أعلن الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين 8 يناير/كانون الثاني 2024، أن قواته بدأت بالانتقال إلى المرحلة الثالثة من حربها على قطاع غزة، وذلك بعد 3 أشهر من القصف الجوي والعمليات البرية، والتي أدت لاستشهاد أكثر 23 ألف شخص، غالبيتهم من المدنيين، فما الذي تحمله هذه المرحلة، وما تفاصيلها؟
بحسب ما نقله مسؤولون أمريكيون، نقلاً عن نظرائهم في تل أبيب، فإن الحرب في قطاع غزة ستنتقل من مرحلة العمليات البرية والجوية الواسعة في قطاع غزة إلى مرحلة أكثر تركيزاً على غزة، وقال المسؤولون الإسرائيليون لنظرائهم الأمريكيين في محادثات خاصة إنهم يأملون إتمام هذا الانتقال بحلول نهاية يناير/كانون الثاني، وفقاً لمسؤولين أمريكيين.
تفاصيل المرحلة الثالثة
نقلت صحيفة The New York Times الأمريكية، عن كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري، قوله إن المرحلة الجديدة من الحملة ستشهد خفضاً لأعداد القوات والغارات الجوية.
فيما قال مسؤولون أمريكيون إنهم يتوقعون أن تعتمد المرحلة الجديدة بدرجة أكبر على مهام دقيقة ومحددة، تنفذها مجموعات صغيرة من قوات النخبة الإسرائيلية التي ستتحرك داخل وخارج المراكز السكانية في قطاع غزة، بهدف الوصول إلى قادة حماس واستهدافهم، وإنقاذ الرهائن وتدمير الأنفاق.
وأضاف أن "إسرائيل ستواصل خفض عدد قواتها في غزة، وكانت بدأت في ذلك هذا الشهر. وأضاف أن شدة العمليات في شمال غزة بدأت تتراجع بالفعل، مع تحول الجيش نحو شن غارات قصيرة محددة، بدلاً من الاستمرار في مناورات واسعة النطاق".
وستتركز العمليات العسكرية على "معاقل حركة حماس الجنوبية والوسطى، خاصةً حول خان يونس ودير البلح"، بحسب ما ذكره هاغاري، وأضاف: "أتوقع السماح بدخول مزيد من المساعدات والخيام إلى غزة".
في السياق ذاته يقول مسؤولون أمريكيون إنهم يعتقدون أن عدد القوات الإسرائيلية في الجزء الشمالي من غزة انخفض إلى أقل من نصف عدد الجنود الـ50 ألفاً، الذين نُشروا حتى الشهر الماضي حين كانت الحملة في ذروتها.
وأوضح المسؤولون الإسرائيليون للمسؤولين الأمريكيين أنهم يأملون إتمام هذا الانتقال بحلول نهاية هذا الشهر، إلا أن هذا التاريخ ليس قاطعاً. وقالوا إنه إذا واجهت القوات الإسرائيلية مقاومة من حماس أعنف مما كان متوقعاً، أو اكتشفت تهديدات لم تتوقعها، فحجم ووتيرة الانسحاب قد يتراجعان، ويمكن أن تستمر الضربات الجوية المكثفة.
وقال بايدن لمساعديه، الشهر الماضي، إنه يريد من الإسرائيليين إجراء هذا الانتقال في حدود الأول من يناير/كانون الثاني. وقدم الإسرائيليون للأمريكيين جدولهم الزمني للانتقال، لكن مساعدي بايدن حثوا الإسرائيليين على التحرك بسرعة أكبر.
رؤية تل أبيب لغزة ما بعد الحرب
ومع بدء هذا الانتقال الآن يسود شعور بين المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين بضرورة صياغة استراتيجية لاستعادة النظام العام والحفاظ عليه في قطاع غزة، في الوقت الذي تسرّع فيه القوات الإسرائيلية انسحابها.
وأخبر مسؤولون إسرائيليون نظراءهم الأمريكيين بأن رؤيتهم تتمثل في إقامة شبكة من رؤساء البلديات المحليين ومسؤولي الأمن وزعماء من العائلات الفلسطينية البارزة في قطاع غزة، لتوفير الأمن الأساسي على المدى القريب في المناطق التي يعيشون فيها. وبوسع هؤلاء القادة المحليين، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين، الإشراف على توزيع المساعدات الإنسانية وفرض النظام.
ورغم أن الكثير من هؤلاء القادة المحليين ستربطهم على الأرجح بعض العلاقات مع حماس، التي سيطرت على القطاع عام 2007، يرى المسؤولون الإسرائيليون أن نهج كل منطقة على حدة، إلى جانب مجموعات الإغاثة على الأرض، أفضل خيار أمامهم للسماح بتوزيع المساعدات الإنسانية.
وطرح المسؤولون الإسرائيليون مجموعة واسعة من الأفكار الأخرى، فأعرب بعضهم عن أمله في أن توافق الدول العربية على إرسال قوة لحفظ السلام، وروَّج آخرون لفكرة تشكيل قوة متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة، ولكن بإشراف إسرائيلي على أمن القطاع.
لكن المسؤولين الأمريكيين يقولون إن نظراءهم الإسرائيليين لم يطلبوا منهم رسمياً متابعة فكرة تشكيل قوة دولية، لأنهم يعلمون أن ذلك مستبعد حدوثه.