بعد 21 شهراً من القتال٬ تبدو معادلة الحرب في غزة التي يروج لها الإسرائيليون وكأنها انقلبت رأس على عقب: جيش مُجهّز بكامل التقنيات والعتاد يتنقّل بحذر في أرض تحوّلت إلى مصائد موت، وتنظيم محاصر يتغذى على مخلفات الذخائر ليحوّلها إلى أدوات قتل فتاكة للجنود الإسرائيليين. وبين كمين وآخر، تتآكل أهداف "إسرائيل" المعلنة، ويثبت أن القضاء على حماس لا يُقاس بعدد القتلى والاغتيالات لقادتها، بل بمدى قدرتها على مواصلة القتال في أصعب الظروف٬ وتوجيه لكمات موجعة للجيش الإسرائيلي وقيادته السياسية والعسكرية.
ففي الوقت الذي أعلنت فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي سيطرتها على أجزاء واسعة من قطاع غزة وتساوم بهذه الورقة فصائل المقاومة خلال المفاوضات الجارية لوقف القتال٬ كانت المقاومة الفلسطينية تُعدّ على مهلٍ "كمائن الموت" من بيت حانون شمالاً إلى خانيونس جنوباً ضمن ما يعرف بعمليات "حجارة داوود"٬ رداً على عملية الاحتلال الأخيرة "عربات جدعون".
الهجمات المميتة المتكررة، التي تنفذها "خلايا صغيرة" من المقاتلين -كما يصفها المحللون الإسرائيليون- عبر تفجير عبوات ناسفة وزرع كمائن مُحكمة في عمق ما يفترض أنه مناطق خاضعة للجيش الإسرائيلي، كشفت عن تحوّل خطير في شكل المعركة خلال الأسابيع الأخيرة يؤدي إلى مقتل العشرات من الجنود. وبحسب محللين٬ يبدو أن الحرب أصبحت أقرب إلى معركة استنزاف ذكية، مرنة، ودموية، تُخاض من بين الأنقاض وتحت الأرض، عبر تفجيرات يعاد تدويرها ونيران مباغتة تنفذها مجموعات صغيرة المقاتلين.
ويبدو أن هجمات خانيونس الأخيرة وهجوم بيت حانون المعقد الأخير٬ والذي استهدف وحدة "نيتسح يهودا" وأوقع نحو 20 جندياً بين قتيل وجريح٬ أصبحت جزءاً من نمط آخذ بالتصاعد، يُظهر كيف أعادت حركة حماس ترتيب صفوفها وتموضعها كتنظيم يدير حرب عصابات مكلفة، وقادر على توجيه عمليات قاتلة في اللحظة والمكان غير المتوقّعين.
على مدى أسابيع، تكرّرت هذه الكمائن٬ عبوات تنفجر عند مرور القوات، نيران كثيفة تنهمر من مواقع خفية، لكن الجديد هو محاولات حماس لاختطاف جنود، وعمليات قتل مباشر من مسافة صفر٬ داخل ما يفترض أنه "مناطق مؤمّنة". وبينما تعلن إسرائيل مقتل قادة ومقاتلين من حماس، تستمر هذه الأخيرة في تجنيد عناصر جدد، وتُثبت يوماً بعد يوم أنها ما زالت تملك زمام المبادرة التكتيكية.
بعد 21 شهراً من الحرب.. كمائن الموت تقلب موازين المعادلة على الأرض
- تقول شبكة CNN الأمريكية إن الكمائن الأخيرة في غزة كانت صادمة للإسرائيليين من حيث القوة المميتة والموقع وأثبتت أن حماس بعد كل الضربات التي تعرضت لها لم تهزم، بل باتت تلجأ إلى تكتيكات حرب العصابات باستخدام القوة المميتة. وتستشهد CNN بكمين بيت حانون الذي وقع ليلة الاثنين 7 يوليو/تموز 2025، حيث انفجرت قنبلة بمجموعة جنود من كتيبة "نيتسح يهودا" المتشددة٬ عبر طريق تستخدمه الدبابات والمركبات المدرعة على بعد ميل واحد من السياج الحدودي بين شمال غزة ومستوطنات الغلاف٬ حيث تم تفجير هذه القنبلة عن بعد.
- هرعت قوات إسرائيلية إضافية لمساعدة الجنود الذين وقعوا في الكمين٬ عندما انفجرت قنبلة ثانية، مُتحكّم بها عن بُعد أيضاً. وعندما انفجرت قنبلة ثالثة بعد لحظات، جاء ذلك مصحوباً بوابل من نيران الأسلحة الصغيرة من خلية تابعة لحماس كانت مختبئة في مكان قريب٬ وهو ما أوقع قوة قوامها 20 جندياً وضابطاً بين قتيل وجريح.
- وقع الهجوم في بيت حانون في الزاوية الشمالية الشرقية لقطاع غزة، والتي يمكن رؤيتها بسهولة من مستوطنة سديروت الإسرائيلية، في منطقة كان من المفترض أن تكون تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية بالكامل. وخلص تحقيق عسكري إسرائيلي إلى أن خلية حماس زرعت القنابل خلال نحو 24 ساعة من الهجوم المعقد٬ وهو ما يُسلّط الضوء على تحوّل حماس نحو أساليب حرب العصابات المميتة بشكل متصاعد٬ رغم مرور 21 شهراً على القتال والإنهاك.
- ولكن حتى في ظلّ ضعفها وإرهاقها، واصلت حماس شنّ هجماتٍ قاتلة ضدّ القوات الإسرائيلية في القطاع. وطوال الحرب، اضطرّت القوات الإسرائيلية للعودة إلى أجزاءٍ من غزة مراتٍ عديدة، مع عودة حماس إلى الظهور في مناطق زعمت "إسرائيل" أنها "طهرتها" من المسلحين. وتُظهر سلسلة الهجمات الأخيرة في بيت حانون وشرق غزة وخانيونس أنّ هدف إسرائيل في القضاء على حماس لا يزال بعيد المنال٬ كما تقول CNN.
- تقول كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إن هجوم بيت حانون وقع "في منطقة ظن الاحتلال أنها آمنة بعد أن لم يترك حجرا على حجر". ووصفت حماس في بيان لها الحرب بأنها "معركة استنزاف" تشنها ضد "إسرائيل"، حيث ستحاول من خلالها ضم المزيد من الجنود إلى قائمة أسراها خلال هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وقالت حماس "حتى لو نجحت إسرائيل بأعجوبة في تحرير جنودها من الجحيم، فإنها قد تفشل لاحقا، مما يترك لنا المزيد من الأسرى".
- يوم الأربعاء، استهدف مسلحون من حماس مركبة هندسة عسكرية إسرائيلية في خانيونس، حيث أطلقوا قذيفة صاروخية وهاجموا المركبة بينما كان سائقها يحاول الفرار، كما يظهر في فيديو الهجوم الذي نشرته حماس. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، حاول المسلحون اختطاف الجندي الذي فر مذعوراً ولم يقاوم، مما أدى إلى مقتله على الفور ومن مسافة صفر٬ وتم اغتنام أسلحته من قبل مقاتلي القسام.
حماس درست تكتيكات الجيش الإسرائيلي بشكل جيد ومخزونها من المقاتلين لا ينضب
- وفقاً لخبراء عسكريين إسرائيليين استشهدت بهم صحيفة الغارديان البريطانية٬ فقد خضع مقاتلو حماس إلى "تحول عسكري" منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حيث انتقلوا من "قوة شبه تقليدية إلى قوة مناسبة لحرب العصابات". وقال جاي أفيعاد، المؤرخ العسكري السابق في جيش الدفاع الإسرائيلي والخبير في شؤون حماس، للصحيفة البريطانية: "إنها ساحة معركة بالغة التعقيد بالنسبة للجيش الإسرائيلي. حماس تستغل كل الأنقاض٬ إنهم خبراء في حرب العصابات، ويقاتلون إسرائيل منذ أكثر من 20 عاماً".
- يقول الإسرائيليون إن مخزون حماس من المقاتلين لا ينضب. ووفقاً لمسؤول إسرائيلي٬ جنّدت حماس مقاتلين جدد على الأرض، مما أدى إلى تعزيز صفوفها. وفي مارس/آذار الماضي، أفادت قناة "كان نيوز" الإسرائيلية العامة بأن حماس جنّدت "المئات" من المقاتلين الجاهزين للقتال والإغارة باستخدام شبكة الأنفاق تحت الأرض٬ وفقًا للجنرال المتقاعد إسرائيل زيف، الرئيس السابق لمديرية العمليات في جيش الدفاع الإسرائيلي.
- يقول زيف لشبكة "سي إن إن"٬ إن حماس كان لديها الوقت الكافي لدراسة كيفية عمل الجيش الإسرائيلي، وهم يستغلون ذلك لصالحهم. وأضاف: "حربهم مبنية على نقاط ضعفنا٬ إنهم لا يدافعون عن أرض الآن، بل يبحثون عن أهداف. إن الضغط على القوى البشرية العسكرية الإسرائيلية سمح لحماس باستغلال نقاط الضعف، حتى في حالتها المنهكة".
- لقد شهدت حماس تحولاً جذرياً خلال الآونة الأخيرة، إذ أصبحت تدير حرب عصابات ضمن خلايا صغيرة. ولديها وفرة من المتفجرات، معظمها من الذخائر التي ألقاها جيش الدفاع الإسرائيلي هناك وتم إعادة تدويرها بشكل جيد. هذه حرب عبوات ناسفة٬ حماس تُنشئ كمائن وتتخذ زمام المبادرة من خلال السيطرة على نقاط ضعف رئيسية، كما قال زيف.
- إن العمل كمجموعات لامركزية مستقلة صعّب على إسرائيل استهداف هيكل قيادي متماسك. في الشهر الماضي، صرّح مسؤول عسكري إسرائيلي لشبكة CNN بأن استهداف ما تبقى من حماس أصبح أكثر صعوبة. وأضاف المسؤول "أصبح من الصعب الآن تحقيق الأهداف التكتيكية للعملية العسكرية في غزة".
- تزعم "إسرائيل" أن حماس استنفدت منذ زمن طويل معظم ترسانتها الصاروخية، ولم تعد قادرة الآن على إطلاق سوى صواريخ متفرقة ذات تأثير شبه معدوم. لكن قدرتها على التنقل بين أنقاض غزة، مسلحة بعبوات ناسفة محلية الصنع مُنتقاة من عشرات الآلاف من الذخائر الإسرائيلية، حوّلت ركام القطاع المحاصر إلى مصدر صمود كبير.
- وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها حماس في جنوب غزة من قبل العصابات المسلحة التي تحميها "إسرائيل"٬ فقد وجدت الجماعة المسلحة طريقة لمواصلة القتال، وفرضت ثمناً مميتاً مع كل أسبوع يمر دون وقف إطلاق النار. وحتى مع استمرار المحادثات في الدوحة وظهور بوادر تقدم، لا يزال وقف إطلاق النار بعيد المنال، إذ لم يتمكن الوسطاء حتى الآن من سد الفجوات الرئيسية بين الجانبين. وصرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن بأن "على حماس إلقاء سلاحها والتخلي عن قدراتها العسكرية والحكومية". لكن حماس لم تظهر أي استعداد لتقديم مثل هذه التنازلات في المفاوضات، والهجمات الأخيرة المميتة هي مؤشر على القوة التي لا تزال تتمتع بها.
المقاومة تكثف جهودها أيضاً لاختطاف جنود جدد من الجيش الإسرائيلي
- في الوقت نفسه٬ يقول مايكل ميلشتاين الأكاديمي من جامعة تل أبيب لصحيفة الغارديان٬ إن حركة حماس قد تزيد من محاولاتها لاختطاف جنود الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. وأضاف رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في جامعة تل أبيب: "لا شك أن حماس ستزيد من محاولاتها لاختطاف رهائن جدد، بما في ذلك جثث جنود قتلى". وحاولت حماس أسر الرقيب أول (احتياط) أبراهام أزولاي في خانيونس٬ لكن ظروف الميدان أفشلت ذلك.
- لكن تركيز حماس على هدف جديد يتمثل في أسر جندي من الجيش الإسرائيلي أثناء العمليات في قطاع غزة قد يوفر للحركة قوة ونفوذاً جديداً كبيرا خلال المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى٬ فضلاً عن التأثير الكبير على الرأي العام في إسرائيل، حسبما أشارت صحيفة الغارديان.
- وقال المحلل السياسي عبد الجواد حمايل المقيم في رام الله لصحيفة "الغارديان": "قد تطلق حماس سراح الأسرى من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، على الأقل في الوقت الحالي ومبادلتهم، لكنها ستحاول أيضاً أسر المزيد من الجنود٬ وبالتالي فهي تشير إلى أن أي اتفاق لن يكون نهاية دائمة للصراع الشامل" .
- فيما أضاف محلل فلسطيني مقيم في قطر، لم يكشف عن اسمه، ومطلع على مناقشات حماس الاستراتيجية: "الأمر لا يقتصر على كسب ورقة رابحة في المفاوضات، بل هو جزء أساسي من المعركة النفسية مع إسرائيل.. تهدف حماس إلى تعزيز مقاتليها وإضعاف معنويات الجنود الإسرائيليين في غزة والمدنيين في إسرائيل". وأضاف: "حماس ربما لا تنشر سوى بضع مئات من المقاتلين في القطاع، لكن هذا يكفي لأغراضها الاستراتيجية٬ وهي حذرة للغاية ودقيقة في استخدام مواردها".
- وتقول صحيفة "إسرائيل هيوم" إن قلق الجيش الإسرائيلي يتزايد بالفعل من احتمالات اختطاف جنود في غزة٬ مشيرة أن حماس ستصعّد جهودها لاختطاف جنود. ووفقًا لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، "تحولت حماس إلى استراتيجية التضحية، حيث أظهرت جرأة أكبر بكثير ودخلت في قتال متلاحم تحاول خطف جنود".
- ونظراً للتقديرات بأن حماس ستكثف محاولات الاختطاف، صدرت تعليمات لقوات الجيش الإسرائيلي بالبقاء حذرين ويقظين٬ كما تقول الصحيفة العبرية. ومن المتوقع أن تسعى حماس لاستغلال أي نقاط ضعف ميدانية. ويُجري الجيش الإسرائيلي بانتظام جلسات استجواب بعد كل حادثة مقتل جنود لاستخلاص الدروس العملياتية ومنع تكرارها. إلا أن تكتيكات كتائب القسام المتطورة طرحت معضلات جديدة للقادة العسكريين.
- إحدى القضايا الرئيسية المطروحة للنقاش لدى قادة الجيش٬ هي إمكانية وكيفية الاستمرار في دخول المنازل الفلسطينية، إذ شملت الحوادث الأخيرة زرع متفجرات في المنازل، مما أدى إلى مقتل الجنود وانهيار هذه المباني عليهم. ومن نقاط الخلاف الأخرى كيفية حماية المركبات المدرعة باستخدام وحدات المشاة. فقد نجح المقاتلون في إتلاف مدرعات الجيش الإسرائيلي بزرع عبوات ناسفة فيها، وبينما يُفترض بقوات المشاة تأمين هذه المركبات، فإنها تُصبح هي نفسها عرضة للخطر عند انتشارها بالقرب منها أو داخلها.
- في نهاية المطاف، ينتظر الجيش الإسرائيلي توجيهات من القيادة السياسية بشأن المرحلة التالية من العمليات في غزة. حيث توشك استراتيجية الجيش الحالية، المسماة "عملية عربات جدعون"، على الانتهاء دون تحقيق أهدافها.
"استمرار مقتل جنودنا يجب أن يدفعنا إلى وقف هذه الحرب"
- يقول الكاتب الإسرائيلي في صحيفة "هآرتس" جيرشون باسكن٬ إن الجنود الإسرائيليين الذين يقتلون على يد حماس في غزة وآخرهم الذين قضوا في كمين بيت حانون٬ "يجب أن يدفع موتهم الإسرائيليين إلى وقف هذه الحرب. هؤلاء لم يمتوا دفاعًا عنا، بل ماتوا دفاعًا عن ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لأن استمرار هذه الحرب ليس له هدف استراتيجي ولا غاية حقيقية".
- ويضيف باكسن أن "مقتل الجنود الإسرائيليين في الكمائن المستمرة كان هباءًا.. إنهم لا يدافعون عن الوطن٬ إنهم لا يحررون شيئًا. إنهم ليسوا شهداء. إنهم مجرد بيادق في لعبة شريرة يلعبها قادة لا يرحمون شعبهم"٫ في إشارة إلى نتنياهو وائتلافه الحاكم. مردفاً: "تستمر الحكومة الإسرائيلية ونتنياهو في المخاطرة بأرواح جنودنا ورهائننا، مع علمهما بأن الغالبية العظمى من الإسرائيليين يريدون انتهاء هذه الحرب فورًا. لا يوجد أي مبرر عسكري استراتيجي لاستمرار الحرب".
- تظهر نتائج استطلاعات الرأي في "إسرائيل" مؤخراً تأييد 75% من الجمهور الإسرائيلي إنهاء الحرب في غزة والأعمال القتالية مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.
- تأتي هذه النتائج بعد أن كشف استطلاع أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي في مايو/أيار الماضي عن انقسامات كبيرة لدى الجمهور الإسرائيلي بشأن غزة٬ حيث يعتقد ما يقرب من نصف الإسرائيليين أن عملية جيش الاحتلال الإسرائيلي الأخيرة، "عربات جدعون"، ستفشل في تحقيق أهداف إسرائيل المتمثلة في تدمير حماس أو استعادة الرهائن، أكثر من أولئك الذين يعتقدون أنها ستحقق أياً من الهدفين.
- وتقول صحيفة هآرتس" إنه من المنطقي أن معظم الإسرائيليين غير مقتنعين بنجاح هذه العملية بعد أن فشلت العمليات السابقة في غزة في تحقيق نفس الأهداف، بدءاً من اجتياح رفح في أبريل/نيسان 2024 ووصولاً إلى "خطة الجنرالات" أواخر عام 2024، التي نصت على حصار شامل لشمال القطاع وطرد السكان٬ وهي خطة لم يُعترف بها رسمياً قط، ولكنها نُفذت بحكم الأمر الواقع لفترة في غزة وتسببت بقتل آلاف الفلسطينيين.
- وتعزو الصحيفة سبب ارتفاع نسبة إنهاء القتال في غزة بين الإسرائيليين أن الحرب في غزة استمرت لفترة أطول مما ينبغي، وتكبد الجيش الإسرائيلي الكثير من الجنود٬ على عكس الاستطلاعات التي أجريت بعد أيام قليلة من بدء الحرب والتي عكست حالة من النشوة المبكرة والرغبة بالاستمرار بالقتال.