أعلنت سلسلة المقاهي البريطانية الشهيرة Pret A Manger عن تراجعها عن خطة لفتح متاجر في إسرائيل، بعد تهديدات بمقاطعة سلسلة محلات القهوة الشهيرة، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة لشهره التاسع.
المقاهي البريطانية الشهيرة Pret A Manger تتراجع عن التوسع في إسرائيل
كان من المقرر أن يفتتح متجر القهوة والسندوتشات البريطاني الشهير 40 متجراً في إسرائيل بحلول عام 2033 كجزء من صفقة امتياز مدتها 10 سنوات مع الشركاء الإسرائيليين Fox Group (تملك 75%) وYarzin Sella Group (تملك 25%)، وفقاً لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
ومع ذلك، في بيان لبورصة تل أبيب في 31 مايو/أيار، قالت مجموعة Fox Group إن شركة Pret A Manger قامت بتفعيل شرط "القوة القاهرة"، الذي يسمح لأي طرف بإلغاء الالتزامات التعاقدية بسبب الظروف القصوى وغير المتوقعة.
وتذرعت سلسلة القهوة البريطانية بوجود قيود مفروضة على سفر المواطنين البريطانيين بسبب الحرب الإسرائيلية، وأن ذلك كان سبباً لعدم إكمال الصفقة التي أجريت في ديسمبر/كانون الأول 2022.
إذ قال متحدث باسم السلسلة البريطانية للموقع المتخصص بكل ما يخص أسواق القهوة World Coffee Portal إن "قيود السفر المستمرة الكبيرة تعني أن فرقنا لم تكن قادرة على إجراء الفحوصات والتدريب اللازم لإنشاء Pret A Manger في سوق جديدة".
مشيراً إلى محاولة الشركة تأخير هذا القرار لأطول فترة ممكنة إلى أن قرروا "القرار الصعب" بإنهاء اتفاقيتنا الحالية مع Fox Group وYarzin Sella Group، حسب ما نقله موقع Middle East Eye البريطاني.
ولم يكن قد تم افتتاح أي أفرع لسلسلة المقاهي البريطانية الشهيرة Pret A Manger في إسرائيل منذ ذلك التعاقد الذي تم بنهاية 2022، حسب النسخة الإنجليزية لوكالة "رويترز".
بعد ضغط المقاطعة
على الرغم من أن الشركة التي 650 متجراً في 18 سوقاً لم تذكر حملات المقاطعة كسبب للانسحاب من السوق الإسرائيلي، إلا أن النشطاء المؤيدين لفلسطين أشادوا بهذه الخطوة باعتبارها انتصاراً لدعوات المقاطعة التي نظموها ضد السلسلة وشركات أخرى.
إذ قالت حملة التضامن مع فلسطين (Palestine Solidarity Campaign – PSC) إن نشطاء وفروع الحملة بدأت في الدعوة إلى مقاطعة Pret A Manger للضغط عليها لسحب استثماراتها من إسرائيل لممارستها إبادة جماعية في غزة وتطبق نظام الفصل العنصري على جميع الفلسطينيين.
الحملة التي تعتبر إحدى أبرز حملات دعم فلسطين في المملكة المتحدة وأبرز منسقى دعوات التظاهرات بأرجاء البلاد قالت إن "حملة المقاطعة أجبرت الشركة البريطانية على إعادة النظر وإلغاء قرار تجاري كبير يبلغ قيمته ملايين الجنيهات الإسترلينية".
وأضافت في بيان أصدرته، الإثنين 3 يونيو/حزيران 2024، أن سلسلة المقاهي البريطانية الشهيرة Pret A Manger هي أحدث الشركات التي تنسحب من إسرائيل أو تتراجع عن خططها الاستثمارية، وهو ما يساهم في "عزلة مالية وسياسية بنفس الطريقة التي حدثت بها جنوب أفريقيا في ظل نظام الفصل العنصري".
من جهته، قال مدير حملة التضامن مع فلسطين، بن جمال، وهو بريطاني من أصول فلسطينية، إن "هذا القرار يبعث برسالة إلى جميع الشركات – إذا قدمتم الدعم للفصل العنصري الإسرائيلي والإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، فسوف تواجهون قوة حركتنا التي ستقاطع منتجاتكم وتحتج في متاجركم".
وأضاف: "لقد أفلتت إسرائيل من جرائمها ضد الإنسانية لفترة طويلة جداً. إن شعوب العالم تحاسب إسرائيل برفضها السماح بإنفاقها أو توفير تمويلها كجرائم حرب. لقد حان الوقت لأن يحذو زعماؤنا السياسيون حذوهم بإنهاء مبيعات الأسلحة والدعم المالي والدبلوماسي لإسرائيل".
سبقه سحب ماكدونالدز الامتياز من شريكتها في إسرائيل
يأتي ذلك في ظل تزايد دعوات المقاطعة للشركات المستثمرة في إسرائيل أو الداعمة لها. وفي مطلع شهر أبريل/نيسان الماضي، أعلنت شركة ماكدونالدز عن سحب الامتياز من شريكتها في إسرائيل، وتولي الشركة الأمريكية الأم السيطرة المباشرة على إدارة أفرعها هناك.
جاء ذلك بعد أشهر من حملات مقاطعة طالت شركة الوجبات السريعة على خلفية توزيع صاحب الامتياز الإسرائيلي وجبات مجانية على جنود الجيش الإسرائيلي خلال حربهم على غزة.
للمزيد من التفاصيل، اقرأ: الإعلان عن بيع جميع فروع ماكدونالدز في إسرائيل بعد "خسائر المقاطعة".. لكن المتأثر الوحيد: صاحب الامتياز الإسرائيلي
ولم تكن هذه الشركات هي الوحيدة التي تأثرت بدعوات المقاطعة العالمية، إذ أغلقت سلسلة المحال الفرنسية الشهيرة "كارفور" 4 فروع لها في الأردن، فيما رفضت الشركة الألمانية للأحذية الرياضية "بوما" تجديد عقدها مع اتحاد كرة القدم الإسرائيلي.
وكانت هناك عشرات الشركات الأخرى التي تأثرت بدعوات المقاطعة، جمعناها لك في هذا التقرير:
عشرات العقود الملغاة.. ما نتائج مقاطعة الشركات المرتبطة بإسرائيل؟