طوقها من 3 جهات وبدأ في التمدد.. هل بدأ الجيش الإسرائيلي باحتلال صامت لمدينة غزة؟

عربي بوست
تم النشر: 2025/08/15 الساعة 13:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/08/15 الساعة 13:11 بتوقيت غرينتش
جنود إسرائيليون يقودون دبابة على حدود إسرائيل مع غزة/رويترز

تشير المعطيات الميدانية إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ بصمت خطة احتلال غزة، من دون أن يعلن رسميًا عن هذه الخطوة التي قال إنه سيبدأها مع حلول 7 أكتوبر/تشرين الأول 2025.

وفي 8 أغسطس/آب 2025، وبعد اجتماع استمر 10 ساعات، أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن "الجيش يستعد للسيطرة على مدينة غزة"، مشيرًا إلى أن "الكابينت" اعتمد بأغلبية الأصوات ما وصفها بـ"المبادئ الخمسة لإنهاء الحرب".

وشملت المبادئ الخمسة التي اعتمدتها حكومة الاحتلال: نزع سلاح حركة حماس، وإعادة جميع الأسرى أحياء وأمواتًا، ونزع سلاح قطاع غزة، والسيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع، وإقامة حكومة مدنية بديلة عن حماس أو السلطة الفلسطينية.

زيارة سابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي لقطاع غزة/ جيش الاحتلال
زيارة سابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي لقطاع غزة/ جيش الاحتلال

ما تفاصيل وتحضيرات الجيش الإسرائيلي لخطة احتلال غزة؟

ووفق وسائل الإعلام العبرية، فإن الخطة، التي تقتصر على مدينة غزة، تنص على إخلاء سكان المدينة إلى الجنوب بحلول 7 أكتوبر/تشرين الأول 2025، ثم تطويق المدينة من جميع الجهات، يلي ذلك تنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية.

وسيقوم الجيش الإسرائيلي باستدعاء قوات احتياط من الفرقة 146، ونشر الفرقة 98 في القطاع، ليرتفع عدد الفرق المشاركة إلى ست، وهي: 162، و36، و98، وفرقة غزة، و99، و146، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.

ويوم الأربعاء 13 أغسطس/آب 2025، صادق رئيس الأركان إيال زامير على "الفكرة المركزية" لخطة إعادة احتلال قطاع غزة، بما في ذلك مهاجمة منطقة الزيتون جنوب مدينة غزة، وهي العملية التي بدأت الثلاثاء 12 أغسطس/آب 2025.

كما وجّه رئيس الأركان برفع جاهزية قواته والاستعداد لاستدعاء قوات الاحتياط، إلى جانب تنفيذ تدريبات ميدانية، استعدادًا لمواصلة الهجمات.

ووفقًا للأمر العملياتي، فإن الجيش سيرسل ما بين 80 ألف و100 ألف عسكري احتياط للمشاركة في عملية احتلال مدينة غزة، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".

وبالفعل، وإلى جانب الكتائب النظامية، تلقت كتائب الاحتياط خلال الـ48 ساعة الماضية، ولأول مرة، أوامر بالاستعداد بموجب "الأمر 8".

وتشير المعطيات إلى أن العملية العسكرية ستستمر حتى العام المقبل 2026 في مدينة غزة وشمال القطاع، حيث توجد مبانٍ شاهقة وخلايا تابعة لحركة حماس، بحسب "يديعوت أحرونوت".

وتزعم الصحيفة ذاتها أنه من غير المتوقع أن تدخل هذه الخطوة حيز التنفيذ قبل حلول سبتمبر/أيلول المقبل، مشيرة إلى أن الجيش يواصل "عمله الروتيني المخطط له"، مع احتمال إجراء تغييرات في جداول الجيش الأسبوعية في سياق التحضير للعملية البرية.

جيش الاحتلال في قطاع غزة / الأناضول
جيش الاحتلال في قطاع غزة / الأناضول

كما أشارت إلى أن الاقتحام البري يتوقف على محاولة الجيش إجلاء نحو مليون فلسطيني من سكان مدينة غزة وضواحيها إلى جنوب القطاع.

لكنها أفادت بأن العملية ستكون تدريجية وبطيئة، يلي ذلك ما يسمى بمرحلة "إجراء المعركة" التي ستشمل مناقشات معمقة حول مراحل التحركات العسكرية، وتوقيت العمليات، والتحضيرات اللوجستية، وحشد القوات، بالإضافة إلى الضربات الجوية التي ستبدأ أولًا.

فيما كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مصدر مقرب من البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب من نتنياهو تسريع وتيرة العمليات العسكرية في قطاع غزة.

هل بدأ الجيش الإسرائيلي خطة احتلال غزة؟

الواقع الميداني في غزة ينذر بأن الاحتلال بدأ فعليًا بخطة السيطرة على المدينة منذ أيام، إذ زاد الجيش الإسرائيلي من وتيرة عملياته خلال الأيام الثلاثة الماضية، بحسب مصادر ميدانية لـ"عربي بوست".

وتمهيدًا لتوسيع العملية العسكرية، بدأ الجيش الإسرائيلي، في اليوم الذي اغتال فيه صحفيي قناة الجزيرة، بينهم أنس الشريف ومحمد قريقع، بشن غارات عنيفة على الأحياء الشرقية والجنوبية لمدينة غزة.

ومع إعلان الحكومة الإسرائيلية الموافقة على خطة نتنياهو للسيطرة على مدينة غزة، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية على منطقة الزيتون جنوب شرق المدينة، وطالب سكان الحي بالنزوح القسري إلى منطقة المواصي في خان يونس جنوبي القطاع.

وقام الاحتلال بتدمير نحو 300 منزل في حي الزيتون، عبر القصف والنسف باستخدام قنابل شديدة الانفجار، بحسب تصريح المتحدث باسم الدفاع المدني.

فيما قالت مصادر ميدانية إن الجيش الإسرائيلي يحاصر بالكامل المناطق الجنوبية والشرقية لحي الزيتون.

ويعد حي الزيتون أكبر أحياء مدينة غزة من حيث المساحة، وثاني أكبرها من حيث عدد السكان، ويمتد جزء منه في قلب المدينة القديمة، ويحتل نصفها الجنوبي تقريبًا.

وذكرت المصادر الميدانية أن الاحتلال قام في الأيام الأخيرة بتفجير "ريبوتات" في قلب حي الزيتون، وفجر الجمعة 15 أغسطس/آب 2025، قام الجيش بتفجير 6 "ريبوتات" دفعة واحدة في الحي.

وسبقت العملية الموسعة في حي الزيتون عملية تدمير شبه كامل لأحياء الشجاعية والتفاح والدرج المحاذية للحي من الجهة الشرقية، ضمن عملية "عربات جدعون".

وبالسيطرة الميدانية والنارية، قام الاحتلال بتفريغ المنطقة الشمالية بشكل كامل من السكان، ومنع المواطنين من العودة إليها.

وتقول مصادر ميدانية إن الجيش الإسرائيلي ألقى، الجمعة 15 أغسطس/آب 2025، منشورات ورقية على حي الصبرة طالب فيها سكانه بالمغادرة، وذلك مع تقدم آلياته باتجاه منطقة الكلية الجامعية.

وتشير الخرائط إلى أن الجيش الإسرائيلي قام بتطويق مدينة غزة من ثلاث جهات، هي الشمالية، والشرقية، والجنوبية، لكنه أبقى الطريق الساحلي جنوب غرب المدينة مفتوحًا لإرغام المواطنين على الانتقال إلى مناطق وسط وجنوب القطاع.

وأصبح المواطنون في مدينة غزة، الذين يتجاوز عددهم نحو المليون نسمة، يكتظون في منطقة صغيرة تشمل الرمال والنصر والشاطئ، وجزءًا من منطقة تل الهوى المدمرة، وتشكل تلك المناطق وسط وغرب مدينة غزة.

تحميل المزيد