تعكف وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) على نشر طائرة بدون طيار انتحارية جديدة في الشرق الأوسط من طراز FLM 136، والمعروفة أيضاً باسم "لوكاس"، تحاكي المسيرات الانتحارية الإيرانية واسعة الاستخدام من طراز شاهد 136، بحسب ما كشف تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال.
وأضافت وول ستريت جورنال أن هذه الخطوة تحاكي تكتيكاً إيرانياً لاستعادة طائرات أمريكية مسيرة محطمة، مثل طائرة RQ-170 Sentinel التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية، وإعادة تصميمها هندسياً لبناء نسخ خاصة بها.
كما تعد مثالاً مبكراً لمبادرة وزير الدفاع بيت هيغسيث، المعروفة باسم "هيمنة الطائرات المسيرة"، لشراء طائرات مسيرة رخيصة الثمن من إنتاج شركات أمريكية يمكن نقلها بسرعة إلى ميدان المعركة.

وأعلن البنتاغون، الأربعاء 3 ديسمبر/كانون الأول، عن تشكيل قوة مهام تحمل اسم "ضربة العقرب"، وهي سرب من أنظمة الطائرات المسيرة منخفضة التكلفة، من إنتاج شركة "سبيكتر ووركس" الدفاعية، ومقرها أريزونا، كأول وحدة طائرات مسيرة هجومية أحادية الاتجاه تابعة للجيش الأمريكي، ومقرها الشرق الأوسط.
وقال مسؤول دفاعي أمريكي لشبكة سي إن إن إن قوة المهام "ضربة العقرب" العسكرية التي ساهمت في قيادة تطوير الطائرات المسيرة، تضم ما يقرب من عشرين فرداً، يقودهم أفراد من قيادة العمليات الخاصة المركزية. ولن يتواجد جميع هؤلاء الأفراد في الشرق الأوسط. ولم يفصح المسؤول عن عدد الطائرات المسيرة التي يمتلكها السرب الجديد في الشرق الأوسط في ترسانته.
ماذا نعرف عن المسيرة الأمريكية "لوكاس"؟
- تشبه طائرة "لوكاس" الأمريكية المسيرة الإيرانية من طراز شاهد 136 إلى حد كبير.
- يبلغ طول جناحيها المثلثي أكثر بقليل من 8 أقدام، وفقاً لشركة "سبيكتر ووركس".
- يمكن إطلاق هذه الطائرات المسيرة بآليات مختلفة، بما في ذلك المنجنيق، والإقلاع بمساعدة الصواريخ، وأنظمة أرضية ومركبة متنقلة، وفقاً لبيان صادر عن القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم).
- الطائرة بدون طيار ذاتية التشغيل تماماً، ما يعني أنها قادرة على العمل دون أي تدخل بشري تقريباً، معتمدة على أجهزة الاستشعار والذكاء الاصطناعي للوصول إلى هدفها.
- وفقاً لشركة "سبيكتر ووركس"، يمكن للطائرة الطيران لمدة ست ساعات.
- تبلغ تكلفة كل طائرة من طراز "لوكاس" 35,000 دولار، وفقاً للكابتن تيم هوكينز، المتحدث باسم القيادة المركزية، مقارنة. وتقدر تكلفة طائرات MQ-9 Reaper المسيرة بنحو 16 مليون دولار، بحسب شركة جنرال أتوميكس المصنعة لها.
- قالت كايتلين لي، خبيرة الطائرات المسيرة ومديرة سياسة الاستحواذ والتكنولوجيا في مؤسسة راند، إن خصوماً آخرين للولايات المتحدة، مثل الصين، نجحوا في تقليد تصاميم الطائرات المقاتلة الأمريكية، لكنهم واجهوا صعوبة في تقليد تقنية الدفع المعقدة لديها. لكن الآن، سهلت الإلكترونيات التجارية المتاحة على نطاق واسع عملية الهندسة العكسية للطائرات المسيرة الصغيرة الأقل تعقيداً.
- صرح مسؤول دفاعي أمريكي لشبكة سي إن إن بأن طائرات "لوكاس" صممت بعد أن أجرى مطوروها هندسة عكسية لطائرة شاهد 136 الإيرانية، التي استولت عليها الولايات المتحدة قبل بضع سنوات.
- تتميز الطائرة بقدرة أكثر تقدماً على التحكم خارج خط الرؤية، عبر وصلة بيانات عبر الأقمار الصناعية.
ما نعرفه عن مسيرة شاهد 136 الإيرانية
- تزن هذه الطائرة بدون طيار حوالي 200 كغم وتحمل رأساً حربياً يصل وزنه إلى 50 كغم. ويبلغ طول جناحيها 2.5 متر ويبلغ طولها حوالي 3.5 متر.
- يبلغ مداها نحو 2000 كيلومتر.
- تم رصد شاهد-136 لأول مرة في اليمن في يناير/كانون الثاني 2021. كما تم تصديرها إلى روسيا لاستخدامها ضد أوكرانيا في الحرب التي بدأت في عام 2022.
- يمكن نقل مسيرة شاهد في حاوية شحن، كما أنها سهلة الإطلاق.
- تتميز بتصميم يشبه حرف V الطائر الكبير مع شكل جناح دلتا، ومجهزة بمحرك في الخلف ورأس حربي في الأمام.
ماذا تعني هذه الخطوة؟
حسب صحيفة وول ستريت جورنال، تأتي خطوة نشر سرب من الطائرات المسيرة الهجومية أحادية الاتجاه في الشرق الأوسط بعد عامين تقريباً من مقتل ثلاثة جنود أمريكيين بطائرة هجومية إيرانية مسيرة استهدفت موقعاً متقدماً في شمال شرق الأردن يطلق عليه اسم البرج 22.
وهذا مؤشر آخر على أن البنتاغون يتجه بعيداً عن الأنظمة المكلفة والمعقدة التي تستغرق سنوات للوصول إلى الميدان في الشرق الأوسط، حيث يستخدم الخصوم أنظمة رخيصة وبدائية لاستهداف القوات الأمريكية.
The American version of the "Shahed-136" — the "Low-Cost Unmanned Combat Aerial System" (LUCAS) — its production facility, although currently still at the CGI animation stage. via the second 2025 Technology Readiness Experimentation event (T-REX 25-2). https://t.co/y64Xd1B9QA pic.twitter.com/x4qwVvfTBx
— 笑脸男人 (@lfx160219) July 22, 2025
وأعلن هيغسيث عن مبادرة "هيمنة الطائرات المسيرة" في يوليو/تموز، في محاولة لتسريع وتيرة بناء ترسانة البنتاغون من الطائرات المسيرة الهجومية الصغيرة والرخيصة، وذلك من خلال تقليص الإجراءات البيروقراطية في نظام اقتناء الجيش، وتعزيز تصنيع الطائرات المسيرة الأمريكية. والهدف هو تسليح كل وحدة من وحدات الجيش بطائرات مسيرة هجومية صغيرة أحادية الاتجاه بحلول نهاية السنة المالية 2026.