تنتهي مساء غد السبت 8 يونيو/حزيران 2024، المهلة التي حددها زعيم حزب "الوحدة الوطنية" الوزير في حكومة الحرب، بيني غانتس، لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لتحديد استراتيجية واضحة للحرب وما بعدها وإلا فإنه سينسحب من الحكومة.
وانضم حزب غانتس إلى حكومة نتنياهو في 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وباتت تسمى حكومة الطوارئ وعلى إثر الخطوة تم إنشاء حكومة الحرب المصغرة.
ويضم مجلس الحرب كلاً من نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس، فيما يشارك في المجلس، بصفة مراقب، كل من قائد الأركان السابق غادي آيزنكوت، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
ويحل الموعد النهائي للمهلة التي حددها غانتس مع تطورين هامين؛ الأول وهو تقديم الولايات المتحدة ما قالت إنه "مقترح إسرائيلي" لهدنة في غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.
ويتضمن المقترح وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين وإعادة إعمار القطاع.
أما التطور الثاني، فهو تصاعد الدعوات في إسرائيل للحرب في لبنان على إثر تكثيف "حزب الله" هجماته على شمالي البلاد.
وحتى صباح الجمعة، لم يوضح غانتس إذا ما كان سيبقي على مهلته لنتنياهو أو أنه سيؤجل قراره.
ولكن انسحابه من حكومة نتنياهو لا يعني سقوطها إذ إنه انضم إليها بينما كان لدى نتنياهو 64 صوتاً من أعضاء الكنيست الـ 120.
ويلزم الحصول على ثقة 61 نائباً على الأقل من أجل تشكيل حكومة.
ضغوط شديدة
وكتبت المحللة الحزبية في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، آنا بارسكي، الجمعة: "تنتظر المؤسسة السياسية بفارغ الصبر مساء الغد، حيث يفترض أن ينفذ الوزير غانتس الإنذار النهائي الذي وجهه لنتنياهو ويستقيل من الحكومة".
واستدركت: "ومع ذلك، تعرض غانتس في الأيام الأخيرة لضغوط شديدة لتأجيل انسحابه".
وأضافت: "قال وزير في الحكومة أمس إنه لدى سؤال عضو بارز في حزب غانتس عما إذا كان سيتنحى مساء الغد (السبت)، لم يتم تقديم إجابة ملموسة".
وتابعت: "على أي حال، في الأيام الأخيرة كان هناك عدم يقين بين المقربين من غانتس بشأن ما إذا كان سيتم تأجيل الموعد النهائي للانسحاب من الحكومة أو الالتزام به".
ولفتت إلى أن "السبب الرئيسي لعدم اليقين هو حقيقة أن حماس لم تقدم بعد رداً رسمياً على الصفقة المطروحة على الطاولة فيما يتعلق بإعادة الرهائن".
ونقلت عن مقرب من غانتس، لم تسمّه: "المشاورات تجري طوال الوقت، لكن حتى الآن لم يتغير القرار، سننحسب ما لم يكن هناك تطور غير عادي".
وقالت بارسكي: "ومع ذلك، أوضحت بعض المصادر أنه إذا وافقت حماس بشكل إيجابي على الصفقة بعد ليلة السبت، فإن وجود غانتس والوزير غادي آيزنكوت في الحكومة سيكون ضرورياً، وبالتالي يتم النظر في إمكانية الانتظار قليلاً حتى تتضح الصورة".
وسيمثل خروج غانتس من الحكومة انفراجة لحزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف برئاسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وحزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
فكلاهما لم يكن راضياً عن كون قرارات الحرب بيد حكومة الحرب التي لا تضم ممثلين عن حزبيهما.
وطالب بن غفير وسموتريتش مراراً بالانضمام الى حكومة الحرب أو على أقل تقدير حلها.
وفي هذا الصدد قالت بارسكي: "إذا غادر غانتس وحزبه الحكومة، يعتقد أن الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش سيطالبان بعضوية في حكومة الحرب بدلاً من الوزيرين المتقاعدين، لكن المقربين من نتنياهو أوضحوا أنه غير مهتم بذلك".
وأضافت نقلاً عن مقربين من نتنياهو، لم تسمّهم: "في حالة انسحاب حزب الوحدة الوطنية، سيعلن رئيس الوزراء حل مجلس وزراء الحرب".
وبالمقابل، طلبت المعارضة الإسرائيلية برئاسة زعيم حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد مراراً في الأشهر الماضية بانسحاب غانتس وآيزنكوت من الحكومة.
وتريد المعارضة أن ينضم غانتس إلى صفوفها من أجل إسقاط الحكومة برئاسة نتنياهو والدفع باتجاه انتخابات مبكرة.
استقالة متوقعة
من جهتها، توقعت القناة 12 الإسرائيلية، الجمعة، أن يعلن غانتس انسحابه من الحكومة مساء السبت.
واستدركت: "في حين أن هذا غير مؤكد في هذه المرحلة، يبدو أن القرار سينفذ ما لم يحدث تطور غير عادي".
ورأت أن الفجوة الكبيرة التي تمنع حزب غانتس من البقاء في الحكومة هو انعدام الثقة التام بين الطرفين، مشيرة إلى أنه "لم تنجح محاولات التوسط بينهما".
وقالت عندما قدم الإنذار قبل بضعة أسابيع، ادعى غانتس أنه لم يتم اتخاذ أي قرارات حيوية في القيادة. واتهم القادة بالتصرف بجبن، والتفكير فقط في أنفسهم، وذكر أيضاً أن "الاعتبارات السياسية تتغلغل في عملية صنع القرار".
ومن جهة أخرى، فقد أشارت هيئة البث الإسرائيلية، الجمعة، إلى أن الإدارة الأمريكية تحاول إقناع غانتس بعدم مغادرة الحكومة.
وقالت الهيئة إن واشنطن "قلقة بشأن انسحاب غانتس من حكومة الحرب في هذا الوقت بالذات، ومن المتوقع أن يتم هذا الانسحاب مساء غد السبت وثمة من يتهمون نتنياهو بأنه لا يحاول حتى منع ذلك".
وكشفت أن "الأمريكيين اتصلوا بالوزير بيني غانتس في الأيام الماضية وحاولوا التحقق من إمكانية تأجيل أو منع انسحابه من حكومة الحرب، وذلك على ضوء المفاوضات الجارية حالياً للتوصل إلى صفقة جديدة".
وقالت: "يعتبر الأمريكيون غانتس شريكاً مقرباً وأعربوا عن قلقهم من انسحابه في هذا الوقت بالذات".
ولفتت إلى أنه "يعتزم الوزير بيني غانتس الاستقالة من الحكومة مساء السبت، وفقاً للموعد الذي حدده هو بنفسه. ويتهم المحيطون بالوزير غانتس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه لم يحاول حتى منع حل حكومة الوحدة الطارئة".
وقالت: "مؤخراً تلقى غانتس استفسارات من أهالي المختطفين الذين طلبوا منه عدم الانسحاب والبقاء لفترة أطول في حكومة الحرب، على الأقل حتى يتم التوصل إلى الصفقة".
واستدركت: "فكر غانتس في البقاء في الحكومة خلال الأسبوع الماضي، لكن الخطة الحالية هي المغادرة مساء السبت".
ولفتت هيئة البث الإسرائيلية إلى أنه "حدد ديوان رئيس الوزراء يوم الأحد موعداً للمناقشة الوزارية الموسعة، أي بعد يوم من انتهاء المهلة التي حددها غانتس لترك الحكومة".
وقالت: "وتم إلغاء اجتماع مجلس الوزراء الذي يعنى بشؤون الحرب الذي كان من المفترض عقده الليلة الماضية. وكان من المتوقع أن تكون هذه الجلسة هي الأخيرة قبل انسحاب الوزيرين بيني غانتس وغادي آيزنكوت من الحكومة".
وكان غانتس طالب نتنياهو بوضع استراتيجية من 6 أهداف تتضمن: إعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، وهزيمة حماس، ونزع السلاح من قطاع غزة، وتحديد بديل لحماس في غزة، وعودة سكان شمالي إسرائيل إلى منازلهم بحلول الأول من سبتمبر/أيلول، والدفع بعملية التطبيع مع السعودية واعتماد خطة الخدمة العسكرية في إسرائيل.
ولم يعلن نتنياهو عن هذه الاستراتيجية.