قد تغيِّر دبابة "أبرامز إكس" الأمريكية الجديدة قواعد اللعبة بشكل حقيقي. طلبت مجلة National Interest الأمريكية من أحد كبار الخبراء شرح ما سيعنيه ذلك بالنسبة للجيش الأمريكي.
الدبابات أثبتت أنها ما زالت مسيطرة في المعارك الحديثة
قبل عامين من الآن، توقع رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، أن تصبح الدبابات شيئاً من الماضي. حيث إن التقدم التكنولوجي في الحرب وظهور العمليات السيبرانية من شأنهما أن يجعلا دبابات القتال الرئيسية الثقيلة قديمة الطراز.
وكما هو الحال على أصعدةٍ مختلفة، كان رئيس الوزراء البريطاني مخطئاً. لقد أظهر القتال في أوكرانيا أن الدبابات تشكل جزءاً كبيراً من الحرب الحديثة. بل إنها في الواقع حجر الزاوية في العمليات البرية سواء الدفاعية أو الهجومية.
ومن غير المرجح أن يتغير ذلك في أي وقت قريب. على هذا النحو، تعمل الجيوش في جميع أنحاء العالم على تصميمات أحدث للدبابات لجعل العملاق المدرع أكثر فتكاً في ساحة المعركة.
ما الدبابة أبرامز إكس؟
كان الجيش الأمريكي يعمل على دبابة المستقبل الخاصة به، واسمها، على الأقل في الوقت الحالي، "أبرامز إكس". وكشفت شركة General Dynamics Land Systems للمركبات العسكرية عن نسخةٍ تكنولوجية توضيحية من دبابة "أبرامز إكس" في العام 2022.
ورغم أنها نسخةٌ غير منتهيةٍ بعد، سوف تزن الدبابة نحو 60 طناً، أي أقل بنحو 10 أطنان عن دبابة "أبرامز إم-1 إيه-2″، التي تزن 71 طناً.
ومن المحتمل أن يحاول الجيش كبح جماح الوزن وجعل الدبابة المستقبلية على قدم المساواة مع أول دبابة أبرامز في العائلة، "أبرامز إم-1". ويعني الوزن الأقل، سرعةً أكبر واستهلاكاً أقل للوقود، وكلاهما من الميزات المهمة في القتال البري.
من المحتمل أيضاً أن يكون لدبابة "أبرامز إكس" محرك ديزل كهربائي هجين جديد سيكون أكثر كفاءة من محرك دبابة "أبرامز إم-1 إيه-2" المتعطش إلى الوقود. وإضافة إلى ذلك، من المرجح أن تتمتع دبابة "أبرامز إكس" بدرعٍ تحميها من الذخائر والطائرات المسيَّرة الانتحارية.
ميزة أخرى محتملة لدبابة القتال الرئيسية المستقبلية هي وجود برج لا يتطلب وجود عضو من أعضاء فريق الدبابة داخله، والذي من شأنه أن يقلل الطاقم من أربعة إلى ثلاثة. معظم الدبابات الغربية لديها طاقم مكون من أربعة أفراد (القائد، المدفعي، المحمِّل، السائق).
وبالمقارنة، فإن طاقم الدبابات الروسية يتكون من ثلاثة أفراد (قائد، مدفعي، سائق)، ويعتمدون على نظام التحميل الآلي. ومع ذلك، فإن هذا النظام خطير للغاية، لأنه يعني أن الطاقم يجلس بشكل أساسي فوق برميل ذخيرة. وكما أظهرت لقطات من أوكرانيا، لا يتطلب الأمر سوى ضربة بسيطة لتدمير الدبابة.
دبابة الذكاء الاصطناعي
وباعتبارها دبابة لن تدخل الخدمة قبل عام 2030، فمن المرجح أن تتضمن دبابة "أبرامز إكس" الذكاء الاصطناعي لأغراضٍ دفاعية وهجومية، إضافةً إلى إمكانية التشغيل البيني مع الأنظمة غير المأهولة.
وحتى يسفر مشروع "أبرامز إكس" عن قدرةٍ تشغيلية، سيكون على الجيش أن يعمل بأسطوله الحالي من دبابات "أبرامز إم-1 إيه-2″، ونسخة "إم-1 إيه-3" الجديدة من المركبة القتالية. وستظل "إم-1 إيه-3" قيد التطوير، وسوف تجري تحديثاتٍ تكنولوجية وتطويراتٍ للسلاح.
في البداية، كان الجيش يعمل على تحديث أسطوله الحالي من دبابات "إم-1 إيه-2". ومع ذلك، فإن الحرب في أوكرانيا واستخدام التقنيات الجديدة في الحرب -على سبيل المثال الطائرات المسيَّرة الانتحارية- غيَّرا خطط الجيش. وبدلاً من تحديث دبابات أبرامز الأقدم، قرر البنتاغون استخدام قدرة أحدث. ومن المرجح أن يتضمن برنامج "أبرامز إكس" بياناتٍ مفيدة من تطوير وتشغيل دبابات "إم-1 إيه-3".
ما الذي يبحث عنه الجيش الأمريكي في "دبابات المستقبل"؟
تشير مجلة ناشونال إنترست إلى أن الجيش الأمريكي ملتزم بصنع مركبة مدرعة أخف وزناً وأكثر سرعة؛ بحيث تتحرك مع الوحدات القتالية المتقدمة وتعبر الجسور، ويمكن وضعها في طائرات النقل الحربي مثل "سي 17-" و"سي – 130″.
وأضافت المجلة أن مكونات الآليات المتطورة ربما قد تكون موجودة في آليات جديدة وفي النماذج الأولية لآليات مستقبلية. وبينما تحجب تفاصيل بعض المكونات عن الجمهور في المدى القريب، لأسباب أمنية، يتحدث مهندسو الجيش الأمريكي بانتظام عن كيف يمكن دمج هذه المكونات لتحسين الدروع للمركبات الحالية والمستقبلية.
وتعمل شركة General Dynamics الأمريكية على إجراء ودعم بحوث تسعى إلى تحديد مواد ذات فعالية عالية، توفر الحماية للجنود داخل المدرعات، وبوزن جزء صغير من الدبابة "أبرامز".
وقال مسؤول التكنولوجيا بالشركة، كيفن بونر، للمجلة الأمريكية، إن الشركة منخرطة في جهود البحث والتطوير التي ترمي إلى إيجاد قدرات تجعل الجنود آمنين وفعالين في ساحة المعركة.