- نتنياهو سبق أن هدد العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بإلقاء خطاب أمام الكونغرس دون موافقة أوباما
- يحاول شن حملة ضد الوزير بيني غانتس ويصف بايدن بعدو إسرائيل
- نتنياهو يتعرض لأزمات من كل ناحية
- إنه يبحث عن خدعة للاستمرار عبر افتعال الشجار مع البيت الأبيض
- كان يمكنه تجنب قرار مجلس الأمن لو استجاب لطلبات أمريكا
- قرار مجلس الأمن قد يمهد لعقوبات على إسرائيل
يعتقد البعض في إسرائيل أنه من خلال التصرف بوقاحة تجاه زعيم قوة عظمى، سوف يحظى رئيس وزراء دولة صغيرة مثل تل أبيب بتأييد أكبر من قاعدته السياسية، ويبدو أن هذا ما يحرك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الوقت الحالي إلى استفزاز بايدن دون اكتراث بـ"العلاقات الأمريكية الإسرائيلية" ولا مصير صفقة الأسرى.
خلال العقد الماضي، وُزنت جميع تحركات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتساقاً مع ما سوف يعزز صورته في أعين الأعضاء المسجلين بحزب الليكود، البالغ عددهم 100 ألف عضو، وفي أعين مؤيديه المتحمسين الذين تساوي أصواتهم 15 مقعداً في الكنيست، حسبما ورد في تقرير لموقع The Times of Israel الإسرائيلي.
نتنياهو سبق أن هدد العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بإلقاء خطاب أمام الكونغرس دون موافقة أوباما
سبق أن هدد نتنياهو العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بطريقة مماثلة، حيث ألقى خطاباً في الكونغرس الأمريكي عام 2015 دون التنسيق مع البيت الأبيض تحت إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما.
ورغم أنه كان يعلم أنه ربما يضر إسرائيل، لكنه كان سيجعله بمثابة البطل بالنسبة لقاعدة داعميه.
وبنفس الطريقة، برغم شروعه في هجوم تكتيكي ضد جو بايدن خلال حرب غزة، فإن هذا أيضاً مصممٌ لتقويته أمام قاعدته، وحتى لو كان ذلك يهدد العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بشدة.
ويقول الموقع الإسرائيلي "إنه فيما عدا أن هذا النهج ما عاد يعمل. إذ إن الخدع والحيل التي نجحت لسنوات لم تستعِد شعبية نتنياهو منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وذلك وفقاً لما توضحه استطلاعات الرأي".
يحاول شن حملة ضد الوزير بيني غانتس ويصف بايدن بعدو إسرائيل
إضافة إلى تخريب العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، حاول نتنياهو إدارة حملة ضد الوزير بيني غانتس، مدعياً أن غانتز سوف يمنح الفلسطينيين دولة، لكن غانتس واصل في صعوده في استطلاعات الرأي. وبرغم الشعار الذي أطلقه نتنياهو منذ أشهر بأن إسرائيل لن تنهِ الحرب ضد حماس حتى تحقق "النصر الكامل"، فإن هذا لم يساعده أيضاً.
وتمثلت آخر حملة لرئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي يمكن أن تهدد العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه عدو إسرائيل. يضر كل هذا بكل وضوح بمصالح إسرائيل ومواطنيها. ولا يرجح على الإطلاق بأنه سوف يعزز مكانة نتنياهو لدى قاعدته.
فقد صار الشعب الإسرائيلي محطماً ومرهقاً ومحبطاً على أن تبهره جهود نتنياهو التي يستهدف بها تصوير نفسه قائداً قوياً. في 7 أكتوبر/تشرين الأول، استوعب الشعب الإسرائيلي أنه ليس رجل الأمن وليس رجل المسؤولية وليس حتى رجل التعاطف، وفقاً لما ورد في تقرير موقع The Times of Israel.
لا يستطيع أحد سبر أغوار استراتيجيته وراء اختلاق المعارك مع البيت الأبيض وتهديد العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، أو قراره بجعل الهجوم البري ضد رفح معركة هو على استعداد أن يضحي بكل شيء من أجلها. وبكل تأكيد لا يفلح كل هذا.
نتنياهو يتعرض لأزمات من كل ناحية
تبدو الأحداث الأخيرة بمثابة عاصفة مثالية.
في ظل امتناع الولايات المتحدة عن استخدام الفيتو يوم الإثنين 25 مارس/آذار، لم يؤخر الوزير جدعون ساعر قرار مغادرة الحكومة.
وفي أتون العاصفة، استقال فصيل مكون من 4 مقاعد من الحكومة، وعامل الرئيس الأمريكي نتنياهو بفتور، وترفض الفصائل الحريدية (الدينية المتشددة) قانوناً حاسماً للائتلاف هو قانون تجنيد المتدينين. إذا مُرر القانون، سوف تغادر الأحزاب الحريدية، وإذا لم يُمرر فسوف تقطع المحكمة العليا التمويلات عن المدارس الدينية التي لديها طلبة متهربين من أداء الخدمة العسكرية.
إنه يبحث عن خدعة للاستمرار عبر افتعال الشجار مع البيت الأبيض
كل خيار أسوأ من الآخر بالنسبة لنتنياهو، ولا يستطيع العثور على الخدعة التي سيطوق بها الجميع ويضللهم. يؤمن نتنياهو بأن الأمور سوف تنجح دائماً معه بطريقة ما في اللحظة الأخيرة.
ولكن عندما هدد بعدم إرسال الوفد عقب امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، لم ينزعج منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي للاتصالات الاستراتيجية، جون كيربي. فعلى كل حال، كان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت هناك بالفعل.
بالإضافة إلى أن المسؤولين في البيت الأبيض أبلغوا الصحفيين بأن نتنياهو كان يفتعل الشجار مع البيت الأبيض ليخدم مصالحه السياسية المحلية، مما يوحي بعدم احترام عميق تجاه هيئة الزعيم التي يرى نفسه عليها.
كان يمكنه تجنب قرار مجلس الأمن لو استجاب لطلبات أمريكا
فمن المفترض أن الولايات المتحدة لم تكن ستمتنع عن التصويت إذا ركز نتنياهو على برنامج لليوم التالي للحرب في غزة والعمليات الإنسانية هناك. علاوة على ذلك، كان من الممكن تجنب المواجهة مع البيت الأبيض.
على صعيد صياغة القرار، فإنه يبدو أفضل من المبادئ التي نوقشت في المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس، فقد طالب القرار بإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين بلا شروط.
فلماذا لم يرد نتنياهو بقوله إنه على استعداد لقبول وقف إطلاق النار على أساس إطلاق سراح جميع الأسرى دون شروط مسبقة؟ كان ذلك سيرمي الكرة في ملعب حماس. لكن رجل الدولة كان يفكر في قاعدته المتملصة، وليس في حياة الأسرى.
قرار مجلس الأمن قد يمهد لعقوبات على إسرائيل
لن يؤثر عدم استخدام الولايات المتحدة الفيتو على الحرب تأثيراً مباشراً، لأن إسرائيل لا تنوي تنفيذ قرار مجلس الأمن، تماماً مثلما فعلت من قبل.
لكن تأثيره يتعلق بأن هناك بلاداً، بما فيها الولايات المتحدة، قد تستخدمه لتبرير حظر مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، أو الإشارة إلى أن إسرائيل لا تمتثل للتدابير المؤقتة المطلوبة من محكمة العدل الدولية. وسوف يضر ذلك بـ"العلاقات الأمريكية الإسرائيلية"، وبمصالح دولة الاحتلال.
لكن العواقب الأشد إيلاماً ستمتد إلى المفاوضات حول إطلاق سراح الأسرى مع حماس. لأن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، والنتيجة المترتبة على ذلك في مجلس الأمن، تشجع حماس على الصمود داخل الأنفاق.
فالمواجهة المباشرة التي يتبناها رئيس الوزراء الإسرائيلي ضد الولايات المتحدة لا تفعل شيئاً سوى أنها تعمّق الحفرة التي تجد تل أبيب نفسها فيها وتضر بالـ"العلاقات الأمريكية الإسرائيلية". ولن ينفع أي من هذا نتنياهو مع قاعدته الشعبية.