عدد قتلى وإصابات الاحتلال الأعلى منذ شهرين.. بيانات رسمية لافتة لخسائره تزامناً مع معارك رفح وجباليا

عربي بوست
تم النشر: 2024/05/21 الساعة 11:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/05/21 الساعة 12:33 بتوقيت غرينتش
أعداد قتلى الجنود الاحتلال بالتزامن مع معارك رفح وجباليا الأعلى منذ شهرين - عربي بوست - رويترز

تُظهر بيانات رسمية من وزارة الصحة الإسرائيلية، اطلع عليها "عربي بوست"، أن المستشفيات الإسرائيلية استقبلت أعلى معدل من الإصابات خلال الشهرين الفائتين، منذ أن بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي معارك رفح وجباليا بقطاع غزة، بدءاً من تاريخ 7 مايو/أيار 2024، وحتى يوم 20 من الشهر نفسه. 

هذا الارتفاع اللافت في الإصابات خلال مايو/أيار 2024، يتزامن أيضاً مع تسجيل أعلى عدد قتلى من جنود الاحتلال خلال الشهرين الماضيين، بحسب ما تظهره قاعدة بيانات قتلى الجيش منذ بدء الحرب على غزة

كذلك فإن ما تظهره الأرقام الرسمية من ارتفاع في أعداد الإصابات خلال الفترة بين 7 و20 مايو/أيار 2024، يتماشى مع إقرار جيش الاحتلال رسمياً بإصابة أعداد كبير من جنوده خلال هذه الفترة. 

وتدرج وزارة الصحة الإسرائيلية أعداد الإصابات في قاعدة بيانات أنشأتها منذ بدء الحرب، وتقول إنها خاصة بالجرحى الذين أدخلوا إلى المستشفيات خلال فترة "حرب السيوف الحديدية"، وهي التسمية الإسرائيلية للحرب على غزة. 

ولا تفرق بيانات الوزارة بشكل واضح بين إصابات المدنيين والعسكريين، بسبب الرقابة العسكرية الإسرائيلية على ما يُنشر حول الخسائر المتعلقة بالجيش الإسرائيلي خلال الحرب، إذ تؤكد تقارير إسرائيلية أن الجيش يتعمد إخفاء الأرقام الحقيقية لإصابات جنوده حفاظاً على الروح المعنوية للإسرائيليين. 

ورغم ذلك، فإن أعداد الإصابات المُعلنة في قاعدة بيانات وزارة الصحة الإسرائيلية ضمن فترات زمنية مُحددة، تعطي مؤشرات تتعلق بالمصابين من الجيش، لا سيما في حالة المقارنة بين أعداد الإصابات مع الفترة الزمنية التي بدأ فيها جيش الاحتلال معارك جديدة في القطاع. 

مئات الإصابات منذ معارك رفح وجباليا

بحسب البيانات الرسمية، فإن المستشفيات الإسرائيلية المدنية استقبلت 356 إصابة، خلال الفترة من 7 مايو/أيار 2024 وحتى 20 مايو/أيار، فقط، ليبلغ بذلك المتوسط اليومي للإصابات 25.4 إصابة. 

وهذه النسبة المسجلة (من 7 مايو لـ20 مايو 2024)، تزيد عن نسبة أعداد الإصابات التي دخلت للمستشفيات الإسرائيلية خلال كامل شهر أبريل/نيسان 2024، حيث بلغ عدد الإصابات 416 إصابة، بمتوسط يومي 13.8 إصابة. 

وفي كامل شهر مارس/آذار 2024، بلغ عدد الإصابات التي دخلت المستشفيات الإسرائيلية، 482 إصابة، بمتوسط يومي 15.5 إصابة. 


وكان جيش الاحتلال قد بدأ توغله البري في الأجزاء الشرقية من محافظة رفح جنوب غزة، يوم 7 مايو/أيار 2024، وفي 11 مايو 2024، بدأ الاحتلال معركة أخرى بهجومه البري على جباليا شمال غزة، ثم أعلن بعد ذلك عن توسيع عملياته في مخيم جباليا، ولا تزال المواجهات مستمرة حتى يوم 21 مايو 2024. 

وبالنظر إلى الأرقام الرسمية الإسرائيلية، فإن هنالك ارتفاعاً ملحوظاً في الإصابات التي دخلت المستشفيات، بالتزامن مع بدء الهجوم على جباليا، إذ بلغ عدد الإصابات المُسجلة منذ يوم بدء الهجوم 11 مايو 2024 وحتى 15 مايو 2024، 170 إصابة، بمتوسط يومي 34 إصابة. 

وفي 15 مايو/أيار 2024، قال جيش الاحتلال إن "50 جندياً أصيبوا خلال الـ24 ساعة الماضية في قطاع غزة"، وفي منتصف مايو أيضاً، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن تعامل المستشفيات مع أعداد كبيرة من الجرحى والقتلى الإسرائيليين جراء المعارك في القطاع.


ويجري استقبال المصابين منذ بدء الحرب في 26 مستشفى ومركزاً طبياً موزعة في شمال وجنوب ووسط الأراضي المحتلة، بحسب ما تظهر بيانات وزارة الصحة الإسرائيلية. 

وتُشير قاعدة بيانات الوزارة إلى أن المستشفيات الأقرب إلى قطاع غزة، هي الأكثر استقبالاً لأعداد المصابين، ويعود ذلك إلى أنها الأقرب لمستوطنات الغلاف التي تعرضت للهجوم، فضلاً عن قربها من مناطق المعارك في غزة، إذ يتم إجلاء الجنود المصابين لهذه المستشفيات بالدرجة الأولى لاعتبارات متعلقة بأهمية الوقت المستغرق للإنقاذ وتلقي الرعاية الطبية. 

بحسب قاعدة بيانات وزارة الصحة الإسرائيلية، بلغ عدد الإصابات منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى 20 مايو 2024، 15663 إصابة

عمليات كثيرة للمقاومة ومعدل مرتفع من قتلى الجنود 

وقوبل الهجوم الإسرائيلي على رفح وجباليا، بعمليات تصدٍ واسعة نفذتها عناصر الفصائل الفلسطينية في المنطقتين، وتزامن ذلك مع قصف بالصواريخ شنته المقاومة على عدد من المناطق المحتلة القريبة من غزة، مثل أسدود، وعسقلان، وبئر السبع. 

وخلال الفترة من 7 مايو 2024 إلى 21 من الشهر نفسه، بلغ عدد قتلى الجنود الإسرائيليين 17 قتيلاً، 16 منهم في غزة، وآخر في الجبهة الشمالية، أما من بداية شهر مايو وحتى 21 من الشهر نفسه، يصل عدد القتلى الجنود إلى 23.

هذا العدد من القتلى، الأعلى منذ الشهرين الفائتين، إذ بلغ عدد الجنود الإسرائيليين القتلى خلال كامل شهر أبريل/نيسان 2024، 8 جنود، وفي كامل شهر مارس/آذار 2024، بلغ عدد قتلى الجنود 16. 

وكانت فصائل المقاومة الفلسطينية، قد أعلنت عن عدد من عمليات استهداف كبيرة لجنود الاحتلال منذ بدء الهجوم على رفح وجباليا، من بينها إعلان كتائب "القسام" 2024، عن قصفها لأكثر من مرة قوات إسرائيلية عند معبر رفح، بصواريخ "رجوم"، وقذائف الهاون، إضافة لاستهدافها معبر كرم أبو سالم. 

كذلك أعلنت "القسام" يوم 10 مايو 2024، عن تنفيذها هجوماً مركباً على قوات الاحتلال في رفح، استهدفت فيه مبنى يتحصن به جنود، وناقلة جند، ومجموعة راجلة من الجنود، وذكرت "أنه تم إيقاع كامل أفراد القوة بين قتيل وجريح".

أيضاً أعلنت "القسام" عن إيقاعها "قوة إسرائيلية في كمين محكم بعد تفجير حقل ألغام معد مسبقاً داخل موقع ثكنة سعد صايل شرق رفح"، وأكدت "سقوط الجنود بين قتيل وجريح".

وفي جباليا، أعلنت فصائل فلسطينية عن عمليات استهداف واسعة ضد جنود بجيش الاحتلال، من بينها إعلان كتائب "القسام" يوم 12 مايو 2024، عن استهداف دبابة ميركافا، وتفجير عبوة بجنود من القوات الخاصة الإسرائيلية، إضافة لتنفيذ عملية مركبة، "استهدفت فيها دبابة ميركافا، وبعد بعد هروب جنود العدو المتواجدين في المكان إلى منزل مفخخ أعد مسبقاً؛ تم تفجيره وإيقاع القوة بين قتيل وجريح". 

وبحسب الموقع الرسمي لجيش الاحتلال، قُتل 613 عسكرياً بين جنود وضباط إسرائيليين منذ بدء الحرب على غزة، فيما تُشير بيانات وزارة الصحة الإسرائيلية إلى أن عدد الإصابات التي دخلت المستشفيات المدنية منذ بدء الحرب وصل إلى 15,663. 

وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما لا يقل عن 115 ألفاً بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

تحميل المزيد