- اليونان تعلن نيتها بيع مقاتلات إف 16 لأوكرانيا
- مقاتلات إف 16 عماد القوات الجوية لأمريكا وحلفائها وبدايتها تعود للسبعينيات
- خبراء يتشككون في قدرة مقاتلات إف 16 الأمريكية على تغيير شكل الحرب
- معركة القرن ستشهدها سماء أوكرانيا بين مقاتلات إف 16 الأمريكية وسوخوي الروسية
- إليك مقارنة بين مواصفات إف 16 وسوخوي 35
- الرادار ميزة السوخوي وعيبها الكبير
- كيف سيكون شكل المواجهة مقاتلات إف 16 الأمريكية والسوخوي في القتال القريب؟
- كيف ستكون معركة سوخوي 35 وإف 16 في القتال البعيد؟
- قدرة السوخوي على المناورة توفر لها ميزة كبيرة
- أداء طائرات إف -16 سيكون مختلفاً إذا دُعمت برادارات الناتو المحمولة جواً
مع اقتراب حصول أوكرانيا على مقاتلات إف 16 الأمريكية، بات هناك سؤال يتردد لدى الخبراء العسكريين الغربيين، هل تحقق هذه المقاتلات حلم كييف بهزيمة الروس، وتحقيق هدفها المعلن بإجبارها على الخروج من أراضيها المحتلة وكيف سيكون شكل المواجهة بين الإف 16 والسوخوي الروسية.
ورفضت الولايات المتحدة السماح في البداية تسليم أوكرانيا مقاتلات من الجيل الرابع لعدة أشهر، متخوفة من أن هذا النقل قد يؤدي إلى تصعيد التوترات مع موسكو.
ومع ذلك، بعد أشهر من الضغط الشديد، تراجع البيت الأبيض عن هذه السياسة وأعطى الضوء الأخضر لتسليم مقاتلات إف 16 أمريكية الصنع من دول أوروبية إلى أوكرانيا.
تقرير لمجلة National Interest الأمريكية عرض للسيناريوهات المتوقعة عسكرياً في الحرب بين روسيا وأوكرانيا بعد حصول الأخيرة على مرادها من مقاتلات إف 16 الأمريكية من الجيل الرابع في ظل المأزق الذي تعاني منه كييف مع تقدم الروس الجزئي في بعض الجبهات ومشكلات تأخر توريد الأسلحة والذخائر بسبب رفض الكونغرس الأمريكي حزم مساعدات طلبها الرئيس الأمريكي جو بايدن لأوكرانيا.
اليونان تعلن نيتها بيع مقاتلات إف 16 لأوكرانيا
وأعلنت اليونان مؤخراً عن خططها لتوفير أكبر إمدادات دولية من مقاتلات إف 16 الأمريكية إلى أوكرانيا.
وكجزءٍ من الصفقة المحتملة، يمكن أن ينتهي الأمر باثنتين وثلاثين طائرة من طراز إف-16 فايتينغ فالكون وأربع وعشرين مقاتلة من طراز ميراج إم كيه-2 على الخطوط الأمامية للحرب الأوكرانية في وقت لاحق من هذا العام.
ويمثل ذلك استجابة لطلبات كييف المتكررة بأن يمدها الغرب بطائرات مقاتلة متطورة باعتباره ستكون عاملاً مرجحاً في الحرب.
ومع ذلك، من غير المتوقع أن تصل طائرات إف-16 الأخرى المقدمة من الدنمارك إلا في وقت لاحق من هذا الصيف، أي بعد عام كامل تقريباً من موافقة إدارة بايدن لأول مرة على تسليم كلٍ من الدنمارك وهولندا هياكل الطائرات هذه إلى كييف.
ويتزامن قرار أثينا بنقل هياكل الطائرات هذه مع هدفها المتمثل في التحديث الكامل لقواتها الجوية. إن بيع هياكل الطائرات القديمة سيوفر لليونان أموالاً إضافية يمكنها بعد ذلك تخصيصها لمنصات أحدث.
وبينما تستعد اليونان لتطوير قدراتها العسكرية للقرن الحادي والعشرين، فإنها ستتطلع إلى ترقية أسطولها المتبقي من طائرات فايتينغ فالكون بأربعين طائرة من الجيل الخامس من طراز إف-35 لايتنينغ-2 إذا وافق عليها الكونغرس الأمريكي.
مقاتلات إف 16 عماد القوات الجوية لأمريكا وحلفائها وبدايتها تعود للسبعينيات
وطُوِّرَت الطائرة إف-16 في البداية للقوات الجوية الأمريكية في السبعينيات، حيث استفادة من دروس التجارب الجوية للخدمة في كل من حربيّ فيتنام والحرب الكورية. منذ تقديم الطائرة للخدمة منذ ما يقرب من خمسة عقود، ظلت عنصراً رئيسياً في القوات الجوية الأمريكية ولكثير من حلفائها.
وطُوِّرَت المقاتلة متعددة المهام الأسرع من الصوت من قِبَلِ الشركة المصنِّعة جنرال ديناميكس كمقاتلة تحقق التفوق الجوي ولكنها تطوَّرَت لاحقاً إلى طائرة متعددة المهام فعالة في جميع الأحوال الجوية.
خضع هيكل الطائرة الموقر للعديد من عمليات تجميل الوجه على مر السنين للاحتفاظ بالتفوق على المنافسين. واليوم، تم تجهيز أحدث المتغيرات منها بمجموعة من الأنظمة والقدرات المتطورة، بما في ذلك رادار نشط ممسوح إلكترونياً قادر على تتبع ما يصل إلى عشرين هدفاً في نفس الوقت.
خبراء يتشككون في قدرة مقاتلات إف 16 الأمريكية على تغيير شكل الحرب
في حين أن مقاتلات إف 16 الأمريكية قد تمتلك قدرات مهمة، إلا أن بعض الخبراء الغربيين غير مقتنعين بأن وجود طائرات إف-16 في كييف سيؤثر حقاً على الحرب بطريقة كبيرة. أوضح عددٌ من المحللين أن العدد الإجمالي لطائرات الجيل الرابع التي يمكن أن تعمل فعلياً في أوكرانيا من المحتمل أن يكون أصغر بكثير من أن يحدث فرقاً استراتيجياً عبر الخطوط الأمامية للصراع.
بالإضافة إلى ذلك، ستحتاج أوكرانيا إلى المزيد من التدريب والذخائر وقطع الغيار والبنية التحتية بينما تراكم المزيد من مقاتلات إف 16 الأمريكية. إن بناء مدارج ومرافق مجهزة لتشغيل هذه المقاتلات هو مسعى مكلف لكنه يأتي في الوقت المناسب.
كما أوضح مسؤول عسكري أوكراني رفيع المستوى أنه بحلول الوقت الذي تتلقى فيه كييف الأسلحة المطلوبة، تتأخر الشحنات لدرجة أنها لم تعد مفيدة لقواتها.
ويطلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طائراتٍ مقاتلة غربية متقدمة منذ بدء الغزو لأول مرة في أوائل عام 2022، وفقاً لما نقلته مجلة The Defense Post الأمريكية.
معركة القرن ستشهدها سماء أوكرانيا بين مقاتلات إف 16 الأمريكية وسوخوي الروسية
يمكن وصف المعركة المنتظرة بين مقاتلات إف 16 الأمريكية التي ستحصل عليها أوكرانيا ومقاتلات سوخوي 30 و35 الروسية الشهير، بأنها معركة القرن، التي ينتظرها عشاق الطيران الحربي في العالم منذ سنوات طويلة.
فهي معركة تأخرت نحو نصف قرن أي منذ ظهور الجيل الرابع من المقاتلات الحربية في بداية سبعينيات القرن الماضي، كما أن نتائج المعركة قد تمتد آثارها لسنوات طويلة في القرن الحالي، حيث كانت كل من المدرسة الروسية والمدرسة الغربية التي تقودها أمريكا تدعيان التفوق في السماء دون أن يتم اختبار ذلك عملياً.
فلعقود دارت معارك بين مقاتلات سوفييتية الصنع وأخرى أمريكية أو غربية الصنع في سماوات الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وفيتنام ولكن بين أجيال قديمة من الطائرات.
ولكن منذ ظهور طائرات الجيل الرابع المسيطرة على الأجواء، نادراً ما دارت معارك بين طائرات الجيل الرابع السوفييتية مثل سوخوي 27 و30 و35 أو ميغ 29 وبين طائرات غربية مثل الأمريكيتين الإف 15 والإف 16 والفرنسيتين ميراج 2000 ورافال وكذلك الأوروبية يورو فايتر تايفون.
إليك مقارنة بين مواصفات إف 16 وسوخوي 35
تمثل سوخوي 35 نخبة القوات الجوية الروسية التي يتوقع أن تكون الخصم الرئيسي للإف 16 في سماء أوكرانيا، بالإضافة إلى النسخ الأقدم منها والشبيهة بها سوخوي 30.
المواصفة | إف 16 بلوك 50 و52 | سوخوي 35 |
الطول | 15.6 متر | 21.9 متر |
الوزن فارغة | 19 طناً | 8.53 طن |
الوزن بأقصى حمولة | 19.187 طن | 34.5 طن |
السرعة القصوى | 2.05 ماخ | 2.25 ماخ |
المحرك | واحد بقوة 76.31 كيلو نيوتن، و131 مع الحارق اللاحق | اثنان بقوة 86.3 كيلو نيوتن لكل محرك، و137.3 مع الحارق اللاحق |
المدى البعيد مع خزانات خارجية يتم إسقاطها | 4217 كيلومتراً | نحو 4440 كيلومتراً |
حمولة الأسلحة | 7.7 طن | 8 أطنان |
بداية دخول الخدمة | 1978 | 2014 |
عدد الوحدات المنتجة | 4604 وحدات حتى عام 2018 | نحو 167 وحدة |
يلاحظ أن سوخوي 35 تعادل نحو ضعف وزن الإف 16 وأقل قليلاً من ضعف حجمها، ومداها وسرعتها أكبر، ولكن حمولة الأسلحة متقاربة وهي ميزة تتمتع بها الطائرات الغربية وهي أن نسبة حمولة الأسلحة أو الحمولة المفيدة مقارنة بوزن الطائرة عادة تكون كبيرة.
الإف 16 صغيرة نسبياً، من الصعب جداً رؤية طائرة F-16 لأنها أصغر من معظم الطائرات، خاصةً عندما تستهدف بشكل مباشرة، حسبما نقلت مجلة Newsweek الأمريكية عن المقدم المتقاعد من القوات الجوية الأمريكية دان هامبتون.
سوخوي 35 هي مقاتلة متعددة المهام، وهي ذات محركين وبمقعد واحد، وقد وصفتها مؤسسة RAND Corporation الأمريكية بأنها "المقاتلة القاذفة الروسية الثقيلة المميزة".
شركة الطائرات المتحدة (UAC)، وهي شركة طيران ودفاع مملوكة إلى حد كبير للحكومة الروسية، تروج لطائرة Su-35 باعتبارها طائرة متطورة من الجيل الرابع مع "تكنولوجيا مقاتلة من الجيل الخامس"، حيث يعتقد أنها تضم بعضاً من عناصر مقاتلة الجيل الخامس الروسية Su-57 Felon المتقدمة، حسب الشركة الروسية المصنعة لها.
السوخوي 35 جزء من عائلة فلانكر الروسية، حسب تسمية الناتو والتي بدأت بالطائرة الشهيرة سوخوي 27 التي أبهرت الغرب عندما عرضت لأول مرة في معرض باريس عام 1987، بمناورة الكوبرا الشهيرة التي تنقلب فيها الطائرة على عقبيها، بمقدار 120 درجة لتفاجئ خصومها وهي مناورة يفترض أن تباغت الخصوم رغم أنها لم تختبر عملياً بعد.
وهذه العائلة يعمل في أوكرانيا كل من سوخوي 30 وسوخوي 35 إضافة للقاذفة المقاتلة سوخوي 34.
الرادار ميزة السوخوي وعيبها الكبير
سوخوي 35 لديها بحكم حجمها الكبير رادار ضخم وله مدى بعيد، ولكن مشكلته أنه من طراز "بيسا"، الأقل تطوراً من رادارات النشط الماسح إلكترونياً (AESA) الموجودة في العديد من الطائرات الصينية والغربية بما فيها الأجيال الجديدة من الطائرة F-16، والمعروفة بدقتها العالية وصعوبة التشويش عليها.
ولم تتمكن روسيا بعد من إدخال أي رادار أيسا ( AESA) للعمل في طائراتها بعد، رغم أن الصين تلميذتها النجيبة قد فعلت ذلك وهذه نقطة ضعف كبيرة في الطائرات الروسية.
الرادارات من طراز AESA، أكثر دقة من رادارات بيسا والأخيرة أسهل في كشفها من قبل الرادارات المعادية، وبالتالي تعرض الطائرات التي تحملها للاستهداف.
كيف سيكون شكل المواجهة مقاتلات إف 16 الأمريكية والسوخوي في القتال القريب؟
ستتوقف نتيجة المواجهة بين سوخوي 35 وإف 16 إلى حد كبير على فئة الإف 16 التي ستقدم لأوكرانيا، هل تكون من النسخ القديمة أم المتقدمة.
ومن المحتمل أن تتلقى أوكرانيا الطائرة F-16A / B الهولندية أو F-16C / D البولندية الأحدث، وفقاً للمصادر المفتوحة، يُقال إن متغير F-16A لديه نسبة دفع إلى وزن في مكان ما بين 0.99 إلى 1.02، بينما يُقال إن متغير F-16C يحتوي على نسبة دفع إلى وزن بين 0.91 إلى 1.06.
مقارنةً بذلك، يُقال إن سوخوي 35 لديها نسبة دفع إلى وزن يبلغ حوالي 1.30، حسبما ورد في تقرير لموقع EurAsian Times الهندي.
تسمح نسبة الدفع إلى وزن العالية للطائرة بالتسارع بسرعة كبيرة، وهذه ميزة للسوخوي.
في حين أن F-16 لديها تحميل جناح أقل بكثير من سوخوي 35، يتيح تحميل الجناح الأقل للطائرة القيام بدوران ضيق دون فقدان السرعة.
لذلك، في الاشتباك القتالي ذي المدى المرئي أو القريب (WVR) بين مقاتلات إف 16 الأمريكية وسوخوي 35 الروسية سيعود الأمر إلى الكفاءة الفردية للطيارين المعنيين لتحديد النتيجة.
بالنسبة إلى القتال القريب، تستخدم سوخوي 35 صواريخ R-73 و R-74 الموجهة بالأشعة تحت الحمراء، وكلاهما يمكن التحكم فيهما من مشهد مثبت على خوذة (HMS). ستعتمد طائرات إف 16 على AIM-9X Sidewinders الموجه بالأشعة تحت الحمراء.
كيف ستكون معركة سوخوي 35 وإف 16 في القتال البعيد؟
يمكن الكشف عن طائرة F-16C مع بصمة راداريةً تبلغ 2.5 متر مربع بواسطة رادار Irbis-E متعدد الأوضاع الممسوح ضوئياً إلكترونياً (PESA) الموجود على الطائرة سوخوي 35 من على مدى 191 كيلومتراً في وضع البحث عن الحجم و350 كيلومتراً في وضع البحث بمساعدة الرادار المحمول جواً.
من ناحية أخرى، بافتراض أن Su-35 لديها مقطع عرضي يبلغ 3 أمتار مربعة، يمكن حتى لأحدث طراز Viper من F-16 اكتشاف Su-35 من حوالي 115 كيلومتراً فقط، باستخدام الرادار ( AESA).
وهنا يلاحظ أنه رغم سوخوي 35 أكبر بكثير من الإف 16، ولكنها خضعت لإعادة تصميم لتقليل بصمتها الرادارية قليلاً، هذا لا يجعلها شبحية على الإطلاق، ولكن أفضل من سوخوي 27 كثيراً.
من الواضح أن سوخوي 35 لديها ميزة في الكشف عن الرادار، وهو شرط أساسي للنجاح في قتال ما بعد مستوى الرؤية البصرية، حسب EurAsian Times الهندي.
بالنسبة إلى اشتباكات بعد مستوى الرؤية البصرية، ستعتمد F-16 على صواريخ AIM-120 AMRAAM التي يتراوح مداها بين 50-160 كيلومتراً، في حين أن سوخوي 35 يمكن أن تعتمد على صواريخ R-77-1 مع نطاق محدد رسمياً بأكثر من 190 كيلومتراً.
كانت الطائرة الروسية Su-35، المسلحة بصاروخ R-77-1 جو-جو (AAM) فعالة للغاية وقاتلة ضد الطائرات الأوكرانية طوال الحرب، وفقاً لدراسة عن الحرب الجوية الروسية في أوكرانيا أجراها المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI) ومقره لندن.
ويعترف الطيارون المقاتلون الأوكرانيون الذين استشهد بهم الخبراء في RUSI بأن Su-35 الروسية تفوقت تماماً على مقاتلات القوات الجوية الأوكرانية.
ينبع الاختلاف في التكنولوجيا بين طائرات القوتين الجويتين بشكل أساسي من الصاروخ R-77-1 إلى جانب الأداء الممتاز لرادارات Irbis-E الموجودة على متن المقاتلات الروسية.
في هذا السياق، قد يلعب سقف التحليق للطائرتين دوراً مهماً، يبلغ سقف الخدمة للطائرة F-16 حوالي 15 كيلومتراً، بينما يتجاوز سقف فلانكر ذلك بنحو ثلاثة كيلومترات.
علاوة على ذلك، يمكن للطائرة Su-35 أيضاً استخدام صاروخها بعيد المدى R-37M، والذي يثير قلقاً خاصاً للطيارين الأوكرانيين، وفقاً لوسائل الإعلام الأمريكية، التي استشهدت بطيار أوكراني يقود مقاتلة سوفييتية الصنع من طراز MiG-29 وصفه بأنه خطير.
والصاروخ الروسي R-37M هو صاروخ جو-جو بعيد المدى قادر على إصابة أهداف جوية عالية السرعة من مسافة تزيد عن 300 كيلومتر.
قدرة السوخوي على المناورة توفر لها ميزة كبيرة
بالإضافة إلى ذلك، فإن رادار Irbis-E الموجود على متن السوخوي 35، يوفر لها نظرة أوسع بكثير تبلغ 120 درجة من خط الوسط للطائرة بدلاً من 60 درجة المعتادة، والتي يمكن أن تكون مفيدة للغاية من الناحية التكتيكية لتجنب اكتشاف مقاتل العدو، خاصة مع قدرتها العالية على الدوران.
ويعتقد أنه يمكن لسوخوي 35، المناورة بمقدار 90 درجة (عمودياً) ليكون لها سرعة شعاعية تقترب من الصفر ضد طائرة العدو (أي تستطيع أن تتوقف في الجو لوهلة).
ومع ذلك، فإن المشكلة هي أنه أثناء إجراء هذه المناورة، ستفقد الطائرة المقاتلة صورة الرادار الخاصة بها للعدو الذي تحاول الهروب منه.
والأسوأ من ذلك هو أن أي صاروخ موجه بالرادار يتم إطلاقه من المقاتلة لن يكون قادراً على تلقي تحديثات منتصف المسار. ستقل فرص قدرة تلك الصواريخ، خاصة إذا تم إطلاقها في البداية من مدى بعيد.
هذا هو المكان الذي تظهر فيه أهمية قدرة رادار سوخوي 35 من طراز Irbis-E على الدوران، فهو يوفر مجال رؤية أكبر بكثير ويتيح إمكانية اكتشاف أقل للطائرة سوخوي 35، نظراً لتعزيز الوعي بالموقف للطيار مع استمرار الإرسال.
لذلك، يمكن لطيار Su-35 تتبع الصواريخ التي تم إطلاقها بالفعل في اتجاه الإف 16 مع رادارها الذي ينظر إلى الجانب وتحديثها وفقاً لذلك، ومع ذلك، فحتى مناورة الإشعاع هذه لها حدودها.
عندما سئل عن قدرة Su-35 على أداء مناورة الشعاع، أوضح العقيد كونستانتينوس من سلاح الجو اليوناني أن "هذا التكتيك قد لا يكون قابلاً للتطبيق عندما تكون هناك طائرات معادية متعددة في الجو".
أداء طائرات إف -16 سيكون مختلفاً إذا دُعمت برادارات الناتو المحمولة جواً
ولكن مقاتلات إف 16 الأمريكية الصنع مع أمريكا قد تُحدث فرقاً إذا تلقت مساعدة خارجية.
فسوف تتضاءل ميزة سوخوي 35 في قتال ما وراء مدى الرؤية، إذا كانت طائرات إف 16 المقدمة لأوكرانيا مزودة بشبكة ربط البيانات التكتيكية Link 16 التابعة لحلف الناتو والتي تمكن جميع الطائرات والأنظمة الدفاعية الجوية في ساحة المعركة من مشاركة الصورة ذاتها.
في هذه الحالة، يمكن لحلف الناتو استخدام رادار أواكس المحمول جواً بالقرب من المجال الجوي الأوكراني لتوفير معلومات تتبع لطائرات إف -16 وتوجيه صواريخ AMRAAM التي تطلقها في منتصف الرحلة نحو أهدافها.
وفي الوقت الحالي يعتقد أن طائرات الاستطلاع والرادارات المحمولة جواً التابعة للناتو والتي تحلّق بمحاذاة حدود أوكرانيا، تقدم دعماً فارقاً للقوات الجوية والدفاعات الأوكرانية في مواجهة الطائرات والصواريخ الروسية.
ومع ذلك، يمكن سد فجوة القدرات هذه بالنسبة لطائرات سوخوي 35، على الأقل إلى حد ما، بواسطة مقاتلات ميغ 31 بي أم الروسية الشهيرة ذات السرعة الهائلة، وفقاً لدراسة أجريت في عام 2020 من قبل خبير في معهد رويال يونايتد للخدمات (RUSI) ومقره لندن.
كتب البروفيسور جاستن برونك، زميل أبحاث أول في مجال القوة الجوية والتكنولوجيا في فريق العلوم العسكرية في RUSI: "يبدو أن أحدث طراز MiG-31BM قد تمت ترقيته باستخدام روابط بيانات محسّنة بشكل كبير؛ للسماح له بلعب دور قوي في المجال الجوي".
بمساعدة روابط البيانات هذه، يمكن للطائرة MiG-31BM نقل صورة الرادار الخاصة بها إلى الطائرات من طراز سوخوي 35، والطائرات الروسية الأخرى دون أن تقوم الأخيرة بتشغيل الرادارات الخاصة بها، وبالتالي تمكينها من القيام بهجمات وراداراتها صامتة بحيث يصعب كشفها.
وفقاً للمصادر الروسية، فإن نطاق الكشف عن رادار Zaslon-AM المحدث الموجود على متن ميغ 31 ضد هدفٍ بصمته الرادارية حجمها 3 م² مثل الـ(F-16)، يصل إلى 240 كيلومتراً.
ومع ذلك، من المهم أيضاً ملاحظة أنه من المعروف أن روابط البيانات وأنظمة المهام الخاصة بطائرة MiG-31BM بها مشكلات تتعلق بالموثوقية، حسب الموقع الهندي.
من الواضح أن مصير المعركة بين سوخوي 35 ومقاتلات إف 16 الأمريكية الصنع سيتوقف على أشياء عديدة، منها عدد الطائرات التي ستحصل عليها أوكرانيا، حيث تمتلك روسيا نحو 100 طائرة سوخوي 35 ونحو 140 طائرة سوخوي 30 الأقل قليلاً في الإمكانيات، وهذا يعني أن أوكرانيا تحتاج على الأقل إلى أكثر من مئة طائرة إف 16؛ على اعتبار أن موسكو لن توظف كل أسطول السوخوي ضد كييف، إضافة إلى أن ميزة المسافة في صالح الأوكرانيين؛ لأن المعركة تدور في سماء بلادهم، وستلقى طائراتهم مساندة من دفاعاتهم الجوية.
كما أن مقدار تدخّل الناتو بالتوجيه سيكون فارقاً، ولكن الدخول القوي لطائرات الناتو في المعركة من بعيد (وهو الأمر المرجح)، يزيد من التهديد باحتمال توسع الصراع، بما قد يحمله من تحول معركة القرن الجوية التي ينتظرها هواة الطيران لمحرقة نووية، إذا أسقطت روسيا طائرة تابعة للناتو.
ويقول تقرير مجلة National Interest الأمريكية إنه رغم المميزات التي ستوفرها مقاتلات إف 16 الأمريكية لكييف، فإن الأسلحة والأنظمة العسكرية الأساسية الأخرى ستكون مفتقدة في الترسانة القتالية الأوكرانية.
والنقص الأبرز في الوقت الحالي هو ذخيرة المدفعية والأسلحة الغربية التي سُلِّمَت إلى كييف على مدى العامين الماضيين.
وهذا الوضع بالإضافة إلى المعركة المحتدمة بين مقاتلات إف 16 والسوخوي الروسية، قد يجعل حلم أوكرانيا بهزيمة روسيا ليس بقريب.