حراك بحري جديد من 44 دولة.. ما هو أسطول الصمود الدولي الذي سينطلق لكسر الحصار عن غزة؟

عربي بوست
تم النشر: 2025/08/06 الساعة 14:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/08/06 الساعة 14:07 بتوقيت غرينتش
أسطول الصمود يهدف إلى كسر الحصار عن غزة في نهاية أغسطس 2025 - فيسبوك

في لحظة تاريخية يقف فيها العالم أمام مأساة الشعب الفلسطيني عاجزاً أو متواطئاً، وبعد محاولات متكررة لكسر الحصار عن قطاع غزة بحرياً، أعلن ناشطون ومبادرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني من مختلف دول العالم التحضير لـ"أسطول الصمود العالمي" الذي سيبحر نحو لغزة نهاية شهر أغسطس/آب الجاري، بمشاركة من 44 دولة، ضمن حراك عالمي لكسر الحصار عن قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة وتجويع غير مسبوقة في العصر الحديث.

وبحسب المنظمين، يسعى الأسطول البحري الذي أطلق عليه اسم "الصمود" لتكريس فعل رمزي وإنساني ضاغط على الحكومات والأنظمة لكسر الحصار عن غزة وكسر جدار الصمت على جرائم الاحتلال المستمرة منذ نحو عامين في القطاع. ويؤكد المنظمون، أن الأسطول عبارة مبادرة شعبية دولية تشكّلت خارج أروقة الحكومات ومن رحم الغضب الإنساني، ويحمل رسالة واحدة: أن الشعوب قادرة على الوقوف حيث فشلت الحكومات، بالمضيّ نحو غزة عبر البحر وتحدي جيش الاحتلال الذي منع العديد من السفن بالوصول إلى شواطئ غزة وقام باعتقال طواقمها خلال الفترة الماضية.

ما هو أسطول الصمود الذي سيبحر نحو غزة؟

  • أسطول الصمود العالمي (Global Solidarity Flotilla أو Global Sumud Flotilla) هو مبادرة مدنية جماعية بحرية تنظمها شبكة من الحركات الشعبية والمنظمات الدولية بهدف كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة وخلق ممر إنساني بحري آمن لإيصال الدعم والرأي العالمي إلى هناك. ويقول القائمون على المبادرة إنها رسالة مدوية ضد الصمت الدولي والجمود السياسي، وتأكيد على أن الصمود للشعب الفلسطيني هو مسؤولية جماعية للضمير الإنساني العالمي
  • ومن تونس، أعلنت "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين" يوم الاثنين 4 أغسطس/آب 2025، بدء التحضيرات الخاصة لإطلاق أسطول الصمود العالمي نحو غزة، بمشاركة 44 دولة، ضمن الحراك العالمي لكسر الحصار عن قطاع غزة. وقالت التنسيقية في مؤتمر صحفي بمقر الاتحاد العام التونسي للشغل، إن "هدف الأسطول أعمق من كسر الحصار لأنه يهدف إلى كسر الصمت والسلبية في التعاطي مع القضية الفلسطينية".
  • سيتألف الأسطول من عشرات السفن الصغيرة التي تحمل نشطاء ومساعدات إنسانية، ويمثل جهداً شعبياً عالميا تقوده التحالفات الأربعة بهدف فتح ممر إنساني بحري وفضح جرائم الحرب المرتكبة ودعم صمود الفلسطينيين في مواجهة التجويع والإبادة الجماعية.
  • الأمين العام المساعد بالاتحاد العام التونسي للشغل، سمير الشفي، أكد في كلمة له، على ضرورة دعم النضال من أجل فلسطين في ظل الانتهاكات التي طاولت جل القيم والمبادئ. مشيراً إلى أن عدة تنظيمات شعبية اختارت القدوم إلى تونس من أجل المساهمة في الأسطول العالمي لكسر الحصار عن غزة، مضيفاً أن "التنظيمات الشعبية هي وحدها القادرة على غلق قوس الإبادة".
  • عضو لجنة تنسيق أسطول الصمود العالمي، سيف أبو كشك، أكد بدوره أن أنشطة وفعاليات عدة ستنظم على مدى ثلاثة أيام في مقر الاتحاد العام التونسي للشغل، للبحث في سبل تنظيم هذه المبادرة. وأكد على قدوم مشاركين من مختلف دول العالم تضم أوروبا، وآسيا وبلدان مغاربية، للمساهمة في وقف الابادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
  • وأضاف أنه بعد انتهاء هذه الفعاليات سيتولى منظمو هذه التظاهرة الانطلاق في الأسطول البحري؛ استجابة للأصوات الشعبية المنادية بالحرية للشعب الفلسطيني. مشيراً إلى أن الأسطول سيكون له أثر كبير في نقل الحقائق، مشدداً أنه "سيكون صوتاً مضاداً للعدوان".

متى سينطلق أسطول الصمود وما هي المبادرات التي تقف خلفه؟

  • أعلن ممثل الوفد الجزائري، مروان قطاية، أن أسطول الصمود العالمي يجمع عدة دول، مشيراً إلى أن نحو 4 مبادرات اتحدت لتنسيق هذا الجهد بهدف كسر الحصار عن غزة، وهي:

1- الحركة العالمية نحو غزة: وهي مبادرة دولية تهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي وتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، ويشارك فيها آلاف النشطاء من مختلف أنحاء العالم.

2- تحالف أسطول الحرية: وهو حركة تضامن شعبية تتألف من حملات ومبادرات من مختلف أنحاء العالم، انطلقت منذ عام 2010 لإنهاء الحصار الإسرائيلي غير القانوني على غزة.

3- أسطول الصمود المغاربي: ويُعرف أيضا بـ"قافلة الصمود"، وهي حملة انطلقت في يونيو/حزيران 2025 بتنظيم من "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين"، وتضم أكثر من ألف مشارك من دول المغرب العربي في محاولة لكسر الحصار عن غزة ودعم أهلها.

4- المبادرة الشرق آسيوية (صمود نوسانتارا): قافلة شعبية انطلقت من ماليزيا و8 دول أخرى، مستلهمة روح الصمود الفلسطينية، وتهدف إلى كسر حصار غزة وإعادة بناء التضامن بين دول الجنوب العالمي.

ما هو خط مسير أسطول الصمود؟

  • سينطلق أسطول الصمود في 31 أغسطس/ آب 2025 من موانئ إسبانية على أن تنطلق الأساطيل البحرية من بقية الدول في 4 سبتمبر/ أيلول 2025 على رأسها تونس. ويقول المنظمون إنه يجب "على الشعوب أن تتحرك وتلتقي في مكان واحد"، مشيرين إلى أن نحو 50 سفينة أو أكثر ستشارك ضمن الأسطول العالمي والعدد قابل للارتفاع.
  • وقال رئيس ائتلاف الصمود العالمي، نادر النوري، إن أسطول الصمود سينطلق من عدة دول وموانئ عربية وأجنبية؛ لخلق ممر بحري إنساني للوصول إلى غزة وكسر الحصار لإيصال المساعدات إلى الشعب الفلسطيني.
  • وأكدت هيئة الأسطول أنها بدأت بالفعل في الاستعدادات العملية واللوجستية تحضيرا للانطلاق، مشددة على أن المهمة تجري في المياه الدولية وبشكل قانوني، وأن أي اعتراض لها من قبل القوات الإسرائيلية يُعد غير قانوني ويصنف بأنه قرصنة واعتداء على السفن المدنية.
  • في الوقت نفسه، أعلن نشطاء ومنظمات مدنية في تركيا، عن استعدادهم لتقديم الدعم لأسطول "الصمود العالمي"، الذي يعتزم الإبحار من إسبانيا وتونس إلى غزة، بغية كسر الحصار الإسرائيلي الذي يُعيق وصول المساعدات الإنسانية ويُسبب المجاعة في القطاع.
  • وصرح المتحدث باسم المبادرة التركية حسين دورماز، يوم الأربعاء 6 أغسطس/آب أن الهدف الرئيسي للأسطول هو الوصول إلى غزة بحراً وإيصال المساعدات الإنسانية إليها وإعادة القضية الفلسطينية إلى الأجندة العالمية وتسليط الضوء على الإبادة الجماعية الممنهجة التي ترتكبها إسرائيل.
  • وأضاف أن الوفد التركي شارك بفعالية في استكمال التحضيرات للأسطول، مشيراً إلى أن التحضيرات مستمرة لاستقطاب متطوعين ونشطاء من مختلف الفئات في تركيا للانضمام إلى هذه المهمة. وقال بيان الوفد: "تشكّل أسطول الصمود العالمي بتعاون من 40 دولة من أوروبا وإفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية والعالم العربي".

هل ينجح "أسطول الصمود" بما حاولت به "مادلين" و"الضمير" و"حنظلة"؟

  • الجديد في أسطول الصمود هو مشاركة عشرات السفن والزوارق الحربية لأول مرة، وهو ما قد يربك قوات الاحتلال. وفي 26 يوليو/ تموز الماضي اقتحمت قوات من البحرية الإسرائيلية سفينة "حنظلة" التي كانت تقل متضامنين دوليين في أثناء توجهها إلى غزة، وسيطرت عليها بالكامل واقتادتها إلى ميناء أسدود. 
  • كانت السفينة "حنظلة" وصلت إلى حدود 70 ميل من غزة حينما اقتحمها الجيش الإسرائيلي، حيث تجاوزت المسافات التي قطعتها سفن سابقة مثل سفينة "مادلين" التي وصلت مسافة 110 أميال، وسفينة "الضمير" التي كانت على بُعد 1050 ميلا، وفق اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، قبل أن يتم السيطرة على طواقم هذه السفن والمشاركين على متنها واعتقالهم والإفراج عنهم لاحقاً، بينهم نشطاء أمريكيون لأول مرة.
  • ويقول تحالف صمود إن ناشطين من الولايات المتحدة سيشاركون في الإعداد والتنسيق لإرسال زورقين يحملان العلم الأميركي، وينتظر أن يُبحرا من مواقع في البحر الأبيض المتوسط، ضمن التنسيق العالمي لقافلة "صمود".
  • وأفاد المنظمون في الفرع الأميركي لتحالف "صمود" العالمي يستعد لإرسال قاربين مدنيين: الأول يقوده محاربون قدامى خدموا سابقا في الجيش الأميركي، والثاني يضم نشطاء مدنيين وأكاديميين متضامنين مع القضية الفلسطينية.
  • ويقول منظمو الحملة إن هذا التقسيم يحمل رمزية مزدوجة، فهو يعبّر من جهة عن رفض شخصي من داخل المؤسسة العسكرية الأميركية نفسها للسياسات التي تموّل الحرب، ومن أخرى عن امتداد شعبي مدني واسع النطاق لا يُختزل في جالية أو تيار واحد.
  • وتجري حاليا عملية اختيار المشاركين في القاربين بما يشمل طاقما فنيا يقود السفينة، إلى جانب البحث عن شخصيات وأسماء معروفة، يأمل المنظمون أن توفر حماية رمزية للسفن من أي اعتداء محتمل من القوات الإسرائيلية.
  • ويراهن القائمون على أسطول الصمود، على الضغط الشعبي في الدول الغربية، وعلى تغطية إعلامية أوسع من تلك التي رافقت قوارب سابقة، خاصة بعد الاهتمام الدولي الذي أثارته سفينتا "حنظلة" و"مادلين".

ما هو "تحالف أسطول الحرية"؟

  • وكانت سفينة "حظلة" آخر سفينة تضامن دولي تحاول كسر الحصار عن غزة قبل أن يقوم جيش الاحتلال بالسيطرة عليها واعتقال طاقمها في 26 يويلو/تموز 2025 وهي السفينة رقم 37 التي تأتي في إطار المحاولات المتكررة لـ "تحالف أسطول الحرية" لكسر الحصار على غزة، والذي يصف موقعه الإلكتروني بأنه حركة تضامن شعبية دولية، تتألف من حملات ومبادرات مستقلة من مختلف أنحاء العالم، تعمل معًا لإنهاء الحصار الإسرائيلي غير القانوني على غزة.
  • تم تشكيل التحالف في عام 2010 عقب مجزرة "مافي مرمرة" التي ارتكبتها قوات الاحتلال، ونشأ استجابة مباشرة لنداءات المجتمع المدني الفلسطيني، لا استنادًا إلى أجندة أي فصيل أو جهة حكومية. ينطلق التحالف في عمله من مبادئ اللاعنف والمقاومة السلمية، ويؤمن بأن التضامن الفعلي يبدأ بالفعل المباشر لا بالشعارات.
  • ويضم التحالف منظمات وشركاء من عدة دول، من بينها: كندا، إيطاليا، ماليزيا، نيوزيلندا، النرويج، جنوب أفريقيا، إسبانيا، السويد، تركيا، الولايات المتحدة، أيرلندا، البرازيل، أستراليا، وفرنسا.
تحميل المزيد