في الوقت الذي تسارعت فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى الإعلان عن قصف إيراني استهدف ثالث أكبر مستشفى في إسرائيل، أكد الحرس الثوري الإيراني أن الهدف الرئيسي للهجوم كان مقراً استخباراتياً تابعاً للجيش الإسرائيلي.
وأعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي أن القصف الإيراني تسبب بأضرار بمستشفى سوروكا، فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المستشفى الذي يقع في الجنوب تم العمل على إخلائه.
وسارع وزراء الحكومة الإسرائيلية الذين تسببوا في قصف المستشفيات في قطاع غزة، إلى وصف الهجوم الإيراني الذي زعموا أنه أصاب المستشفى، بـ"جريمة حرب"، متغاضين عن وجود موقع للجيش الإسرائيلي قريب جداً من موقعه.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن القيادة الإسرائيلية، بعد الهجوم الأخير، اتخذت لهجة أكثر صرامة تجاه النظام الإيراني، وجعلت من "تقويض النظام" هدفاً أكثر وضوحاً.
ويُعد سوروكا أحد المراكز الطبية الرائدة في إسرائيل، ويقدم الرعاية لأكثر من مليون شخص في الجنوب، وفقاً لموقعه الإلكتروني، ويقع على بعد 22 ميلاً فقط من غزة، وهو الوجهة الرئيسية لإجلاء الجنود المصابين في الحرب الجارية في القطاع منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
لكن، بحسب بيان صادر عن الحرس الثوري الإيراني، فإنه تم استهداف مركز قيادة واستخبارات للجيش الإسرائيلي، القريب من أحد المستشفيات، "بدقة عالية".
فيما ذكرت وكالة إرنا للأنباء أن المقر العسكري الذي تعرض للهجوم يضم آلاف العسكريين، وأنظمة قيادة رقمية وسيبرانية، وأنظمة قيادة وسيطرة (C4ISR) تابعة للجيش الإسرائيلي.
وأشارت إلى أن مركز القيادة والاستخبارات للجيش الإسرائيلي (C4I) يقع في حديقة التكنولوجيا "غاف-يام" المجاورة لمستشفى سوروكا.
هل يوجد مقر عسكري بالقرب من مستشفى سوروكا؟
وفقاً للتعريف في موقعها الإلكتروني، فإن حديقة "غاف يام" للتكنولوجيا الفائقة هي عبارة عن مركز للبحث والتطوير الأكثر ابتكاراً في إسرائيل، وتقع بجوار حرم جامعة بن غوريون، وبجوار جناح تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التابع للجيش الإسرائيلي المعروف بوحدة (C4I) التابعة للجيش.
وتلبي حديقة "غاف يام" التكنولوجية الاحتياجات الفريدة لقطاع التكنولوجيا المتقدمة، وتعمل فيها أكثر من 70 شركة تكنولوجيا إسرائيلية ودولية.

وتؤكد الحديقة التكنولوجية في ملف تعريفها أنها تهدف إلى الربط بين قدامى المحاربين في وحدات التكنولوجيا الفائقة في الجيش الإسرائيلي وخريجي جامعة بن غوريون، بالإضافة إلى المختصين في صناعة التكنولوجيا الفائقة والمستثمرين.
وبعد الاطلاع على الخريطة، فإن حديقة "غاف يام" التابعة لجامعة بن غوريون تبعد عن مستشفى سوروكا نحو 1.5 كيلومتر.
وعند التصفح في الموقع الإلكتروني، فإنه يؤكد أن داخل الحديقة ذاتها تتواجد الوحدة العسكرية الإسرائيلية C4I.
ويشير الموقع إلى أن أنشطة الجيش الإسرائيلي داخل الحديقة تتركز في مجالات تكنولوجيا المعلومات بما فيها السيبرانية.

كما يخدم المركز نحو 7000 جندي وجندية من وحدات النخبة التكنولوجية في الجيش الإسرائيلي.
وفي 23 أغسطس/آب 2022، أقام الجيش الإسرائيلي حفل افتتاح أكاديمية البرمجيات والدفاع السيبراني بحضور رئيس الأركان في الحديقة التكنولوجية.
ويشير موقع الجيش إلى أن إنشاء أكاديمية البرمجيات والدفاع السيبراني يهدف إلى تحسين البنية التحتية العملياتية للجيش الإسرائيلي.
هل يتسبب القصف على المقر العسكري بأضرار بمستشفى سوروكا؟
يشتبه الجيش الإسرائيلي في أن إيران استخدمت صواريخ لم تستخدمها من قبل، وهي عبارة عن قنبلة عنقودية تطلق نحو عشرين قنبلة صغيرة متناثرة على مساحة واسعة، بحسب صحيفة "معاريف".
وأوضحت الصحيفة أن القنابل تنتشر على دائرة نصف قطرها يصل إلى 8 كيلومترات، وتزن كل قنبلة 2.5 كيلوغرام.

ما هو فيلق (C4I) الإسرائيلي؟
تُعرّف وزارة الجيش الإسرائيلية وحدة C4I على أنها الوحدة التكنولوجية النخبوية في الجيش، وتتبع لرئاسة الأركان.
يتمثل نشاط الوحدة في تزويد القادة الميدانيين بالتكنولوجيا اللازمة للوضع القتالي.
ومن أهدافها إطلاق وتطوير وتعزيز نظام التكامل التكنولوجي في الجيش الإسرائيلي.
وخلال العقدين الماضيين، أصبحت الوحدة مركزاً مسؤولاً عن كافة الاتصالات والحواسيب للجيش في ساحة المعركة.
كما أنها مسؤولة عن كافة أعمال الدفاع السيبراني في الجيش الإسرائيلي.
يرجع تاريخ الوحدة إلى دخول اليهود خلال الاحتلال البريطاني لفلسطين عام 1937، حيث تم إنشاء "خدمة الهاغاناه للاتصالات"، وبدأت عملها بدورة لشفرة "مورس" للاتصالات اللاسلكية القديمة.
في ذلك الوقت، قامت الوحدة بتشغيل 12 محطة إذاعية تحت الأرض، وفي العام 1938 أحضروا حماماً زاجلاً، وبعد عام تم تفعيل أول محطة إذاعية.
وأُقيمت أول دورة لضباط الاتصالات عام 1947، وأثناء حصار القدس تم تركيب معدات اتصالات لاسلكية على مركبات "البلماح"، القوة الضاربة للهاغاناه، التي صعدت إلى المدينة.
وبعد تأسيس دولة الاحتلال، تم ضم جميع الوحدات التابعة للعصابات الصهيونية إلى جهاز موحد يتبع للجيش الإسرائيلي، وتمت تسمية هذا القسم لاحقاً بالوحدة C4I.
