أدانت مجموعة من الحاخامات في المملكة المتحدة الحرب الإسرائيلية على غزة، في أحدث مؤشر علني على تنامي المعارضة داخل المجتمعات اليهودية للهجوم الإسرائيلي على القطاع.
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، برزت جماعات يهودية عدة مناهضة للحرب ولاستخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين. وتدعو هذه المنظمات إلى سياسة من الحوار والضغط لوقف مبيعات الأسلحة إلى تل أبيب.
وتتوزع هذه الجماعات والمنظمات اليهودية في دول عدة من بينها بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 168 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
ما هي أبرز الجماعات والدعوات اليهودية الرافضة للحرب على غزة؟
1- جيه ستريت
منظمة جيه ستريت هي منظمة يهودية أمريكية تأسست في عام 2008، وتهدف إلى تعزيز السلام والعدالة في الشرق الأوسط من خلال الترويج لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وتمثل المنظمة جزءاً من التيار اليهودي الذي يدعم الحقوق الفلسطينية ويؤمن بأهمية الحوار والمفاوضات لحل النزاع بشكل سلمي.
وعن موقفها من الحرب الإسرائيلية على غزة، دعمت الحركة اليهودية الأمريكية جهود عضو مجلس الشيوخ التقدمي، بيرني ساندرز، لمنع مبيعات الأسلحة لإسرائيل.
ودعت المنظمة أعضاء مجلس الشيوخ إلى التصويت لصالح مقترحات ساندرز الذي طالما كان رافضاً للدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل خلال حربها على غزة.
Thank you, @RepJerryNadler, for joining us out on the streets to rally against Ben-Gvir and his extremist vision. And we look forward to working with you to hold violent settlers to account. https://t.co/I4dr8h48a1
— J Street (@jstreetdotorg) April 25, 2025
وقالت تقارير إن هذا التوجه يعكس تحولاً في موقف المنظمة، التي تُعدّ معقلاً للصهاينة التقدميين. وخلال العام الماضي، انتقلت جيه ستريت من دعم حرب إسرائيل على غزة إلى الدعوة إلى توقف الولايات المتحدة عن تزويدها بالأسلحة اللازمة لشنّها.
وخلال ولاية الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، دعت منظمة جيه ستريت إلى اتخاذ إجراءات ضد اليمين الإسرائيلي المتطرف، بما في ذلك فرض عقوبات على الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير.
ووصفت منظمة جيه ستريت استئناف حكومة نتنياهو حربها على غزة في مارس/آذار الماضي بعد رفضها المضي قدماً في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، بأنه "يوم أسود".
وقالت المنظمة على منصة إكس: "هذا يومٌ أسود كنا نأمل ألا يأتي أبداً. نعارض بشدة قرار نتنياهو بإعادة إشعال الحرب. إنه يتناقض تماماً مع مناشدات عائلات الأسرى وخبراء الأمن الإسرائيليين. سيُعرّض حياة الأسرى للخطر، ويدفع عائلات غزة مجدداً إلى مرمى النيران".
This is a dark day we hoped would never come.
— J Street (@jstreetdotorg) March 18, 2025
We strongly oppose Netanyahu's decision to reignite the war. It flies in the face of pleas from hostage families and Israeli security experts. It will put hostage lives at risk while thrusting Gaza's families back into the crossfire. https://t.co/zKp7Z3qgvQ
كما شاركت المنظمة مؤخراً في تظاهرات مناهضة لزيارة وزير الأمن القومي الإسرائيلي، بن غفير، للولايات المتحدة.
2- حركة نعمود
تُعرف حركة نعمود اليهودية البريطانية نفسها بأنها "حركة يهودية في المملكة المتحدة نسعى إلى إنهاء دعم مجتمعنا للاحتلال الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري".
وفي تصريح سابق للمتحدث باسم الحركة، ماركو، قال: "لن تنعم إسرائيل بالأمن إلا عندما يعيش الفلسطينيون بحرية وكرامة".
وترفض الحركة اليهودية البريطانية ما يروج له المسؤولون الإسرائيليون والغربيون من أن العنف في غزة هو حرب دينية بين اليهود والمسلمين.
وقال ماركو: "ثار الفلسطينيون على مضطهديهم. لو كان مضطهديهم يابانيين، لثاروا على اليابانيين. إن تعرضهم للاضطهاد على يد الإسرائيليين يعني أنهم ثاروا على الإسرائيليين".
This Mother's Day we are thinking of Palestinian mothers – those raising children amidst a genocide and those who are no longer here to do so. pic.twitter.com/gZjCbl9L0B
— Na'amod (@NaamodUK) March 30, 2025
وأضاف ماركو أنه "متعاطف بشدة" مع الصدمة التي يشعر بها الإسرائيليون واليهود في جميع أنحاء العالم بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول. ومع ذلك، فقد أكد على أنه من المهم وضع العنف في سياقه.
وقال: "لقد خضع الفلسطينيون للاحتلال والفصل العنصري لعقود عديدة. وكان السابع من أكتوبر خسارة فادحة في أرواح اليهود وحدثاً مأساوياً وصادماً للغاية… ولكنه لم يحدث من فراغ".
وأضاف: "إن الاستمرار في قمع السكان الفلسطينيين لن يحقق الأمن لإسرائيل لأنه سيغذي الرغبة في الانتقام والعنف".
ووصف تقرير لموقع يورو نيوز حركة نعمود بكونها من الحركات السياسية النشطة، حيث تقوم بتنظيم المظاهرات والاحتجاجات المناهضة للحرب في المملكة المتحدة.
وطالبت الحركة بريطانيا بوقف دعمها لحرب إسرائيل، واعتبرت أن "الغرب متواطئ في كل ما فعلته إسرائيل" في العقود الأخيرة.
وتلعب منظمة نعمود "دوراً مهماً" في تغيير مواقف الجالية اليهودية في بريطانيا، التي تمارس ضغوطاً كبيرة على الحكومة البريطانية لدعم إسرائيل.
3- الصوت اليهودي من أجل سلام عادل في الشرق الأوسط
الصوت اليهودي من أجل السلام العادل في الشرق الأوسط هي جمعية غير حكومية مقرها في برلين. وقد تأسست في عام 2003 على يد فاني ميكايلا رايسين وميكال كايزر ليفني وثمانية أشخاص آخرين.
وأشارت تقارير إلى أن المنظمة هي من بين الجماعات اليهودية التي تناضل من أجل حقوق الفلسطينيين وإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة.
وقال فيلاند هوبان، رئيس منظمة الصوت اليهودي من أجل سلام عادل في الشرق الأوسط في ألمانيا: "ليس هناك تناقض جوهري بين كونك يهودياً ودعم الحقوق الفلسطينية".
وتعرب المنظمة مراراً وتكراراً عن رفضها للنهج الإسرائيلي في غزة، وخاصة ما يتعلق بقتل الصحفيين الفلسطينيين في القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
Auch wenn es schon tausendfach gesagt wurde: Das Ermorden von Journalist:innen in Gaza ist 100% gezielt, weil sie der Welt Israelis Gräueltaten zeigen. Einer der gefährlichsten Berufe überhaupt. https://t.co/Bks6grL7mf
— Jüdische Stimme für gerechten Frieden in Nahost (@JSNahost) April 24, 2025
4- أعضاء مجلس نواب اليهود البريطانيين
يعد مجلس نواب اليهود البريطانيين أكبر وأقدم منظمة تمثل المجتمع اليهودي في المملكة المتحدة. ويعمل المجلس، الذي تأسس في عام 1760، كممثل رئيسي للمجتمع اليهودي في المملكة المتحدة أمام الحكومة والمجتمع العام.
ويهدف المجلس إلى الدفاع عن حقوق اليهود وتعزيز مصالحهم الاجتماعية والسياسية في بريطانيا.
وفي رسالة مفتوحة، شنّ العشرات من أعضاء المجلس هجوماً لاذعاً على الحكومة الإسرائيلية لاستئناف هجومها على غزة وحذروا من أن "روح إسرائيل يتم تمزيقها".
وقال الأعضاء الستة والثلاثون في مجلس نواب اليهود البريطانيين إنهم لا يستطيعون "غض الطرف أو الصمت إزاء هذه الخسارة المتجددة في الأرواح وسبل العيش".
كما أدانوا العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، الذي تُغذّيه حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة. وحذروا: "هذا التطرف يستهدف أيضاً الديمقراطية الإسرائيلية".
وجاء في الرسالة: "إن روح إسرائيل تُنتزع، ونحن، أعضاء مجلس نواب اليهود البريطانيين، نخشى على مستقبل إسرائيل التي نحبها ونرتبط بها بعلاقات وثيقة". وأضافت: "يُنظر إلى الصمت على أنه دعم لسياسات وأفعال تتعارض مع قيمنا اليهودية".
وتُعد الرسالة، التي نشرتها صحيفة فاينانشال تايمز، أول تعبير علني للمعارضة للحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ 18 شهراً من جانب أعضاء المجلس، كما تُلمح إلى وجود انقسامات متزايدة بين الجالية اليهودية في بريطانيا حول كيفية الرد على سياسات نتنياهو المتشددة.
ودفع الموقعون على الرسالة المجلس، الذي يضم أكثر من 300 نائب منتخب، إلى إصدار بيان يدين قرار نتنياهو استئناف الهجوم الإسرائيلي على غزة الشهر الماضي.
ولكن بعد أن امتنع المجلس عن انتقاد الحكومة الإسرائيلية علناً، كتب النواب رسالة مفتوحة قائلين: "إن الميل إلى تحويل أنظارنا قوي، لأن ما يحدث أمر لا يطاق، لكن قيمنا اليهودية تجبرنا على الوقوف والتحدث".

وقال بارون فرانكال، وهو أحد الموقعين على الرسالة، إن الموقعين "يمثلون عدداً أكبر بكثير ممن يتشاركون نفس المخاوف، ولكن لأسباب متنوعة، لن يكونوا على استعداد لقول ذلك علناً".
5- حاخامات يهود بريطانيين ضد الحرب
وفي رسالة نشرتها صحيفة فاينانشال تايمز، دعا 30 من الزعماء الدينيين اليهود إسرائيل إلى إنهاء حملة القصف المتجددة والسماح بدخول المساعدات إلى غزة.
وقال الحاخامات إنهم "شعروا بالرعب" من تصرفات إسرائيل في غزة.
وجاء في الرسالة: "نشعر أن من واجبنا تذكير قادة إسرائيل بالتعاليم اليهودية الجوهرية، وهي أن الحرب لا تُشنّ للانتقام أو التوسع. يجب على الحكومة الإسرائيلية احترام القانون الدولي، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة".
وأضاف الحاخامات: "ندعم كل من يسعى في إسرائيل وفلسطين إلى تحقيق سلام عادل ودائم. ونشاركهم في دعوتهم لإنهاء القصف، وإنهاء الحصار، والإفراج الآمن عن الرهائن".
وأشارت تقارير إلى أن رسالة قادة الدين اليهود تعكس الإحباط المتزايد داخل المجتمعات اليهودية البريطانية تجاه الموقف المؤيد بشدة لإسرائيل.
ومن بين الموقعين على الرسالة شخصيات بارزة داخل كل من اليهودية الإصلاحية واليهودية الليبرالية.
ومن بينهم روبين آشورث-ستين، الرئيس المشارك لجمعية الحاخامات الإصلاحيين والمغنين؛ وبول فريدمان، الحاخام الكبير في كنيس رادليت الإصلاحي؛ ولورا جانر-كلاوسنر، الحاخامة في كنيس بروملي الإصلاحي؛ وجيفري نيومان، الحاخام الفخري في كنيس فينشتي الإصلاحي؛ وجابرييل كانتر-ويبر، الحاخام في كنيس برايتون وهوف التقدمي.
6- إن لم يكن الآن
ومنظمة إن لم يكن الآن If Not Now هي حركة اجتماعية ومنظمة غير ربحية تأسست في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2014.
وتهدف المنظمة إلى الضغط على المجتمع اليهودي في أمريكا لدعم حقوق الفلسطينيين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. ومن خلال هذه الحركة، يعمل الأعضاء على رفع الوعي حول قضايا حقوق الإنسان، خاصة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ويشجعون المجتمع اليهودي على اتخاذ موقف أخلاقي في مواجهة الظلم والممارسات العسكرية الإسرائيلية.
ودعت المنظمة على موقعها إلى حظر مبيعات السلاح الأمريكية لإسرائيل، مطالبة أعضائها بمخاطبة أعضاء مجلس الشيوخ للتصويت على قرارات تتعلق بمنع تصدير الأسلحة لتل أبيب.
Delawareans from all over the state (and allies from out-of-state) are rallying to march toward @JoeBiden's house in Wilmington & demand a #CeasefireForGazaNOW! Join us! #FreePalestine@DEforPalestine @DelawareWFP @bmipdelaware @JVPPhilly @IfNotNowPhilly @CAIRPhilly @AMPalestine pic.twitter.com/pj5X4hHT21
— Delaware DSA 🌹 (delawaredsa.bsky.social) (@DelawareDSA) November 11, 2023
كما طالبت المنظمة الحكومة الأمريكية بالإفراج عن الطالب والناشط الفلسطيني، محمود خليل، الذي اعتقلته الشرطة بتهم تتعلق بمعاداة السامية ودعم الإرهاب.
وانتقدت المنظمة الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب في يناير/كانون الثاني الماضي لترحيل الطلاب الأجانب المشاركين في التظاهرات الرافضة للحرب الإسرائيلية على غزة في الجامعات الأمريكية.
ووصفت المنظمة هذه الخطوة بأنها جزء من الهجوم واسع النطاق الذي تشنه الإدارة على المهاجرين و"نظامنا التعليمي وديمقراطيتنا".
وقال ماتان أراد-نيمان، نائب المدير الصحفي الإسرائيلي الأمريكي في منظمة إن لم يكن الآن: "نسعى لوقف إطلاق النار لأننا نريد أن يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون بأمان، ونريد سلاماً طويل الأمد، عادلاً، يضمن الحرية لجميع الإسرائيليين والفلسطينيين".
وأضاف: "أعتقد أن أمام المنظمات اليهودية خياراً واضحاً الآن: إما أن تكون إلى جانب السلام، أو أن تواصل الدعوة إلى المزيد من الحرب والدمار؟"
7- صوت يهودي من أجل السلام
تعرف منظمة صوت يهودي من أجل السلام (JVP) بأنها منظمة أمريكية غير ربحية تأسست في عام 1996.
وتهدف المنظمة إلى تعزيز العدالة والسلام في فلسطين وإسرائيل، وهي واحدة من أبرز المنظمات التي تدافع عن حقوق الفلسطينيين في المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة.
وتصف منظمة صوت يهودي من أجل السلام نفسها بأنها "أكبر منظمة يهودية تقدمية مناهضة للصهيونية في العالم".
وتقول المنظمة على موقعها: "نحن ننظم حركة شعبية متعددة الأعراق والطبقات والأجيال لليهود الأمريكيين تضامناً مع النضال من أجل الحرية الفلسطينية، مسترشدين برؤية العدالة والمساواة والكرامة لجميع الناس".
وتضم المنظمة أكثر من 22 ألف عضو، وضمّ مجلسها الاستشاري شخصياتٍ يهودية بارزة مثل نعوم تشومسكي، ونعومي كلاين، وجوديث بتلر.
ولدى المنظمة فروع في جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث يتولى نشطاء محليون حملات إقليمية، مثل النضال من أجل سحب الاستثمارات من مصنعي الأسلحة الذين لديهم علاقات تجارية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، أو حث المسؤولين المنتخبين على محاسبة إسرائيل على انتهاكات حقوق الإنسان.
NEW: The World Food Programme says it is completely out of food in Gaza. No more parcels to distribute. No more supplies left.@RyanGrim breaks down this staggering development—and what it means for 2 million Palestinians still under blockade. https://t.co/64bu0W9DFx pic.twitter.com/zw8DX6atz8
— Drop Site (@DropSiteNews) April 25, 2025
وفي 18 مارس/آذار الماضي، طالبت المنظمة وسائل الإعلام الأمريكية بالتوقف عن ترويج الدعاية الإسرائيلية، ودعت إلى وقف الإبادة الجماعية في غزة بعدما استأنف جيش الاحتلال حربه على القطاع.
كما تبنت المنظمة مواقف رافضة لترحيل الطلاب الأجانب الداعمين لغزة في الجامعات الأمريكية.
8- أمريكيون من أجل السلام الآن
كانت منظمة أمريكيون من أجل السلام الآن، وهي منظمة يسارية مؤيدة لإسرائيل، أول منظمة يهودية تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة بعد ثلاثة أشهر فقط من بدايتها.
وقال جيمس كلوتزنيك، رئيس المنظمة، في بيان آنذاك: "إن استمرار هذه الحرب المدمرة يُشكل مخاطر غير مقبولة على إسرائيل ومدنيي غزة والمنطقة بأسرها".