- الحلفاء المنتصرون سارعوا بتقسيم تركيا بينهم فور نهاية الحرب العالمية الأولى
- اليونان تتحول من تابع لتركيا إلى مسيطر عليها
- اليونان الكبرى.. أوجه شبه بين الاحتلالين اليوناني والإسرائيلي وبين السلطة وحكومة إسطنبول الخاضعة للبريطانيين
- ممّ تشكلت القوات الوطنية التركية، وكيف تولى أتاتورك قيادتها؟
- من دعم الحركة القومية التركية؟
- أول انتصار في حرب الاستقلال التركية كانت ضد فرنسا عبر معركة مرعش
- على غرار إسرائيل.. الجنود والمستوطنون اليونانيون يرتكبون مذابح والتهجير
يمثل تشبيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لحركة حماس بـ"القوات الوطنية التركية" خلال حرب الاستقلال التركية رمزيةً كبيرة بالنظر للمكانة الهائلة التي تحتلها الحركة القومية التركية في الوجدان التركي، حيث حررت البلاد من استعمار مركب تعرضت له من قِبل أربع دول أوروبية.
وبالفعل هناك أوجه شبه كبيرة بين الحركة القومية التركية وحركات المقاومة الفلسطينية مثل حماس والجهاد، وكذلك هناك أوجه شبه بين حرب الاستقلال التركية ونضال الشعب الفلسطيني، خاصة فيما يتعلق بالدعم الغربي للمعتدين في الحالتين، ومواقف القوى المحلية التي ترفض المقاومة مثل السلطة الفلسطينية حالياً، وحكومة إسطنبول الخاضعة للاحتلال البريطاني بعد نهاية الحرب العالمية الأولى.
الحلفاء المنتصرون سارعوا بتقسيم تركيا بينهم فور نهاية الحرب العالمية الأولى
بعد هزيمة المحور (الذي يضم ألمانيا والإمبراطورية النمساوية المجرية والدولة العثمانية) تم التوقيع على هدنة مودروس في 30 أكتوبر/تشرين الأول 1918، التي أنهت الحرب العالمية الأولى بالنسبة للدولة العثمانية، بعد ثلاثة أيام، عقدت لجنة الاتحاد والترقي وهي جمعية علمانية حكمت الإمبراطورية العثمانية منذ عام 1913 (وكانت سبباً لإدخالها في الحرب) مؤتمرها الأخير، حيث تقرر حل الجمعية وخرج قادتها من البلاد، ما أدى إلى إغراق البلاد في فراغ في السلطة.
ولم ينتظر الحلفاء معاهدة السلام ليبدأوا في المطالبة بالأراضي العثمانية. في أوائل ديسمبر/كانون الأول 1918، احتلت قوات الحلفاء أجزاء من إسطنبول وأنشأت إدارة عسكرية للحلفاء. في 8 فبراير/شبابط 1919، دخل الجنرال الفرنسي فرانشيه ديسبيري المدينة في مشهد قورن بدخول السلطان محمد الفاتح عام 1453 – ولكن هذه المرة كان ذلك يدل على انتهاء السيادة العثمانية على المدينة الإمبراطورية.
وبعد توقيع معاهدة سيفر عام 1920، احتلت الدول المنتصرة أجزاء كبيرة من البلاد.
وضع الحلفاء الغربيون (الوفاق) خططاً لدمج مقاطعات شرق الأناضول في دولة أرمنية مستقلة. وتقدمت القوات الفرنسية إلى قيليقية في الجنوب الشرقي للأناضول. وطرحت اليونان وإيطاليا مطالبات متنافسة للسيطرة على جنوب غرب الأناضول. واحتل الإيطاليون مارماريس وأنطاليا وبوردور، وفي 15 مايو/أيار 1919، هبطت القوات اليونانية في إزمير وبدأت حملة داخل الأناضول، مما أسفر عن مقتل السكان الأتراك وتدمير الريف. بدا واضحاً أن رجال الدولة في الوفاق (الحلفاء) يتخلون عن نقاط وودرو ويلسون الأربع عشرة الداعية لحق تقرير المصير لصالح وجهات النظر الإمبريالية القديمة المنصوص عليها في المعاهدات السرية التي أبرمت خلال الإحرب.
اليونان تتحول من تابع لتركيا إلى مسيطر عليها
اليونان: كانت اليونان جزءاً من الدولة العثمانية حتى نهاية القرن الثامن عشر، وخلال القرن التاسع عشر بعد استقلالها ورغم الحروب المتعددة هاجر أعداد كبيرة من اليونانيين للأناضول حيث أثروا من التجارة والامتيازات التي كانت ممنوحة للأجانب، وكان هناك أطماع يونانية في أراضي الأناضول وإسطنبول بدعوى أنها أصلاً بيزنطية (متجاهلين أن الإمبراطورية البيزنطية في جذورها القديمة وافدة على المنطقة).
فرنسا: احتلت مناطق واسعة في جنوب تركيا، بما في ذلك مدينة أنطاليا ومناطقها، وغازي عنتب وماردين وسهل قليقيا الغني، وكانت تسعى لتوسيع نفوذها وسيطرتها في المنطقة، كما احتلت مدينة بورصة الاستراتيجية في شمال غرب البلاد قبل أن تدخلها القوات اليونانية في عام 1920.
إيطاليا: سيطرت على جزيرة رودس ومناطق أخرى في الجنوب الغربي من تركيا، وكان لروما أطماع كبيرة في تركيا خاصة في جزر بحر إيجه، وكان لها نصيب كبير من الأناضول وفقاً لمعاهدة سيفير، ولكن البريطانيين تصدوا لها، وانحازوا لحليفتهم اليونان، وكان أحد أسباب ذلك قلق لندن من صعود إيطاليا كقوة بحرية رئيسية في المتوسط، بينما اليونان دولة صغيرة لا يخشى منها، وكان لهذه الخلافات بين إيطاليا واليونان من جهة سبب لأن تكون روما من أولى دول الاحتلال التي خرجت من تركيا.
بريطانيا: كانت موجودة في مناطق متفرقة في تركيا، أبرزها إسطنبول ذات الأهمية البحرية الكبير، وكانت لندن تستغل احتلالها للمدينة التي كانت عاصمة البلاد للسيطرة على الحكومة العثمانية، وكانت بمثابة قائد وعراب احتلال البلاد.
اليونان الكبرى.. أوجه شبه بين الاحتلالين اليوناني والإسرائيلي وبين السلطة وحكومة إسطنبول الخاضعة للبريطانيين
كان وضع بريطانيا بالنسبة لليونان يشبه وضع الولايات المتحدة بالنسبة لإسرائيل، إذ كانت تضغط على الحكومة العثمانية المهزومة وتبدو كوسيط وفي الوقت ذاته راعٍ ومساعد فج لليونان على تنفيذ جرائمها الاحتلالية، وعندما تتمادى أثينا في جرائمها وأطماعها تدعوها لندن للتروي دون ضغط وتحذرها من انفجار الأوضاع ثم تتركها تفعل ما تشاء، بينما تدين رد الفعل التركي بشدة، في انحياز فج إلى الجلاد على حساب الضحية نراه يتكرر في فلسطين حالياً.
بعد استقلال اليونان في عام 1821 عن الدولة العثمانية بدعم أوروبي، أصبحت البلاد دولة صغيرة بجانب الإمبراطورية العثمانية، التي هزمتها في عدة حروب بعد ذلك، وفي المرة التي انتصرت فيها أثينا على إسطنبول كانت في حرب البلقان الأولى كانت عبر تحالفها مع عدة دول بلقانية.
وخلال الحرب العالمية الأولى كانت اليونان مترددة في الانضمام للحلفاء ضد قوات المحور، ولكنها انضمت في نهاية المطاف نتيجة إغراءات بريطانيا بمنحها أجزاء من الأناضول لتأسيس ما تزعم أنه اليونان الكبرى.
وتم إطلاق الحملة اليونانية في الأراضي العثمانية في المقام الأول؛ لأن الحلفاء الغربيين، وخاصة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد لويد جورج، وعدوا اليونان بمكاسب إقليمية على حساب الإمبراطورية العثمانية، التي كانت قد هُزمت للتو في الحرب العالمية الأولى.
كان الاحتلال اليوناني مسألة شديدة الاستفزاز للشعور الوطني التركي، ولعبت ذلك دوراً في إطلاق حرب الاستقلال التركية.
إذ كان اليونانيون تاريخياً تابعين للدولة العثمانية طوال نحو خمسة قرون والتي جعلتهم نخبتها التجارية وكانوا أغنى من الأتراك أصحاب البلاد، ولكنهم في النهاية كانوا تابعين للدولة العثمانية، كما أن الاحتلال اليوناني له مشروع للاستيلاء والاستيطان بناء على ادعاءات تاريخية قديمة ومغلوطة، وقام بالعديد من الفظائع لتحقيق هذا المشروع، وهو أمر يذكر بالاحتلال الإسرائيلي.ف
ومن أوجه الشبه في الصراع أن الحكومة المهزومة في إسطنبول كانت مستسلمة لمطالب البريطانيين ليس من منطلق العمالة، ولكن من منطلق الضعف، وأنه لا باليد حيلة، وأن الاستسلام للندن سوف يقلل الخسائر التركية، بينما ستؤدي المقاومة لزيادة الخسائر والمعاناة، وهو نفس موقف حركة فتح، والسلطة الفلسطينية حينما تنتقد حماس وحركات المقاومة الفلسطينية الأخرى.
ممّ تشكلت القوات الوطنية التركية، وكيف تولى أتاتورك قيادتها؟
بعد احتلال إسطنبول ومناطق واسعة من البلاد تولى الوطنيون الأتراك زمام الأمور في أجزاء مختلفة من الأناضول، وأطلقوا على أنفسهم اسم جمعيات الدفاع عن الحقوق وتنظيم الوحدات شبه العسكرية. وبدأوا في الدخول في صراع مسلح مع غير الأجانب المقيمين والذين كانوا بيادق للاحتلال، الأمر الذي يمثل بداية حرب الاستقلال التركية.
كان مصطفى كمال أتاتورك قائداً عسكرياً معروفاً منذ فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى، بعد الهزيمة، عاد إلى إسطنبول في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 1919، بينما كانت سفن أسطول الحلفاء تبحر في مضيق البوسفور. أغضبه هذا المشهد، بالإضافة إلى احتلال المدينة من قِبل القوات البريطانية والفرنسية والإيطالية، وكان مصمماً على طردهم.
بدأ الاجتماع مع أصدقاء مختارين لصياغة سياسة لإنقاذ تركيا. وكان من بين هؤلاء الأصدقاء علي فؤاد ورؤوف (أورباي)، بطل البحرية العثمانية. الذي كان متمركزاً في الأناضول وكان يعرف الوضع هناك عن كثب. وضع هو ومصطفى كمال خطة لحركة وطنية في الأناضول تتمحور حول أنقرة، حسب ما ورد في موسوعة Britannica.
خوفاً من الفوضى، حث الحلفاء الحكومة في إسطنبول على استعادة النظام في الأناضول. أوصى الصدر الأعظم بمصطفى كمال كضابط مخلص يمكن إرساله إلى الأناضول كمفتش عام للجيش الثالث. لقد نجح مصطفى كمال في أن يحصل على صلاحيات واسعة للغاية في هذه المهمة، وشملت سلطة إصدار الأوامر في جميع أنحاء الأناضول وحقه في الحصول على طاعة حكام المقاطعات.
متخلياً عن السبب الرسمي لوجوده في الأناضول، وهو استعادة النظام لصالح الحكومة الخاضعة للحلفاء- توجه أتاتورك إلى الداخل إلى أماسيا في ولاية سيواس. وهناك أخبر حشداً مجتمعاً أن السلطان أسير الحلفاء وأنه جاء لمنع الأمة من الانزلاق من بين أيدي أهلها.
في 22 يونيو/حزيران 1919 صدر إعلان مدينة أماسيا الواقعة، بواسطة فخري يافر حضرت شهرياري (المساعد الفخري للسلطان) ومصطفى كمال أتاتورك (مفتش الجيش التاسع)، رؤوف أورباي (وزير البحرية السابق)، ميرالاي رفعت بيلي (قائد الفيلق الثالث المتمركز في سيواس، وميرليفا علي فؤاد سيبيسوي (قائد الفيلق العشرين المتمركز في أنقرة).
بعد ذلك صدر قرار بعزل مصطفى كمال بعد استياء الحلفاء الشديد منه، ولكنه تقدم باستقالته رسمياً في 7 يوليو/تموز. وكمدني، واصل مسيرته مع رجاله من سيواس إلى أرضروم، حيث كان المقر الرئيسي للجنرال كاظم كارابكر، قائد الفيلق الخامس عشر المكون من 18000 رجل. في هذه اللحظة الحرجة، عندما لم يكن لمصطفى كمال أي دعم عسكري أو وضع رسمي، انضم كاظم إلى مصطفى كمال، ووضع قواته تحت تصرف مصطفى كمال. وكانت هذه نقطة تحول حاسمة في نشوب حرب الاستقلال التركية.
في مارس/آذار، 1920، تمكن حوالي 100 عضو في البرلمان العثماني من الفرار من اعتقالات الحلفاء وانضموا إلى 190 نائباً انتخبتهم مجموعة المقاومة الوطنية في جميع أنحاء البلاد. في 23 أبريل/نيسان 1920، اجتمعت الجمعية الجديدة لأول مرة، فجعل مصطفى كمال أول رئيس لها وعصمت إينونو، نائب أدرنة، رئيساً للأركان العامة، وسيقود الأخير مجموعة من أبرز الانتصارات على اليونانيين خلال حرب الاستقلال التركية رغم نقص الأسلحة مستغلاً صلابة الفلاحين الأتراك وخبرات العسكريين السابقين، والاستفادة من وعودة تضاريس الأناضول لضرب خطوط إمدادات اليونايين، كلما توغلوا داخله.
وتشكلت الحركة الوطنية التركية من عسكريين ومجندين سابقيين وسياسيين ورجال دين وأعضاء طرق صوفية وأبناء عشائر، وضمت المتحدثين بالتركية والكردية والشركس الذين هجرتهم روسيا من بلادهم الأصلية قبل مئة عام.
من دعم الحركة القومية التركية؟
كان الدعم الخارجي الذي تلقته الحركة الوطنية التركية محدوداً لأنها واجهت في البداية أربع دولة أوروبية وحياداً أمريكياً، وكان ألمانيا قد هزمت، والدول العربية محتلة، ولكن المفارقة أن الدعم جاء من العدو التاريخي لتركيا وهي روسيا، أو الاتحاد السوفييتي.
فمع نشوب حرب الاستقلال التركية، وجد كل من القوميين الأتراك والبلاشفة الروس أنفسهم مهددين من قِبل القوى الإمبراطورية الغربية، وفقاً لما ورد في موقع the Conversation، حيث كانت الدول الغربية بقيادة بريطانيا وفرنسا قد تدخلت ضد الشيوعيين في الحرب الأهلية الروسية التي نشبت بعد الحرب العالمية الأولى أيضاً.
رغم التوجس التركي من الاتحاد السوفييتي، والاختلاف بين الفكر القومي التركي والاممية الشيوعية، فإن الأتراك كانوا يحتاجون لحليف خارجي خاصة فيما يتعلق بالحصول على الاسلحة، بينما السوفييت وجدوها فرصة للنكاية في الغرب، إضافة لمحاولة التسللل للعالم الإسلامي وتثويره ضد الغرب، خاصة أنه في ذلك الوقت كان البلاشفة متحالفين خلال الحرب الأهلية الروسية مع فصائل من قوميات تركية مسلحة داخل الاتحاد السوفييتي كما يؤكدون على حقوق الشعوب المقهورة.
كما تعاونت الحركة الوطنية التركية مع بعض الثورات العربية العشائرية التي نشبت في شمال سوريا، ضد الفرنسيين، وحظيت القوات الوطنية التركية وانتصارات قائدها مصطفى كمال في حرب الاستقلال التركية بتقدير كبير في العالم العربي خاصة قبل إلغاء الخلافة وتبني العلمانية، حتى إن أمير الشعراء أحمد شوقي كتب له قصيدة قال فيها " اللَهُ أَكبَرُ كَم في الفَتحِ مِن عَجَبٍ * يا خالِدَ التُركِ جَدِّد خالِدَ العَرَبِ"، وعرض بعض من قادة مسلمي الهند على مصطفى كمال أن يكون الخليفة.
أول انتصار في حرب الاستقلال التركية كانت ضد فرنسا عبر معركة مرعش
كان جزء كبير من قوات الاحتلال الفرنسي من قوات الفيلق الأرميني الفرنسي، وهو الأمر الذي أثار غضب سكان مناطق جنوب تركيا بالنظر لأطماع الأرمن المعروفة بالمنطقة، واستنفر المقاومة المحلية في وقت مبكر ضد الفرنسيين بالتعاون مع العشائر العربية، وحاول الفرنسيون الوقيعة بين الأتراك وبين الأقليات المسلمة بالمنطقة مثل الأكراد والعلويين والشركس.
وأرسل قائد الحركة القومية التركية مصطفى كمال (أتاتورك لاحقاً) ضباطاً إلى المنطقة لتنظيم المقاتلين القبليين وغير النظاميين، وبلغ عدد القوات التركية في مرعش 2500 عنصر وكان بعضهم مسلحاً ببنادق صيد قديمة، والبعض الآخر بأسلحة مشاجرة، ولكن أدت المخاوف من الاستيطان الأرميني بالمنطقة إلى استنفار السكان ووقعت ثورة في المنطقة على الاحتلال الفرنسي أطلق شرارتها قائد الشرطة المحلية، ووقعت معركة مرعش عام 1920 التي تعد أول انتصار للحركة القومية في حرب الاستقلال التركية، صاحبت المعركة وأعقبتها هجمات ضد المستوطنين الأرمن، الذين كانوا يريدون الاستيلاء على أراضي الأتراك بدعوى أنها أراضيهم الأصلية، قوبلت هذه الهجمات بإدانة في أوروبا مثلما يحدث مع المستوطنين الإسرائيليين حالياً.
عقب المعركة بينما زاد البريطانيون الضغط على حكومة إسطنبول، فإن الفرنسيين بدأوا يستكشفون إمكانية التوصل إلى تسوية مؤقتة مع قادة الحركة القومية التركية (تماماً مثلما تضطر إسرائيل للحوار مع حماس عبر وسيط بينما تتجاهل السلطة).
لم تركز الحركة القومية التركية الرئيسية بقيادة مصطفى كمال على الفرنسيين لأنه رأى أن هزيمة اليونانيين كفيلة بخروج فرنسي سريع، وتركت المهمة بشكل كبير للمقاومة المحلية.
وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول 1921 تم توقيع اتفاقية أنقرة بين فرنسا والجمعية الوطنية الكبرى لتركيا، التي أنهت الحرب الفرنسية التركية.
على غرار إسرائيل.. الجنود والمستوطنون اليونانيون يرتكبون مذابح والتهجير
في غرب الأناضول، ارتكب اليونانيون (عسكريون ومستوطنون) العديد من المذابح حتى وهم ينسحبون، وفي أحد الأمثلة على الفظائع التي حدثت في 14 فبراير/ِشباط 1922، في قرية كاراتيبي التركية في ولايتي، بعد أن حاصروها تم وضع جميع السكان في المسجد، وتم حرق المسجد. تم إطلاق النار على القلة الذين نجوا من لهيب النار. أفاد القنصل الإيطالي م. ميازي بأنه زار قرية تركية ذبح فيها اليونانيون حوالي ستين امرأة وطفلاً. ثم أكد الكابتن كوشر، القنصل الفرنسي، هذا التقرير.
تم صد التقدم اليوناني من قِبل القوات التركية في معركة سكاريا في عام 1921، ثم انهارت الجبهة اليونانية مع الهجوم التركي المضاد في أغسطس/آب 1922، وانتهت حرب الاستقلال التركية فعلياً باستعادة القوات التركية السيطرة على أزمير ونشوب ما يعرف بحريق أزمير الكبير الذي يزعم اليونانيون أن الأتراك هم الذين أشعلوه في الحي اليوناني، بينما ينفي الأتراك ذلك.
أدت الانتصارات التركية على اليونان وعدم رغبة باقي الحلفاء في خوض معارك إضافية مع الأتراك، وخاصة أن الرأي العام البريطاني كان منهكاً من الحرب، إلى عدم حدوث رد فعل غربي، خاصة أن كثيراً من المثقفين الغربيين كانوا معجبين بانتصارات الأتراك، وقيادة أتاتورك، ولاسيما بعد إلغائه الخلافة.
وفي 24 يوليو/تموز 1923، وقعت معاهدة لوزان بسويسرا -التي فرضت تسوية نهائيةً بين الأتراك، وهي من أهم المعالم التاريخية للقرن العشرين، وتعد نهاية الطريق الطويل لخطة المعسكر الغربي بفرض حل نهائي للمسألة الشرقية، وهي المعاهدة التي وضعت الحدود الحالية للدولة التركية، ولبت مطالب الوفد التركي الرئيسية، حسب الأكاديمي التركي جوكهان شتينكايا، وهي عدم قبول الوطن الأرمني في شرق الأناضول على الإطلاق، وعدم قبول الامتيازات التجارية، وبسط تركيا سيادتها على إسطنبول والمضايق.
أدت الهزيمة اليونانية إلى الاتفاق على تبادل سكاني واسع بين البلدين، حيث تم تهجير نحو 400 ألف مسلم من اليونان، كثير منهم كانوا من المتحدثين باليونانية، إلى تركيا مقابل نحو مليون مسيحي أو أكثر من تركيا إلى اليونان كثير منهم كانوا يتحدثون التركية.