في لقاء حواري تُختصر فيه أشياء كثيرة عن نظرة الإمبراطورية الأمريكية لشرق الأوسط، سأل المذيع تاكر كارلسون ضيفه السيناتور الجمهوري تيد كروز: "كم عدد سكان إيران بالمناسبة؟" أجابه كروز، بغرور الجاهل: "لا أعرف.. لا أعرف إطلاقاً." ذهل كارلسون: ــ "أنت لا تعرف عدد سكان البلد الذي تسعى للإطاحة به؟!" لم يتراجع تيد، بل قاطعه وقال له: "لماذا يعدُّ مهمًّا؟ سواء كانوا 90 أو 80 أو 100، ما الفرق؟"
هكذا، بوقاحة، ينادي سيناتور جمهوري بتدمير مصير أمة كاملة، دون حتى أن يعرف عنها أقل الأشياء، فهو لا يراها إلا مجرد مساحة على الخريطة وهدفاً على شاشة المقاتلات الأمريكية.
استمر الحوار كاشفاً: كارلسون يسأل عن التركيبة العرقية، وكروز يرد بردود سطحية متلعثمة عن "الفرس والشيعة"، وكأن إيران، بتعقيدها التاريخي والسكاني، مجرد بند في تقرير استخباراتي لم يُقرأ جيداً.
سرعان ما تحوّل النقاش إلى ما يشبه تحريضاً لاهوتياً مغلفاً بالجهل؛ إذ برر كروز دعمه لإسرائيل بقوله: "لقد تعلمت من الكتاب المقدس، أولئك الذين يباركون إسرائيل سيباركون، وأولئك الذين يلعنون إسرائيل سيلعنون." وأضاف: "من وجهة نظري، أريد أن أكون مباركاً."
لكن سرعان ما فاجأه كارلسون بسؤال مباشر عن هذا الاقتباس الديني، ليتبيّن أن كروز لا يعرف حتى موضع النص، ولا سياقه، ولا حتى مصدره بدقة. تساءل باستغراب: كيف يُبنى موقف سياسي على اقتباس ديني غير مدرك؟ وكيف تُدار السياسة الخارجية بمنطق النبوءات والتبريكات؟
وفي لحظة إحراج لسيناتور آخر، أشار كارلسون إلى علاقة كروز الوثيقة بلجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC)، متسائلًا: لماذا لا تُصنّف كلوبيًا أجنبيًا، رغم تأثيرها العميق في قرارات الحرب والسلم؟ هنا، لم يجد كروز سوى الهروب إلى الهجوم، متهمًا كارلسون بـ"الهوس بإسرائيل"، وكأن السؤال في ذاته فعل عداء!
هذا "النقاش"، إن جاز وصفه بذلك، لا يكشف مجرد جهلٍ فردي، بل يوضح كيف تنظر الإمبراطورية للشرق الأوسط: بين من يريد الحرب فقط طاعةً لقادة إسرائيل، لا لمصلحة بلاده ولا لحسابات مدروسة، ومن يعارضها لا حبًّا في العدالة ولا لشعوب المنطقة، بل خوفاً من فشل مشروعه القومي، لأن جثث "آلاف الجنود الأمريكيين" في توابيت قد لا تحرك ضمير البعض، لكنها حتماً تحرّك صناديق الاقتراع.
في هذا التقرير سنحاول توضيح كيف يضغط الاحتلال الإسرائيلي على الولايات المتحدة لشنّ حرب على إيران، وما الذي يدفع بعض الأصوات الأمريكية إلى رفض هذا الانجرار؟
ضغوطات إسرائيل
قال البيت الأبيض اليوم الخميس، إن الرئيس دونالد ترامب سيتخذ قراراً خلال الأسبوعين المقبلين بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل بجانب الاحتلال الإسرائيلي لضرب إيران. وأحجمت ليفيت عن الإفصاح عما إذا كان ترامب سيطلب تفويضا من الكونغرس لشن أي ضربات على إيران.
في هذا السياق، أشارت تقارير عديدة إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بينامين نتنياهو المطلوب دولياً بتهم جرائم في غزة، يضغط بكل الطرق من أجل جلب أمريكا لمشاركته في العدوان على إيران لتحقيق طموحاته التوسعية، حتى ولو عبر بوابات التوسل الديني والتحريض اللاهوتي. ويبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستقبل هذا الضغط بصدر رحب.
ففي رسالة نشرها ترامب على منصته "تروث سوشيال"، تلقاها من السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي، والذي يدعو ترامب للمشاركة في عدوان إسرائيل على المنطقة بوصفها مشيئة إلهية، إذ كتب هاكابي، وهو قسيس وسياسي جمهوري مخضرم: "السيد الرئيس، لقد نجاك الله (من محاولة الاغتيال) في بتلر، بنسلفانيا، لتكون أكثر رئيس تأثيراً خلال قرن، وربما في التاريخ كله. القرارات التي تقع على عاتقك لا أود أن يتخذها أي شخص آخر."
وأضاف: "هناك أصوات عديدة تتحدث إليك يا سيدي، لكن هناك صوتاً واحداً فقط يهم: صوته هو (الله)."
وتابع السفير الأمريكي قائلاً: "لم يكن هناك رئيس في حياتي في وضع مماثل لوضعك. ليس منذ (هاري) ترومان عام 1945. أنا لا أتواصل لأقنعك، بل لأشجعك فقط. أؤمن أنك ستسمع صوتاً من السماء، وذلك الصوت أهم بكثير من صوتي أو صوت أي أحد آخر." وختم بتكثيف رمزي لا يخلو من النبوءة السياسية: "أنت لم تسعَ إلى هذه اللحظة.. هذه اللحظة هي التي سعت إليك!"
بجانب ذلك، أشار تقرير مشترك نُشر في موقع The American Prospect، بالتعاون مع Drop Site News، عن ضغوط مكثفة يمارسها اللوبي المؤيد لإسرائيل، AIPAC، للضغط على نواب من الحزب الديمقراطي، لحثهم على إصدار بيانات دعم صريح لإسرائيل في حربها ضد إيران، وذلك في الوقت الذي يعمل فيه مشرّعون من كلا الحزبين على صياغة قرار استنادًا إلى "قانون سلطات الحرب"، يهدف إلى منع استخدام القوات أو التمويل الأمريكي في صراع جديد بالشرق الأوسط.

وبحسب التقرير، تعرض أحد النواب لمئة اتصال من شخصيات مرتبطة بـ AIPAC ومجموعات ضغط حليفة، في إطار حملة تهدف إلى دفع الديمقراطيين لتبني لغة صارمة ضد إيران، والتبرؤ من أي مواقف دبلوماسية أكثر اعتدالاً، كما تفعل منظمة J Street، وهي جماعة ضغط مؤيدة لإسرائيل، تدعو إلى الحلول التفاوضية دون التخلي عن دعم إسرائيل. وقد شنت AIPAC حملة تشهير علنية ضد J Street، واتهمتها بأنها "ليست مؤيدة لإسرائيل"، في رد على بيانات دعت إلى الدبلوماسية.
وقال أحد مساعدي أعضاء الكونغرس الديمقراطيين: "هم قلقون من أن يبدأ أعضاء الكونغرس في التحول نحو J Street ويحاولون إحباط ذلك قبل أن يحدث." لذلك، كثف أعضاء الـ AIPAC الإتصالات، لكنه لم يشمل الجميع، حيث تضم أسماء معروفة سبق لها أن دعمت سياسات إسرائيل منذ زمن، مثل النواب تيد ليو وبراد شيرمان من كاليفورنيا، وديبي واسرمان شولتز ولويس فرانكل من فلوريدا، فضلًا عن أعضاء من "كتلة حل المشكلات" و"الديمقراطيين الجدد" مثل جوش غوتهايمر (نيوجيرسي) وبراد شنايدر (إلينوي). لكن اللافت هو أن هذه الكتلة تضم أيضًا نوابًا جدُدًا وأعضاء من ولايات متأرجحة— وهم تحديدًا النوع من السياسيين الذين يعتمدون في بقائهم السياسي على التبرعات الانتخابية الكبيرة من جهات مثل AIPAC.
ويبدو أن حالة الاستنفار التي تظهرها AIPAC تعود إلى مستوى المعارضة غير المتوقع بين بعض الديمقراطيين في الكونغرس، إزاء الهجمات الإسرائيلية على إيران، بحسب التقرير.
بالإضافة إلى ذلك، هناك معارضة متزايدة داخل الولايات المتحدة لفكرة الدفع نحو حرب جديدة في الشرق الأوسط، إذ يرى العديد من الساسة والخبراء أن هذا المسار لا يخدم المصالح الأمريكية، بل قد يجرّ البلاد إلى مستنقع جديد مكلف وغير محسوب العواقب.
لماذا يعارض بعض الساسة وحلفاء ترامب العدوان على إيران؟
يرى الأكاديمي بول آر بيلار، الذي عمل في وكالة الاستخبارات الأميركية لمدة 28 عاماً، أن الانضمام إلى العدوان الإسرائيلي على إيران من شأنه أن يضر بالمصالح الأميركية والأمن الدولي، وليس تعزيزهما.
إذ لا يرى بيلار في البرنامج النووي الإيراني السبب الحقيقي للحرب، بل يعتبر أن "القضية النووية لم تكن الدافع الرئيسي وراء هجوم إسرائيل"، مشيرًا إلى أن ما يحرك إسرائيل هو "دوافع خاصة بها لا تشاركها الولايات المتحدة، بما في ذلك تخريب الدبلوماسية الأمريكية مع إيران". ومن بين تلك الدوافع أيضًا، كما يوضح، صرف أنظار العالم عن واقع الاحتلال: "صرف انتباه الولايات المتحدة، بل وباقي العالم، عما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين."
وأشار، في مقال له على مجلة "Responsible Statecraft"، إلى أن الحرب، سواء بمشاركة الولايات المتحدة أم لا، لن تُقلل من احتمالية امتلاك إيران لسلاح نووي، بل قد تزيدها. ويشرح أن الضرر الذي ألحقته إسرائيل بالمنشآت النووية الإيرانية، حتى لو أضافت الولايات المتحدة إليه باستخدام قنابل زنة 30 ألف رطل لتحويل منشأة التخصيب الجوفية في فوردو إلى حفرة، يُعيق البرنامج النووي الإيراني لكنه لا يقضي عليه.
موضحًا أن ذلك لا يُلغي قدرة إيران على صنع سلاح نووي إذا اختارت ذلك. يمكن إعادة بناء سلاسل أجهزة الطرد المركزي، والمعرفة المتخصصة ذات الصلة في إيران لا تقتصر على العلماء الذين اغتالتهم إسرائيل خلال الأسبوع الماضي.
أما فيما يتعلق بتغيير النظام، فإن أول ما يجب تذكره هو مدى بؤس سجل الولايات المتحدة في تغيير الأنظمة في الشرق الأوسط، عند النظر ليس فقط إلى التغيير نفسه، بل إلى الأحداث اللاحقة التي نجمت عنه. ومن أبرز الأمثلة على ذلك الحرب الهجومية التي أطاحت بنظام صدام حسين في العراق، وهي مستنقع دام ثماني سنوات تسبب في سقوط آلاف من الجنود الأمريكيين.
وفيما يواصل البيت الأبيض الادعاء بأن الرئيس دونالد ترامب "لم يحسم موقفه بعد" من التدخل العسكري إلى جانب إسرائيل، بدأ الغضب يتصاعد داخل معسكره الأيديولوجي. ليس حبًا في السلام، بل وفاءً لعقيدة "أميركا أولاً"، ومبدأ: "دع إسرائيل تخوض حربها الخاصة". فبالنسبة لبعض هؤلاء، لا تصب الحرب مع إيران في مصلحة الولايات المتحدة، بل تمثل خيانة لمبدأ "أميركا أولاً"، كما وصفه الكاتب الأمريكي وال دوغ باندو، الذي عمل سابقًا مساعدًا خاصًا للرئيس رونالد ريغان، في مقال نشره في مجلة "The American Conservative" المحافظة، قدّم فيه نقدًا لاذعًا للهجوم الإسرائيلي على إيران، واعتبر أنه ألحق ضررًا سياسيًا كبيرًا بالإدارة الأمريكية، بقدر ما ألحق دمارًا ماديًا بطهران.

إذ يرى دوغ في مقاله أن الهجوم الإسرائيلي –بالتواطؤ مع ترامب من خلال مشاركته في حملة تضليل إعلامي سبقت الضربة– لم يعطل البرنامج النووي الإيراني كما كان مأمولًا، بل أدى إلى نتائج عكسية، أبرزها تقويض الدبلوماسية، بل وعزز قناعة الإيرانيين، بما فيهم معارضو النظام، بأن امتلاك سلاح نووي ضرورة ردعية، وساهم في توحيد الإيرانيين خلف نظامهم. ويرى دوغ أن الهجوم مثال آخر على تهور التحالف الأمريكي الإسرائيلي في الشرق الأوسط، وأن انهيار النظام الإيراني، رغم ما يبدو من جاذبيته النظرية، لن يفضي على الأرجح إلى ديمقراطية ليبرالية، بل إلى فوضى أكثر تطرفًا.
فكما يحذّر جوناثان بانكوف من المجلس الأطلسي، قد يخلف الجمهورية الإسلامية نظامًا تهيمن عليه الحرس الثوري، أكثر تشددًا وعداءً للاحتلال، مما ينذر بحرب مفتوحة ودائمة مع إسرائيل.
ويرى باندو أن انجرار ترامب وراء نتنياهو لا يستند إلى مبررات واقعية، بل يمثّل انحرافًا فاضحًا عن شعاراته الأصلية ومبدأ "أميركا أولاً"، وتعهداته بإنهاء الحروب لا إشعالها. ويستشهد باندو برأي عدد من المراقبين الذين يرفضون الرواية الإسرائيلية بشأن وجود "خطر وشيك"، ويشير إلى شهادة تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية في إدارة ترامب، والتي أكدت في مارس/آذار أن وكالات الاستخبارات "تواصل تقييم أن إيران لا تصنع سلاحًا نوويًا، وأن المرشد الأعلى [آية الله علي] خامنئي لم يأذن ببرنامج الأسلحة النووية الذي علقه في عام 2003."
بهذا المسار، يبدو ترامب وكأنه يبتعد أكثر فأكثر عن وعوده الانتخابية، ويتجه نحو التورط في حرب جديدة في الشرق الأوسط، تُناقض تمامًا الخطاب الذي حمله إلى البيت الأبيض.
وبدا الانزعاج داخل معسكره أكثر وضوحًا، فقد اهتزت علاقاته بثلاثة من أبرز حلفائه في تيار "أميركا أولاً". فالإعلامي تاكر كارلسون، الذي يُعتبر أحد أقرب المقربين من ترامب، شنّ هجومًا مفاجئًا عليه، متهمًا إياه بالسعي للمشاركة في حرب لا مبرر لها، وقال إن هذا الخيار الذي قد يؤدي فقط إلى سقوط "الآلاف" من الأميركيين في الشرق الأوسط، يرقى إلى "خيانة عميقة" لقاعدته الشعبية.
وانضم إلى هذا الرفض ستيف بانون، أحد أبرز مهندسي الخطاب الشعبوي لترامب، الذي تولى إدارة حملته الرئاسية الأولى عام 2016، وأسهم في صياغة رؤيتها القائمة على القومية الاقتصادية والتشدد في ملف الهجرة.
I support Israel as a sovereign nation fully.
— STEVE BANNON 🇺🇸 (@Stevebannon_sk) June 16, 2025
But when they make unilateral moves assuming America will fight their battles, that's when it gets dangerous.
We must make decisions that put America first. pic.twitter.com/5Taq8ND1Kt
وبعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض، عُيِّن بانون كبير مستشاريه للشؤون الاستراتيجية، وقد وصفته وسائل الإعلام الأمريكية آنذاك بأنه "القوة الأيديولوجية" الكامنة خلف أكثر قرارات الإدارة إثارة للجدل.
ظل بانون من أبرز المروجين لمزاعم ترامب حول تزوير انتخابات 2020، وواجه لاحقًا اتهامات بازدراء الكونغرس لرفضه التعاون مع لجنة تحقيق اقتحام الكابيتول في 6 يناير، ما أدى إلى سجنه عدة أشهر. بالإضافة إلى أنه أحد أكبر الداعين لترشيح ترامب لولاية ثالثة، رغم تعارض ذلك مع نص الدستور.
لكنه مع انطلاق الهجوم الإسرائيلي على إيران، لم يتردد بانون في التحذير من الانزلاق الأمريكي للحرب، مغرّدًا: "أؤيد إسرائيل كدولة ذات سيادة كاملة، ولكن عندما يتخذون خطوات أحادية الجانب على افتراض أن أميركا ستخوض معاركهم، عندها يصبح الأمر خطيرًا، يجب أن نتخذ قرارات تضع أميركا أولًا."
أما النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين عن ولاية جورجيا، وزعيمة تيار "ماغا" في مجلس النواب، فهي من أكثر الشخصيات ولاءً لترامب، وتربطهما علاقة سياسية وثيقة تقوم على منفعة متبادلة. وقد اعتاد ترامب الإشادة بها، واصفًا إياها بأنها "محاربة قوية" و"شخصية مميزة جدًا".
رغم ذلك، انتقدت غرين بشدة ما وصفته بـ"تخبّط الجمهوريين" الذين يدفعون نحو تدخل عسكري أمريكي في الحرب بين إسرائيل وإيران، مؤكدة أن "ماغا تريد السلام لا الحروب الخارجية"، ومعارضةً الزج بالجيش الأمريكي في صراعات لا تخدم أمن البلاد. وعلى منصة "إكس"، نشرت غرين تغريدة لاذعة جاء فيها: "أي شخص يتأرجح من أجل أن تشارك أميركا بشكل كامل في الحرب الإسرائيلية الإيرانية ليس من تيار 'أميركا أولاً'." وأضافت: "الرغبة في قتل الأبرياء أمر مثير للاشمئزاز، لقد سئمنا وتعبنا من الحروب الخارجية. ماغا تريد السلام العالمي لجميع الناس، لا أن يُقتل جيشنا ويُصاب جسديًا وعقليًا للأبد. نحب جيشنا الأمريكي، ونحبهم ليساعدونا في تأمين حدودنا ومدننا وللدفاع عن شعبنا وبلدنا."
Everyone is finding out who are real America First/MAGA and who were fake and just said it bc it was popular.
— Rep. Marjorie Taylor Greene🇺🇸 (@RepMTG) June 15, 2025
Unfortunately the list of fakes are becoming quite long and exposed themselves quickly.
Anyone slobbering for the U.S. to become fully involved in the Israel/Iran war…
ورغم تصاعد الانتقادات من داخل معسكره السياسي، رفض ترامب التراجع أو مراجعة موقفه، وردّ متحديًا خصومه من داخل تيار "أميركا أولاً"، قائلاً: "حسنًا، بالنظر إلى أنني الشخص الذي طوَّر (أميركا أولاً)، وبالنظر إلى أن المصطلح لم يتم استخدامه حتى جئت، أعتقد أنني الشخص الذي يقرر ذلك."
وفي معرض رده على الأصوات التي ترفض الانخراط في الحرب بدعوى الحفاظ على السلام، قائلاً: "بالنسبة لأولئك الأشخاص الذين يقولون إنهم يريدون السلام… لا يمكنك الحصول على سلام إذا امتلكت إيران سلاحًا نوويًا، لذلك بالنسبة لجميع هؤلاء الأشخاص الرائعين الذين لا يريدون فعل أي شيء حيال امتلاك إيران للسلاح النووي، أقول لهم: هذا ليس سلامًا."
ترامب لا يأبه بالأصوات المعارضة للحرب
ويبدو أن ترامب لا يأبه بهذه الانتقادات، وذاهب إلى ضرب إيران، إذ يفيد الصحفي الأمريكي سيمور هيرش في تقريره استنادًا إلى مصادر إسرائيلية وأمريكية مطلعة، أن الولايات المتحدة قد تشن خلال أيام قصفًا عسكريًا واسع النطاق على أهداف داخل إيران، بدعم وتنسيق مباشر مع إسرائيل.
وتتضمن الخطة ضرب منشآت نووية ومراكز أمنية، وأن الهدف السياسي الحقيقي هو إسقاط النظام الإيراني، أو على الأقل إزاحة المرشد الأعلى علي خامنئي. وجاءت المعلومات في المقال كالتالي:
أهداف العملية وتفاصيلها:
- الهدف المركزي هو منشأة فوردو النووية، التي تقع على عمق أكثر من 80 مترًا تحت الأرض، وتضم أجهزة الطرد المركزي الأكثر تطورًا والتي تُنتج يورانيوم مخصب بنسبة 60%، أي قرب مستوى الأسلحة النووية.
- تأجيل ضرب المنشأة حتى عطلة نهاية الأسبوع جاء بطلب من ترامب لتزامن الهجوم مع افتتاح بورصة وول ستريت، بهدف تقليل الصدمة الاقتصادية.
- البيت الأبيض وافق على العملية، التي ستقودها قاذفات أمريكية مزوّدة بقنابل خارقة للتحصينات.
- الضربات ستشمل أيضًا قواعد الحرس الثوري ومراكز الشرطة ومؤسسات حكومية يُعتقد أنها تحتوي على ملفات لمعارضين سياسيين.
الأبعاد السياسية والدينية:
- يعترف مسؤول أمريكي مخضرم لهيرش بأن كل شيء "سيكون تحت السيطرة إذا ما 'رحل' خامنئي"، دون تحديد كيف سيكون ذلك الرحيل، وإن كان يُلمح لاحتمال اغتياله.
- وبحسب التقرير، يبدو أن الإسرائيليين يأملون – أو هكذا قيل لسيمور هيرش من مصادره – أن يفر خامنئي من البلاد وألا يصمد حتى النهاية. حيث يقول إنه أُبلغ أن طائرته الخاصة غادرت مطار طهران متوجهة إلى عمان فجر الأربعاء، برفقة طائرتين مقاتلتين، لكن لا يُعرف إن كان هو على متنها.
- يرى بعض المسؤولين الإسرائيليين أن العملية قد تخلق "فرصة لانتفاضة" داخل إيران، ويُعوّل على مشاركة الأقليات وخصوصًا الأذرية (المرتبطة سريًا بالاستخبارات الأمريكية)، وكذلك بعض عناصر الحرس الثوري المنشقين، لإشعال انتفاضة ضد النظام.
خلاف أمريكي-إسرائيلي حول المستقبل السياسي لإيران:
- يدور داخل الإدارة الأمريكية نقاش حول تنصيب زعيم ديني "معتدل" في حال سقوط خامنئي، بينما ترفض إسرائيل ذلك بشدة.
- ينقل هيرش عن مسؤول أمريكي أن "الإسرائيليين لا يهتمون بالدين، بل يريدون دمية سياسية يمكنهم السيطرة عليها"، مضيفًا أن هذه مازالت نقطة خلاف بين الطرفين، إذ يحاول نتنياهو جرّ أمريكا لتكون حليفتهم ضد كل ما هو مسلم.
فيما يطمع نتنياهو وترامب من هذه الضربة؟
- يلمّح التقرير إلى أن دونالد ترامب يسعى من خلال ضرب إيران تحقيق نصر دولي يمكنه تسويقه انتخابيًا، كما يسعى نتنياهو إلى تحسين موقعه السياسي من خلال خلق واقع ميداني جديد في إيران.
- ولتحقيق ذلك، يجرّ هو ونتنياهو أمريكا إلى أماكن لم تذهب إليها من قبل، بحسب وصف هيرش. إذ يطمعان في أن يفضي العدوان إلى دخول إيران في حالة من الفشل الدائم، كما حدث بعد التدخل الغربي في ليبيا عام 2011.