5 تلال بجنوب لبنان يرفض الاحتلال الانسحاب منها.. هذه أهميتها الاستراتيجية بالنسبة له

عربي بوست
تم النشر: 2025/02/18 الساعة 13:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/02/18 الساعة 13:46 بتوقيت غرينتش

انسحب الجيش الإسرائيلي من قرى في جنوب لبنان، مع انتهاء المهلة الثانية للانسحاب الإسرائيلي، لكنه بقي في تلال خمس تقابل مستوطنات إسرائيلية، يقول إنه يريد الاحتفاظ بها، رغم رفض حزب الله مما يثير مخاوف أن البقاء الإسرائيلي بتلك المواقع قد يقوض الهدنة الهشة هناك.

ويأتي الانسحاب الإسرائيلي، والتمسك بـ5 تلال جنوب لبنان، بالتزامن مع جهود الحكومة الإسرائيلية لعودة سكان مستوطنات الشمال إلى منازلهم.

ووفقاً لوسائل إعلام لبنانية، فإن الجيش الإسرائيلي انسحب من القرى والبلدات الجنوبية: يارون، مارون الراس، بليدا، ميس الجبل، حولا، مركبا، العديسة، كفركلا والوزاني.

وقال الجيش اللبناني، إن وحداته انتشرت في المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي، ومواقع حدودية في منطقة جنوب الليطاني، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل".

وبعد أن أنهى وقف إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، العنف المتصاعد بين حزب الله والاحتلال، كان من المفترض أن يتنازل الطرفان عن السيطرة على جنوب لبنان، لصالح الجيش اللبناني بحلول نهاية يناير/كانون الثاني 2025.

ولكن تم تمديد الموعد النهائي إلى 18 فبراير/شباط 2025، لكن الإسرائيليين أعلنوا أنهم سيبقون في 5 مواقع استراتيجية، متهمين حزب الله بعدم الالتزام بالاتفاق.

فيما حمّل الأمين العام لحزب الله نعيم القاسم، الدولة اللبنانية المسؤولية على تحقيق انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل.

وأكد قاسم في كلمة ألقاها الأحد أن "ما من ذريعة تتيح بقاء إسرائيل في لبنان، في أي نقطة كانت بعد 18 فبراير/شباط". وأضاف: "إذا بقيت إسرائيل داخل لبنان بعد الاتفاق، فهي محتلة، والكل يعلم كيف يتم التعامل معها".

أين تقع الـ5 تلال جنوب لبنان؟

يتوزع جنوب لبنان إلى ثلاثة قطاعات رئيسية تمتد على طول "الخط الأزرق" المؤقت وطوله 120 كيلومتراً:

  • أولاً: القطاع الغربي: ويشمل المناطق على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، ويمتد من مدينة الناقورة جنوباً حتى نهر الليطاني شمالاً، وتبعد عن الحدود 3 كيلومترات.
  • ثانياً: القطاع الأوسط: وهو يتوسط المنطقة الجنوبية، ويمتد من نهر الليطاني إلى الداخل باتجاه إقليم التفاح والزهراني والنبطية.
  • ثالثاً: القطاع الشرقي: ويشكل القطاع الأكبر والأقرب إلى الحدود، ويمتد على طول الحدود الشرقية مع فلسطين المحتلة وسوريا (الجولان المحتل).

ويتمسك الاحتلال الإسرائيلي في خمسة مرتفعات في الجنوب اللبناني، وهي:

  • تلة الحمامص في القطاع الشرقي.
  • تلة العويضة وتلة العزبة في القطاع الأوسط.
  • جبل بلاط وتلة اللبونة في القطاع الشرقي.
خارطة توضع القطاعات الثلاثة في جنوب لبنان/ عربي بوست
خارطة توضع القطاعات الثلاثة في جنوب لبنان/ عربي بوست

ما أهمية التلال الخمسة الاستراتيجية؟

ووفقاً للخريطة، فإن التلال الخمسة التي يتمسك الاحتلال بها، تقع في مقابل المستوطنات الحيوية للاحتلال الإسرائيلي في شمال فلسطين المحتلة.

تلة الحمامص في القطاع الشرقي:

  • ترتفع حوالي 900 متر فوق مستوى سطح البحر، مما يوفر رؤية شاملة للمنطقة المحيطة.
  • تقع التلة على بعد حوالي 1 كيلومتر شمال الخط الأزرق، بالقرب من بلدة الخيام في قضاء مرجعيون
  • تبعد التلة حوالي 10 كيلومترات جنوب نهر الليطاني، وتشرف على عدة قرى جنوب لبنان، أبرزها بلاط، ومركبا والعديسة وحولا وكفركلا والوزاني، مما يجعلها نقطة مراقبة استراتيجية لهذه المناطق، بحسب موقع "الجنوبية" اللبناني.
  • توفر تلة الحمامص رؤية واضحة لمستوطنات إسرائيلية بارزة، وهي المطلة وكريات شمونة.

تلة العويضة في القطاع الأوسط:

ومنذ العام 1975 كانت تلة العويضة هي أهم مربض مدفعية للجيش اللبناني، وكان خلال الاحتلال الإسرائيلي للبنان قبل عام 2000، مرفأً لطوافات إسرائيلية لنقل الجنود إلى الداخل اللبناني.

وتبرز أهمية تلة العويضة على أنها:

  • تعد الأعلى في القطاعين الأوسط والشرقي.
  • تشرف التلة على أودية مثل السلوقي والحجير، وعلى قرى واقعة شمال الليطاني، فضلاً عن أنها تشرف على كامل القطاع الشرقي.
  • تشرف التلة على مستوطنات إسرائيلية مثل المنارة ومسكاف عام.
خارطة توضح المواقع الخمسة في جنوب لبنان/ عربي بوست
خارطة توضح المواقع الخمسة في جنوب لبنان/ عربي بوست

تلة العزية في القطاع الأوسط:

  • تبعد نحو 2 كيلومتر عن الحدود، وتشرف على مجرى الليطاني من المحمودية إلى الزوطرين جنوب لبنان.
  • تشرف على مستوطنات إسرائيلية مثل زرعيت وشوميرا.

جبل بلاط في القطاع الغربي:

  • يبعد مسافة 800 متر عن الخط الأزرق، يقع على ارتفاع 753 متراً فوق مستوى سطح البحر، و153 متراً فوق سطح الأرض المحيطة به.
  • يقع الجبل بين القطاعين الأوسط والغربي جنوب لبنان.
  • يشرف على مستوطنات إسرائيلية مثل شتولا وزرعيت.

تلة اللبونة في القطاع الغربي:

  • تبعد 300 متر عن الحدود وهي على امتداد المنطقة خراج علما الشعب والناقورة.
  • تقابلها أبرز مستوطنات الجليل الغربي من روش هانيكرا إلى شلومي ونهاريا.

هل تضمن الإجراءات الإسرائيلية عودة سكان الشمال؟

ويقول وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن الجيش سيبقى في منطقة عازلة داخل جنوب لبنان في المواقع الخمسة التي وصفها بالاستراتيجية، مشيراً إلى أنه سيواصل فرض السيطرة بالقوة.

وشدد الوزير الإسرائيلي على أنهم عازمون على ضمان الأمن الكامل لجميع مستوطنات الشمال.

المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشع، شكك في أن النقاط الخمس التي تشبه شريطاً أمنياً ضيقاً وطويلاً يمتد من البحر غرباً حتى منطقة المطلة شرقاً، ستشجع المستوطنين على العودة بأعداد كبيرة بدءاً من 1 مارس/آذار 2025، كما أوصى الجيش الإسرائيلي.

وأضاف أنه على الجانب الآخر، يتم مشاهدة شاحنات ومواكب تحمل أعلام حزب الله، وهي في طريقها إلى القرى القريبة من الحدود، ورغم الإنجاز العملياتي للجيش الإسرائيلي، فإنه لا يزال الترجمة السياسية لذلك غير كافية، مما يثير مخاوف كبيرة من رؤساء المستوطنات في المنطقة.

ورأى المحلل العسكري الإسرائيلي أن أحد الجوانب الأكثر إشكالية في اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، هو عدم وجود منطقة عازلة يمنع دخول أي مدني إليها، وبالتأكيد لا يسمح لعناصر حزب الله بالتواجد فيها.

قصف سابق على مستوطنة المطلة في شمال إسرائيل/ الأناضول
قصف سابق على مستوطنة المطلة في شمال إسرائيل/ الأناضول

كما أشار إلى أنه رغم الضربة القوية التي تلقتها "قوة الرضوان" التابعة لحزب الله، التي كانت تخطط للسيطرة على المستوطنات، مما يقلل من احتمالية وقوع سيناريو مشابه لـ7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلا أن ذلك لا يمنع استفزازات مستقبلية من حزب الله لاختبار رد الفعل الإسرائيلي، مما قد يؤدي إلى اندلاع أيام قتال متجددة.

وتعتقد أصوات إسرائيلية، بحسب المحلل العسكري، أنه يجب استغلال تغير الإدارة الأمريكية للمطالبة بنزع سلاح حزب الله وتسليمه للجيش اللبناني، وإذا لم يتحقق ذلك (وهو أمر غير مرجح) فإن على إسرائيل أن تتخذ إجراءات جديدة مستقبلاً.

ورأى يهوشع، أن التطورات الأخيرة قد تكون مشجعة لكنها ليست كافية لإحداث تغيير جذري في الشعور بالأمن، فلا يزال وعي السكان متأثراً بذكريات العام الذي سبق الحرب، حيث عزز حزب الله وجوده قرب السياج الحدودي، وتجرأ على إقامة خيام في جبل دوف.

فيما ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، أنه طلب من سكان مستوطنة المطلة دخول المناطق المحمية ثلاث مرات خوفاً من تسلل طائرات بدون طيار، مشيرة إلى أن سكان مستوطنات الشمال يخشون العودة إلى منازلهم وسط تخوفات من عودة حزب الله إلى جنوب لبنان في نهاية المطاف.

وأضافت أن سكان مستوطنات الشمال لا يثقون بالجيش اللبناني، وبسبب أزمة الثقة الكبيرة في الجيش الإسرائيلي أيضاً، ينتظر الكثيرون منهم ما إذا كان عناصر حزب الله لن يعودوا إلى الحدود.

تحميل المزيد