حرب هجينة تختبر قوة القارة.. ما الذي كشفته الاختراقات الروسية المستمرة للدول الأوروبية؟

عربي بوست
تم النشر: 2025/10/27 الساعة 14:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/10/27 الساعة 14:43 بتوقيت غرينتش
كيف تصاعدت "حرب الظل" الروسية على القارة الأوروبية؟ - تعبيرية

شهدت العديد من الدول الأوروبية خلال الأشهر الأخيرة٬ تصاعدًا ملحوظًا في التحرشات الروسية، من تحليق الطائرات المسيّرة فوق منشآت حيوية في ألمانيا والدنمارك والسويد وفنلندا والدنمارك وغيرها، إلى انتهاكات المجال الجوي في بولندا وإستونيا، مرورًا بعمليات تخريب إلكتروني واستهداف للبنى التحتية الحساسة.

هذه الأفعال، التي تُدرج ضمن ما يسمى بـ"الحرب الهجينة" أو "تكتيكات الحرب الرمادية"، لا تمثل حربًا مفتوحة، لكنها أيضًا ليست سلامًا. بل هي سلوك محسوب يهدف إلى بث الخوف، واختبار تماسك الحلف الأطلسي، وإرباك الحسابات السياسية الأوروبية٬ كما تقول العديد من التقارير الغربية.

وفي جوهر هذه الهجمات الهجينة المستمرة، تسعى موسكو إلى إعادة صياغة ميزان القوى في أوروبا، خصيصًا أنها لم تنجح في حسم حربها في أوكرانيا حتى الآن٬ بفضل استمرار الدعم الغربي والأمريكي لأوكرانيا. وبالنسبة لروسيا٬ فإن التوغلات الجوية والهجمات السيبرانية وغيرها من هذه الهجمات٬ تبقى في منطقة "الإنكار المعقول"؛ يمكن لموسكو دائمًا أن تنفي مسؤوليتها عنها، ما يمنحها هامش مناورة سياسي واسع.

كيف تصاعدت "حرب الظل" الروسية على القارة الأوروبية؟

  • تقول مجلة "فورين بوليسي" إنه على مدار العامين الماضيين، انتهكت طائراتٌ روسيةٌ وطائراتٌ مُسيّرةٌ المجال الجوي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في بولندا 6 مراتٍ على الأقل، مع الإبلاغ عن اقتحاماتٍ مماثلة في ليتوانيا ولاتفيا ورومانيا وفنلندا والسويد والنرويج. ووقع أسوأ حادثٍ خلال الانتهاك الليلي يومي 9 و10 سبتمبر/أيلول 2025، عندما اخترقت 19 طائرةً روسيةً مُسيّرة المجال الجوي البولندي. دمّرت طائراتٌ تابعةٌ للحلفاء الغربيين أربع طائراتٍ مُسيّرة، وعُثر على حطامها على بُعد أكثر من 250 كيلومترًا داخل الأراضي البولندية، مُسجّلةً بذلك أخطر اقتحامٍ حتى الآن. 
  • وفي 25 سبتمبر/أيلول الماضي حلقت طائرات مسيرة روسية فوق شليسفيج هولشتاين، أقصى ولاية في شمال ألمانيا، في مسارات متوازية٬ وفقًا لتقييم داخلي اطلعت عليه مجلة دير شبيغل الألمانية، كما لو كانت تستكشف ما تحتها. وما كان تحتها كان كنزًا ثمينًا من البنية التحتية الحيوية. حلقت فوق محطة طاقة ومصفاة ومستشفى ومقر حكومة الولاية ومصنع أسلحة مملوك لشركة تيسينكروب، وهي تكتل صناعي.
  • لاحقًا، ظهرت طائرات مُسيّرة أخرى فوق قاعدة عسكرية في مكلنبورغ فوربومرن وعاصمتها ميناء روستوك. وخلال الأيام الماضية٬ شوهدت طائرات مُسيّرة فوق مطارات في كوبنهاغن وأوسلو، مما أدى إلى تعطيل الرحلات الجوية، وكذلك تم رصد طائرات أخرى فوق حقول النفط الدنماركية في بحر الشمال وحول القواعد العسكرية الدنماركية والسويدية. وصرح وزير الدفاع الدنماركي، ترويلز لوند بولسن، عن الحوادث التي وقعت في بلاده: "لا شك أن كل شيء يشير إلى أن هذا من عمل جهة محترفة٬ هذا ما أُعرّفه بأنه هجوم هجين".
  • منذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، شنّت أجهزة استخباراتها حملات تخريب هجينة في أنحاء أوروبا. ووجدت دراسةٌ حديثةٌ أجراها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز أبحاث بريطاني، أن حوادث التخريب الروسية المؤكدة ضد البنية التحتية الأوروبية تضاعفت بأكثر من ثلاثة أضعاف بين عامي 2023 و2024. 
  • وأشارت أجهزة الاستخبارات النرويجية مؤخرًا إلى أن قراصنة روسًا سيطروا على سدٍّ محليٍّ في وقتٍ سابقٍ من هذا العام، مما تسبب في تدفق المياه دون أن يُلاحظ أحدٌ ذلك لساعات. وفي 17 سبتمبر/أيلول الماضي، اتهمت السلطات الليتوانية 15 شخصًا مرتبطين بالمخابرات العسكرية الروسية بزرع طرودٍ متفجرة على متن طائرات شحن، مما تسبب في حرائق في ألمانيا وبولندا وبريطانيا العام الماضي.

اختبار قوة الحلفاء.. ماذا تريد روسيا من تصعيد حربها الهجينة على أوروبا؟

  • تقول مجلة "الإيكونومست" البريطانية إن أحد الدوافع الرئيسية وراء هذا السلوك الروسي هو اختبار مدى استعداد الغرب للردّ. فروسيا تدرك أن حلف الناتو يواجه "معضلة المدافع": إذا ردّ بقوة، قد يُتهم بالتصعيد المفرط، وإذا تجاهل الاستفزازات، سيبدو ضعيفًا ويفقد الردع. وبين الردّ المفرط والتجاهل، تكمن المساحة التي تراهن عليها موسكو٬ خصيصاً في ظل خلافات أمريكية أوروبية تعمقت بعد عودة ترامب للحكم.
  • ويهدف الكرملين إلى إرباك صناع القرار الغربيين، وإثارة الخلاف بين الحلفاء حول الخط الأحمر الذي يستوجب الرد العسكري. بعض الدول، مثل بولندا وإستونيا، تميل إلى الرد الصارم، بينما تدعو ألمانيا والسويد إلى الحذر وعدم الوقوع في "فخ التصعيد" الذي قد يجرّ الناتو إلى مواجهة غير محسوبة العواقب٬ وهذا الانقسام داخل الحلف هو بحد ذاته مكسب استراتيجي لموسكو.
  • تدرك روسيا أن الحروب الحديثة لا تُكسب فقط في ميادين القتال، بل أيضًا في مجال الإدراك العام والرأي الشعبي. لذلك، فإن أحد أهداف التحرشات الجوية والهجمات التخريبية هو بث القلق داخل المجتمعات الأوروبية. طائرات مسيّرة مجهولة فوق محطات الطاقة والمستشفيات والموانئ كفيلة بزرع شعور بعدم الأمان، مما يُضعف الثقة في قدرة الحكومات على حماية مواطنيها.
  • من خلال هذه الهجمات الرمادية، تحاول موسكو نقل الضغط من الجبهات الأوكرانية إلى العواصم الأوروبية. فكلما انشغل الأوروبيون بتهديدات مباشرة لأراضيهم، قلّ تركيزهم على دعم كييف. هذا التكتيك، كما يرى الدبلوماسي الروسي المنشق بوريس بونداريف، يهدف إلى استنزاف موارد الناتو وتحويلها نحو إعادة التسلّح الداخلي بدل الاستمرار في تمويل وتسليح أوكرانيا.

روسيا لم تحسم حربها في أوكرانيا بسبب استمرار الدعم الغربي لكييف

  • وبحسب الإيكونومست٬ فمن أبرز دوافع روسيا في تصعيد هذه العمليات من وجه نظر غربية٬ هو الفشل في تحقيق تقدم عسكري ملموس في أوكرانيا حتى الآن. فبعد ثلاث سنوات من الحرب، تجد موسكو نفسها في مأزق استراتيجي: لا نصر حاسم، ولا مخرج واضح. لذلك، تتجه إلى "جبهات بديلة" في أوروبا لتستعيد زمام المبادرة وتعيد رسم معادلة الردع.
  • وبحسب وزيري الدفاع في رومانيا وإستونيا، فإن تكثيف التحرشات في أوروبا يعكس "بحث روسيا عن أدوات جديدة للضغط بعدما تآكلت فعاليتها في أوكرانيا". فبدل محاولة كسر المقاومة الأوكرانية مباشرة، تسعى إلى كسر إرادة داعميها عبر إثارة المخاوف الأمنية في عواصمهم. هذه سياسة تهدف إلى دفع الأوروبيين إلى القول: "لننصرف إلى شؤوننا الداخلية ونوقف تصعيد الصراع مع موسكو".
  • من اللافت أن معظم الهجمات الروسية الرمادية تتركز حول الدول الأكثر دعمًا لأوكرانيا. فالدنمارك، التي ستستضيف أول منشأة لإنتاج الأسلحة الأوكرانية على أراضي الناتو، شهدت مؤخرًا توغلات لطائرات مسيّرة فوق قواعدها ومواقع إنتاج الصواريخ. كما تعرضت بولندا، التي تُعد مركز العبور الرئيسي للمساعدات العسكرية إلى كييف، لهجمات بالطائرات المسيّرة وتخريب في البنية التحتية.
  • ووفقًا للباحث ألكسندر غابويف، فإن روسيا ترسل من خلال هذه العمليات رسالة واضحة: "كل من يشارك في تسليح أوكرانيا سيدفع الثمن. إنها طريقة لفرض "تكلفة مباشرة" على الشركاء الأوروبيين دون المخاطرة بمواجهة عسكرية صريحة مع الناتو".
  • ومن الأسباب الجوهرية التي تشجع موسكو على هذه التحركات الرمادية الارتباك في الموقف الأمريكي. فالتصريحات المتناقضة الصادرة عن إدارة واشنطن – خاصة في ظل تصريحات دونالد ترامب المتذبذبة بشأن التزام بلاده بالدفاع عن الحلفاء – خلقت انطباعًا بأن الولايات المتحدة قد لا تتدخل فورًا في حال تصعيد روسي محدود.
  • هذا الغموض يشجع روسيا على اختبار حدود الردع الأطلسي. فهي تراهن على أن غياب موقف أمريكي حاسم سيؤدي إلى انقسامات بين الدول الأوروبية حول مدى الرد الواجب. فبولندا تتبنى نهجًا متشددًا، بينما تحاول ألمانيا وفرنسا تجنب أي تصعيد قد يؤدي إلى حرب مفتوحة. وهكذا، يتحول تردد الغرب إلى ثغرة استراتيجية تستخدمها موسكو بذكاء.

وضع مصداقية التحالف الغربي على المحك

  • لكن بحسب مجلة "فورين بوليسي" فإن السؤال الذي يواجهه حلف الناتو بسيطٌ ولكنه معقدٌ في الوقت نفسه: كيف تردع عدوًا يبدو مُصمّمًا على اختبار حدودك دون إشعال فتيل الحرب التي تحاول منعها؟ وكيف تفعل ذلك دون أن تُمزّق التحالف؟
  • ويكشف المأزق الحالي لحلف الناتو عن مفارقة في صميم الدفاع الجماعي. فقد ردّ التحالف على الانتهاكات الروسية بتحذيرات صارمة، واستشارات طارئة بموجب المادة الرابعة، ووعد بالدفاع عن أراضيه "بجميع الوسائل العسكرية وغير العسكرية اللازمة". ومع ذلك، مع كل توغل، تتسع الفجوة بين الخطاب والفعل، ويلاحظ الكرملين ذلك، مما يخلق مشكلة حقيقية في مصداقية التحالف تُثير الانقسام. 
  • هذا التحدي٬ أثار توتراً داخلياً كبيرا٬ فقد لجأت إستونيا إلى المادة الرابعة بعد حادثة الطائرة المقاتلة في سبتمبر الماضي٬ لتجد نفسها في مواجهة مُعلنة مع الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، الذي أعرب عن قلقه من أن يؤدي تكرار اللجوء إلى المادة الرابعة إلى إضعاف أهمية معاهدة واشنطن.
  • وهذا الردّ ينطوي على مخاطر٬ وقد بدأ يُرهق وحدة التحالف. فمن المفهوم أن ترى دول أوروبا الشرقية، الأقرب إلى التهديد الروسي، الأمورَ بمنظورٍ مختلفٍ عن حلفائها الغربيين الذين يعملون انطلاقًا من مسافاتٍ جغرافيةٍ مُريحة. ونتيجةً لذلك، يتساءلون: هل تُعدّ بعض الانتهاكات الإقليمية أكثر أهميةً من غيرها؟ وهل هناك حدٌّ مقبولٌ لانتهاك السيادة؟
  • تتفاقم مشكلة مصداقية التحالف الأطلسي أكثر فأكثر. فقد حذّر وزير الخارجية الليتواني كيستوتيس بودريس من أن تكرار الحوادث يُمثل "مؤشرًا مُقلقًا على امتداد العدوان الروسي إلى أراضي حلف الناتو". وبحسب رويترز٬ فقد أعلن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أن بلاده ستُسقط أي أجسام تنتهك المجال الجوي البولندي "دون أي نقاش". إلا أن الناتو فشل في وضع خطوط حمراء واضحة وقابلة للتنفيذ، مما ترك روسيا تتساءل: ما هي عواقب أي توغل مُقبل؟ وإذا كان الناتو يجهل الإجابة، فكيف يُمكنه أن يُردع موسكو؟
  • تقول "فورين بوليسي"٬ إن وضع الخطوط الحمراء ليس بالأمر الهيّن في تحالف يضم 32 دولة. وقد كشف الاجتماع الطارئ لمجلس شمال الأطلسي في سبتمبر/أيلول عن انقسامات عميقة حول كيفية الرد على انتهاكات المجال الجوي. حثّت بولندا وإستونيا ودول البلطيق الأخرى على صياغة توضح أن الانتهاكات المستقبلية – بما في ذلك تلك التي تقوم بها الطائرات المأهولة – ستُواجَه بالقوة. وحثّت ألمانيا وأعضاء غربيون آخرون على ضبط النفس. وقد حسم البيان الختامي، الذي أيّده جميع الأعضاء الـ 32، الخلاف بلغة مدروسة بعناية لم تُرضِ أيًا من الحلفاء تمامًا. 

التضليل كأداة ردع للأوروبيين

  • في الوقت نفسه٬ تقول صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن حوادث اختراق الطائرات المسيرة لدول مثل بولندا٬ لم تكن مجرد اختبارٍ للرادارات والقدرات العسكرية٬ بل كانت اختبارًا للوعي الأوروبي، ولقدرة المجتمعات الأوروبية على التمييز بين الحقيقة والتلاعب الروسي المنهجي. 
  • حيث أحصت منصة مراقبة رقمية بولندية تدعى "ريس فوتورا" أكثر من 170 ألف منشور تناول اختراق بواسطة الطائرات المسيّرة لبولندا الشهر الماضي، 40% من هذه المنشورات روّج لفكرة أن الطائرات أوكرانية، أو أن بولندا نفسها نفذت "عملية علم زائف". ومع أن المحللين لم يتمكنوا من إثبات أن جميع تلك المنشورات صادرة عن شبكات روسية، فإن كثيرًا منها حمل رموزًا وأعلامًا مرتبطة بروسيا. النتيجة كانت واضحة: تضليل واسع النطاق أحدث انقسامًا حادًا داخل المجتمع البولندي، وأربك رواية الحكومة في الساعات الأولى.
  • ويقول الأكاديمي الليتواني نيريجوس ماليوكيفيسيوس٬ لصحيفة واشنطن بوست٬ إن موسكو تستخدم هذه العمليات لاختبار "درجة الحرارة السياسية" في أوروبا، أي مدى حساسية المجتمعات الأوروبية واستعدادها لتصديق الروايات الروسية. فالتوغلات الجوية ليست فقط لجمع المعلومات العسكرية، بل أيضًا لتجربة كيفية تفاعل أنظمة الدفاع والمجتمعات، ومعرفة أين توجد الثغرات في كلٍ منهما.
  • لذلك٬ تتعامل روسيا مع التضليل ليس كتكتيك جانبي، بل كسلاح استراتيجي مكمّل للطائرات المسيّرة والصواريخ. هدفها ليس فقط إخفاء مسؤوليتها عن الأفعال، بل نزع اليقين من عقول الخصوم. فحين يشكّ الناس في كل شيء، تفقد الحكومات القدرة على الحشد والمصداقية، ويتراجع الدعم لأي خطوة ضد موسكو.

الإنهاك النفسي والاقتصادي للأوروبيين دون إطلاق رصاصة واحدة

  • هناك جانب آخر من دوافع روسيا لشن هذه الهجمات٬ يتمثل في إرهاق الخصوم الأوروبيين دون إطلاق رصاصة واحدة٬ كما تقول "الإيكونوكست". فالحفاظ على حالة التأهب المستمرة يستهلك الموارد الأوروبية ويزيد الأعباء الاقتصادية والعسكرية. بناء منظومات دفاع جوي مضادة للطائرات المسيّرة، وتعزيز المراقبة الإلكترونية، وإجراء المناورات العسكرية، كلها تكاليف مرهقة على المدى الطويل.
  • تريد روسيا أن تُبقي أوروبا في حالة توتر دائم، تجعلها تنفق أكثر وتقلّص دعمها لأوكرانيا. كل إنذار كاذب، وكل طائرة مسيّرة مجهولة، يستهلك طاقة سياسية ومالية، ويؤدي إلى تآكل الثقة بين الحكومات ومواطنيها. إنها حرب استنزاف غير مباشرة تعتمد على الخوف والتشكيك بدلاً من الصواريخ والقنابل.
  • سياسيًا، تستفيد روسيا من الغموض القانوني لهذه الأفعال. فطالما لا توجد "هجمات رسمية" يمكن نسبها إليها بشكل قاطع، يبقى ردّ الغرب محدودًا. هذه المساحة الرمادية تمنح الكرملين حرية التحرك تحت ستار الإنكار. ويمكن لموسكو أن تنفي كل شيء وتتهم الغرب بـ"الهيستيريا المعادية لروسيا".
  • في النهاية٬ فإن الهدف بالنسبة لموسكو ليس السيطرة على أراضٍ جديدة، بل توسيع هامش النفوذ السياسي عبر بثّ الشكوك وتقويض الثقة داخل المنظومة الغربية. فإذا بدأت الدول الأوروبية تتجادل حول جدوى العقوبات أو حول ضرورة تخفيف الدعم لأوكرانيا، تكون موسكو قد نجحت في تحقيق أحد أهم أهدافها دون خوض معارك مباشرة.
تحميل المزيد