“الوسيط المخادع”.. كيف ضللت أمريكا حماس وحزب الله وإيران والدول العربية لخدمة “إسرائيل”؟

تم النشر: 2025/10/03 الساعة 07:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/10/03 الساعة 07:49 بتوقيت غرينتش
"الوسيط المخادع".. كيف ضللت أمريكا حماس وحزب الله وإيران والدول العربية لخدمة "إسرائيل"؟/عربي بوست

على مدار عامين من الحرب على غزة والمنطقة، كان دوماً ما يتم تقديم الموقف الأمريكي الدبلوماسي كـ"وسيط" في المحادثات لوقف إطلاق النار أو المبادرات بين "إسرائيل" والأطراف الأخرى مثل المقاومة الفلسطينية وحزب الله وإيران وغيرهم. لكن الموقف الأمريكي لم يكن محايداً على الإطلاق، بل كان منخرطًا في دعم دولة الاحتلال سياسياً وعسكرياً على جميع المستويات والأصعدة، فإلى جانب الدعم العسكري المفتوح دون قيد أو شرط، وفرت الولايات المتحدة الغطاء الكامل لعدم مساءلة دول الاحتلال أو محاسبته على جرائم حرب الإبادة الجماعية، بالإضافة إلى ممارسة ضغوطات كبيرة على الأطراف الأخرى في محاولة لإخضاعها بما يتوافق فقط مع مصالح حكومة الاحتلال بقيادة بنيامين نتنياهو.

وخلال عامين من الحرب، مارست الولايات المتحدة -بإدارتيها الديمقراطية والجمهورية، ومن خلال استغلال تقديم نفسها كطرف "وسيط" في المحادثات- الخداع والتضليل على عدة أطراف، مثل حركة حماس وحزب الله اللبناني وإيران وقطر وحتى الدول والحكومات العربية والإسلامية، وكان يتم توظيف ذلك الخداع في كل مرة لمصلحة "إسرائيل" وأهداف حكومة نتنياهو. 

ومارست إدارة جو بايدن في العام الأول من الحرب تضليلاً متكرراً وردت العديد من الأكاذيب لصالح استمرار حرب الإبادة الجماعية، حيث زعم وزير الخارجية السابق أنتوني بلينكن مرارًا وتكرارًا أن حماس، وليس بنيامين نتنياهو، هي العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وقد ردد مسؤولون آخرون في إدارة بايدن ومن ينوب عنهم هذه الرسالة، وحاولوا بشكل مكثف خداع الدول العربية والمجتمع الدولي بها ومن خلال منابر عدّة كالأمم المتحدة ومجلس الأمن واجتماعات قمة العشرين، في الوقت الذي كانت فيه واشنطن تقدم كل الدعم العسكري لإسرائيل للاستمرار في الإبادة، وترفع يد الفيتو أمام مقترحات وقف الحرب في مجلس الأمن.

عيدان ألكساندر ترامب نتنياهو
صورة للقاء سابق بين ترامب ونتنياهو/ رويترز

أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فقد استغل بأساليبه المخادعة وأكاذيبه المتكررة المعروفة ووعوده التي يطلقها في الهواء، في تخدير أو خداع أطراف عديدة، سواء فيما يتعلق بوقف إطلاق النار أو تبادل الأسرى في غزة، أو وجود ضمانات بانسحاب الاحتلال من المناطق التي احتلها في جنوب لبنان خلال هذه الحرب، أو إيهام طهران بالمضي قدماً في المحادثات النووية في سلطنة عُمان ثم مباغتتها بهجوم كبير مشترك مع "إسرائيل"، أو تضليل زعماء الدول العربية والإسلامية مؤخراً بتقديم "خطة سلام" لوقف الحرب في غزة تختلف بنودها بشكل كبير عما طرحه ترامب هو وشريكه نتنياهو في مؤتمر صحفي مثير للجدل.

في هذا التقرير، سنحاول رصد أبرز الوقائع التي مارس فيها الأمريكيون التضليل والخداع خلال الحرب على أطراف عديدة، لتحقيق مآرب تخدم مصالح حكومة نتنياهو سياسياً أو حتى عسكرياً.

1- أمريكا خدعت حماس 

في 12 مايو/أيار 2025 أفرجت حركة حماس عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية أليكساندر عيدان، وذلك كبادرة لإنهاء الحرب خلال زيارة ترامب لدول المنطقة حيها، وبناء على اتفاق واضح جرى عبر المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف مع الوسطاء القطريين والمصريين، حيث قدّم المبعوث الأمريكي ضمانات مباشرة من إدارة ترامب تقضي بشكر حركة حماس ووقف الحرب، ورفع الحصار عن غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية العاجلة مع الإفراج عن عيدان.

لكن بعد تنفيذ حماس للاتفاق، لم يحدث شيء من الوعود الأمريكية، حيث لم تصدر أي بيانات من البيت الأبيض، ولم تفتح المعابر، بل استمرت الحرب بكل ضراوتها. وقال باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إن ترامب تنصل بالكامل من الاتفاق، وإن الإفراج عن عيدان كان بمثابة صفقة سياسية لم تُحترم. وأضاف في تصريحات صحفية حينه: "ترامب لم يفعل شيئًا من ذلك.. إدارته لم تلتزم بالاتفاق على الإطلاق بل ألقوه في سلة المهملات".

واحتفى نتنياهو بالإفراج عن عيدان دون مقابل، وقال مكتب رئيس وزراء الاحتلال حينها "إن إطلاق سراح الجندي عيدان ألكسندر دون مقابل تم بفضل الضغط العسكري الذي مارسه الجيش الإسرائيلي في غزة ودعم ترامب".

وتقدّر تل أبيب وجود 48 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، منهم 20 أحياء، وأكدت حماس مرارًا استعدادها للتوصل إلى صفقة جزئية أو شاملة لتبادل الأسرى، في حين يواصل نتنياهو مراوغته وتعنته وعدوانه على القطاع، وسط اتهامات المعارضة الإسرائيلية وأهالي الأسرى له بمواصلة الحرب والتضحية بالأسرى للحفاظ على منصبه السياسي.

حماس
القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" خليل الحية/مواقع التواصل

2- أمريكا خدعت حزب الله واللبنانيين

قدمت إدارة بايدن اتفاقاً لوقف إطلاق النار بين حزب الله و"إسرائيل" دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 بعد شهور من عمليات عسكرية متبادلة بين الطرفين بسبب إسناد حزب الله لجبهة غزة بعد عملية طوفان الأقصى. وقد وافق اللبنانيون على ذلك بعد تأكيد واشنطن أن هذا الاتفاق سيتم بضمانة أمريكية ملزمة لإسرائيل بوقف إطلاق النار والانسحاب من المناطق التي توغلت بها في جنوب لبنان خلال 60 يوماً، وأنه ستكون هناك آلية مراقبة دولية تشارك بها فرنسا لضمان الانسحاب الإسرائيلي.

لكن الذي حصل هو أن "إسرائيل" لم تتوقف لحظة عن شن الغارات على مختلف المناطق في لبنان، ولم توقف سياسة الاغتيالات لعناصر حزب الله، ولم تنسحب من مناطق واسعة في جنوب لبنان، بل أعلنت السيطرة عليها واعتبارها مناطق أمنية يمنع الاقتراب منها أو العودة إليها، ولم تتدخل واشنطن على الإطلاق لكف يد إسرائيل.

وخرقت دولة الاحتلال الاتفاق الذي تم برعاية أمريكية، أكثر من 4 آلاف و500 مرة، حتى الآن، ما أسفر عن ارتقاء ما لا يقل 276 لبنانياً وإصابة واعتقال مئات آخرين، وفق بيانات رسمية. ولا تزال تحتل إسرائيل 5 تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود في مزارع شبعا.

هذه الخروقات لم تدفع أمريكا التي من المفترض أنها ضامنة للاتفاق، للضغط على "إسرائيل" أو محاسبتها، بل عملت واشنطن على التبرير لها وتوجيه كامل الضغط لحزب الله اللبناني، في حين قاد المبعوث الأمريكي توماس باراك حملة أمريكية تجبر الدولة اللبنانية على نزع سلاح حزب الله والفصائل الفلسطينية في لبنان، وهو ما لم ينص عليه الاتفاق الأمريكي.

3- أمريكا تخدع إيران

في ساعات الفجر الأولى من يوم 13 يونيو 2025 باغتت "إسرائيل" بدعم ومشاركة أمريكية إيران بهجوم واسع طال عشرات المواقع والمنشآت النووية والعسكرية، واستهدف كذلك عشرات القيادات العسكرية والسياسية والعلمية، لتندلع بين الطرفين حرباً استمر لنحو 12 يوماً، ختمتها الولايات المتحدة الأمريكية بهجوم غير مسبوق على مواقع نووية إيرانية.

الذي حصل هو أن واشنطن وتل أبيب نجحتها بتخدير وخداع الإيرانيين قبل شن الهجوم، حيث أوهم ترامب طهران بأن العملية التفاوضية على الملف النووي والتي كانت تجري جلساتها في مسقط مستمرة، كما تعمدت "إسرائيل" الكشف عن أن اجتماع مجلس الوزراء الأمني المصغر ليلة الهجوم تناول موضوع المفاوضات المتعلقة بالإفراج عن الأسرى، وكان الهدف من ذلك تهدئة مخاوف طهران وفي الوقت نفسه إعطاء الضوء الأخضر لضربة مباغتة ما قبل الفجر داخل إيران.

"إسرائيل" ليست وحدها من مارس الخداع الإعلامي، وإنّما كانت واشنطن شريكةً أساسية في الأمر، ومن ذلك الادّعاء الإسرائيلي بإرسال مسؤولين إلى واشنطن قبل جولة مفاوضات النووي بين واشنطن وطهران، ومواصلة تسريب المزاعم عن خلافٍ بين نتنياهو وترامب، في مسعى واضح إلى طمأنة طهران من أنّ عملاً عسكرياً إسرائيلياً ضدها مستبعد، انطلاقاً من اليقين أنّ "إسرائيل لا يمكن أن تغامر بضرب إيران بدون موافقة وغطاء أميركيين"، مما ساعد في خفض مستويات التأهب الإيراني للضربة، بحسب ما أوردت تقارير إسرائيلية.

وتولى ترامب شخصياً هذه الخدعة، وهي خدعةٌ لم تنشأ عشيّة الهجوم الإسرائيلي، وإنّما تعود إلى أسابيع ماضية، حينما بدأت المفاوضات غير المباشرة مع طهران بشأن برنامجها النووي في مسقط، بغية وصول تسوية تُفضي إلى رفع العقوبات على إيران، حيث أكثر ترامب القول إنّ اتفاقاً وشيكاً مع طهران قادم وأنه مستعد حتى للقاء خامنئي، رغم حذر التصريحات الإيرانية حول الموضوع، ونشر أخبار مضلّلة عن ضغوط أميركية على نتنياهو لمنعه من شنّ ضربة ضد إيران.

حالة الحظر عن التجمعات
صورة تظهر صواريخ مضادة أطلقها الاحتلال لصد الصواريخ الإيرانية – رويترز

وأكثر ما يوضح ضلوع ترامب في الخدعة الرامية إلى تخدير الإيرانيين، هي تصريحاته قبل ساعات قليلة من بدء "إسرائيل" هجومها، حين قال إنّ ضربة عسكرية إسرائيلية ضد إيران ليست مستبعدة، لكنّها "لن تكون وشيكة"، في حين كانت الطائرات الإسرائيلية تتأهب للإقلاع نحو الأراضي الإيرانية لتسديد ضرباتها التي أوقعت خسائر موجعة، وكان لعنصر المفاجأة؛ دورفي فداحة الخسائر، إضافة إلى الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلي داخل إيران.

وبعد أن وجهت دولة الاحتلال ضرباتها في فجر الجمعة، لم يتأخّر ترامب في الكشف عن ضلوعه في اللعبة حين وصف هجوم إسرائيل بـ "الضربة الممتازة"، معلناً دعمه الكامل الهجوم، وبعد أن قال إنّ إيران "تلقّت ضربة قاسية جداً"، هدّد بأنّ "هناك مزيداً في الطريق". ولكن عند سؤاله عن مشاركة الولايات المتحدة في الضربة امتنع عن إعطاء إجابة صريحة، مكتفياً بالقول: "لا أريد الردّ على ذلك"، لكن بعد أيام من التضليل المتكرر، شنت الطائرات الأمريكية الشبحية هجوماً بالقنابل الخارقة للتحصنيات ثلاث منشآت نووية إيرانية للقضاء على المشروع النووي الإيراني.

4- أمريكا تخدع قطر وحماس معاً

في عصر يوم الثلاثاء 9 سبتمبر/أيلول 2025 شن سلاح الجو الإسرائيلي غارة على العاصمة القطرية الدوحة، استهدفت مقرات يقيم فيها أعضاء من قيادة حركة حماس وقد أطلقت إسرائيل على العملية اسم عملية "قمة النار" وتبنت مباشرة تلك العملية بالكامل التي هدفت لاغتيال أكبر عدد من قيادة حركة حماس في الدوحة. 

قبل ذلك بيومين أو أقل، قدم ترامب مقترح صفقة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين ووقف الحرب، هدد فيها حماس بأنها "الفرصة الأخيرة أمامها ويجب عليها قبول الصفقة". وبناء على ذلك اجتمعت قيادة حماس لدراسة المقترح الأمريكي، لكن كانت هذه الفرصة المناسبة لتنفيذ عملية اغتيال جماعي لمعظم قيادة حماس، حيث تعرّض وفد حركة حماس التفاوضي للهجوم أثناء مناقشته الاقتراح الأمريكي لوقف إطلاق النار مع "إسرائيل"، بحضور شخصيات بارزة في حماس، بالتالي وفرت أمريكا بعلمها المسبق بالضربة الإسرائيلية واجتماع حماس، الغطاء لنتنياهو كي ينفذ عملية الاغتيال. حيث قال مسؤول إسرائيلي كبير لقناة 12 الإسرائيلية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعطى الضوء الأخضر للهجوم الإسرائيلي على قطر.

في هذا الحدث أيضاً، ضلل أو خدع الأمريكون حركة حماس مرة أخرى حيث كان الاجتماع لأجل مناقشة مقترح ترامب فخاً. بالإضافة إلى خداعهم الوسيط، دولة قطر، التي كان قد اجتمع أحد مسؤوليها مع قيادات حماس قبل الهجوم بوقت قليل لمناقشة المقترح الأمريكي، وذلك مع علم الأمريكيين المسبق بالاعتداء الإسرائيلي على الدوحة. 

بعد فشل العملية الإسرائيلية ونجاة وفد حماس، أنكر ترامب والأمريكيون معرفتهم بعملية الاغتيال، وحاول ترامب الظهور بأنه منزعج من تصرف الإسرائيليين، لكن بعد عدة أيام نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن رئيس الوزراء نتنياهو أبلغ نظيره الأميركي ترامب، بتوقيت الهجوم مبكراً، حيث كان الرئيس الأميركي يمتلك فرصة لإلغاء قصف الدوحة لكنه ببساطة لم يفعل ذلك ولم يعترض. 

وأشار المسؤولون لموقع أكسيوس، إلى أن نتنياهو اتصل بترامب قبل 50 دقيقة من التقارير الأولى عن وقوع انفجارات في الدوحة وناقش معه الهجوم. وحاول البيت الأبيض الإنكار والتنصل من ذلك، قائلاً إن "إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بالضربة بعد أن كانت الصواريخ في الجو، مما لم يُتح لترامب الفرصة للاعتراض".

وأضاف هؤلاء المسؤولون أن "إسرائيل أبلغت إدارة ترامب مسبقاً، لكنها قررت التوافق مع نفي البيت الأبيض لأي علم مسبق، وقال أحدهم إن "إسرائيل قررت مساعدة ترامب في نفي معرفته مسبقا بالضربة حرصا على علاقات البلدين"، وأشار آخر إلى أنها "ليست أول مرة تختلق فيها إدارة ترامب معلومات عن محادثاتها مع إسرائيل لاعتبارات سياسية"، على حد تعبيره.

القمة العربية الطارئة مصر
صورة القادة العرب والمسؤولين الذين شاركوا في القمة العربية الطارئة بالقاهرة/ رويترز

5- أمريكا تخدع زعماء الدول العربية والإسلامية

آخر فصول الخداع الأمريكي لصالح "إسرائيل"، هو ما حدث في نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث اجتمع الرئيس الأمريكي بزعماء دول عربية وإسلامية في قمة طارئة يوم 23 سبتمبر/أيلول 2025 لمناقشة خطة جديدة لوقف الحرب في قطاع غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي على مراحل وإدخال المساعدات، إلا أن الخطة المثيرة للجدل لا تزال تنطوي على كثير النقاط المبهمة ولا تقدم إجابات على كثير مثل الملفات مثل مستقبل الدولة الفلسطينية.

وأكد زعماء ومسؤولون من 8 دول عربية وإسلامية في بيان مشترك بعد الاجتماع مع ترامب أن إنهاء الحرب على غزة هو "الخطوة الأولى نحو سلام عادل ودائم"، مؤكدين الموقف المشترك الرافض للتهجير القسري وضرورة السماح بعودة الذين غادروا من القطاع، وكذلك "ضمان استقرار الضفة الغربية والمقدسات في القدس وإصلاح السلطة الفلسطينية".

لكن الذي حدث هو أن هذه الدول تعرضت للخداع من قبل ترامب، حيث اجتمع معه بعد يومين من هذه القمة بنيامين نتنياهو، الذي أدخل تغييرات كبيرة على بنود الخطة التي كانت من 21 بنداً. وكشف موقع "أكسيوس" الأمريكي أن الخطة التي قدمها ترامب ونتنياهو في مؤتمر صحفي مشترك، والمكوّنة من 20 بنداً، تشير إلى أن تعديلات إسرائيلية قُدّمت على ما تم عرضه على الدول العربية. حيث أن الصفقة المعروضة الآن تختلف بشكل كبير عن الصفقة التي توافقت عليها الولايات المتحدة ومجموعة من الدول العربية والإسلامية في السابق، بسبب تدخل نتنياهو وكوشنر ودريمر.

وأوضح الموقع أن مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، وصهر ترامب جاريد كوشنر، عقدا اجتماعاً استمر 6 ساعات مع نتنياهو ومستشاره رون ديرمر، حيث نتنياهو نجح في إدخال عدة تعديلات على نص الخطة، خصوصاً ما يتعلق بشروط وجدول الانسحاب الإسرائيلي من غزة. وربطت الصيغة الجديدة انسحاب إسرائيل بتقدم عملية نزع سلاح حماس، ومنحت تل أبيب حق النقض في أي وقت على سير العملية وقرار الحرب.

وستبقى القوات الإسرائيلية داخل محيط أمني في غزة "إلى أن تصبح مؤمّنة تماماً ضد أي تهديد إرهابي متجدد"، ما قد يعني بقاءها إلى أجل غير مسمى، بحسب الموقع الأمريكي. ويربط الاقتراح الجديد انسحاب إسرائيل بالتقدم المحرز في نزع سلاح حماس، ويمنح إسرائيل حق النقض (الفيتو) على هذه العملية.

وحتى لو استُوفيت جميع الشروط وتم تنفيذ المراحل الثلاث من الانسحاب، ستظل القوات الإسرائيلية موجودة ضمن محيط أمني داخل غزة "حتى يتم تأمين غزة بشكل كامل من أي تهديد إرهابي متجدد"، وهذا قد يعني بقاءها إلى أجل غير مسمى.

وبحسب الموقع الأمريكي فإن مسؤولين من السعودية ومصر وتركيا وغيرها من الدول كانوا غاضبين من التغيّرات التي أدخلها نتنياهو وتباناها ترامب، حتى إن القطريين حاولوا إقناع إدارة ترامب بعدم نشر الخطة المفصّلة بسبب تلك الاعتراضات، لكن البيت الأبيض نشرها على أي حال، وحثّ الدول العربية والإسلامية على دعمها دون مزيد من التوضيحات.

تحميل المزيد