: "لماذا لا يقف الدكتور كيفن أوكونور، طبيب بايدن، على المنصة ويجيب على أسئلة الصحافة حول ما يحدث مع الرئيس؟".
وأردف قائلاً "أعتقد أنه من سوء الممارسة الطبية عدم عرضه على طبيب أعصاب حتى الآن لتقييم مشكلاته الإدراكية".
وها هو رئيس لجنة الرقابة بمجلس النواب يشكك في قدرة بايدن على قيادة البلاد
وطرح جمهوريون آخرون أسئلة حول ما إذا كان ارتباط أوكونور التجاري مع شقيق بايدن، جيمس، قد أثر على حكمه. وقد رفض البيت الأبيض هذه الاتهامات.
وأرسل النائب الجمهوري جيمس كومر، رئيس لجنة الرقابة بمجلس النواب، رسالة إلى طبيب بايدن يطلب منه إجراء مقابلة مكتوبة مع اللجنة لمناقشة تقييمه الطبي للرئيس.
وكتب كومر "يشكك الأمريكيون في قدرة الرئيس بايدن على قيادة البلاد، وتقوم لجنة الرقابة والمساءلة بالتحقيق في الظروف المحيطة بتقييمك في فبراير/شباط من هذا العام بأن "الرئيس بايدن رجل يتمتع بصحة جيدة ونشط وقوي يبلغ من العمر 81 عاماً، ويظل لائقاً لتنفيذ واجبات الرئاسة بنجاح".
ويلمح إلى علاقة الطبيب بشقيق الرئيس
طلب كومر أيضاً من أوكونور تسليم المستندات المتعلقة بعلاقاته المزعومة بشركات عائلة بايدن. يزعم كومر أن أوكونور عمل سابقاً بشكل وثيق مع جيمس بايدن، شقيق الرئيس، في شركة تدير مستشفيات ريفية، ويقول إن هذا الارتباط قد أعاق حكمه الطبي على حالة بايدن الإدراكية.
وكتب المتحدث باسم البيت الأبيض، إيان سامز، يوم الثلاثاء على وسائل التواصل الاجتماعي أن طلب كومر "سخيف ومهين للغاية".
إن مسألة الاختبار الإدراكي هي التي تمثل تحدياً خاصاً أمام طبيب بايدن، الذي سيكون الشخص الذي يمكنه أن ينصح الرئيس بإجراء مثل هذا الاختبار، حسب تقرير The Times.
وخضع بايدن لفحوصات عصبية وحصل على موافقة كاملة كجزء من فحوصاته الطبية السنوية، والتي كان آخرها في فبراير/شباط من هذا العام. وهناك اختبار إدراكي منفصل من شأنه أن يقيم على وجه التحديد الذاكرة قصيرة المدى ومدى الانتباه.
ماذا سيفعل إذا تبين أن هناك مشكلة ما لدى الرئيس؟
وقال جاي أولشانسكي، أستاذ علم الأوبئة والإحصاء الحيوي بجامعة إلينوي الأمريكية، الذي درس طول عمر الرؤساء، إن السؤال هو ماذا سيفعل الطبيب الرئاسي إذا تم الكشف عن مشكلة ما.
"المعضلة التي يواجهها أطباء الرؤساء هي: ماذا لو وجدوا شيئاً ذا صلة بعمل الرئيس في المستقبل؟"، حسب أولشانسكي، الذي قال لصحيفة The Times، إن السرية بين المريض والطبيب تنطبق على الرئيس بنفس الطريقة التي تنطبق على أي مواطن أمريكي آخر.
وفي الوقت ذاته "كلما تقدم السن، زاد احتمال العثور على شيء ما، سواء في الجسد أو العقل. هذه مجرد احتمالات إحصائية أساسية.
رؤساء أمريكيون عدة أخفوا مشكلات صحية خطيرة
وهناك سابقة تاريخية لبقاء المخاوف الصحية لرؤساء الولايات المتحدة طي الكتمان، حيث لا يوجد بروتوكول رسمي لإبلاغ الجمهور بها.
في عام 1893، اكتشف الأطباء ورماً سرطانياً في فم الرئيس جروفر كليفلاند، وقاموا بإجراء عملية سرية على متن يخت لإزالة جزء من فكه.
وكان لدى الرئيس فرانكلين روزفلت الذي قاد الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية عدد من المشكلات الصحية المرتبطة بشلل الأطفال والتي احتفظ بها سراً، وكذلك أمراض القلب، وقد توفي في منصبه بسبب نزيف في المخ.
وكان جون إف كينيدي يعاني من مشاكل طبية بما في ذلك اضطراب في الغدد الكظرية، ولكن معظمها كان مخفياً عن الجمهور خلال فترة رئاسته.
ويعتقد أولشانسكي أنه يجب أن يكون هناك المزيد من الشفافية والكشف بشكل أكبر عن جميع السجلات الصحية الرئاسية، وشدد على أن ذلك ينطبق على ترامب أيضاً. وأضاف: "لقد كان معرضاً لخطر الإصابة بأزمة قلبية مفاجئة، ولم يمارس الرياضة، فهو يعاني من السمنة".
وأردف قائلاً "هناك الكثير من السلبيات في السجل الصحي للرئيس السابق ترامب".