بعد أوكرانيا والكونغو وربما غيرها من المناطق مثل كندا وجرينلاند اللتان يطمع ترامب ببسط قبضته عليهما، تتجه أنظار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شرقاً نحو باكستان، الدولة التي تجلس على كنز دفين من النحاس والذهب والليثيوم.
وبعد أن لعبت أوكرانيا دوراً حاسماً في معادلة المصالح الأمريكية مقابل الدعم السياسي والعسكري، يبدو أن الدور المقبل قد وقع على إسلام آباد. وكشف إعلان رسمي باكستاني عن اهتمام أمريكي متزايد بالاستثمار في قطاع التعدين الباكستاني، بالتزامن مع انعقاد قمة دولية الأسبوع الماضي في إسلام أباد لاستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية إلى هذا القطاع الحيوي.
التحركات الأمريكية، التي تأتي وسط اضطرابات إقليمية ومنافسة دولية محتدمة على الثروات الطبيعية، تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من العلاقات السياسية والاقتصادية بين واشنطن وإسلام آباد، قائمة على تبادل المصالح لا الدعم المجاني. فما الذي تبحث عنه أمريكا بالضبط في باكستان ويسيل له لُعاب ترامب؟ وكيف تستعد إسلام آباد لاستثمار هذا الاهتمام الدولي في ظل أزمتها الاقتصادية؟
بريق المعادن النادرة في باكستان يثير شهية ترامب
- أعلنت إسلام آباد في 10 أبريل/نيسان 2025 بشكل رسمي أن الولايات المتحدة تتطلع إلى باكستان في إطار سعيها المتواصل للحصول على المعادن النادرة، بعد أوكرانيا. حيث تتمتع باكستان بأحد أكبر احتياطيات النحاس والذهب في العالم، فضلاً عن كميات كبيرة من الليثيوم، وهو مكون رئيسي في صناعة البطاريات والطاقة النظيفة.
- وفي مقابل الدعم العسكري والمالي الماضي والمستقبلي في الحرب ضد روسيا، طلبت إدارة دونالد ترامب من أوكرانيا التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يمنح الولايات المتحدة ما يقرب من نصف عائدات الدولة التي مزقتها الحرب من المعادن الحيوية والنفط والغاز بالإضافة إلى حصص في البنية التحتية الرئيسية مثل الموانئ من خلال صندوق استثمار مشترك.
- تقول صحيفة independent البريطانية، إن الشركات الأمريكية تتطلع الآن إلى باكستان بحثًا عن المعادن. وقد أبلغ إريك ماير، المسؤول الكبير في مكتب شؤون جنوب ووسط آسيا بوزارة الخارجية الأمريكية، رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف باهتمامهم خلال اجتماع عُقد في إسلام آباد ، وفقًا لبيان حكومي.

- ويأتي هذا بعد يوم من استضافة باكستان لمنتدى الاستثمار في المعادن، وهو قمة دولية تهدف إلى جذب الاستثمار الأجنبي إلى قطاع التعدين في البلاد. وشهدت القمة مشاركة شركات دولية مثل شركة باريك جولد الكندية بالإضافة إلى مسؤولين حكوميين من الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والصين، وتركيا، وأذربيجان.
- وذكر البيان أن المسؤول الأمريكي إريك ماير "أقر بإمكانات القطاع المعدني الباكستاني"، مضيفاً أن الشركات الأميركية حريصة على استكشاف فرص الاستثمار. وأكد اهتمام واشنطن بتوسيع التعاون الثنائي في التجارة والاستثمار ومكافحة الإرهاب.
- وقال شريف إن باكستان تمتلك احتياطيات معدنية تقدر قيمتها بتريليونات الدولارات، مما يوفر "فرصا هائلة" للاستثمار الأجنبي الذي يمكن أن يساعد الدول المثقلة بالديون على الخروج من مستنقعها المالي الحالي والهروب من عبء الديون. وأعرب أيضا عن رغبة إسلام آباد في تعزيز العلاقات مع إدارة دونالد ترامب. وأوضح أن باكستان لن تسمح بتصدير المعادن الخام، متوقعًا أن تقوم الشركات الأجنبية بمعالجة المواد المستخرجة محليًا وتصدير المنتجات النهائية.
- وفي بيان صدر في وقت لاحق من يوم الأربعاء 10 أبريل/نيسان 2025، قال مكتب شريف إنه سيرسل وفداً للتفاوض مع إدارة ترامب بشأن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي مؤخراً ومناقشة سبل تعزيز التجارة الثنائية. وتقع أكبر رواسب النحاس والذهب في باكستان في إقليم بلوشستان المضطرب، حيث شهدت المنطقة تمردا عرقيا مسلحا أدى إلى تصاعد العنف في السنوات الأخيرة.
ما المعادن التي تملكها باكستان؟
- من المتوقع أن تصبح باكستان قوة عالمية في مجال التعدين، حيث توفر احتياطياتها المعدنية الغنية والمتنوعة إمكانات هائلة للنمو والاستثمار. وتُبرز المسوحات الجيولوجية المكثفة وجود احتياطيات هائلة غير مستغلة من العناصر الأرضية النادرة، والمعادن الصناعية، والموارد غير المعدنية، والأحجار الكريمة في جميع أنحاء البلاد. ولكن بسبب نقص التمويل والبنية الأساسية المناسبة، تظل هذه الموارد غير مستغلة بشكل كامل.
- ويقول الباحث الباكستاني جوهر علي خان إن تركيز الحكومة الباكستانية المتزايد على تطوير البنية التحتية وقطاع التعدين يجعل البلاد مفتوحة للاستثمار الأجنبي المباشر. وهنا تتاح للولايات المتحدة فرصة التحرك قبل أن تسعى دول أخرى إلى تحسين استغلال هذه الموارد. وعندما يتعلق الأمر بصناعة التعدين غير المتطورة في البلاد، فإن التعدين في البلاد يزخر بمجموعة من المعادن الأساسية، ولكن تطويره محدود، مما يجعله أحد الأسواق القليلة الأخيرة للاستثمار المكثف.
- وتتضمن كنوز هذه الموارد الليثيوم ــ وهو عنصر حيوي لبطاريات المركبات الكهربائية ومصادر الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية وطواحين الهواء؛ والعناصر الأرضية النادرة ــ وهي عنصر حيوي للإلكترونيات المتقدمة والدفاع والاتصالات؛ والنحاس ــ وهو المستخدم في الشبكة الكهربائية والأسلاك والبنية الأساسية؛ والذهب ــ وهو أصل رئيسي للتجارة والتنمية الاقتصادية.
- تتواجد المعادن بوفرة في جميع أقاليم باكستان . ويمكن استخراجها في مواقع أو مناطق مشتركة حسب انتشارها. كما يمكن استخراج معادن مختلفة في مناطق مختلفة، مثل سلسلة جبال هندوكوش ، والهيمالايا ، وكاراكوروم. وفيما يلي قائمة بالمعادن المعدنية وغير المعدنية الموجودة في كل مقاطعة من مقاطعات باكستان:

1- الكروم
2- الذهب
3- النحاس
4- الليثيوم
5- النيكل
6- البوكسيت
7- البنتونيت
8- الكالسيت
9- سيلستين
10- الطباشير
11- الكاولينيت
12- الفحم
13- الدولوميت
14- الأحجار الكريمة، مثل الزبرجد والتوباز والزمرد والماس والكوارتز وغيرها.