“إسرائيل” تبني قواعد عسكرية جديدة داخل سوريا.. ما الذي فعله الاحتلال بالمواقع التي سيطر عليها مؤخراً؟

عربي بوست
تم النشر: 2025/02/04 الساعة 11:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/02/04 الساعة 12:03 بتوقيت غرينتش
من الحدود بين الجولان السوري والجولان المحتل - رويترز

بينما تدعي إسرائيل أن وجودها داخل المنطقة العازلة منزوعة السلاح بهضبة الجولان السورية مؤقتاً، كشفت صور أقمار صناعية أن جيش الاحتلال بنى قاعدتين عسكريتين جديدتين ضمن المنطقة العازلة في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا.

ونشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الأحد، تقريراً يعتمد على صور أقمار صناعية وآراء خبراء رأوا في الصور دليلاً على أنشطة التوسع العسكري الإسرائيلي في محافظة القنيطرة.

ولم يكن تقرير واشنطن بوست التقرير الأول الذي يشير إلى توسع إسرائيلي داخل المنطقة العازلة في سوريا، حيث كشف تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن أعمال بناء يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل المنطقة العازلة التي تفصل مرتفعات الجولان المحتلة عن سوريا، بحسب صور أقمار صناعية.

فيما كشفت القناة 14 العبرية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنشأ مهبطاً للطائرات العمودية على جبل الشيخ في سوريا.

وكانت إسرائيل قد أعلنت بعد سقوط نظام الأسد انهيار اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا لعام 1974، وانتشار جيشها في المنطقة العازلة بهضبة الجولان السورية التي تحتل معظم مساحتها منذ عام 1967، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية. 

إسرائيل
المناطق العازلة التي احتلتها "إسرائيل" جنوب غرب سوريا حتى يوم 13 ديسمبر 2024 (عربي بوست)

كما استغل الاحتلال انشغال السوريين بالمرحلة الانتقالية للسيطرة على المزيد من الأراضي في سوريا إلى جانب مرتفعات الجولان، حيث سارع يوم سقوط النظام لاحتلال جبل الشيخ الاستراتيجي بالكامل، والعديد من القرى والبلدات في محافظة القنيطرة جنوب البلاد، حتى صارت الدبابات الإسرائيلية على بعد 20 كيلومتراً من العاصمة دمشق. 

وكانت تقارير تحدثت عن أن مشاعر من الخوف والإحباط تسود لدى سكان البلدات السورية الحدودية مع الاحتلال الإسرائيلي، الذين أعربوا عن مخاوفهم من أن يتحول الوجود الإسرائيلي إلى احتلال عسكري طويل الأمد، مطالبين الإدارة السورية الجديدة بوقف التوغل الإسرائيلي. 

فيما أفادت تقارير لوسائل إعلام عبرية أن إسرائيل تخطط لإقامة ما سمتها "منطقة سيطرة" بطول 15 كيلومتراً داخل سوريا و"مجال نفوذ" استخباري يمتد لنحو 60 كيلومتراً.

ونقلت التقارير عن مسؤولين إسرائيليين أن تل أبيب "ستحتاج إلى الحفاظ على محيط عملياتي يبلغ طوله 15 كيلومتراً داخل الأراضي السورية".

وتابعت: "سيحافظ الجيش الإسرائيلي على وجود لضمان عدم تمكن حلفاء النظام الجديد في سوريا من إطلاق الصواريخ باتجاه مرتفعات الجولان".

ما الذي كشفته صور الأقمار الصناعية عن التوسع العسكري الإسرائيلي داخل سوريا؟

  • أظهرت صور الأقمار الصناعية أن إسرائيل بنت قاعدتين عسكريتين في بلدة جباتا الخشب السورية، رغم مزاعمها أمام السكان المحليين والمجتمع الدولي بأن وجودها في المنطقة سيكون مؤقتاً.
  • وترتبط القاعدتان، اللتان أثارتا قلق السكان المحليين، بطرق ترابية جديدة توصل إلى مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
  • وعلى بعد بضعة كيلومترات إلى الجنوب من القاعدة الأولى، يمكن رؤية أرض تمت تسويتها، والتي فسرها خبراء تحدثوا لصحيفة واشنطن بوست على أنها "قاعدة عسكرية ثالثة".
  • وتقع القاعدتان والأرض التي تمت تسويتها في المنطقة العازلة المحددة بموجب اتفاقية فض الاشتباك الموقعة في عام 1974.
  • وقال مسؤولون سوريون محليون إن المنطقة العازلة يبلغ عرضها في أوسع نطاق حوالي ستة أميال، ولكن في نقاط معينة تقدمت القوات الإسرائيلية عدة أميال أبعد منها.
  • وقال ويليام جودهاند، محلل الصور في كونتستيد جراوند، إن موقعي البناء الجديدين، الواقعين داخل ما كان حتى وقت قريب تحت سيطرة سورية، يبدو أنهما قاعدتان للمراقبة الأمامية، متشابهتان في البنية والأسلوب مع تلك الموجودة في الجزء الذي تحتله إسرائيل من مرتفعات الجولان. 
  • وأضاف جودهاند أن القاعدة التي تتواجد في بلدة جباتا الخشب أكثر تطوراً، في حين يبدو أن القاعدة الواقعة إلى الجنوب قيد الإنشاء. وقال إن الأولى ستوفر رؤية أفضل للقوات، بينما تتمتع الثانية بإمكانية وصول أفضل إلى شبكة الطرق في المنطقة، كما هو الحال بالنسبة للقاعدة الثالثة إذا تم بناؤها على منطقة من الأراضي المطهرة في الجنوب. 
  • وتظهر صور الأقمار الصناعية أيضاً طريقاً جديداً يقع على بعد حوالي 10 أميال جنوب مدينة القنيطرة، ويمتد من خط الحدود إلى قمة تل بالقرب من قرية كودنة، مما يوفر للقوات الإسرائيلية نقطة مراقبة جديدة.
  • وتساءل محمد مريود، رئيس بلدية جباتا الخشب، بقوله: "إنهم يقومون ببناء قواعد عسكرية. كيف يكون هذا مؤقتاً؟".
  • وأفاد مريود أن الجرافات الإسرائيلية قامت بتدمير أشجار الفاكهة في القرية وأشجار أخرى تقع في جزء من محمية طبيعية من أجل بناء البؤرة الاستيطانية بالقرب من جباتا الخشب. وأضاف: "أخبرناهم أننا نعتبر هذا احتلالاً".

ماذا قالت سوريا بشأن التوسع الإسرائيلي الجديد؟

  • في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست، وصف وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، التقدم الإسرائيلي بأنه "انتهاك ضد الشعب السوري".
  • وقال أبو قصرة إن "هذا التوغل غير مبرر"، مضيفاً أن التهديد الإيراني الذي يشكل جوهر المخاوف الإسرائيلية بشأن سوريا لم يعد موجوداً. وأضاف: "كانت لديهم مشكلة مع إيران، ونحن أنقذناهم من إيران".
  • وأضاف أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لديه القدرة على حماية حدوده من مواقعه السابقة، داعياً إياه إلى الانسحاب.
  • وتابع أبو قصرة أن وحدة من القوات السورية تم تجهيزها للعودة إلى مواقع النظام القديم في المنطقة، والتي يحتل بعضها الآن قوات إسرائيلية. وأضاف أن المفاوضات جارية عبر الأمم المتحدة والولايات المتحدة لتمكينهم من القيام بذلك.
  • وكانت القيادة السورية الجديدة انتقدت التحركات العسكرية الإسرائيلية. وتقدمت الحكومة السورية الجديدة بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الغارات الجوية الإسرائيلية والتوغل داخل الأراضي السورية.
  • وقال الرئيس السوري أحمد الشرع علناً إن سوريا لا تسعى إلى صراع عسكري مع إسرائيل ولن تشكل تهديداً لجيرانها أو للغرب.
  • وحذر الشرع إسرائيل من أنها يجب أن توقف غاراتها الجوية في سوريا وتسحب قواتها من الأراضي التي سيطرت عليها بعد سقوط الأسد، بحسب ما نقلته عنه صحيفة التايمز البريطانية.

ماذا فعلت إسرائيل في البلدات السورية الحدودية؟

  • تزامناً مع تصعيد الضربات الجوية الإسرائيلية وزيادة التوغل البري في أعقاب سقوط نظام البعث في سوريا، قامت القوات الإسرائيلية باحتلال مبنى محافظة القنيطرة في مدينة السلام (البعث سابقاً)، وتحويله إلى قاعدة عسكرية. وكانت سوريا شيدت "مدينة البعث" في المنطقة التي استعادتها من إسرائيل بعد حرب أكتوبر التي شنتها بالاشتراك مع مصر ضد إسرائيل عام 1973، لتحرير أراضيهما المحتلة.
  • أنشأت قوات الاحتلال الإسرائيلية حواجز ترابية حول القاعدة العسكرية، وزودتها بأجهزة مراقبة وتتبع، بحسب وكالة الأناضول.
  • طالب الاحتلال الزعماء المحليين للقرى السورية بجمع كل الأسلحة الموجودة في بلداتهم وتسليمها للجيش الإسرائيلي، وفقاً لما نقلته صحيفة نيويورك تايمز عن سبعة من السكان.
  • تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلية بإطلاق النار في الهواء لتخويف السكان المدنيين الذين يقتربون من المنطقة، وتفرض حظر تجوال في القرى المحتلة بعد الساعة الثالثة عصراً.
  • تعكف قوات الاحتلال الإسرائيلية التي احتلت المنطقة باستمرار على تفتيش السكان للتأكد من عدم حيازتهم أسلحة.
  • تم تدمير بعض الطرقات بالجرافات الإسرائيلية ما جعلها غير قابلة للاستعمال، وجرف أراضي زراعية خصبة واقتلاع أشجار الزيتون في قرية الحرية بمحافظة القنيطرة، والواقعة على بعد 200 متر فقط من الموقع العسكري الإسرائيلي الأول، وفق تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية.
  • شرعت قوات الاحتلال في بناء خندق جديد على طول الشريط الحدودي عرضه 6 أمتار وعمقه 3 في قلب الأراضي السورية، وليكون الخط الفاصل الجديد بينه وبين سوريا ما بعد الأسد.
  • هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلية منازل المواطنين ومنعت المزارعين من الذهاب إلى حقولهم في بعض المناطق، حسب شهادات نقلتها وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية.
  • جلب جيش الاحتلال الإسرائيلي مولدات كهربائية وأقام ثكنات مؤقتة في التلال المطلة على بعض القرى مثل قرية كودنة في محافظة القنيطرة.

ما هي القرى التي تقع في المنطقة العازلة الحدودية مع إسرائيل؟

  • حسب خريطة منشورة على موقع القوة الأممية (يوندوف)، وهي قوات مراقبة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة، "تتواجد في المنطقة الفاصلة العديد من القرى، أبرزها: طرنجة، جباتا الخشب، أوفانيا، مدينة البعث، الحميدية، القنيطرة، بئر العجم، بريقة، الأصبح، الرفيد، الصمدانية الغربية، القحطانية".
تحميل المزيد