تحمل اسم “ترامب”.. ماذا نعرف عن المشروع الأمريكي الجديد لبناء “السفينة الحربية الأغلى بالتاريخ”؟

عربي بوست
تم النشر: 2025/12/24 الساعة 13:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/12/24 الساعة 13:56 بتوقيت غرينتش
بوستر لتصميم "سفينة ترامب الحربية" أو فرقاطة ترامب (فئة ترامب) نشرته وزارة الحرب الأمريكية - X

في مشهد لافت جمع بين السياسة والعسكرة والاستعراض، اختار الرئيس الأميركي دونالد ترامب منتجعه الخاص في مارالاغو بولاية فلوريدا ليكشف عن واحد من أكثر مشاريعه العسكرية إثارة للجدل. مشروع لا يقتصر على تطوير القوة البحرية الأميركية، بل يحمل اسمه شخصياً، ويعكس رؤيته للهيمنة العسكرية الأميركية في وقت تتصاعد فيه المنافسة الدولية، خصوصاً في المحيط الهادئ.

الإعلان عن ما أسماه ترامب "الأسطول الذهبي" جاء في توقيت حساس، وسط مخاوف متزايدة داخل البنتاغون من تفوق الصين العددي في الأساطيل البحرية، ونقاشات داخلية حول تقادم جزء كبير من السفن الأميركية الحالية. وبينما يقدّم ترامب المشروع بوصفه "خطوة تاريخية لتعزيز الردع والقوة"، يثير القرار أسئلة عديدة حول تسمية فئة كاملة من السفن الحربية باسم رئيس أمريكي لا يزال في منصبه، ومدى واقعية المشروع وتكلفته الباهظة وقدراته.

"فئة ترامب".. ماذا نعرف عن المشروع الأمريكي الجديد لبناء السفن الحربية؟

  • أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة للبحرية الأمريكية لبناء سفن حربية جديدة من "فئة ترامب" كجزء من مشروع "الأسطول الذهبي" لتحديث البحرية الأمريكية، حيث وصف ترامب هذه البوارج الحربية بأنها ستكون سفن قتالية "متفوقة" لتحل محل ما وصفه بالأسطول الأمريكي "القديم والمتهالك". حيث وصف السفينة الجديدة بأنها ستصبح "سفينة القيادة للأسطول البحري الأمريكي". 
  • وادعى ترامب من منتجعه الخاص به "مارالاغو" في فلوريدا خلال ظهوره إلى جانب وزير الحرب بيت هيغسيث ووزير الخارجية ماركو روبيو ووزير البحرية جون فيلان، أن السفن الجديدة ستكون مجهزة بكميات "هائلة" من الصواريخ، وأن البارجة ستكون "الأسرع والأكبر والأقوى بمئة مرة من أي سفينة حربية تم بناؤها على الإطلاق". مشيراً أنها ستكون "أكبر بكثير من أي سفينة بنتها الولايات المتحدة خلال الثمانين عامًا الماضية، باستثناء حاملات الطائرات".
  • ستُسمى أول سفينة من فئة ترامب بـ"يو إس إس ديفاينت" بمعنى (المتحدي أو الجريء). ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة كل فرقاطة منها 5 مليارات دولار على الأقل، ويتوقع بعض الخبراء أن تصل تكلفة القطعة الواحدة منها (9 مليارات دولار). أما "شبكة أخبار معهد البحرية الأمريكية" USNI News فتقول إن تكلفة بناء هذه البارجة في حوض بناء السفن الأمريكي قد تتراوح بين 10 و 15 مليار دولار، وذلك بناءً على الحجم والأنظمة المضمنة. بالتالي، ففي حال بنائها، ستصبح هذه السفينة رسمياً هي أغلى سفينة حربية سطحية غير حاملة طائرات في التاريخ.
تُعد أشعة الليزر والصواريخ فرط الصوتية والكروز من بين الأسلحة المخطط لها أن تحملها سفينة ترامب الحربية. - رويترز
تُعد أشعة الليزر والصواريخ فرط الصوتية والكروز من بين الأسلحة المخطط لها أن تحملها سفينة ترامب الحربية. – رويترز
  • ترامب، خلال إعلانه عن هذه السفن الجديدة قال إنها "ستساعد في الحفاظ على التفوق العسكري الأمريكي، وإنعاش صناعة بناء السفن الأمريكية، وبث الرعب في قلوب أعداء أمريكا في جميع أنحاء العالم"، على حد تعبيره.
  • وأمام صور حملت تصميمات لسفن "فئة ترامب" الحربية في عرض البحر، قال الرئيس الأمريكية إنه سيشارك بفعالية في تصميمها، وأضاف: "ستقود البحرية الأمريكية تصميم هذه السفن بالتعاون معي، لأنني شخص ذو ذوق رفيع"، على حد وصفه.
  • بحسب ترامب، فإن سفينة "يو إس إس ديفاينت" ستكون أطول وأكبر من البوارج من "فئة أيوا" التي تعود إلى حقبة الحرب العالمية الثانية، وستكون مسلحة بصواريخ فرط صوتية، وصواريخ كروز نووية، ومدافع كهرومغناطيسية، وليزر عالي الطاقة، وكلها تقنيات في مراحل مختلفة من التطوير من قبل البحرية الأمريكية.
  • وحول المزايا والمواصفات التشغيلية، قال الرئيس الأمريكي إن السفن الجديدة، سيتراوح وزن كل واحدة منها بين 30,000 و40,000 طن، وسيتم بناؤها في الولايات المتحدة. وقال: "ستكون هذه البوارج مُدارة بشكل كبير بالذكاء الاصطناعي، ونتوقع أن تكون هذه السفن باكورة فئة جديدة كلياً من السفن التي سيتم إنتاجها في السنوات القادمة".
  • وأشار ترامب إلى أن البحرية الأمريكية ستبني في البداية سفينتين من "فئة ترامب"، على أن يتبعهما سريعاً 8 سفن أخرى ومن ثم بناء ما بين 20 و25 سفينة من هذا الطراز في النهاية. كما أعلن أنه سيعمل أيضاً على تحديث حاملات الطائرات كجزء من مشروع "الأسطول الذهبي" لتحديث البحرية الأمريكية.
  • ويُعد قرار تسمية فئة من السفن الحربية باسم رئيس أميركي لا يزال في منصبه خطوة غير معتادة، ويأتي بعد أيام فقط من إعادة تسمية مركز كينيدي للفنون الأدائية في واشنطن ليصبح "مركز ترامب–كينيدي"، وهو ما أثار انتقادات واسعة، بما في ذلك من عائلة كينيدي نفسها، بعد أن قام عمال بلصق الأحرف الجديدة على مدخل المبنى.
  • كما شملت تغييرات الأسماء مؤسسات وبنى تحتية أخرى، حيث أُعيدت تسمية معهد السلام الأميركي ليصبح "معهد دونالد جيه ترامب للسلام"، كما سيُطلق قريباً اسم "شارع الرئيس دونالد جيه ترامب" على طريق يمتد أربعة أميال في ويست بالم بيتش قرب منتجع مارالاغو.

هل تستطيع البحرية الأمريكية بناء "بارجة ترامب" الأكبر والأغلى في التاريخ؟

  • لكن المثير في هذا الإعلان أنه يأتي بعد شهر واحد فقط من إلغاء البحرية الأمريكية خططها لبناء سفينة حربية صغيرة جديدة، مُعللة ذلك بتزايد التأخيرات وتجاوز التكاليف، وقررت بدلاً من ذلك استخدام نسخة مُعدلة من سفينة تابعة لخفر السواحل كانت قيد الإنتاج حتى وقت قريب. كما فشلت البحرية في بناء سفنها الأخرى المصممة حديثاً، مثل حاملة الطائرات الجديدة من فئة فورد والغواصات من فئة كولومبيا، في الوقت المحدد وضمن الميزانية المُخصصة.
  • وواجهت البحرية صعوبة في توفير بعض التقنيات التي يقول ترامب إنها ستكون على متن السفينة الجديدة. حيث أنفقت البحرية مئات الملايين من الدولارات وأكثر من 15 عامًا في محاولة لنشر مدفع كهرومغناطيسي على متن سفينة قبل أن تتخلى أخيرًا عن هذا الجهد في عام 2021.
  • ويقول تقرير للإذاعة الوطنية العامة (NPR) الأمريكية حول تقنية أسلحة الليزر التي قال ترامب إن هذه السفينة ستملكها، إن هذه التقنية شهدت نجاحاً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، إلا أن استخدامها لا يزال محدوداً لدى البحرية الأمريكية. وأحد هذه الأنظمة، المصمم لتعطيل أو إعاقة أجهزة استشعار الطائرات المسيّرة، موجود الآن على متن ثماني مدمرات بعد ثماني سنوات من التطوير. كما أن تطوير قدرات صواريخ كروز النووية أو نشرها على السفن قد ينتهك أيضاً معاهدات عدم الانتشار التي وقعتها الولايات المتحدة مع روسيا.
  • تحدث كل من ترامب ووزير البحرية جون فيلان عن السفينة الحربية الجديدة من "فئة ترامب" باعتبارها خليفة روحية لسفن المعارك في القرن العشرين، ولكن تاريخياً كان هذا المصطلح يشير إلى نوع محدد للغاية من السفن: سفينة كبيرة ومدرعة بشكل كبير ومسلحة بمدافع ضخمة مصممة لقصف السفن الأخرى أو الأهداف على الشاطئ.
  • بلغ هذا النوع من السفن ذروة أهميته خلال الحرب العالمية الثانية، وكانت أكبر البوارج الأمريكية، من فئة آيوا، تزن حوالي 60 ألف طن. ولكن بعد الحرب العالمية الثانية، تضاءل دور البوارج في الأساطيل الحديثة بسرعة لصالح حاملات الطائرات والصواريخ بعيدة المدى. وقد قامت البحرية الأمريكية بتحديث أربع بوارج من فئة آيوا في ثمانينيات القرن الماضي بإضافة صواريخ كروز وصواريخ مضادة للسفن، إلى جانب رادارات حديثة، ولكن بحلول تسعينيات القرن الماضي، تم إخراجها جميعًا من الخدمة.
يشكك العديد من الخبراء في إمكانية نجاح هذا المشروع المثير للجدل -رويترز
  • وفقًا لموقع إلكتروني تم إنشاؤه حديثًا لـ "الأسطول الذهبي" الذي تحدث ترامب عنه، من المقرر أن تكون هذه "السفينة الحربية الصاروخية الموجهة" الجديدة بنفس حجم السفن الحربية من فئة أيوا تقريبًا، ولكنها تزن نصف وزنها تقريبًا، أي حوالي 35000 طن، ولديها طواقم أصغر بكثير – ما بين 650 و 850 بحارًا.
  • لطالما أبدى ترامب آراءً مثيرة للجدل بشأن جوانب محددة من أسطول البحرية، بهدف الحفاظ على التكنولوجيا القديمة بدلاً من تحديثها. خلال فترة ولايته الأولى، دعا دون جدوى إلى العودة إلى المنجنيقات التي تعمل بالبخار لإطلاق الطائرات النفاثة من أحدث حاملات الطائرات التابعة للبحرية بدلاً من النظام الكهرومغناطيسي الأكثر حداثة. 
  • كما اشتكى ترامب إلى فيلان من مظهر مدمرات البحرية، وانتقد تغطية سفن البحرية بالصدأ. قال فيلان لأعضاء مجلس الشيوخ في جلسة استماع تثبيته إن ترامب "أرسل لي رسائل نصية عدة مرات في وقت متأخر من الليل، وأحيانًا بعد الساعة الواحدة صباحًا" حول "السفن الصدئة أو السفن في حوض بناء السفن، يسألني عما أفعله حيال ذلك".
  • خلال زيارة قام بها ترامب إلى حوض بناء السفن الذي كان يعمل على الفرقاطة من فئة "كونستليشن" في عام 2020 والتي تم إلغاؤها الآن، قال إنه قام شخصياً بتغيير تصميم السفينة. قال ترامب في ذلك الوقت: "نظرت إليها وقلت: إنها سفينة ذات مظهر مروع، دعونا نجعلها جميلة". وقال فيلان في المقال إن حاملة الطائرات الجديدة يو إس إس ديفاينت "ستثير الرهبة والإجلال للعلم الأمريكي كلما رست في ميناء أجنبي".

لماذا قد تغرق خطة ترامب الجديدة البحرية الأمريكية بدلاً من النهوض بها؟

  • هناك قائمة طويلة من التحديات التي تواجه برنامج السفن الحربية من "فئة ترامب". بداية، يقول براد ليندون الباحث المتخصص في الشؤون العسكرية العالمية، في شبكة CNN الأمريكية إنه بعيداً عن إمكانية تسليح هذه السفينة الحربية بالقدرات الخارقة التي يتحدث عنها ترامب، فلم تحدد الإدارة الأمريكية أي إطار زمني للمدة التي ستستغرقها مرحلة التصميم – والتي قال ترامب إنه سيشارك فيها شخصيًا- رغم أن البحرية الأمريكية عانت من أجل تحقيق أهدافها في السنوات الأخيرة لبناء سفن جديدة، والتي قال عنها وزير البحرية جون فيلان هذا العام "إنها في حالة فوضى".
  • ولذلك، ألغى فيلان بقرار من ترامب برنامج الفرقاطات الحربية من فئة كونستليشن، والذي كان متأخراً عن الجدول الزمني بحوالي ثلاث سنوات وكان من المتوقع أن ينتج عنه سفن حربية أصغر حجماً وأقل تعقيداً بكثير من البوارج الجديدة التي يقترحها ترامب الآن. كما تأخرت حاملة الطائرات الأحدث في البحرية الأمريكية، يو إس إس جون إف كينيدي، نحو عامين عن موعد تسليمها المقرر في يوليو من هذا العام. ويعزى هذا التأخير إلى أنظمة الهبوط ومصاعد الأسلحة الجديدة التي لا تزال البحرية تسعى للحصول على شهادات اعتمادها.
  • ثم يبرز سؤال بحسب ليندون: من سيبني هذه البوارج الجديدة؟ فأحواض بناء السفن الأمريكية تعاني بالفعل من ضغط كبير بسبب أعمال البناء والصيانة والتجديد الحالية. ويقول المحلل كارل شوستر، وهو قبطان سابق في البحرية الأمريكية: "لم يعد لدينا البنية التحتية لبناء السفن والصناعات البحرية اللازمة للقيام بذلك بسرعة". وقال شوستر إن السفن بحجم فئة ترامب ستحتاج إلى نفس مساحة حوض بناء السفن التي تحتاجها سفن الدعم اللوجستي والبرمائية الكبيرة التي تحتاجها البحرية أيضًا، لذلك سيتعين إعادة تنشيط أحواض بناء السفن المغلقة أو بناء أحواض جديدة.
  • وبالنسبة للتكلفة، قال ترامب يوم الاثنين إن سفن المعركة الجديدة ستحل في نهاية المطاف محل مدمرات فئة أرلي بيرك التابعة للبحرية، والتي تشكل العمود الفقري للأسطول السطحي الأمريكي. كانت تكلفة كل مدمرة من تلك المدمرات تبلغ حوالي ملياري دولار. أما سفينة من فئة ترامب، فستصل تكلفتها الإجمالية إلى أكثر من 15 مليار دولار، وفقًا لتقرير صدر يوم الاثنين 22 ديسمبر 2025 عن موقع USNI News.
  • وأشار شوستر إلى سجل البحرية غير الواضح في متابعة برامج بناء السفن الطموحة حتى اكتمالها. لنأخذ على سبيل المثال مدمرات فئة "زوموالت" وهو برنامج بدأ في التسعينيات. حيث تم تقليص خطة بناء 32 سفينة من هذه السفن عالية التقنية والخفية في النهاية إلى ثلاث سفن، مع بقاء آخر سفينة من هذه الفئة، وهي يو إس إس ليندون بي جونسون، في انتظار دخولها الخدمة – ومن المتوقع الآن ألا تدخل الخدمة حتى عام 2027.
  • أو الفرقاطات من فئة كونستليشن، التي تم تقليصها إلى هيكلين كحد أقصى من أصل 20 هيكلاً مخططاً لها. وكما يشير شوستر، فإن برامج بناء السفن الحديثة التي حققت أهدافها المخططة لم تحقق النجاح المرجو، لا سيما برنامج سفن القتال الساحلية. فقد شهد هذا البرنامج، الذي أنتج أكثر من ثلاثين سفينة، إخراج بعضها من الخدمة بعد خمس سنوات فقط، وذلك بسبب مشاكل في الموثوقية وافتقارها إلى مهمة محددة بوضوح.
  • سيحتاج سلاح واحد على الأقل من الأسلحة المخطط لها لفئة ترامب – وهو المدفع الكهرومغناطيسي – إلى إعادة استخدامه من الخردة إذا ما أُريد استخدامه على البوارج. وكانت البحرية قد ألغت برنامج المدفع الكهرومغناطيسي في عام 2021، عندما أثبتت التحديات التقنية صعوبة التغلب عليها. حيث تستخدم تقنية المدفع الكهرومغناطيسي الطاقة الكهرومغناطيسية لدفع قذيفة صلبة بسرعات أعلى بكثير من أنظمة الأسلحة الحالية – لكنها تتطلب كميات هائلة من الطاقة، ولم تحرز معظم البرامج حول العالم سوى تقدم ضئيل حتى الآن نحو سلاح تجاري قابل للتطبيق وموثوق به.
  • حول صعوبة أو استحالة تحقيق ما يطرحه ترامب حول سفن "الأسطول الذهبي"، يقول مارك كانسيان (عقيد متقاعد من قوات مشاة البحرية الأمريكية الاحتياطية) ومستشار أول في قسم الدفاع والأمن بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (csis) إن "هذه السفينة لن تبحر أبدًا"، حيث "سيستغرق تصميمها سنوات طويلة، وستكلف بناء كل سفينة منها مليارات الدولارات، كما أنها تتعارض مع مفهوم العمليات الجديد للبحرية، الذي يرتكز على توزيع القوة النارية، وفي النهاية ستلغي أي إدارة أمريكية مستقبلية البرنامج قبل أن تبحر أول سفينة".
  • وإلى جانب الكثير من النقاط التشغيلية والمزايا المستحيلة، يقول كانسيان إن "هذا المشروع عالي المخاطر للغاية. فعندما تتضح التكلفة الكاملة الضخمة والجدول الزمني، سيُلغى البرنامج على الأرجح. لكن قد يحدث ذلك بعد إنفاق عدة سنوات وعشرات مليارات الدولارات. ويحتاج سلاح البحرية إلى بناء السفن الآن بدلاً من البدء ببرامج تطوير طويلة الأمد ستستغرق سنوات لإنتاج قدرات قابلة للاستخدام، إن وُجدت أصلاً. من الأفضل بكثير تحديث التصاميم الحالية والمُجرَّبة وزيادة معدلات إنتاجها. هذه هي الطريقة للوصول إلى مستويات الإنتاج الأعلى التي ذكرها ترامب، ولتوسيع الوجود الأمريكي في محيطات العالم وخصيصاً أمام الصين".

هل يمكن لهذه السفينة الصمود في المعركة المستقبلية مع الصين؟

  • تقول CNN إذا تمكنت البحرية من إدخال أسطول من البوارج من "فئة ترامب" إلى الماء، فسيظل هناك تساؤل حول ما إذا كانت ستكون مناسبة للمهام المطروحة. هذا سؤال يُطرح على جوهرة الأسطول الأمريكي الحالية – حاملات الطائرات. هل تستطيع هذه السفن الضخمة – التي يبلغ طولها حوالي 1100 قدم، أي ما يعادل طول ثلاثة ملاعب كرة قدم – الصمود في مواجهة خصم ندٍّ لها مثل الصين؟
  • يتباهى جيش التحرير الشعبي الصيني بامتلاكه صاروخ DF-26 الباليستي متوسط ​​المدى، الملقب بـ "قاتل حاملات الطائرات" لأنه صُمم لتدمير حاملات الطائرات الأمريكية على مسافات بعيدة عن البر الرئيسي الصيني قبل وقت طويل من تمكن الطائرات المقاتلة التابعة لحاملات الطائرات الأمريكية من الاشتباك مع الأهداف الصينية.
  • يقول بعض المحللين لسي إن إن، إن واشنطن يجب أن تركز على أعداد كبيرة من السفن البحرية الصغيرة، القادرة على حمل عدد قليل من الصواريخ أو الطائرات بدون طيار لكل منها، ونشرها عبر مجموعة واسعة من الممرات المائية، مما يلغي ميزة بكين في أعداد الصواريخ من خلال تقديم عدد كبير جدًا من الأهداف التي يجب التعامل معها.
مركبة صينية تحت الماء (مسيرة) من طراز AJX002 خلال عرض عسكري بمناسبة الذكرى الثمانين للانتصار على اليابان ونهاية الحرب العالمية الثانية، في ميدان تيانانمن ببكين، في 3 سبتمبر 2025 – شينخوا
  • تشير صحيفة "حقائق" صادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية لعام 2023 إلى كيف تعمل واشنطن على جعل قواتها في المحيط الهادئ "أكثر قدرة على الحركة والانتشار والمرونة والفتك" لردع الخصوم وطمأنة الحلفاء. يقول النقاد إن السفن الحربية الكبيرة، مثل حاملات الطائرات، قد تضع قوة نارية كبيرة جداً على منصة واحدة. "تتمثل مزايا السفن الحربية الصغيرة والأنظمة غير المأهولة في إمكانية زيادة الكمية بتكلفة منخفضة نسبياً، وإمكانية زيادة الجدوى من خلال توزيع المخاطر عبر منصات متعددة"، كما قال يو جيهون، وهو باحث في المعهد الكوري لشؤون الدفاع وضابط غواصات كوري جنوبي سابق.
  • ويقول البعض إن السفن الكبيرة ليست عرضة للصواريخ فحسب، بل هناك أيضاً تساؤل حول كيفية تعاملها مع الطائرات المسيّرة، وهي طائرات رخيصة غير مأهولة في الجو، أو الغواصات الصغيرة الانتحارية غير المأهولة (بدون قائد) والتي أثبتت أوكرانيا خلال حربها مع روسيا قدرتها على تعطيل السفن السطحية والغواصات على حد سواء، إن لم يكن إغراقها.
  • عرضت الصين مجموعة من (الدرون) البحرية المسيّرة تحت الماء في عرض عسكري ببكين في سبتمبر/أيلول، بحضور الرئيس شي جين بينغ، وإلى جانبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. وفي مقال نُشر على موقع "نافال نيوز" هذا الشهر، ذكر المحلل إتش آي ساتون أن الدرون الصينية المسيّرة المائية يُمكن استخدامها لزرع ألغام تُعيق وصول السفن الحربية الأمريكية إلى الموانئ البحرية في المحيط الهادئ. وأضاف: "إذا لم تتمكن البوارج الأمريكية من الوصول إلى البحر، فلن تتمكن من استخدام قوتها الهجومية".
تحميل المزيد