باتت قدرة القنبلة GBU-57 الخارقة للتحصينات، والتي يدور الحديث عنها الآن بقوة باعتبارها السلاح الأمثل لتدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية، تشكل صداعاً في رأس الرئيس دونالد ترامب، وسط تكهنات بتوجيه ضربة أمريكية محتملة ضد طهران خلال الأيام المقبلة.
وذكرت تقارير إعلامية أمريكية، الأربعاء 18 يونيو/حزيران 2025، أن ترامب "أعطى الضوء الأخضر لخطط الولايات المتحدة لمهاجمة إيران".
غير أن تقارير أخرى نقلت عن مسؤولين أمريكيين لم يُكشَف عن هوياتهم، أن ترامب سأل مستشاريه العسكريين عما إذا كانت خطة هجوم بالقنابل الخارقة للتحصينات "بانكر باستر" قادرة على تدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية.
⛔️ إذاعة جيش الاحتلال: تقديرات أمنية إسرائيلية تشير إلى أن صاروخاً أُطلق من #إيران اليوم كان مركباً من عدة صواريخ صغيرة. pic.twitter.com/pspYlIwc4n
— عربي بوست (@arabic_post) June 19, 2025
ونقل موقع أكسيوس عن المسؤولين أن مستشاري ترامب العسكريين يقيّمون احتمال مشاركة واشنطن إسرائيل في عدوانها على إيران.
ولفتوا إلى أن السؤال الذي يشغل بال ترامب هو: "إذا شاركت الولايات المتحدة في الهجمات الإسرائيلية وألقت قنابل خارقة للتحصينات، فهل سيكون ذلك كافياً لتدمير منشأة فوردو النووية؟"
وذكروا أنه "من غير الواضح ما إن كان ترامب اقتنع بجواب مسؤولي البنتاغون بأن هذه القنابل ستنجح في المهمة".
وأوضحوا أن القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات لم تُستخدم من قبل، ولكنها خضعت للاختبار عدة مرات خلال عملية التطوير.
وأشار المسؤولون إلى أن ترامب "أراد التأكد من أن أي هجوم محتمل لن يجر الولايات المتحدة إلى حرب طويلة في الشرق الأوسط"، وأن "واشنطن مستعدة، لكن الهجوم ليس ضرورياً بعد".
ما هي قنابل GBU-57 الخارقة للتحصينات؟
- أم القنابل GBU-57: أكبر القنابل الأمريكية الخارقة للتصحينات والمنشآت الكبيرة تحت الأرض، وتعد أكبر قنبلة غير نووية في الترسانة الأمريكية، حيث تزن 30000 رطل (14000 كجم) ويمكنها إحداث اختراق تحت الأرض بعمق 61 متراً.
- في مايو/أيار الماضي، نشرت القوات الجوية الأمريكية صوراً نادرة لـGBU-57 قبل أن تحذفها في وقت لاحق "لأنها على ما يبدو كشفت تفاصيل حساسة تتعلق بتكوين السلاح وقوته"، بحسب ما أفادت وكالة أسوشيتد برس.
- وتعد القاذفات الشبحية B2، هي الطائرات الوحيدة القادرة على حمل القنبلة GBU-57.
- كانت القناة العبرية 12 في ديسمبر/كانون الأول الماضي قد قالت إن إسرائيل تسعى للحصول هذه القنبلة "للقضاء على أنفاق حركة حماس" لكن لم يرد تقارير أو معلومات تفيد بامتلاك الاحتلال لهذه القنبلة أو استخدامها في الحرب.
- تقول صحيفة إسرائيل هيوم في تقرير نشرته في يونيو/ حزيران الماضي، إن إسرائيل قد لا تستطيع تدمير المنشآت النووية الإيرانية بالكامل إلا بامتلاكها قنابل من نوع GBU-57.
- لكن الصحيفة أشارت إلى امتلاك إسرائيل أنواعاً أخرى من القنابل الخارقة للتحصينات، لكنها أخف وزناً كثيراً ولديها قدرات اختراق أقل.
- وتقول الصحيفة إن هناك مشكلة أخرى تتلخص في أنه حتى لو امتلكت إسرائيل أثقل القنابل القادرة على اختراق المخابئ، فسوف يكون من الصعب عليها أن تنقلها إلى الهدف لإنه كما ذكرنا سابقاً، فإن الطائرات الوحيدة التي يمكنها حمل قنابل GBU-57 هي القاذفة الشبحية B2.
- لكن وفقاً للتقديرات الإسرائيلية، ربما تتمكن إسرائيل من تحديث طائرات إف-15 لحمل قنابل GBU-57، إلى جانب حل مشكلة الوقود والذخائر الإضافية، وهذه مهمة معقدة من الناحية الفنية.

هل ستنجح GBU-57 في تدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية؟
نقلت تقارير عن أشخاص مطلعين أن ترامب تلقى إحاطة عسكرية تفيد بأن إسقاط قنبلة GBU-57 من شأنه أن يدمر فعلياً منشأة فوردو، لكن يبدو أنه غير مقتنع تماماً بذلك، وامتنع عن الموافقة على الضربات لمعرفة ما إذا كان التهديد بالتدخل العسكري الأمريكي سيعيد إيران إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق نووي جديد.
وقال تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية إن فعالية قنابل GBU-57 كانت موضوع خلاف عميق في البنتاغون منذ بداية ولاية ترامب، وفقاً لمسؤولين دفاعيين تم إطلاعهما على أن السلاح النووي التكتيكي فقط ربما يكون قادراً على تدمير منشأة فوردو.
وقال شخصان مطلعان إن ترامب لا يفكر في استخدام سلاح نووي تكتيكي في فوردو، ولم يُطلع وزير الدفاع، بيت هيجسيث، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال دان كين، ترامب على هذه الإمكانية خلال الاجتماعات التي شهدتها غرفة عمليات البيت الأبيض في اليومين الماضيين.
وقيل لمسؤولي الدفاع الذين تلقوا الإحاطة إن استخدام القنابل التقليدية، حتى كجزء من حزمة هجومية أوسع نطاقاً تتضمن عدة قنابل من طراز GBU-57، لن يتمكن من اختراق الأرض بعمق كافٍ، ولن يتسبب إلا في أضرار كافية لانهيار الأنفاق ودفنها تحت الأنقاض.

وشملت الإحاطة أن تدمير منشأة فوردو بالكامل سوف يتطلب من الولايات المتحدة تليين الأرض بالقنابل التقليدية ثم إسقاط قنبلة نووية تكتيكية في نهاية المطاف من قاذفة B-2 لتدمير المنشأة بأكملها، وهو السيناريو الذي لا يفكر فيه ترامب.
وأضافت الغارديان أن التقييم الحالي يؤكد الطبيعة المعقدة لمثل هذه الضربة وما قد يستلزمه النجاح: فإسقاط القنابل من طراز GBU-57 من المرجح أن يؤدي إلى تأخير قدرة إيران على الحصول على اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة لمدة تصل إلى بضع سنوات، لكنه لن ينهي البرنامج تماماً.
وتكمن الصعوبة في استخدام قنبلة GBU-57 لاستهداف فوردو، وفقاً للمسؤولين المطلعين على إحاطة وكالة الاستخبارات الدفاعية التابعة للبنتاغون، في جزء منها في خصائص المنشأة التي تقع في أعماق مجمع جبلي بالقرب من مدينة قم، وحقيقة أن القنبلة لم تُستخدم قط في موقف مماثل من قبل.
وقال اللواء المتقاعد راندي مانر، نائب مدير سابق في وكالة مكافحة الأسلحة الدفاعية، عن محدودية قنبلة GBU-57: "لن يكون الأمر نهائياً"، مضيفاً أنه يمكن إعادة بناء منشأة فوردو بسرعة.
وأضاف مانر: "قد يُؤخر ذلك البرنامج من ستة أشهر إلى عام. يبدو الأمر جيداً للعرض على التلفزيون، لكنه ليس واقعياً".