تعد طائرة ميج-29 كيه الروسية أحد إصدارات الطائرة ميج-29 (فلكروم بتسمية الناتو) المعروفة، وقد صممت الطائرة المقاتلة من الجيل الرابع، التي تستخدمها القوات البحرية لتتناسب مع عمليات حاملات الطائرات. وإليكم كل ما تودون معرفته عن المقاتلة الفتاكة ميج-29 كيه، التي تم تصميمها في الثمانينيات، لكن انهيار الاتحاد السوفييتي والاضطرابات السياسية اللاحقة في روسيا ونقص التمويل حالت دون دخولها الخدمة حتى عام 2010.
ما مواصفات طائرة ميج-29 كيه؟
عندما أعطت البحرية السوفييتية الأولوية لأول مرة لتطوير طائرة مقاتلة تعتمد على حاملة طائرات أسرع من الصوت، تم وضع تصور للطائرة MiG-29K. وحصل مصمم طائرات ميغ، ميكويان جورفيتش، على عقد لبناء مقاتلة التفوق الجوي. حيث تم إنتاج أكثر من 1600 طائرة من طراز ميج 29 على مر السنين، وتعتبر هذه الطائرة على نطاق واسع واحدة من أكثر هياكل الطائرات من الجيل الرابع قدرة على التحليق في السماء.
وتختلف الطائرة MiG-29K بشكل كبير عن الطائرة MiG-29. بالإضافة إلى رادار جديد متعدد الوظائف يُطلق عليه اسم Zhuk، تم تجهيز MiG-29K بقمرة قيادة ذات شاشة أحادية اللون، وصواريخ موجهة جو-جو، بالإضافة إلى صواريخ جو-أرض موجهة بدقة.
تقول مجلة The National Interest الأمريكية إن هذه الطائرة تتميز بهيكل قوي، وأجنحة قابلة للطي، وهيكل سفلي وعجلات هبوط معززة، وهي مجهزة أيضاً لتتحمل قسوة الإطلاق والعودة على متن حاملات الطائرات.
ومن خلال قدراتها التي تتمثل في حمل مجموعة كبيرة من الذخيرة ومدفع عيار 30 ملم، تقدم الطائرة المقاتلة ميغ-29 كيه قوةً نارية قتالية كبيرة. ورغم سماتها المتطورة، بما في ذلك الطلاء الممتص للرادار وأنظمة الحرب الإلكترونية، تواجه الأساطيل البحرية الروسية والهندية تحديات عملياتية بسبب غياب حاملة طائرات الأميرال كوزنستوف.
وهذه القيود أعادت توجيه عمليات طائرات ميج-29 كيه وطائرات سوخوي سو-33 المقاتلة، لتنفذ مهامَّ أرضية في أوكرانياً الآن، بدلاً من الانطلاق من منصات حاملات الطائرات.
عندما يتعلق الأمر بالطائرات المقاتلة الروسية، ثمة عائلتان رئيسيتان: سوخوي وميغ (ميكويان). منذ الحرب العالمية الثانية، تتنافس هاتان العملاقتان في مجال الدفاعات الجوية على القوة والنفوذ داخل الصناعات العسكرية الروسية. وينتج من وراء هذا التنافس مجموعة من الطائرات القتالية العظيمة.
تعد الطائرة المقاتلة ميج-29 فلكروم واحدةً من النتائج العظيمة لهذا التنافس. فهذه الطائرة متنوعة القدرات، ولها العديد من الإصدارات، ربما يكون أحد أبرز الإصدارات المثيرة للاهتمام لهذه الطائرة الطائرة ميج-29 كيه.
ميج-29 كيه.. الطائرة المصممة لتُلائم حاملات الطائرات
تتسم الطائرة ميج-29 كيه بأنها ذات محركين ومقعد واحد، وهي أيضاً طائرة مقاتلة تستخدمها قوات البحرية، وذات أدوار متعددة. وتشير تسميتها بـ"كيه" إلى المصطلح الروسي "Korabelnogo Bazirovaniya"، الذي يعني أنها تعتمد على الإطلاق من سطح الحاملات، وتسلط كذلك الضوء على الدور البحري الذي تضطلع به الطائرة.
تأتي المقاتلة ميج-29 كيه، التي صُممت من أجل العمليات التي توكل إلى حاملات الطائرات، مع هيكل سفلي معزز وعجلات هبوط أقوى، وهيكل قوي، كي تتمكن من تحمل القوى المذهلة التي تتطلبها المهام. إذ إن إطلاق الطائرة وإعادتها إلى حاملة الطائرات، حيث تكون المساحة محدودة، يعني عادة أن هيكل الطائرة يحتاج إلى قدر كبير من القوة. بالإضافة إلى ذلك، تملك الطائرة ميج-29 كيه أجنحة قابلة للطي، ما يعني أنها تتناسب مع المصاعد الخاصة المستخدمة في حاملات الطائرات لصعود المقاتلات على متن السفينة.
وعندما يتعلق الأمر بمنظومات الأسلحة، فإن هذه الطائرة قادرة على حمل مجموعة متنوعة من الذخيرة جو-جو وجو-أرض، التي تتضمن صواريخ آر-73 جو-جو التي تتعقب الحرارة، وصواريخ آر-27 جو-جو الموجهة بالرادار، بالإضافة إلى صواريخ كروز، والقنابل الانزلاقية، والصواريخ، والقنابل التقليدية. كذلك تحمل المدفع القوي جريازيف شيبونوف جي.إس.إتش-30-1 عيار 30 ملم، من أجل خوض المعارك الجوية المباشرة.
يستطيع محرك الطائرة إنتاج قوة دفع تصل إلى 37 ألف رطل، وتستطيع الطائرة ميج-29 كيه الطيران بسرعات تصل إلى 1500 ميل في الساعة، ويصل مداها العملياتي إلى حوالي 950 ميلاً. وأما على صعيد ارتفاعها، فإن هذه الطائرة قادرة على الطيران على ارتفاع يصل إلى 59 ألف قدم.
فضلاً عن ذلك، تتمتع هذه الطائرة المقاتلة بطلاء ممتص للرادار، وقدرات حربية إلكترونية مصممة للحد من اكتشاف بصمتها الرادارية، وجعلها قادرة على النجاة في معارك الجيل الخامس. كما صنُعت لتكون قادرة على الطيران في الظروف الجوية الصعبة (كالظلام أو أنعدام مستوى الرؤية).
توجد العديد من إصدارات الطائرة ميج-29 كيه، التي تستخدم في الجيش الروسي والهندي. غير أنها في جوهرها نفس الطائرة مع اختلافات طفيفة (كان الاختلاف الأكبر في نسخة الطائرة التي تحتوي على مقعدين).
القتال في أوكرانيا
وفي الوقت الحالي، يشارك أسطول طائرات ميج-29 كيه نفس الموقف، الذي تواجهه طائرات سوخوي سو-33 فلانكر: عدم إحراز تقدم على صعيد تحديث وتطوير حاملة الطائرات الوحيدة التي تملكها روسيا، وهي الحاملة الأميرال كوزنستوف، ما يعني أن الطائرات المقاتلة المخصصة لتنفيذ عملياتها من حاملات الطائرات لا تملك حاملة كي تنفذ مهامها منها. ونتيجة لذلك تخرج طائرات ميج-29 كيه فلكروم وطائرات سوخوي سو-33 فلانكر في طلعات قتالية من القواعد الجوية على الأرض ضد أهداف في أوكرانيا، وتتكبد خسائر من منظومات الدفاع الجوي الأوكرانية، بحسب مجلة فوربس الأمريكية.
ورغم الخسائر التي يتكبدونها في سماء أوكرانيا، فالأرجح أن الطيارين الذين يقودون طائرات ميج-29 كيه وسوخوي سو-33، يشعرون بالراحة لأنهم لا يخرجون في مهام تنطلق من على متن حاملة الطائرات الوحيدة التي يملكها الكرملين.
فخلال واحدة من الرحلات البحرية الأخيرة لحاملة الطائرات الأميرال كوزنستوف قبل خضوعها لبرنامج التحديث، دُمرت طائرة وبعدها بأيام قليلة دُمرت طائرة أخرى. في الحالة الأولى فقدت طائرة ميج-29 كيه طاقتها أثناء الهبوط وتحطمت، وبعدها بأيام تحطمت طائرة سوخوي سو-33، بعد أن انقطعت حبال الكبح، التي تُصمم لإيقاف الطائرة ومساعدتها على الهبوط، ما تسبب في سقوط الطائرة في المياه.