أثار قلق إسرائيل.. كل ما نعرفه عن مركز التنسيق المدني العسكري لدعم اتفاق غزة

عربي بوست
تم النشر: 2025/10/25 الساعة 11:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/10/25 الساعة 11:26 بتوقيت غرينتش
مركز التنسيق المدني العسكري/عربي بوست

في مبنى رمادي اللون يُستخدم عادة كمركز للشحن في منطقة صناعية بجنوب إسرائيل، بدأت قوات أمريكية، ضمن ما يعرف بمركز التنسيق المدني العسكري لدعم اتفاق غزة، مهمةً معقدة تشمل مراقبة وقف إطلاق النار في غزة والتخطيط لتشكيل قوة دولية لتحقيق الاستقرار في القطاع.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة 24 أكتوبر/تشرين الأول 2025، تعيين السفير الحالي لدى اليمن، ستيفن فاجين، "قائداً مدنياً" لمركز التنسيق المدني العسكري، الذي يتواجد في مدينة كريات جات.

وكان المركز الأمريكي محطةً هامةً ضمن جولات المسؤولين الأمريكيين الذين توافدوا على إسرائيل الأسبوع الماضي لتثبيت اتفاق إنهاء الحرب في غزة وبحث الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، وفي مقدمتهم نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو.

وفي منشور عبر منصة إكس، قال روبيو، الجمعة: "زرت اليوم مركز التنسيق المدني العسكري، الذي أنشأته القيادة المركزية الأمريكية، ويشرف الرجال والنساء الذين يخدمون هنا على تنفيذ خطة الرئيس ترامب للسلام، المكونة من عشرين بنداً، وعلى المساعدات الإنسانية في غزة. هدفنا هو التقدّم نحو سلام دائم".

ماذا نعرف عن مركز التنسيق المدني العسكري؟

  • افتتحت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) مركز التنسيق المدني العسكري في إسرائيل في 17 أكتوبر/تشرين الأول، ويُمثل التأسيس الرسمي لمركز تنسيق رئيسي للمساعدات المقدَّمة لغزة، وفق بيان سنتكوم.
  • سيُراقب المركز تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، ويضم قاعة عمليات تُـمكّن الموظفين من تقييم التطورات في غزة آنياً. بالإضافة إلى ذلك، تم تجهيز مكاتب ومساحات اجتماعات لتعزيز التخطيط التعاوني بين القادة والممثلين والموظفين. ويتولى المركز التنسيق مع القوات الإسرائيلية والقوات الأمنية الأخرى لتجنّب وقوع اشتباكات.
  • يضم المركز 200 جندي أمريكي لتأسيس قوة مهام لدعم جهود الاستقرار في غزة، إلا أنه من غير المتوقع نشر أي أمريكيين في القطاع الفلسطيني.
  • بجانب القوات الأمريكية، يستضيف المركز ما وصفه أحد الضباط مازحاً بـ"نصف جيوش العالم"، حيث يضم قوات من فرنسا، وإسبانيا، وألمانيا، وأستراليا، واليونان، وبريطانيا، والأردن، والإمارات، ودول أخرى. كما يتواجد ممثلون عن منظمات إغاثة مدنية واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
  • يقود الجانب العسكري للمركز الجنرال باتريك فرانك، فيما يُشرف الدبلوماسي الأمريكي ستيفن فاجن على الإدارة المدنية.
  • يشمل المركز شاشات عملاقة تعرض خريطة لقطاع غزة، وتحديثات مباشرة، وتقارير مفتوحة المصدر، ولقطات لقوافل المساعدات، وبيانات عن نقص الغذاء والماء والإمدادات الطبية، فيما تنتشر طاولات العمل المجهزة بأجهزة حاسوب حديثة يتابع من خلالها ضباط وجنود سير تنفيذ الاتفاق الميداني، وفق وكالة الأناضول.
  • يُمثل إسرائيل في المركز الجنرال ياكي دولف، ويعمل ضباط إسرائيليون، وجنود احتياط، وجنود في الخدمة الفعلية جنباً إلى جنب مع القوات متعددة الجنسيات في المركز، وقد خُصّصت مكاتب منفصلة للموظفين الإسرائيليين والأمريكيين في طابق واحد مشترك.

من هو ستيفن فاجن الذي سيقود مركز التنسيق المدني العسكري؟

قال بيان صادر عن الخارجية الأمريكية: "سيكون السفير ستيفن فاجن القائد المدني لمركز التنسيق المدني العسكري الذي يدعم تنفيذ خطة الرئيس (دونالد ترامب) للسلام، المؤلفة من 20 نقطة لقطاع غزة".

وبحسب بيان الخارجية الأمريكية، فإن فاجن هو:

  • عضو مخضرم في السلك الدبلوماسي برتبة وزير مستشار، ويشغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى الجمهورية اليمنية منذ مايو/أيار 2022.
  • شغل سابقاً منصب نائب رئيس البعثة في السفارة الأمريكية في بغداد من 2020 إلى 2021، ومسؤول رئيسي في القنصلية العامة الأمريكية في أربيل (2018–2020)، ومدير مكتب الشؤون الإيرانية بوزارة الخارجية (2015–2018).
  • كان مديراً لمكتب الشؤون الإقليمية في مكتب جنوب ووسط آسيا بالوزارة (2013–2015).
  • ومنذ انضمامه إلى السلك الدبلوماسي في 1997، خدم أيضاً في الخارج في بروكسل، وإسلام آباد، وأستانا، والبوسنة والهرسك، ومينسك، وتبليسي، والقاهرة، وفي واشنطن كمسؤول مكتب باكستان، ومساعد خاص لوكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية آنذاك، نيك بيرنز.
  • وسيكون فاجن النظير الدبلوماسي لقائد القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، براد كوبر، وفقاً لما صرّح به وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في وقت سابق من هذا الأسبوع.
بنيامين نتنياهو
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو/رويترز

لماذا أثار المركز قلق إسرائيل؟

أثار إنشاء مركز التنسيق المدني العسكري، الذي يضم قوات متعددة الجنسيات، قلق تل أبيب بشأن الدور الأمريكي المتزايد وتضاؤل الدور الإسرائيلي، وفق إعلام عبري.

وبينما يقول مسؤولون أمريكيون إن مهمة المركز هي إنشاء آلية مراقبة دقيقة للتطورات في غزة، يقول ضباط إسرائيليون سراً إن هذا المستوى من الرقابة يمنع إسرائيل فعلياً من استئناف إطلاق النار، وفق تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت.

وقال مصدر إسرائيلي رفيع المستوى: "الآلية الأمريكية تعمل بأقصى طاقتها – إنهم لا يتوقفون".

وتابعت الصحيفة أن الأمريكيين باتوا الآن مسيطرين على الوضع، ويريدون معرفة كل ما يحدث في غزة. وبفضل شبكتهم الاستخباراتية الخاصة، غالباً ما يُصدرون تعليمات للجيش الإسرائيلي بإلغاء العمليات التي يرون أنها تُهدد وقف إطلاق النار.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمريكي قوله: "على إسرائيل أن تتوقف عن ارتكاب الحماقات التي قد تُعرّض الاتفاق وإمكانية تحقيق اختراق إقليمي للخطر"، وذلك في إشارة إلى مشروع قانون لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، الذي تم تمريره الأربعاء في الكنيست (البرلمان) بالقراءة التمهيدية.

وأضافت يديعوت أحرونوت أن مركز القيادة في كريات جات بات تجسيداً ملموساً للتدخل الدولي في مستقبل غزة، وهو ما كانت تتخوف منه إسرائيل لسنوات. فالمركز لم يجتذب قوات أمريكية فحسب، بل اجتذب أيضاً جنوداً من بلدان كانت من بين أشد منتقدي إسرائيل أثناء الحرب، مثل إسبانيا.

تحميل المزيد