من النادر أن يكون هناك سلاح يعتمد عليه الجيش الأمريكي وتستخدمه أيضاً القوات الجوية أو البحرية أو المارينز، لكن هناك 5 أسلحة كسرت هذه القاعدة، فما هي؟
في تقرير عنوانه "أسلحة خارقة"، نشرت مجلة Popular Mechanics الأمريكية 5 أسلحة يعتمد عليها كل من الجيش والقوات الجوية والبحرية ومشاة البحرية على حد سواء.
ففي حين لا يوجد الكثير من القواسم المشتركة بين القوات الجوية والجيش والبحرية ومشاة البحرية الأمريكية، إلا أنه من حيث الأسلحة التي تعتمد عليها الأفرع الأربعة الرئيسية للجيوش الأمريكية، يبدو أن القصة مختلفة.
فتركز كل خدمة من الخدمات الأساسية الأربع على الليزر في مجالها الخاص: الحرب الجوية والبرية والبحرية والبرمائية، على التوالي. وقد استخدم الجيش في الواقع المدافع المضادة للطائرات التابعة للخدمة البحرية، وكذلك فعلت مشاة البحرية وحتى القوات الجوية.
ويرصد هذا التقرير 5 أسلحة اعتمدت عليها الأفرع الرئيسية للجيوش الأمريكية على مدى ما يقرب من قرن من الزمان، بطريقة أو بأخرى، ما بين الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم.
1- بندقية إم-16 الهجومية
تُعَد بندقية إم-16 واحدةً من أشهر الأسلحة الصغيرة في التاريخ. كان وزنها الأصلي 6 أرطال، وكانت تطلق مقذوفاً من 55 حبة بسرعة 3200 قدم في الثانية، وكانت تُلقَّم بـ20 طلقة. يمكن لبندقية إم-16 إيه-1 إطلاق النار بشكل نصف آلي وآلي بالكامل، واكتسبت سمعةً مخيفة خلال حرب فيتنام. وتم استبدال إم-16 وإم-16 إيه-1 الأصليين في الثمانينيات لتحل محلهما بندقية إم-16 إيه-2 المُحسَّنة، والتي حلت محلها بعد ذلك بندقية إم-4 كاربين وإم-16 إيه-4 الأقصر.
ورغم أن البندقية كانت مرتبطة بشكل أساسي بالقوات البرية الأمريكية، فقد اشترتها القوات الجوية في الأصل لفِرَقها الأمنية. ولا تزال قوات أمن القوات الجوية تستخدم إم-16، ولا يزال طيارو إف-35 يستخدمون نسخةً مُصغَّرة منها.
وبعد ذلك التقطت قوات الجيش ومشاة البحرية البندقية لتجهيز الجنود ومشاة البحرية المتوجهين إلى فيتنام. واليوم، تخدم بندقية إم-16 ونسخها اللاحقة في الجيش ومشاة البحرية. وفي الوقت نفسه، تستخدم قوات البحرية البحرية بندقية إم كيه-18، وهي نسخة قصيرة الماسورة من البندقية، في حين يستخدم البحارة على متن السفن الحربية بنادق إم-4.
2- مدفع بوفورس 40 ملم
أقدم سلاح في قائمة "الأسلحة الخارقة" هو مدفع بوفورس عيار 40 ملم الذي صُمِّمَ وصُنِّع في السويد. اختُرِعَ المدفع الأصلي، من طراز إل-60، في عام 1930، واستُخدِمَ كمدفع مضاد للطائرات من قبل كل المقاتلين تقريباً في الحرب العالمية الثانية، باستثناء الإمبراطورية اليابانية.
وأدت التحسينات المتتالية إلى تحسن أداء المدفع، لكنه لا يزال الآن نفس السلاح إلى حد كبير، ولا يزال قيد الاستخدام دولياً.
من المحتمل أن يكون أول استخدام عسكري أمريكي لمدفع بوفورس في صورة مدفع خفيف مضاد للطائرات على السفن الحربية التابعة للبحرية ولتجهيز القوات البرية للجيش خلال الحرب العالمية الثانية.
كما استخدم الجيش ومشاة البحرية مدافع بوفورس كجزءٍ من المدفع المحمول المضاد للطائرات إم-42 داستر، والذي استُخدِمَ في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي. وكانت القوات الجوية هي الخدمة الأخيرة التي استخدمت المدفع، حيث قامت بتسليح طائرات حربية من طراز "إيه سي-130 يو" به.
3- صاروخ ستينغر
يُعَد صاروخ ستينغر، وهو نظام صاروخي محمول للدفاع الجوي طُرِحَ في الثمانينيات، هو السلاح الأنجح من نوعه. إذ يحتوي هذا النظام على باحث بالأشعة تحت الحمراء، يصل مداه إلى ثلاثة أميال، ويُطلَق من قاذفة محمولة على الكتف على طراز البازوكا، وتزن القاذفة 35 رطلاً. استُخدِمَ الصاروخ لأول مرة في حرب الفوكلاند عام 1982، وأُرسل لاحقاً لتسليح المتمردين في أفغانستان وأنغولا. أدت الهيمنة الجوية الأمريكية في صراعات مختلفة إلى عدم قيام القوات الأمريكية مطلقاً بإطلاق صاروخ ستينغر في القتال، لكن السلاح يؤدي أداءً جيداً حالياً في أوكرانيا، حيث يُستخدَم لإسقاط المروحيات والطائرات ثابتة الجناحين وصواريخ كروز.
كان الجيش ومشاة البحرية أول من استخدم صاروخ ستينغر، ليحل محل صواريخ ريد آي القديمة ذات الأداء الضعيف في منتصف الثمانينيات. استخدمت البحرية صواريخ ستينغر لتعزيز الدفاعات الجوية قصيرة المدى للسفن الحربية، وخاصة في الخليج العربي. وفي حين أنه من المحتمل أن البحرية لم تعد تنشر صواريخ ستينغر، فإن صاروخ الدفاع الجوي قصير المدى من نوع آر إيه إم الذي يُستخدَم لتسليح السفن الحربية يستخدم باحث الأشعة تحت الحمراء الخاص بنظام ستينغر.
4- صاروخ توماهوك
يُعَد صاروخ توماهوك كروز للهجوم الأرضي -وهو صاروخ على شكل رصاصة بأجنحة قصيرة، مدعوم بمحرك توربيني مصغر- أحد أشهر الأسلحة في العصر الحديث.
ويبلغ مدى الصاروخ ألف ميل، ويستخدم نظام تحديد المواقع ونظام الملاحة بالقصور الذاتي للاستهداف الدقيق. وقد استخدم الجيش الأمريكي فيه الرؤوس الحربية التقليدية والنووية، رغم أن الصواريخ المسلحة نووياً قد تمت إحالتها إلى التقاعد منذ فترة طويلة.
في الأصل، بدأ توماهوك كصاروخ كروز مضاد للسفن، وصاروخ هجومي تقليدي وهجومي نووي. وتستخدم البحرية اليوم فقط نسخة الهجوم البري التقليدية. في الثمانينيات، قامت القوات الجوية الأمريكية بتشغيل نسخة تُطلق على الشاحنات من صواريخ توماهوك، طراز غريفون، لكنها دمرتها في النهاية امتثالاً لمعاهدة القوات النووية المتوسطة لعام 1987. وقد أضافت قوات مشاة البحرية والجيش مؤخراً صواريخ توماهوك إلى ترساناتها الخاصة لمنح الخدمات قدرة هجومية مستقلة بعيدة المدى.
5- مروحية يو إتش-1 إركويس
كانت المروحية يو إتش-1 مروحية نقل متوسطة أساسية خلال حرب فيتنام، وأصبحت رمزاً مميزاً للمشاركة الأمريكية في الحرب. استخدمت القوات الأمريكية المروحية لنقل القوات بسرعة عبر ساحة المعركة، وإعادة إمداد القوات في القتال، وإجلاء الجرحى. كان طاقم المروحية الأصلية مكوناً من أربعة أفراد ويمكن للمروحية حمل ما يصل إلى سبعة ركاب، وتبلغ سرعتها القصوى 127 ميلاً في الساعة، وكانت غير مدرعة إلى حد كبير. بحلول الثمانينيات، استبدل الجيش طائرات يو إتش-1 لتحل محلها طائرات يو إتش-60 بلاك هوك.
واستخدم الجيش مروحية بلاك هوك لأكثر من أربعة عقود، ودخلت أول مروحية الخدمة في عام 1959، وتقاعدت آخر طائرة في عام 2017. ومن جانبها، تستخدم القوات الجوية نسخة حديثة، وهي يو إتش-1 إن، لنقل فِرَق الرد السريع التي تحرس قواعد الصواريخ النووية الأمريكية.
وخلال حرب فيتنام، قامت البحرية بتشغيل طائرات هليكوبتر من طراز يو إتش-1 كجزءٍ من أسراب طائرات الهليكوبتر الهجومية الخفيفة، المعروفة باسم "ذئاب البحر"، والتي قدمت دعماً جوياً قريباً لقوات العمليات الخاصة البحرية، وتقاعدت آخر الطائرات من هذا الطراز في الثمانينيات.
الخلاصة هنا هي أن هذه الأسلحة الخمسة لا يطلق عليها "أسلحة خارقة" بسبب قوتها النيرانية أو مداها أو سرعتها أو حتى قدراتها التدميرية، لكن التوصيف نابع بالأساس من استمرارية هذه الأسلحة من جهة واعتماد الفروع الرئيسية للجيش الأمريكي (القوات البرية والجوية والبحرية والمارينز أو مشاة البحرية) عليها ضمن تسليح كل منها.
فكما نلاحظ هنا، على سبيل المثال، لا تشمل هذه القائمة الأسلحة الفرط صوتية، والتي تعرف بأنها صواريخ أو مركبات انزلاقية، سرعتها تفوق سرعة الصوت عدة مرات، وكثير من هذه الصواريخ أو المركبات يمكنها حمل رؤوس نووية.
وتعمل روسيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية على تطوير نماذج أولية لصواريخ فرط صوتية، كما تبحث فرنسا أيضاً تطوير قدرات تفوق سرعة الصوت؛ بهدف صنع جيل جديد من أنظمة الردع النووي. لكن لا يمتلك حالياً أسلحة تشغيلية فرط صوتية سوى دولتين فقط في العالم، هما روسيا والصين. بحسب تقرير لمجلة National Interest الأمريكية.