يشهد التعاون بين تايوان و"إسرائيل" تحولاً لافتاً يجري في الخفاء، حيث تتقارب الدولتان اللتان تواجهان تهديدات متشابهة في ظل سباق تسلّح متسارع في آسيا والشرق الأوسط. فتايبيه، الساعية لتعزيز قدراتها الدفاعية ضد الصين التي تطالب بها باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الصين، وجدت في التجربة العسكرية الإسرائيلية نموذجاً يحتذى، مستلهمة من "القبة الحديدية" وتقنيات الصواريخ الاعتراضية لتطوير منظوماتها المحلية مثل "تشيانغ كونغ" و"تيان كونغ 4″.
ورغم غياب الاعتراف الرسمي بالتعاون الأخير، تكشف تقارير استخباراتية عن زيارات سرية لمسؤولين تايوانيين إلى تل أبيب، بالإضافة إلى حضور شركات إسرائيلية في معارض تايبيه الدفاعية، وهو ما يكشف عن شراكة تقنية وسيبرانية وعسكرية تنمو بصمت. ويأتي هذا التعاون في وقت تتغير فيه موازين التحالفات بعد توتر العلاقات الإسرائيلية الصينية بعد "طوفان الأقصى"، ما يفتح الباب أمام محور ثلاثي الأطراف يضم واشنطن، تايبيه، وتل أبيب، قائم على المصالح الأمنية والعسكرية والتكنولوجية المشتركة.
كيف تطور التعاون العسكري بين إسرائيل وتايوان؟
- على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية، فإن "إسرائيل" وتايوان يمتلكان علاقات قوية ويتقاسمان ظروفاً تاريخية متقاربة، حيث تأسست دولة الاحتلال عام 1948، وتأسست تايوان عام 1949 بعد انفصالها عن الصين، وكلاهما بمثابة ملاذ لمشاريع سياسية مدعومة أمريكياً وغربياً.
- خلال خطاب أمام وفد منظمة التحرير الفلسطينية زار بكين عام 1965 وصف الزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونغ تايوان وإسرائيل بأنهما "بيادق صنعها الغرب"… قال تسي تونغ: "الإمبريالية تخشى الصين والعرب. إسرائيل وتايوان قاعدتان لعمليات الإمبريالية في آسيا. لقد خلقوا إسرائيل للعرب وتايوان لنا. كلاهما لهما نفس الهدف". ويقول أرنود برتراند، الباحث والخبير في شؤون الصين: "تاريخياً، إذا دعمت الصين جانباً، فستدعم تايوان الجانب الآخر بشكل تلقائي" أي إذا دعمت الصين الفلسطينيين فستدعم تايوان "إسرائيل".
- على هذه الخلفية، وجدت تايوان و"إسرائيل" مصالح مشتركة بينهما. وعلى مدار الخمسين عاماً الماضية من علاقتهما غير الرسمية، وقعتا عشرات الاتفاقيات لتعزيز العلاقات الثنائية. وفي عام 2022، وصلت تجارة "إسرائيل" مع تايوان إلى أكثر من 2.67 مليار دولار.
- أما بالنسبة للعلاقة العسكرية والتكنولوجية بين الطرفين فهي ليست حديثة، فقد عقدت أول صفقة بيع صواريخ مضادة للطائرات من "إسرائيل" إلى تايوان في عام 1975، عندما رفضت الولايات المتحدة بيع صواريخ "سايدويندر" لتايوان تحت ضغط بكين، فدخلت "إسرائيل" عبر بيع صواريخ مضادة للطائرات وترخيص إنتاج صواريخ غابرييل 2 المضادة للسفن في تايوان.
- وتقول تقارير بحثية أن قيمة مبيعات الأسلحة الإسرائيلية إلى تايوان بين 1975 و1992 وصلت إلى نحو 852 مليون دولار أمريكي، وكانت "إسرائيل" وقتها ثاني أكبر مورد تسليحي لتايوان بعد الولايات المتحدة. وشملت هذه الأسلحة أنظمة صواريخ وذخيرة وبنادق ومعدات إلكترونية عسكرية متنوعة.
- وخلال تلك الفترة، طوّرت إسرائيل أنظمة لمقاتلات AIDC F-CK-1 Ching-kuo تايوانية وحدثت أكثر من 300 طائرة F-5 تايوانية بأنظمة رادار إسرائيلية الصنع. كما زُوّدت المدمرات التايوانية من فئة Yang بصواريخ غابرييل وأنظمة التحكم النيراني Reshet الإسرائيلية. وشاركت شركات إسرائيلية في تجديد 13 سفينة حربية قديمة. كما أنه يُعتقد أن تصميم الملاجئ تحت الأرض ومخازن الأسلحة والوقود في تايوان استند إلى النموذج الإسرائيلي.
- بعد شراء الصين غواصات Kilo الروسية، في منتصف التسعينيات، سعت تايوان إلى موازنة القوة بشراء غواصات تقليدية جديدة، ولأن الولايات المتحدة توقفت عن إنتاج الغواصات التقليدية، تم التوجه إلى إسرائيل، وتم التوصل إلى صيغة ثلاثية: تصميم إسرائيلي – إنتاج ألماني – شراء وتسليم أمريكي، حيث كانت الغواصات المستهدفة من طراز Dolphin الإسرائيلية.

- وفي سبتمبر 2001 كشفت صحيفة United Daily News التايوانية عن اختراق استخباري كبير ضد الصين، حيث أبرمت تايوان اتفاقاً سرياً مع إسرائيل لاستئجار القمر الصناعي التجسسي EROS-A لمدة ست سنوات. ومكّن القمر الصناعي تايوان من مراقبة المنشآت العسكرية الصينية، خصوصاً قواعد إطلاق الصواريخ. وبحسب الصحيفة نفسها، بلغت أرباح إسرائيل من تلك الصفقة نحو 2 مليار دولار. ولاحقاً، تعاون الجانبان في مشروع سري آخر يُعرف باسم "تيانغوي" (Tiangui) لتحسين قدرات تحديد مواقع الرادارات وأجهزة المراقبة اللاسلكية.
- وخلال العقدين الماضيين، أصبح التعاون بين تايوان وإسرائيل يركّز بشكل متزايد على التكنولوجيا العالية وتطوير أنظمة الأمن السيبراني، وبالطبع أنظمة الذكاء الاصطناعي، وتطوير الطائرات من دون طيار وغيرها من الأنظمة. وتقول مجلة Global Taiwan Institute التايوانية، إنه منذ عام 2006، توسّع التعاون إلى تكنولوجيا الدفاع والأمن السيبراني بين تل أبيب وتايبيه، التي أصبحت مهتمّة بشكل خاص بابتكارات إسرائيل الدفاعية المختلفة، خصوصاً في مجالات الطيران والفضاء، الرادار، الاتصالات، والحرب السيبرانية.
- وفي حين أن هناك سرية كبيرة في الوثائق والمعلومات الرسمية حول تبادل المعلومات الاستخباراتية بين تايوان و"إسرائيل"، تشير الأدلة إلى أن البلدين قد تبادلا الخبرات في مواجهة التهديدات السيبرانية وتطوير أنظمة الأمن السيبراني ذات الدرجة العسكرية بحسب مجلة Global Taiwan Institute. كما درست تايوان استراتيجيات الدفاع الإسرائيلية، بما في ذلك استخدام أنظمة الدفاع الصاروخي (مثل القبة الحديدية) لتعزيز وضعها الأمني.
- في الوقت نفسه، تظل الولايات المتحدة الأمريكية عاملاً مهمًا في جميع مفاصل العلاقة بين إسرائيل وتايوان، حيث تطور الولايات المتحدة وإسرائيل العلاقة بين تل أبيب وتايبيه، كما تعتمد كل من "إسرائيل" وتايوان على الدعم الأمني الأمريكي والتقنيات العسكرية المتقدمة. وعلى الرغم من أن تايوان لا تتلقى مساعدات عسكرية أمريكية بنفس المستوى الذي تتلقى به "إسرائيل"، إلا أن محاذاتها الاستراتيجية مع قطاع الدفاع الأمريكي سمحت لها بالاستفادة من الأبحاث المشتركة وتقنيات الأمن الناشئة، بحسب المجلة التايوانية.
قبة حديدية تايوانية.. كيف تعمّق تعاون تايوان و"إسرائيل" العسكري بعد السابع من أكتوبر؟
- بعد السابع من أكتوبر 2023، أصبحت العلاقة بين تايوان وإسرائيل أكثر قوة ونشاطاً وعلنية في إجراء الصفقات وتبادل الوفود الدبلوماسية والدعم المتبادل على جميع المستويات والأصعدة. ويقول موقع CTech الإسرائيلي أنه بعد السابع من أكتوبر "وجدت إسرائيل نفسها تشق طريقها عبر تحالفات قديمة بعضها متوتر علنًا وبعضها الآخر يتآكل بهدوء. ومع ذلك، ازدادت بعض الشراكات قوة، ومن أكثرها أهميةً تايوان التي تبعد عنها حوالي 8000 كيلومتر، والتي هي مثل إسرائيل، تقع عند مفترق طرق بين الابتكار والضغط الجيوسياسي".
- ويضيف تقرير موقع "كالكاليست تيك"، أن الدولتين "انتهجتا سياسات الابتكار التكنولوجي، وكلاهما يعمل في ظل شبح الحرب الوشيك. بالنسبة لإسرائيل، تُمثل المنطقة شرقًا أوسطًا يزداد عدائية؛ أما تايوان، فتمثل التهديد الدائم للصين. في خضم الاضطرابات في كلتا المنطقتين، أصبحت تايوان بهدوء أحد أقرب حلفاء إسرائيل على الساحة الدبلوماسية، وعززت العلاقات الاقتصادية والتكنولوجية بينهما".
- وتضيف المجلة أن إسرائيل وتايوان "أصبحتا بعد السابع من أكتوبر 2023 تعمّقان التعاون في مجالات واسعة مثل صناعة أشباه الموصلات، وتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني"، وهي مجالات استراتيجية للدفاع أيضاً.
- لكن آخر فصول التعاون العسكري بين تايوان و"إسرائيل" هو ما كشفه موقع "إنتليجنس أونلاين" الفرنسي ذو المصادر الاستخباراتية، والذي قال إن هناك تعاون عسكري غير مسبوق بين الطرفين، يتضمن تطوير نظام دفاع صاروخي يسمى "T-Dome" لصد الصواريخ الصينية، يعتمد على نموذج "القبة الحديدية" الذي صنعته "إسرائيل" وتستخدمه في صد صواريخ المقاومة الفلسطينية، وصواريخ الإيرانيين وحلفاؤهم في المنطقة.

- وبصفتهما قوتان تتوقان إلى التكنولوجيا المتقدمة وتواجهان تهديداً وجودياً، اتخذت تايوان وإسرائيل بهدوء خطوة جديدة في التعاون العسكري، فقد أرسل الرئيس التايواني لاي تشينغ-ته مبعوثاً خاصاً سرياً برتبة نائب وزير إلى إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة، وفقاً للموقع الفرنسي. وفي المقابل، استقبل زعيم الجزيرة التي تطالب بها الصين وفداً لافتاً من الكنيست في منتصف سبتمبر.
- حيث يدرس خبراء الأسلحة التايوانيون حالياً إمكانية نقل تكنولوجيا في مجال الدفاع الصاروخي ومناقشة تفاصيل مشروع "T-Dome" ونقل تكنولوجيا عسكرية متقدمة أخرى تشمل أنظمة رادار وصواريخ مشابهة لتلك المستخدمة في أنظمة القبة الحديدية وحيتس 2. وأُجريت الزيارة بعيدا عن أعين الإعلام لتجنب استفزاز الصين، التي تعتبر تايوان جزءا من أراضيها.
- ويقول الموقع الفرنسي إن أنظمة الدفاع الصاروخي الجديدة في تايوان مستوحاة بوضوح من التصاميم الإسرائيلية. وتشمل الصاروخ الجديد "تشيانغ كونغ" أرض-جو، المعروف أيضاً باسم "القوس القوي" أو "تيان كونغ 4" (TK-4)، وراداره العامل بمصفوفة المسح الإلكتروني النشط (AESA)، الذي كُشف عنه في معرض تايبيه للدفاع والتكنولوجيا الجوية الشهر الماضي 25/09/25. حيث إن تصميمه يشبه نظام "آرو 2" الإسرائيلي ورادار "غرين باين".
- وتم الإعلان عن "القبة التايوانية" (T-Dome)، وهي منظومة دفاع صاروخي متعددة الطبقات، في خطاب الرئيس لاي بمناسبة العيد الوطني لتايوان في 10 أكتوبر 2025. يُذكر أن "آرو 2" هو نتاج تعاون بين شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI) وشركة بوينغ، التي تتعاون بالفعل مع التايوانيين.
- ويُكمل صاروخ تشيانغ كونغ منظومات "باتريوت" و"تيان كونغ 3″ القديمة الموجودة بالفعل في الخدمة. وقد أُعلن عنه قبل عامين ومن المقرر دخوله الخدمة عام 2026. ويبلغ مداه أكثر من 70 كم، وهو صاروخ اعتراض من مرحلتين جرى اختباره في الربيع، وسيعزز ترسانة تايوان في مواجهة الصواريخ الباليستية متوسطة المدى الصينية. وكما هو الحال بين إسرائيل وإيران، تخوض تايوان سباقاً مع خصمها لتفادي الهزيمة في حال وقوع هجوم إغراقي.
- وقبل الأنظمة الدفاعية، لاحظ الخبراء العسكريون تشابهاً لافتاً بين الطائرة الانتحارية التايوانية "تشيين هسيانغ" ونظيرتها الإسرائيلية "هاروب" المنتجة أيضاً من قبل شركة IAI في عام 2023.
- وحتى اللحظة، لم يُعلن رسمياً عن أي تعاون دفاعي بين إسرائيل وتايوان فيما يتعلق بالقبة الحديدية التايوانية. ويقول البروفيسور مور سوبول من جامعة تامكانغ في تايوان والمتخصص في العلاقات بين البلدين: "لن تقول إسرائيل رسمياً أي شيء عن ذلك، رغم أن التعاون قد يكون على مستوى الشركات".

- ويأتي التعاون غير العلني بين "إسرائيل" وتايوان بسبب العلاقات الاقتصادية والتكنولوجية الحيوية بين الدولة العبرية وجمهورية الصين الشعبية. وكانت "إسرائيل" قد أوقفت مبيعات الأسلحة إلى الجيش التايواني في نهاية القرن الماضي، بعد أن زوّدته في السبعينيات بتكنولوجيا الصواريخ المضادة للسفن. وقد استُمدت صواريخ "هسيونغ فنغ 1" التايوانية من الصاروخ الإسرائيلي "غابرييل Mk II". لكن موقف الصين من هجوم أكتوبر 2023 على إسرائيل والحرب على غزة، إلى جانب تعاونها الدفاعي مع إيران، أزال أخيراً تردّد "إسرائيل" في تطوير التقارب مع تايوان وانتقاد بكين علناً.
- فقد خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخراً عن حذره الدبلوماسي المعتاد، متهماً الصين، إلى جانب قطر، بشن "حصار سياسي" وحملة تضليل ضد إسرائيل منذ أكتوبر 2023. وقال في اجتماع مع وفد أميركي في 15 سبتمبر 2025: "إنهم ينظمون هجوماً على إسرائيل… عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الغرب والولايات المتحدة. وسنواجه ذلك بوسائلنا الخاصة."
- وبعد ثلاثة أيام فقط من هذا التصريح، استُقبل أعضاء من الكنيست بحفاوة بالغة في تايبيه، وعادت الشركات الإسرائيلية إلى معرض الدفاع والطيران في تايبيه بعد غياب دام لسنوات. ورداً على ذلك، نشرت السفارة الصينية في "إسرائيل" بياناً شديد اللهجة على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي هاجمت فيه رئيس الوفد البرلماني الإسرائيلي بوعاز توبوروفسكي، واصفة إياه بأنه "مثير للمشاكل".
- وفي بيانها، اتهمت السفارة توبوروفسكي "بانتهاك مبدأ الصين الواحدة"، واقترحت عليه "أن يأخذ بعض الوقت لدراسة التاريخ الصيني"، وعرضت عليه زيارة الصين ليرى بنفسه "أن الناس على جانبي المضيق مرتبطون بعلاقات عائلية من خلال روابط الدم، وأن تايوان تنتمي إلى أكثر من 1.4 مليار صيني، بما في ذلك 23 مليون مواطن تايواني".
- ورداً على منشورٍ السفير الصيني ردّ توبوروسكي بأنه سيتشرف بزيارة الصين، لكن "لم يجد أحدٌ من الصين وقتًا للتحدث معي". وأضاف أنه "يتذكر دائمًا من يقف إلى جانب إسرائيل ومن يدعم أعداءنا". لكنا ما زاد الطين بلة، هو سخرية الأمين العام لمجلس الأمن القومي التايواني (ووزير الخارجية السابق) جوزيف من ردة الفعل الصينية، وكتب على موقع X: "يا رجل، أنت تتحدث كثيرًا، دعني ألخص لك الأمر: قل أنا لا أحترم حريتك وسيادتك. أنا أدعم الإرهاب وأقف إلى جانب أعداء إسرائيل. بالمناسبة، الكون ملك للصين".
تكامل سيبراني استراتيجي يثير قلق الصين
- تتفوق إسرائيل في البرمجيات والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني التطبيقي، بينما تتميز تايوان في العتاد وإنتاج أشباه الموصلات. هذا التكامل التقني والصناعي أصبح اليوم العمود الفقري لعلاقاتهما. تعتمد الشركات الإسرائيلية على وحش صناعة أشباه الموصلات التايواني TSMC لتصنيع رقائقها الحاسوبية، بينما يدمج المهندسون التايوانيون معايير الأمان التي تُطوّر في تل أبيب. وكلا الطرفين أصبحا مترابطين بشكل كامل: فإسرائيل تضمن التصميم الآمن، بينما تتولى تايوان الإنتاج، ليجد كل طرف في الآخر حصناً ضد الاعتماد الأمريكي والضغط الصيني.

- وبحسب موقع Intelligence Online ترتبط منظومات الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي في إسرائيل وتايوان بعلاقة غير رسمية منذ عام 2019 وهو ما يثير قلق بكين. حيث أن هذه الروابط وُلدت من الخوف من العزلة التكنولوجية، وتعمقت أكثر بفعل التهديد الصيني لتايبيه.
- وبحسب تحقيقات الموقع الفرنسي، تنشط في تايبيه "جمعية تايوان–إسرائيل للأمن السيبراني والتكنولوجيا المتقدمة"، وهي في صميم الشراكات الإلكترونية الكبرى بين تايوان وتل أبيب. وراء ما يبدو أنه برنامج للتجارة والابتكار، كانت الجمعية لسنوات تُشرف على عمليات نقل تكنولوجي بين شركات خاصة وهيئات حكومية وضباط إسرائيليين سابقين من الجيش أعادوا تأهيل أنفسهم في مجال الأمن السيبراني.
- ورغم أن هذا الشبكة غير مرئية دبلوماسياً، فقد مكنت إسرائيل من ترسيخ وجودها في قلب البنية الرقمية التايوانية، بينما منحت تايبيه وصولاً غير مسبوق إلى أكثر أساليب وتقنيات الاستخبارات الدفاعية تطورًا.
- كما تمثل شركة Radware الإسرائيلية، الرابط التشغيلي بين تل أبيب وتايبيه. تُعد Radware لاعبًا بارزًا في الأمن السيبراني الإسرائيلي وموردًا أساسياً للجيش الإسرائيلي، وقد أصبحت تدريجيًا بوابة مميزة إلى البنية الرقمية لتايوان، عبر التدريب ونقل البروتوكولات ودمج أدوات التحليل السلوكي الإسرائيلية.
- ومنذ عام 2022، تُشغّل الشركة مركزًا لأمن تخزين البيانات السحابية في تايبيه يغطي تايوان وهونغ كونغ وماكاو. ورغم واجهته التجارية، يخدم المركز منصة لتبادل تقني بين المهندسين الإسرائيليين والمشغلين التايوانيين. وقد مكّن التعاون مع شركة CHT Security، وهي الذراع السيبرانية لشركة Chunghwa Telecom، من دمج خوارزميات الدفاع النشط الإسرائيلية ضمن البنية التحتية الحيوية في الجزيرة. رسميًا، تُعد هذه برامج تعاون تقني، لكن في الواقع هي جزء من عقيدة سيبرانية مشتركة تشمل التدريب والمحاكاة وتكييف المعايير العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية.