طوَّرت صواريخ براهموس أو BrahMos في إطار المشروع الروسي-الهندي المشترك BrahMos Aerospace، وجعلت كنسخة معدلة عن صواريخ "أونيكس" البحرية الروسية، وجرى اختبار أول نسخة من هذه الصواريخ عام 2001، كما أطلقت منها إصدارات مختلفة تصل سرعة بعضها إلى 3430 كلم/ساعة، وتستخدم هذه الصواريخ حالياً في القوات الجوية والبرية والبحرية في الهند. وعام 2021 بدأ سلاح الجو الهندي باختبار نسخة معدلة من هذه الصواريخ يمكن استعمالها مع مقاتلات سوخوي الحربية، ولها القدرة على إصابة أهداف على بعد 300 كلم.
ومؤخراً٬ أعلنت شركة BrahMos Aerospace أنها تعمل على مشروع لتطوير جيل جديد من صواريخها المجنحة. وقال المدير التنفيذي للشركة، أتول راني: "ستبدأ اختبارات التأهيل لصواريخ BrahMos NG الجديدة في عام 2024 حيث إن الخبراء يسعون لأن يكون الصاروخ الجديد بوزن 1330 كلغ، وأن يصل مداه المجدي إلى 300 كلم، وأن يكون مصمماً ليطلق من أي طائرة مقاتلة عاملة في سلاح الجو الهندي، وأن هذا النوع من الصواريخ سيستعمل في البداية من مقاتلات Su-30MKI الروسية الصنع".
وأشار مدير الشركة إلى "أن الهند ستستعمل هذا النوع من الصواريخ مع مقاتلات Su-30 الموجودة لدى جيشها، ومن ثم ستحاول استخدامه مع مقاتلات Tejas الخفيفة لديها، ومن المحتمل أيضا أن تطور هذه الصواريخ لتستخدم مع الطائرات الحربية الغربية، لكن الأمر يتوقف عند رغبات العملاء".
ما هو صاروخ براهموس (3 ماخ) الأسرع من الصوت؟
يعد صاروخ براهموس 3 ماخ، صاروخ كروز فرط صوتي ضمن سلسلة صواريخ (أسرع من الصوت على مرحلتين)، وهو تطوير هندي روسي مشترك، ويبلغ مداه 290 كيلومتراً٬ وقد دخل حيز الخدمة في عام 2014 وهو قادر على العمل في كل الأحوال الجوية، وهو مضاد للسفن والغواصات والأهداف الأرضية.
وتقوم شركة "براهموس أيروسبيس"، وهي شركة هندية – روسية مشتركة، بتصنيع الصواريخ المجنحة الأسرع من الصوت التي يمكن إطلاقها من الغواصات أو السفن أو الطائرات أو المنصات الأرضية. تأسست الشركة عام 1998 وسميت على اسم نهري براهمابوترا وموسكو.
ما خصائص صاروخ براهموس؟
– يتميز بوجود معزز سرعة يعمل بالوقود الصلب للتسارع الأولي ومحرك نفاث سائل لسرعات 3 ماخ.
– تعد قدرات الصاروخ متخفية، وهو يتميز بتقنية "أطلق وانسَ"، وتعدد استخداماته في النشر البري والبحري والغواصات والجوي، وهو صاروخ رئيسي لدى الهند.
– يتميز صاروخ براهموس بسرعته العالية ووقت طيرانه القصير ودقته الدقيقة التي تعزز فعاليته.
– وتقوم الهند بتصدير صواريخ براهموس إلى حلفاء مثل الفلبين لمواجهة التهديدات الإقليمية، وخاصة من الصين.
صاروخ براهموس.. دفاع الهند "الأسرع من الصوت" ضد التهديدات الإقليمية
براهموس هو صاروخ هندي أسرع من الصوت على مرحلتين تم تطويره بالتعاون مع روسيا. المرحلة الأولى للصاروخ عبارة عن محرك معزز يعمل بالوقود الصلب، والذي يمكنه تسريع الصاروخ إلى سرعات تفوق سرعة الصوت قبل فصله. المرحلة الثانية عبارة عن محرك نفاث سائل يمكنه دفع الصاروخ إلى سرعة إبحاره البالغة 3 ماخ. وقد تم تجهيز براهموس أيضًا بميزات التخفي وبرامج التوجيه.
الجانب السلبي لصاروخ براهموس هو أن مدى الصاروخ يبلغ 290 كيلومتراً فقط، على الرغم من أنه يمكن أن يصل إلى هذا المدى بسرعة بسرعات تفوق سرعة الصوت. يتيح زمن الرحلة المنخفض "تشتتاً أقل للأهداف، ووقت اشتباك أسرع، وعدم الاعتراض من قبل أي نظام أسلحة معروف في العالم"، وفقاً لموقع شركة BrahMos.
ما هي تقنية "اطلق وانسَ" التي يتميز بها صاروخ براهموس؟
يحمل صاروخ براهموس ذخيرة "أطلق وانسى" – فبمجرد إطلاق الصاروخ، يمكنه التوجيه ذاتياً نحو الهدف دون مساعدة مشغل بشري. وللوصول إلى الأهداف المقصودة، يمكن لصاروخ براهموس اعتماد مسارات طيران مختلفة. ويمكن للصاروخ أن يعمل على ارتفاعات تصل إلى 15 كيلومتراً، أو على ارتفاع منخفض يصل إلى 10 أمتار.
بمجرد وصول براهموس إلى الهدف، يقوم الصاروخ بإطلاق رأس حربي تقليدي يتراوح وزنه بين 200 و300 كيلوغرام؛ حيث إن الطاقة الحركية للصاروخ عالية جدًا، وذلك بفضل سرعات الصاروخ الأسرع من الصوت، مما يعزز تأثيرات الرأس الحربي في تدمير الهدف.
وفقاً لموقع الشركة المصنعة على الإنترنت٬ فإن صاروخ براهموس مقارنة بصواريخ كروز دون سرعة الصوت، تتمتع بما يلي: "سرعة أكبر بثلاث مرات… نطاق طيران أكبر بمقدار 2.5 إلى 3 مرات… نطاق بحث أكبر بمقدار 3 إلى 4 مرات… طاقة حركية أكبر بمقدار 9 مرات".
ويمكن تهيئة صاروخ براهموس للإطلاق من المنصات الجوية والبرية والبحرية والغواصات تحت سطح الماء؛ حيث يمتاز بـ"دقة عالية" في الإصابة٬ وقوة فتاكة مدعومة بالطاقة الحركية الكبيرة عند الاصطدام.
لماذا تهتم الهند بتطوير صواريخ كروز كثيراً؟
بحسب مجلة "ناشونال إنترست"٬ يرتبط اهتمام الهند بصواريخ كروز الأسرع من الصوت بالتحديات الإقليمية التي تواجهها شبه القارة الهندية. وللهند نزاع طويل الأمد مع باكستان بشأن منطقة كشمير المتنازع عليها. ولعل الأمر الأكثر إلحاحاً هو التنافس بين الهند والصين٬ حيث إن بكين هي القوة الأكثر صعوداً في العالم، وهي القوة المهيمنة المحتملة على القارة الآسيوية والتي تتحرك بقوة لتوسيع قدراتها العسكرية على حساب الهند.
وللهند مصالحها الخاصة في مواجهة الصين، فالتنافس بينهما قديم ومرير. علاوة على ذلك، سوف ترغب الهند في الحفاظ على علاقات ودية مع الولايات المتحدة، التي لديها مصلحة راسخة في تفويض الهند لمواجهة الصين. ومن المتوقع أن تتعرض الهند لبعض الضغوط الدولية حتى تتمكن من تأكيد نفسها. ولمواجهة الصين، تحتاج الهند إلى تطوير أسلحة قادرة على إيقافها.
وتخطط الهند أيضاً لتصدير صاروخ براهموس لدول عدة. وفي الشهر الماضي، أعلنت الهند أنه سيتم تصدير صواريخ براهموس إلى الفلبين بصفقة بلغت قيمتها 375 مليون دولار تقريباً، وهي دولة أخرى متأثرة بمشاكل سياسية مع الصين.
وتهدف الصفقة إلى تزويد مشاة البحرية الفلبينية بثلاث بطاريات صواريخ جوالة (كروز)، مضادة للسفن أسرع من الصوت، من طراز "براهموس"، والتي يُمكن إطلاقها براً أو جواً.
وتُعد الفلبين أقدم حلفاء الولايات المتحدة في آسيا، وأدت مخاوفهما المشتركة، من التعزيزات العسكرية الصينية في بحر الصين الجنوبي إلى زيادة التقارب بين البلدين، بحسب تقرير لمجلة "نيوزويك" الأمريكية.