منذ أكثر من 600 يوم، تُذبح غزة على الهواء مباشرة. يُقتل الأطفال أمام الكاميرات، تُهدم البيوت على رؤوس ساكنيها، تُقصف المستشفيات والمدارس، ولا شيء يتغير. لا صوت أقوى من الانفجارات، ولا يد تُمدّ سوى تلك التي تزود الاحتلال بالمزيد من السلاح.
العالم لا يكتفي بالصمت. كثير من حكوماته تواطأت، زاعمة أن "إسرائيل حقها في الدفاع عن نفسها"، وكأن غزة مدينة مهاجمة لا محاصَرة، وكأنها قوة نووية وليست قطعة أرض مختنقة منذ أكثر من 17 عامًا. واليوم، يتضاعف الحصار. يُمنع عنها الدواء والغذاء والماء النظيف. يُمنع عنها حتى الهواء النظيف، فقد أصبح ملبدًا بالدماء ورائحة كل أنواع الصواريخ والرماد.
ورغم كل هذا الخراب الذي حدث في غزة وبضمير العالم، ما زالت هناك ضمائر تأبى أن تستسلم. فهناك من رفضوا دور المشاهد. من كسروا الصمت وقرروا أن يقفوا، ولو بأجسادهم، في وجه آلة الإبادة.
فعلى متن سفينة صغيرة تُدعى "مادلين"، لا يتجاوز طولها 18 مترًا، أبحرت مجموعة من 12 شخصًا من جنوب القارة الأوروبية نحو غزة، لا يحملون سلاحًا ولا حماية، سوى قلبهم وأملهم العنيد. من بينهم الناشطة السويدية غريتا تونبرغ، التي قالت من على ظهر السفينة:
"نحن نشهد تجويعًا منهجيًا لمليوني إنسان. لا يمكن للعالم أن يظل متفرجًا صامتًا. كل واحد منا لديه مسؤولية أخلاقية لفعل كل ما بوسعه من أجل فلسطين حرة."
ربما يكون إبحارهم نحو غزة رحلة بلا عودة. فكم من سفينة اقتربت لكسر الحصار، فقوبلت بالنار! فالاحتلال لا يتردد في قصف كل من يحاول كسر طوق الموت المفروض على القطاع. رغم ذلك، مضوا، لا تحميهم قوة عسكرية، ولا تحركهم مصالح، لا يدفعهم سوى موج البحر وقلق الضمير.
هذا التقرير سنتحدث عن سفينة "مادلين" ومن سار على نهجها. عن أولئك الأفراد الذين قرروا ألا يصمتوا، وألا يقفوا مكتوفي الأيدي بينما تُباد غزة. عن الحركات الصغيرة، الهشة شكلاً، لكنها صلبة في جوهرها، التي اختارت أن تفضح الاحتلال وتقاوم الحصار بأي وسيلة متاحة.
فمن هم هؤلاء؟ ماذا يفعلون؟ وهل هناك آخرون لم يرضوا أن يتركوا غزة وحدها بين فكي الاحتلال؟

ما هي سفينة مادلين؟
في الأول من يونيو/حزيران 2025، أبحرت سفينة "مادلين"، إحدى سفن "أسطول الحرية"، من ميناء كاتانيا في جزيرة صقلية الإيطالية متجهة نحو غزة. وبحسب الموقع، هي ليست مجرد سفينة محملة بالمساعدات، بل فعل مقاومة مدنية يواجه الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ أكثر من 17 عامًا.
تحمل مادلين على متنها مساعدات إنسانية عاجلة لأهالي غزة: حليب أطفال، طحين، أرز، حفاضات، مستلزمات صحية نسائية، معدات لتحلية المياه، لوازم طبية، وأطراف صناعية للأطفال. الرحلة يتوقع أن تستغرق سبعة أيام "في حال لم تتعرض السفينة لأي أعطال أو هجمات".
لكن الرحلة محفوفة بالخطر. ففي الأول من مايو/أيار الماضي، أي قبل انطلاق مادلين بشهر واحد فقط، قصفت طائرات إسرائيلية مسيّرة سفينة "الضمير" التابعة لنفس الأسطول في المياه الدولية قبالة سواحل مالطا.
لماذا اسم "مادلين"؟
اختير اسم السفينة تكريمًا لـ مادلين كلّاب، أول وأصغر فتاة فلسطينية احترفت مهنة الصيد في غزة عام 2014، وبحسب موقع الأسطول فإن التسمية تأتي دلالة "لتجسيد روح الصمود الفلسطيني التي لا تنكسر، ولتصاعد المقاومة العالمية ضد سياسة العقاب الجماعي والتجويع المتعمد التي تنتهجها إسرائيل".
12 ضميرًا على متن "مادلين"… من هم؟
تضم الرحلة 12 شخصًا، بينهم طاقم السفينة، وناشطون ومتطوعون من خلفيات ودول مختلفة، من بينهم:
- مارك فان رين (هولندا) – طاقم
- ريفا سيفرت فيارد (فرنسا) – طاقم
- باسكال موريراس (فرنسا) – طاقم
- سيرجيو توريبيو (إسبانيا) – طاقم
- تياغو أفيلا (البرازيل) – لجنة توجيه الأسطول
- ياسمين أكار (ألمانيا) – لجنة توجيه الأسطول
- ريما حسن (فرنسا) – عضوة في البرلمان الأوروبي
- غريتا تونبرغ (السويد) – ناشطة في العدالة المناخية
- يانيس محمدي (فرنسا) – صحفي
- شعيب أوردو (تركيا) – مهندس
- عمر فياض (فرنسا) – مراسل الجزيرة
- بابتيست أندريه (فرنسا) – طبيب

الإبحار نحو الخطر: الاحتلال يهدد مَن يمد يده لغزة
تأتي مغادرة سفينة "مادلين" نحو غزة في سياق محفوف بالخطر، إذ لم يمضِ شهر على استهداف الاحتلال الإسرائيلي لسفينة "الضمير"، حين هاجمتها طائرة عسكرية إسرائيلية من طراز "هيركوليس سي-130" فوق المنطقة. جاء القصف بينما كانت السفينة تستعد لاستقبال 35 مشاركًا في مهمة إنسانية مشابهة.
ذلك العنف ليس جديدًا على إسرائيل، فمنذ أكثر من عقد، يستهدف الاحتلال كل من يحاول فك الحصار عن غزة المحاصرة. ففي 31 مايو/أيار 2010، وبينما كانت سفينة "مافي مرمرة" تُبحر في المياه الدولية ضمن "أسطول الحرية"، صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي إليها بعنف باستخدام مروحيات وزوارق سريعة، وقتلت تسعة ناشطين على الفور، فيما توفي عاشر لاحقًا متأثرًا بجراحه.
كانت المهمة سلمية، من تنظيم حركة غزة الحرة ومؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية IHH. حيث انطلقت "مافي مرمرة" من ميناء سرايبورنو في إسطنبول بتاريخ 22 مايو/أيار 2010، لتنضم بعد أسبوع إلى بقية سفن الأسطول جنوب قبرص. حيث ضمّ الأسطول ثلاث سفن ركاب وثلاث سفن شحن تقلّ حوالي 700 ناشط ومساعدات إنسانية أساسية. ورغم أن الرحلة كانت سلمية تمامًا، وتمّت في المياه الدولية، استخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي قوة مفرطة، فهاجمت السفينة بعنف وأوقعت مجزرة راح ضحيتها عشرة من المتضامنين.
واليوم، وبعد أكثر من عقد، يبدو أن التهديد لا يزال قائمًا. إذ أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم الإثنين بعد انطلاق السفينة، أنه يستعد لمجموعة "سيناريوهات محتملة" للتعامل مع سفينة "مادلين"، ووفق ما نقلته إذاعة الاحتلال، فإنها تلقت من الجيش تصريحًا مقتضبًا قال فيه: "نطبق الحصار البحري الأمني على غزة ومستعدون لمجموعة من السيناريوهات"، دون إيراد مزيد من التفاصيل.
لكن ورغم تلك السابقة الدامية والتهديدات، يواصل تحالف أسطول الحرية مهماته مؤكدًا: "لن يُثنينا شيء. ولن يتم إسكاتنا." ويشدّد على أن كل من على متن "مادلين" مدرّب على السلمية، وغير مسلح، ومؤمن بحق الفلسطينيين في الحرية والكرامة، شأنهم شأن كل شعوب العالم.
لكن المخاطر لا تنتهي عند حدود نيران الاحتلال، فبحسب ياسمين آكار، المتحدثة باسم الأسطول، تواجه المهمات سلسلة من العقبات المعقدة، أبرزها ما وصفته بـ"الحرب البيروقراطية" خلال مرحلة التحضير: استخراج تصاريح الإبحار من عدة دول، والتعامل مع شركات التأمين التي غالبًا ما تتردد في تغطية مهمات ذات طابع سياسي وإنساني محفوف بالمخاطر.
أضف إلى ذلك التحديات التقنية: مشاكل ميكانيكية محتملة في القوارب القديمة، إلى جانب عوامل الطقس التي قد تعيق الملاحة أو تؤخر الوصول. وسفينة "مادلين" نفسها لا تتجاوز 18 مترًا طولًا، بعمق 2.5 متر فقط — ما يجعلها قاربًا صغيرًا في بحرٍ كبير، ونيرانًا محتملة من الاحتلال.
يدرك الفريق على متن السفينة بأنه "لا توجد ضمانات لوصول آمن"، لكنهم ماضون رغم ذلك، مدفوعين بإيمان لا يُخترق: أن ما يحدث في غزة لا يجوز أن يمر بصمت.
فمن على متن السفينة، قالت البرلمانية الأوروبية ريما حسن: "أنا على متن مادلين لأن الصمت ليس حيادًا، بل تواطؤ. يتم تجويع الشعب الفلسطيني في غزة وقتله، والعالم يكتفي بالمشاهدة. هذه السفينة لا تحمل مساعدات فقط، بل تحمل مطلبًا: أوقفوا الحصار. أوقفوا الإبادة."
بينما قالت الناشطة السويدية غريتا تونبرغ: "نحن نشهد تجويعًا منهجيًا لمليوني إنسان. لا يمكن للعالم أن يظل متفرجًا صامتًا. كل واحد منا لديه مسؤولية أخلاقية لفعل كل ما بوسعه من أجل فلسطين حرة."
لذلك، يدعو تحالف أسطول الحرية إلى:
• ضمان الحكومات مرورًا آمنًا لسفينة "مادلين" وجميع السفن الإنسانية.
• دعوة وسائل الإعلام لتغطية هذه المهمة بدقة ونزاهة.
• حثّ أصحاب الضمير في كل مكان على رفض الصمت والتحرك من أجل غزة.
ما هو "تحالف أسطول الحرية"؟
"مادلين" هي السفينة رقم 36 التي تأتي في إطار المحاولات المتكررة لـ "تحالف أسطول الحرية"، والذي يصف موقعه الإلكتروني بأنه حركة تضامن شعبية دولية، تتألف من حملات ومبادرات مستقلة من مختلف أنحاء العالم، تعمل معًا لإنهاء الحصار الإسرائيلي غير القانوني على غزة.
تم تشكيل التحالف في عام 2010 عقب مجزرة "مافي مرمرة" التي ارتكبتها قوات الاحتلال، ونشأ استجابة مباشرة لنداءات المجتمع المدني الفلسطيني، لا استنادًا إلى أجندة أي فصيل أو جهة حكومية. ينطلق التحالف في عمله من مبادئ اللاعنف والمقاومة السلمية، ويؤمن بأن التضامن الفعلي يبدأ بالفعل المباشر لا بالشعارات.
يضم التحالف منظمات وشركاء من عدة دول، من بينها: كندا، إيطاليا، ماليزيا، نيوزيلندا، النرويج، جنوب أفريقيا، إسبانيا، السويد، تركيا، الولايات المتحدة، أيرلندا، البرازيل، أستراليا، وفرنسا.
أهدافه:
كسر الحصار: مواجهة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عقد ونصف، والذي تسبب في كارثة إنسانية مستمرة وحرم سكان غزة من حقوقهم الأساسية، بما في ذلك الصحة، الأمن، وحرية الحركة.
التوعية: نقل حقيقة ما يجري في غزة إلى الرأي العام العالمي، والتأكيد على أن ما تعيشه غزة ليس قدَرًا طبيعيًا، بل نتيجة مباشرة لقرارات سياسية وعسكرية تُمعن في معاقبة شعب بأكمله.
فضح التواطؤ: كشف دور الحكومات والجهات الدولية التي تسهم في استمرار الحصار، سواء بدعم مباشر أو بصمت مُدان.
التضامن العملي: الاستجابة لنداء أهل غزة ومنظماتهم المدنية، والتأكيد على أن هناك من يقف معهم على الضفة الأخرى من البحر، من أجل حريتهم وكرامتهم.
هل "مادلين" وحدها؟ تحركات أخرى في مواجهة الحصار
في خطوة جريئة أخرى وغير مسبوقة، أعلن ائتلاف يضم نقابات، حركات تضامن، ومؤسسات حقوقية من أكثر من 32 دولة عن إطلاق مبادرة "المسيرة العالمية إلى غزة"، والتي سيشارك فيها آلاف المتضامنين سيرًا على الأقدام إلى معبر رفح.
ففي الثاني عشر من يونيو المقبل 2025، يستعد مواطنون من مختلف أنحاء العالم للانضمام إلى "المسيرة العالمية إلى غزة"—مبادرة مدنية سلمية، مستقلة، وغير سياسية، تهدف إلى كسر الحصار والصمت المفروض على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق سكان قطاع غزة، أمام مرأى ومسمع العالم، دون محاسبة أو تدخل حقيقي.
وبحسب سيف أبو كشك، رئيس التحالف الدولي ضد الاحتلال الإسرائيلي، إن أهداف المسيرة ترتبط بشكل مباشر بإيقاف الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، والسعي لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل عاجل، مع المطالبة بإنهاء الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات.
وفي تصريح لموقع "عربي بوست"، أوضح أبو كشك أن المشاركة في المسيرة مفتوحة للجميع، بغض النظر عن الجنسية أو الخلفية أو المهنة، مؤكدًا أن هذه المبادرة تعتمد على الحضور المدني الواسع، وأن المسيرة حركة مدنية سلمية بشكل كامل، وجميع المشاركين متطوعون ويمولون مشاركتهم بأنفسهم، ولا توجد أي جهة حكومية راعية.
وأشار إلى أن المشاركين يأتون من خلفيات متنوعة، من بينهم نشطاء من مختلف الدول وبرلمانيون من فرنسا وإسبانيا، وأن الغالبية من أبناء المجتمعات الغربية. كما أشار أن عدد المهتمين بالانضمام للمسيرة قد تجاوز حتى الآن 10 آلاف شخص، في مؤشر واضح على تصاعد الغضب الشعبي العالمي من استمرار الإبادة والحصار.

ونظرًا لتعدد جنسيات المشاركين في المسيرة العالمية إلى غزة، فقد وضع المخططون لها مسارًا سيتبعونه وصولًا إلى معبر رفح البري على الحدود المصرية. وأوضح سيف أبو كشك أن المشاركين قُسموا إلى مجموعات جغرافية، بهدف تجاوز تحديات المسافة وتنوع اللغات والخلفيات الثقافية. وتجتمع كل هذه المجموعات بصفة دورية، من أجل التوجه إلى القاهرة بدءًا من يوم 12 يونيو/حزيران. وأضاف أبو كشك أن "النية أن نصل إلى القاهرة، وننتقل بالمواصلات إلى العريش، ومن هناك نبدأ مسيرتنا على الأقدام نحو غزة."
وبحسب موقعها الإلكتروني، "المسيرة العالمية إلى غزة"، تؤكد أنها مبادرة مدنية مستقلة، غير حزبية وغير أيديولوجية، تهدف إلى تحريك الرأي العام العالمي تجاه الإبادة المتواصلة في قطاع غزة على يد الاحتلال الإسرائيلي. لا تنتمي هذه الحملة لأي تيار سياسي أو ديني، وتنطلق من مبادئ إنسانية: العدالة، والكرامة، والسلام.
ضمن التحضيرات للمسيرة العالمية إلى غزة، أشار سيف أبو كشك إلى أن التحضيرات بدأت منذ فترة، بهدف القيام بخطوة أكبر من النشاطات الرمزية التي نقوم بها عادةً في بلداننا.
كما أشار أبو كشك إلى التواصل مع الجهات المعنية، مثل السفارات المصرية في الدول المشاركة، إلى جانب إرسال رسائل رسمية للحكومة المصرية بهدف التنسيق والتعاون. وأكد في تصريحه: "المسيرة تدعم جهود مصر في وقف الإبادة في فلسطين".
وحول نقطة الوصول، أشار إلى أن الاعتصام أمام معبر رفح سيكون خطوة أساسية ضمن خطة الضغط المدني، موضحًا: "وجودنا على الأرض هو وسيلة الضغط الأولى، وسنقوم بالتخييم عند المعبر للمطالبة بفتحه وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة."
من المقرر أن تنطلق المسيرة من الأراضي المصرية في 12 يونيو 2025، باتجاه معبر رفح الحدودي، كتحرك شعبي سلمي يهدف إلى الضغط الأخلاقي والإعلامي على المجتمع الدولي، من أجل إدخال المساعدات الإنسانية بشكل مباشر وفوري، وكسر الحصار ورفع القيود المفروضة على غزة، تحريك المجتمع الدولي وكشف جرائم الاحتلال ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكات القانون الدولي. يؤكد المنظمون أن هذه المبادرة جاءت ردًا على عجز الحكومات عن وقف المجازر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وأن تحرك الشعوب بات ضرورة أخلاقية أمام صمت المجتمع الدولي. كما يشددون على أن المنظمات الإنسانية التي كانت تنقل المساعدات إلى غزة أصبحت محظورة أو مقيّدة، فيما تتراكم المساعدات عند المعابر منذ شهور على معبر رفح، دون أن يُسمح لها بالدخول إلى غزة. بينما يعيش أهل غزة تحت وطأة مجاعة قسرية، حيث يمنع الاحتلال عنهم أبسط مقومات الحياة، بينما العالم يراقب بصمت أو يعجز عن الفعل.