ضغوط أمريكية ومخاوف من التصعيد بالمنطقة.. ما كواليس اجتماعات باريس حول الحرب في غزة؟ 

عربي بوست
تم النشر: 2024/01/30 الساعة 14:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/01/30 الساعة 14:50 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء الإسرائيلي ببنيامين نتنياهو/ رويترز

انتهت اجتماعات باريس بين مسؤولين أمريكيين ومصريين وقطريين وإسرائيليين، والتي استمرت لعدة أيام وكادت تفشل أكثر من مرة بسبب رفض الجانب الإسرائيلي لبعض المقترحات٬ ووجود عقبات بين الطرفين٬ فيما يتعلق بوقف العدوان على قطاع غزة، وإتمام صفقة لتبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال.. فما كواليس اجتماعات باريس؟ 

ما نتائج اجتماعات باريس حول الحرب في غزة؟

عقد مجلس الحرب الإسرائيلي جلسة في وقت متأخر من مساء الإثنين 29 يناير/كانون الثاني 2024 لمناقشة تفاصيل صفقة تبادل الأسرى المقترحة، وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن الاجتماع عقد بعد عودة رئيس الموساد ديفيد برنيع من اجتماعات باريس التي شاركت فيها إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن مباحثات باريس تناولت خطة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين على مراحل، ونقلت عن مصدر قوله إن الحاضرين في الاجتماع ناقشوا وقف إطلاق النار لمدة شهرين تقريباً مقابل إطلاق سراح نحو 100 أسير إسرائيلي، على أن تطلق إسرائيل سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين.

من جانبها، كشفت صحيفة "هآرتس"، الثلاثاء، عن اقتراح وساطة "مبدئي"، يتضمن إطلاق سراح 35 محتجزاً إسرائيلياً مقابل وقف القتال في قطاع غزة لمدة 6 أسابيع، وتحرير آلاف الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، على أن تشمل مجموعة الرهائن النساء والرجال الأكبر سناً، والمرضى أو المصابين.

ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية، لم تسمّها، أن المقترح "يجري بحثه بمشاركة الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر وقطر"، مضيفة أنه رغم تحقيق تقدم في هذا الشأن خلال اجتماع باريس، فإن "الفجوات ما بين موقفَي إسرائيل وحماس لا تزال كبيرة".

ولفتت إلى أن "إسرائيل تريد أن تترك لنفسها خيار استئناف الحرب بعد إتمام صفقة الرهائن، في حين تريد حماس وقفاً طويل الأمد لإطلاق النار يتضمن ضمانات لسلامة قادتها". وتقدر إسرائيل وجود نحو 136 أسيراً في غزة، في حين تحتجز في سجونها نحو 9000 أسير فلسطيني.

من جهته٬ أعرب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، عن أمله في أن يتم التوصل لاتفاق يقضي بوقف الحرب في غزة، والإفراج عن الأسرى، بعد محادثات باريس التي شاركت فيها أمريكا وقطر، ومسؤولون من مصر و"إسرائيل".

وقال بلينكن للصحفيين إثر لقاء عقده خلال النهار في واشنطن مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: "أُنجز عمل مهم جداً وبناء. وهناك بعض الأمل الحقيقي بينما نمضي قدماً". وأضاف بلينكن: "يتعين على حماس اتّخاذ قراراتها الخاصة. لا يسعني إلا أن أقول لكم إن هناك توافقاً قوياً بين البلدان المعنية على أن هذا المقترح جيّد وقوي".

كواليس اجتماعات باريس

في السياق٬ كشف مسؤولون في الحكومة الأمريكية لصحيفة واشنطن بوست أن البيت الأبيض يخشى حدوث تصعيد كبير في الشرق الأوسط، ولذلك زاد الضغط بشكل كبير للعودة إلى طاولة المفاوضات.

وبحسب هؤلاء المسؤولين، فإن الإدارة الأمريكية كانت تخشى التصعيد في غزة بشكل خاص وفي الشرق الأوسط بشكل عام، ومن ثم دفعت إسرائيل للعودة إلى طاولة المفاوضات. وبحسب صحيفة معاريف العبرية، زاد كبار المسؤولين الحكوميين من هذه الدول الضغط يومياً على الجانبين للتوصل إلى اتفاق قريب وتفاهمات.

ويحذر الخبراء من أنه إذا لم تنتهِ الحرب في غزة، فقد يمتد الصراع ويجلب لاعبين جدداً إلى الميدان بما لا ترغب به واشنطن٬ خصيصاً بعد الضربة التي تلقتها قاعدة الجيش الأمريكي "البرج 22" شمال شرق الأردن، والتي أدت لمقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة نحو 34 آخرين بجراح مختلفة بعد هجوم بطائرة مسيَّرة شنته جماعات عراقية "نصرةً لغزة".

من جهتها٬ قالت صحيفة معاريف العبرية٬ بحسب مصدر مطلع على تفاصيل اجتماعات باريس، إن إسرائيل وافقت على الإطار الذي تمت صياغته الليلة الماضية خلال قمة باريس، والذي بموجبه سيتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى حماس على مراحل، بينما يتعين على إسرائيل في نفس الوقت إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين على مراحل٬ وكذلك وقف القتال لفترات معينة وتوصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وبحسب التقرير، فإنَّ إسرائيل مهتمة في هذه الصفقة بضم النساء والرجال فوق سن معينة والرجال المرضى. ومن المهم الآن تأكيد أنَّ حماس لم توافق بعد على أي اتفاق، بل هو مجرد مسار اتُّفِق عليه للمضي قدماً وصياغة صفقة نهائية. 

ورد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس الإثنين بأن "الأنباء الواردة حول الصفقة غير صحيحة وتتضمن شروطاً غير مقبولة لدى إسرائيل. وسنستمر حتى النصر الكامل٬ حسب تعبيره". لكن يبدو أن ضغوطاً أمريكية دفعت تل أبيب للموافقة المبدئية على الصيغة التي تم إرسالها لحماس عبر الوسيط القطري.

ما موقف حماس من اجتماعات باريس؟

أكّد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، يوم الثلاثاء 30 يناير/كانون الثاني 2024 تسلّم حركته المقترح الذي تم تداوله في اجتماعات باريس، قائلاً إن حركته بصدد دراسة المقترح وتقديم ردها عليه، على قاعدة أن الأولوية هي لوقف العدوان على غزة، وانسحاب قوات الاحتلال كلياً إلى خارج القطاع.

وأضاف هنية، في بيان، أن حركته بصدد دراسة المقترح وتقديم ردها عليه، مشدداً على أن حماس "منفتحة على مناقشة أية مبادرات أو أفكار جدية وعملية شريطة أن تفضي إلى وقف شامل للعدوان، وتأمين عملية الإيواء لأهلنا وشعبنا الذين أجبروا على النزوح بفعل إجراءات الاحتلال ومن دمرت مساكنهم، وإعادة الإعمار ورفع الحصار وإنجاز عملية تبادل جدية للأسرى تضمن حرية أسرانا الأبطال وتنهي معاناتهم".

رئيس المكتب السياسي لحماس كشف أيضاً أن قيادة الحركة تلقت دعوة لزيارة القاهرة من أجل التباحث حول اتفاق الإطار الصادر عن اجتماع باريس، ومتطلبات تنفيذه وفق رؤية متكاملة تحقق للشعب الفلسطيني مصالحه الوطنية في المدى المنظور.