“إسرائيل” تخشى استنزافها وحدها.. ما خيارات إيران للرد على القصف الأمريكي لمفاعلاتها النووية؟

تم النشر: 2025/06/23 الساعة 14:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/06/23 الساعة 14:35 بتوقيت غرينتش
الحرب بين إسرائيل وإيران - تعبيرية: عربي بوست

على مدار 46 عاماً من قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد سقوط نظام الشاه حليف الأمريكيين٬ كانت العلاقة بين طهران وواشنطن متوترة على الدوام تخللها عقوبات أمريكية متصاعدة وقطيعة طويلة وتهديد ووعيد متبادل٬ لكن الذي حدث فجر الأحد 22 يونيو/حزيران 2025 كان غير مسبوق في العلاقة٬ حيث شنت الإدارة الأمريكية ولأول مرة هجوماً عسكرياً في قلب إيران٬ شمل استخدام صواريخ كروز وقنابل ضخمة خارقة للتحصينات بهدف تدمير المفاعلات النووية الإيرانية٬ وتحديداً منشآت فوردو وأصفهان ونطنز. 

أشار وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى أن الولايات المتحدة بهجومها تجاوزت "خطًا أحمر كبيراً"٬ فيما دعا مسؤولين إيرانيين آخرين إلى استهداف المصالح الأمريكية أو حتى الذهاب بالفعل لأقصاه وإغلاق مضيق هرمز.

وبعد هذه الضربة المباشرة -التي تمنتها إسرائيل منذ وقت طويل- تدخل الأزمة بين طهران وواشنطن طوراً جديداً أشد خطورة وتعقيداً، يُعيد إلى الأذهان سيناريوهات "الحروب الأبدية" التي طالما وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتجنبها. وبينما يحتفي ترامب بـ"النجاح الكبير" للعملية العسكرية، أصبحت إيران أمام واقع جيوسياسي وعسكري معقد٬ وذات خيارات مفتوحة. فهل تختار الرد العاجل، أم الانتقام المؤجل والتركيز الآن على توجيه ضربات موجعة لـ"إسرائيل"؟ 

ما خيارات إيران للرد على الاستهداف الأمريكي لمفاعلاتها النووية؟

  • رغم تعرض قدرات إيران الرادعة لضربات موجعة٬ من تعرض منشآتها النووية ومواقع إطلاق صواريخ بعيدة المدى إلى قصف٬ وكذاك استنزاف حلفائها في المنطقة مثل حزب الله٬ لا تزال طهران تملك أوراقاً للرد على الأمريكيين، تتراوح بين الهجمات غير المتكافئة عبر الجماعات المسلحة الحليفة لها في العراق ولبنان واليمن، واستهداف القواعد والمصالح الأميركية في المنطقة، وصولاً إلى السيناريو الأشد تعقيداً: إغلاق مضيق هرمز، ممر الطاقة العالمي.
  • تقول صحيفة الغارديان البريطانية٬ إن إيران سعت دون جدوى إلى ردع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الانضمام إلى الحملة الجوية الإسرائيلية من خلال إطلاق تهديدات شديدة بالانتقام، لكن خياراتها الآن أصبحت محدودة ومحفوفة بالمخاطر.
  • وصرح مسؤولون إيرانيون بأن السفن والقواعد العسكرية الأمريكية ستُستهدف، لكن الضربات الإسرائيلية ربما أضعفت قدرتها التي اعتمدت عليها كرادع خلال الأيام القليلة الماضية. مع ذلك، ركزت تلك الضربات على منصات إطلاق الصواريخ الباليستية بعيدة المدى. ولا تزال إيران تمتلك ترسانة هائلة من الصواريخ والطائرات المسيرة قصيرة المدى.
الهجوم الأمريكي على إيران
رحبت الأوساط السياسية والحزبية والأمنية بالهجوم الأمريكي الذي استهدف المنشآت النووية في إيران (رويترز)
  • تقول واشنطن إنها اتخذت احتياطات خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث قامت بتوزيع وجودها البحري في المنطقة وتعزيز الدفاعات الجوية، في محاولة لضمان أن تصبح هدفًا صعبًا قدر الإمكان. وعلاوة على ذلك، حذر ترامب من مشاركة الولايات المتحدة على نطاق أوسع في حرب إسرائيل إذا حاولت إيران الرد، وفي الأيام الأخيرة اقترح أن يكون أحد أهداف القاذفات الأميركية هو المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
  • ومن الممكن أن تتصاعد هذه التحركات إلى صراع أوسع نطاقا وأطول أمدا مما يتصوره ترامب، مما يعيد إلى الأذهان "الحروب الأبدية" التي خاضتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، والتي سخر منها ترامب ووصفها بأنها "غبية" ووعد بعدم الانجرار إلى مثلها.
  • وقال آرون ديفيد ميلر، وهو مفاوض سابق في شؤون الشرق الأوسط بإدارات من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة٬ لوكالة رويترز: "الإيرانيون أصبحوا ضعفاء وتدهورت قدراتهم العسكرية… لكن لديهم كل أنواع السبل غير المتكافئة التي يمكنهم الرد بها…. لن ينتهي هذا الأمر سريعاً".

القواعد الأمريكية "هدف رئيسي".. وهذا ما تخشاه واشنطن

  • يقول عالم السياسة والخبير في شؤون الأمن الدولي كولن كلارك في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية٬ إن الهدف الأول والأكثر وضوحاً لإيران هو القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، حيث يتمركز عشرات الآلاف من الجنود. وتمتلك الولايات المتحدة منشآت عسكرية في تسعة عشر موقعاً على الأقل في أنحاء الشرق الأوسط، ثمانية منها دائمة ورئيسية. حيث تحتفظ بقواعد أو مواقع عسكرية في البحرين والعراق والأردن وقطر وسوريا والإمارات العربية المتحدة. 
  • كما أن السفارات والمجمعات الدبلوماسية والمصالح الأمريكية الأخرى كلها أهداف محتملة. وبحسب كلارك قد تتعرض بعض هذه المواقع لهجمات صاروخية إيرانية، وفي حالات أخرى، قد يبادر حلفاء إيران – سواء الحوثيون في اليمن أو الميليشيات الشيعية في العراق – إلى ذلك. وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرات سفر للمواطنين الأمريكيين في إسرائيل، ودعت سفارتاها في العراق ولبنان إلى مغادرة جميع الموظفين الأمريكيين غير الأساسيين.
  • بحسب كلارك٬ أخطر تهديد في العراق هو الشبكة المحيطة بكتائب حزب الله، وهي ميليشيا شيعية مدعومة من إيران هاجمت قواعد أمريكية في السنوات الأخيرة، وقد تكرر ذلك. وأصدر الأمين العام لكتائب حزب الله، أبو حسين الحميداوي، بيانًا الأسبوع الماضي حذّر فيه من أنه "إذا تدخلت أمريكا في الحرب، فسنتحرك مباشرةً ضد مصالحها وقواعدها المنتشرة في المنطقة دون تردد".
  • وتقول صحيفة الغارديان٬ إن سلاح إيران الرئيسي الذي يثير قلق واشنطن٬ هو شبكة تحالفاتها مع الإقليمية هذه٬ رغم أنها استنزفت وتعرضت لضربات موجعة من تل أبيب وواشنطن. حيث تزعم "إسرائيل" تدمير ترسانة حزب الله الصاروخية العام الماضي٬ لكن من المؤكد أن حزب الله اللبناني لا يزال قادر على تهديد إسرائيل. 
  • وكان الحوثيون في اليمن قد اتفقوا على وقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة في مايو/أيار، لكنهم حذروا من أنهم سيعتبرون الهدنة منتهكة إذا قرر ترامب المشاركة في هجمات على إيران، وسوف يستهدفون السفن الأميركية في البحر الأحمر، وهو أمر فعله الحوثيون بنتائج متباينة في الماضي.

إغلاق وتفخيخ مضيق هرمز.. ورقة تصعيد كبيرة تملكها طهران

  • تملك إيران أيضاً خيار مهاجمة الشحن، مع الخيار النهائي المتمثل في استخدام الألغام، أو إغراق السفن، أو إصدار تهديدات موثوقة بإغلاق مضيق هرمز، وهو بوابة ضيقة إلى الخليج الفارسي يبلغ عرضه 55 كيلومتراً فقط في بعض الأماكن، والذي يمر عبره أكثر من خمس إمدادات النفط العالمية ، و20 مليون برميل، ومعظم الغاز المسال، كل يوم.
  • ودعا سياسيون إيرانيون إلى إغلاق المضيق خلال الأيام القليلة الماضية. ويتمتع هذا الإجراء بميزة كونه وسيلةً لفرض تكلفة مباشرة على ترامب، إذ سيؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط، مع تأثير تضخمي شبه فوري في الولايات المتحدة قبل انتخابات الكونغرس العام المقبل. ولكنه سيُمثل أيضًا ضرراً اقتصادياً ذاتياً فادحاً٬ حيث يستخدم النفط الإيراني نفس المنفذ، وإغلاق مضيق هرمز يُهدد بدفع دول الخليج العربية، التي انتقدت بشدة الهجوم الإسرائيلي، إلى التصعيد وطلب التدخل الأمريكي لحماية مصالحها.
مضيق هرمز
عنصرا مارينز أمريكيان يراقبان زوارق سريعة إيرانية في مضيق هرمز، الخليج العربي/ أرشيفية (رويترز)
  • ويقول الكاتب في "نيويورك تايمز" كولن كلارك٬ قد تجد دول الخليج العربي نفسها أيضاً في مرمى نيران إيران، كما حدث في سبتمبر/أيلول 2019، عندما أطلق الحوثيون، في خضم تصاعد التوترات الأمريكية الإيرانية، طائرات مسيرة على منشأتين نفطيتين في المملكة العربية السعودية. وتعرضت ناقلات نفط قبالة سواحل الإمارات العربية المتحدة لهجمات قبل أشهر قليلة من تلك الهجمات. ومن شأن الهجمات على ناقلات النفط والشحن التجاري أن تُعيق حركة نقل الطاقة العالمية وتُزعزع استقرار الأسواق العالمية.

استهداف المصالح الأمريكية والإسرائيلية خارج الشرق الأوسط

  • في الوقت نفسه٬ ورغم تراجع قوة جماعات محور المقاومة بفعل الضربات المركزة من الأمريكيين والإسرائيليين، لا تزال تحتفظ هذه التنظيمات ببعض القدرات العسكرية خارج المنطقة. والآن، بعد أن أصبحت الولايات المتحدة منخرطة بشكل مباشر في الصراع مع إيران، يمكن لطهران تفعيل هذه الشبكة لشن هجمات في الغرب وأمريكا اللاتينية وإفريقيا وغيرها من المناطق.
  • وشنّ حزب الله هجماتٍ في الماضي على أهدافٍ في أمريكا اللاتينية وأوروبا، انتقامًا لهجماتٍ استهدفت أفراده، ولدعم المصالح الإيرانية. في أوائل التسعينيات، أسفرت تفجيرات حزب الله لمؤسساتٍ إسرائيلية ويهودية في الأرجنتين عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة المئات. كما أسفر تفجير حافلةٍ في بورغاس، بلغاريا، عام 2012، وهو أيضًا هجومٌ نفّذه حزب الله، عن مقتل خمسة سياح إسرائيليين. كما نفذت إيران ووكلاؤها عمليات مراقبةٍ ضد أهدافٍ يهودية في قبرص والهند ونيجيريا بهدف استهدافها قبل انكشاف مخططاتها.
  • في السنوات الأخيرة، تم القبض على عملاء حزب الله في الولايات المتحدة. في عام 2017، تم القبض على رجلين ووجهت إليهما تهمة مراقبة أهداف محتملة لحزب الله في البلاد، بما في ذلك المنشآت العسكرية ومنشآت إنفاذ القانون في مدينة نيويورك. وفي مايو 2023، حُكم على أحد سكان نيوجيرسي بالسجن لمدة 12 عامًا لتلقيه تدريبًا عسكريًا من حزب الله أثناء استطلاع قائمة طويلة من الأهداف المحتملة. لم تنفذ المجموعة هجوماً ناجحاً في الولايات المتحدة. لكن إيران متورطة في العديد من محاولات الاغتيال ضد كبار مسؤولي الأمن القومي الأمريكيين على مر السنين، بمن فيهم جون بولتون ومايك بومبيو والرئيس ترامب٬ بحسب ما يقوله الباحث الأمريكي كولن كلارك.
  • وعلى الرغم من أن التهديد المتمثل في وقوع هجوم مسلح داخل أمريكا أقل خطورة نسبياً، فقد خصص مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كاش باتيل المزيد من الموارد لمراقبة إمكانية وجود خلايا نائمة محلية مرتبطة بحزب الله في الأيام الأخيرة. وفي العمليات التقليدية، قد تُهيمن الولايات المتحدة وإسرائيل عسكرياً على إيران. وقد تغلغلت الاستخبارات الإسرائيلية في البلاد٬ كما يتضح من الاغتيالات المُستهدفة لعلماء نوويين إيرانيين، وقادة في الحرس الثوري الإسلامي، وأعضاء رفيعي المستوى في المؤسسة الأمنية والعسكرية الإيرانية.
  • لكن تعكس العمليات غير المتكافئة والهجمات التفجيرية الميزة النسبية لإيران، والتي يعود تاريخها إلى هجوم عام ١٩٨٣ على ثكنات مشاة البحرية الأمريكية في لبنان، عندما قتل ٢٤١ جنديًا أمريكيًا باستخدام سيارة مفخخة نفذها أحد أعضاء حزب الله. وكان تفجير أبراج الخبر في المملكة العربية السعودية عام ١٩٩٦، والذي نُسب إلى إيران، وأصاب قاعدة عسكرية أمريكية، وأسفر عن مقتل ١٩ طياراً أمريكياً وإصابة ما يقرب من ٥٠٠ شخص آخر، بمثابة تذكير بقدرة طهران على استخدام خلايا نائمة في دول أجنبية لشن هجمات معقدة، بما في ذلك التفجيرات والعمليات الانتحارية.

تأجيل الرد على أمريكا والتركيز على "إسرائيل" هو ما تخشاه تل أبيب

  • لتجنب إقحام المزيد من الخصوم في الصراع أو دعوة الولايات المتحدة لشن حملة قصف شاملة، قد تقرر طهران الانتقام لاحقاً من الأمريكيين والتركيز الآن على استهداف تل أبيب. وفي الماضي، أجّلت طهران ردها على الهجمات الخارجية٬ وقد ألمح وزير الخارجية، سيد عباس عراقجي، إلى رد مفتوح كهذا عندما قال يوم الأحد إن "قرار ترامب بمهاجمتنا ستكون له عواقب وخيمة".
  • وبالفعل٬ ردت طهران على الهجمات الأمريكية يومي الأحد والإثنين بإطلاق دفعات من الصواريخ والطائرات المسيرة على مناطق عديدة في "إسرائيل" أسفرت عن إصابة عشرات الإسرائيليين وإيقاع دمار ببعض المباني والمنشآت. وبذلك بدا أن الرد الإيراني الفعلي يستهدف بالمقام الأول إسرائيل، بينما لم تعلن طهران عن أي ضربات مباشرة ضد قواعد أمريكية أو مصالح النفط العالمية حتى الآن.
دمار في تل أبيب بسبب القصف الصاروخي الإيراني بعيد هجوم أمريكي على مفاعلات نووية إيرانية – رويترز
  • ويثير تركيز طهران -حتى الآن- بالرد على الضربات الأمريكية على "إسرائيل" فقط قلق المسؤولين والأجهزة الأمنية. ويقول المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، إن القلق الأساسي في إسرائيل هو أن تمتنع إيران عن الرد على الهجوم الأميركي ضدها، وتركز استهدافها على إسرائيل على شكل حرب استنزاف، خاصة وأن "الحركة في إسرائيل مشلولة، منذ 10 أيام، وليس واضحاً ما هي المدة التي بمقدورها الاستمرار على هذا الحال٬ فيما ستتآكل إنجازاتها مع مرور الوقت، ويتوقع أن تتفاقم الأضرار الاقتصادية والمادية٬ بما في ذلك استنزاف مخزون الصواريخ الاعتراضية".
  • وأضاف ليمور أن الرأي السائد في جهاز الأمن الإسرائيلي هو أنه "يجب استغلال نقطة الذروة الحالية من أجل تقييد إيران باتفاق (نووي) صارم، وإلى جانبه عقوبات مشددة، تشمل القضية النووية وصنع الصواريخ ونشر الإرهاب. وفي موازاة ذلك، بإمكان إسرائيل التقدم، وهو ما يأملونه في واشنطن أيضا، نحو توسيع اتفاقيات أبراهام في الطريق إلى إبرام تحالفات عسكرية وسياسية واقتصادية إقليمية قوية، وتضع مصاعب أمام ترميم قدرات إيران"٬ على حد تعبيره.
  • وفيما يتحدثون في "إسرائيل" علناً عن سيناريو يشمل "استسلاماً إيرانياً"، أفاد ليمور بأن المسؤولين الإسرائيليين في المحادثات المغلقة٬ يأملون بتعميق التدخل الأميركي وأن يقود ذلك إلى إسقاط النظام الإيراني.
  • من جانبه، رأى المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، أن على إسرائيل مطالبة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بأن "يفرض على إيران وعلينا وقف إطلاق نار. وليس بعد أسبوعين أو شهر، وإنما الآن، لأننا وصلنا إلى النقطة التي بعدها ستتراجع الإنجازات والأثمان المحتملة سترتفع".
  • وأضاف برنياع أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أقنع ترامب بمهاجمة إيران، لكن "نتنياهو تمكن من إدخالنا إلى إيران، لكن ثمة شكا إذا كان سيتمكن من إخراجنا من هناك. ومثلما في غزة، يواجه نتنياهو صعوبة في إنهاء الحرب، وبإمكان ترامب فقط تنفيذ ذلك".
  • بدوره، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية، أمس، "دفع قدما أهداف الحرب الإسرائيلية بقدر كبير. وسيحاول ترامب بيع الجمهور الأميركي سردية بموجبها أن هذه خطوة لمرة واحدة. لكن هذا مشروط بنتائج القصف الأميركي وبالرد الإيراني أيضا".
  • وأضاف هرئيل أن هناك ثلاثة سيناريوهات بالنسبة لإسرائيل: "اتفاق أميركي مع إيران يضطرها إلى تقديم تنازلات كبيرة في برنامجها النووي وتسلحها بصواريخ طويلة المدى وتسليح المنظمات الإرهابية في المنطقة؛ معادلة 'الهدوء مقابل الهدوء' التي تهدف إلى ردع النظام الإيراني لفترة طويلة؛ تطرف إيراني متعمد ويثير غضب ترامب لدرجة تطور حرب إقليمية التي من شأنها أن تنتهي بإسقاط النظام… وهذا هدف طموح، ومغامرة التي ورطت حتى الآن الأميركيين في دول كثيرة".
  • واعتبر الكاتب الإسرائيلي أن "النجاح العسكري المثير للإعجاب في إيران ينبغي أن يترجم قريبا إلى تسوية سياسية، تفرض على النظام انصياع صارم لتعليمات المجتمع الدولي وتزيل الخطر النووي والصاروخي عن إسرائيل والمنطقة. لكن الانشغال بإيران لا يحرر إسرائيل من الضرورة الملحة لحل مشكلتها الأخرى المشتعلة، وهي قطاع غزة. فالحرب ضد حماس مستمرة وتواصل إسقاط ضحايا، بدون نجاح قريب في الأفق"٬ بحسب تعبيره.
تحميل المزيد