مستثمر عقاري من أصول لبنانية.. من هو توم باراك المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا وماذا يعني تعيينه لدمشق؟

عربي بوست
تم النشر: 2025/05/31 الساعة 11:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/05/31 الساعة 11:58 بتوقيت غرينتش
المبعوث الأمريكي الخاص لسورياتوم باراك/عربي بوست

أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، عن تعيين السفير الأمريكي لدى تركيا، توم باراك، مبعوثاً خاصاً إلى سوريا، بعد أيام من إعلانه رفع العقوبات الأمريكية عن البلاد.

ورُفع العلم الأمريكي خارج مقر إقامة السفير الأمريكي في دمشق، الخميس 29 مايو/أيار 2025، في إشارة إلى تنامي العلاقات بين واشنطن والحكومة السورية الجديدة. ووصل السفير الأمريكي باراك لافتتاح المقر، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا.

ومن المتوقع أن يستمر باراك في منصبه سفيراً أمريكياً لدى تركيا، حسبما ذكرت مصادر لوكالة رويترز.

والتقى باراك بالرئيس السوري، أحمد الشرع، وحضر توقيع اتفاقية بين اتحاد شركات قطرية وتركية وأمريكية لتطوير مشروع طاقة بقدرة 5000 ميغاواط لإحياء جزء كبير من شبكة الكهرباء السورية المتضررة من الحرب.

وقال باراك، الأحد الماضي، إن بلاده تقف مع تركيا ودول الخليج وأوروبا، إلى جانب الشعب السوري.

وفي منشور على منصة إكس، أضاف باراك: "نقف مع تركيا ودول الخليج وأوروبا؛ هذه المرة ليس بالجنود أو الخطابات أو الحدود الوهمية، بل جنباً إلى جنب مع الشعب السوري نفسه".

وتابع: "مع سقوط نظام الأسد، فتحنا باب السلام، وبرفع العقوبات، نسمح للشعب السوري بفتح هذا الباب واكتشاف طريق نحو الرخاء والأمن المتجددين".

وأردف: "الغرب فرض قبل قرن خرائط وإدارات انتدابية وحدوداً مرسومة وحكماً أجنبياً. اتفاقية سايكس-بيكو قسمت سوريا والمنطقة، ليس من أجل السلام بل لتحقيق مكاسب إمبريالية. وقد كلف هذا الخطأ أجيالاً. لن نكرره مرة أخرى".

وأوضح المبعوث الأمريكي أن عصر التدخل الغربي قد انتهى، وأن المستقبل يكمن في الحلول الإقليمية والدبلوماسية المبنية على الشراكات والاحترام.

وأشار إلى أن المأساة السورية نابعة من الانقسام، وأن ولادة سوريا من جديد لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال الكرامة والوحدة والاستثمار.

من هو توم باراك؟

  • تعود أصول المبعوث الأمريكي الجديد إلى سوريا، باراك، البالغ من العمر 78 عاماً، إلى أصول لبنانية، حيث هاجر أجداده إلى الولايات المتحدة منذ أكثر من 100 عام.
  • حصل باراك على درجة البكالوريوس في الآداب من جامعة جنوب كاليفورنيا (USC) في عام 1969، ثم التحق بكلية جولد للحقوق بجامعة جنوب كاليفورنيا، حيث كان محرراً لمجلة Southern California Law Review، قبل أن يحصل على درجة الدكتوراه في القانون من كلية الحقوق بجامعة سان دييغو في عام 1972.
  • وفي عام 1982، شغل باراك منصب نائب وكيل وزارة الداخلية الأمريكية في إدارة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان.
  • وفي عام 2016، تولى باراك، وهو مستثمر عقاري، رئاسة اللجنة الرئاسية الافتتاحية لترامب خلال ولايته الأولى، وشغل لفترة طويلة منصب مستشار ومقرب من الرئيس.
  • وبعد فوز ترامب الأول في الانتخابات عام 2016، طُرحت سلسلة من الأسئلة الصعبة حول لجنة حفل التنصيب التي كان يرأسها باراك، والتي واجهت تدقيقاً من المدعين الفيدراليين خلال النصف الأول من رئاسة ترامب، وتحديداً بشأن كيفية إنفاق اللجنة لمواردها الضخمة. ومع تكثيف التحقيقات، برزت مخاوف من أن باراك قد يواجه مشاكل قانونية حقيقية.
  • وتعود علاقة باراك بترامب أيضاً إلى تعاملاته مع منظمة ترامب التجارية التي يعود تاريخها إلى أواخر الثمانينيات، إذ التقيا لأول مرة عام 1987، عندما اشترى ترامب نسبة 20% من أسهم شركة تمتلك سلسلة متاجر أمريكية، ولعب باراك دور الوسيط في الصفقة.
  • طوّر باراك أيضاً علاقات تجارية مع بعض أغنى الشخصيات في الخليج وتفاوض على اتفاقيات مع هيئة أبو ظبي الإماراتية للاستثمار.
غرفة عمليات الجنوب سوريا
فصائل المعارضة تتقدم نحو العاصمة السورية دمشق من الشمال والجنوب/ رويترز

اتهامات سابقة بممارسة حملة نفوذ

وفي عام 2021، واجه باراك اتهامات بانتهاك قوانين الضغط الأجنبي وعرقلة العدالة والإدلاء بتصريحات كاذبة.

وتضمنت لائحة الاتهام المكونة من سبع تهم اتهام باراك باستغلال قدرته على الوصول إلى ترامب لتعزيز أهداف السياسة الخارجية لدولة الإمارات.

وكشفت تقارير أن مسؤولين إماراتيين، بينهم ولي عهد أبوظبي آنذاك محمد بن زايد، ومستشار الأمن القومي طحنون بن زايد، ومدير المخابرات علي الشامسي، وسفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، أشرفوا على حملة تأثير "غير قانونية" داخل واشنطن على إدارة الرئيس الأمريكي ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى.

وأضافت التقارير أن المسؤولين الإماراتيين استخدموا باراك، الممول الجمهوري والمقرب من ترامب، لتعزيز نفوذهم لدى ترامب من خلال تحويلات مالية واجتماعات مسائية عُقدت في أبوظبي.

وأشارت وكالة بلومبرغ الأمريكية إلى أنه، وبعد أسابيع من فوز ترامب في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2016، حظي باراك باستقبال حافل في الديوان الأميري بأبوظبي، كما التقى في شهر ديسمبر/كانون الأول مع ولي عهد أبوظبي وشقيقه الذي يتولى منصب مستشار الأمن القومي، ومسؤول ثالث يتولى رئاسة المجلس الأعلى للأمن القومي، حسب الوكالة الأمريكية.

باراك بدوره شجع المسؤولين الإماراتيين على تقديم رؤية حول السنوات الأربع التي سيحكم فيها ترامب الولايات المتحدة، وما يمكن أن تقدمها لهم.

وكشفت الوكالة أن اللقاء السري كان جزءاً من خطة للتأثير على حملة ترامب والإدارة الأمريكية، وتقوية النفوذ السياسي للدولة الخليجية في واشنطن.

وفي عام 2022، تمت تبرئة باراك من جميع التهم في محاكمة فيدرالية.

وبرأت هيئة المحلفين في بروكلين، نيويورك، باراك من تهمة العمل كعميل أجنبي غير مسجل لدولة الإمارات، أو عرقلة سير العدالة، أو الإدلاء بتصريحات كاذبة. وكان باراك قد نفى التهم بشدة طوال المحاكمة.

ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يلتقي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس السوري أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض/رويترز

ما دلالة تعيين توم باراك مبعوثاً أمريكياً خاصاً لدى سوريا؟

تشير خطوة تعيين باراك مبعوثاً أمريكياً جديداً إلى سوريا، وزيارته اللاحقة إلى دمشق ورفع العلم الأمريكي خارج مقر إقامة السفير الأمريكي في العاصمة السورية، إلى محاولةٍ لتعزيز الزخم نحو تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والحكومة السورية الجديدة، بحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

وبعدما كانت واشنطن حذرة في البداية تجاه قادة سوريا الجدد، فقد أبدت إدارة ترامب انفتاحاً متزايداً على دمشق، بتشجيع من حليفتين للولايات المتحدة في المنطقة، السعودية وتركيا، كما أفادت وكالة أسوشيتد برس.

وجاءت خطوة تعيين باراك بعد رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، ورغم أنه لم يتضح بعد مدى الارتياح الذي شعر به السوريون منذ رفع العقوبات الأمريكية، فإن تعيين باراك ربما يساعد في تمهيد الطريق أمام ضخ استثمارات جديدة وأموال لإعادة الإعمار بعد الحرب، وفق نيويورك تايمز.

وأشارت تقارير إلى أنه، ومع رفع العقوبات الأمريكية على سوريا، يمكن للشركات الأجنبية البدء بالاستثمار في سوريا، لا سيما في قطاعات كالزراعة والاتصالات والبناء. وقد يُسهم هذا التدفق الهائل من رؤوس الأموال في خلق فرص عمل وتعافي القطاعات التي دمرها الصراع.

وكانت العلاقات الأمريكية مع سوريا متجمدة منذ عام 2011، عندما أشعلت حملة الأسد القمعية على الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية، وما تلاها من ثورة قوبلت بحملة عنيفة من نظام الأسد أودت بحياة مئات الآلاف وأجبرت السوريين على النزوح الجماعي. وفي عام 2012، أغلقت الولايات المتحدة سفارتها وفرضت عقوبات إضافية على نظام الأسد

تحميل المزيد