حصن الخائفين..  تفاصيل خطة إسرائيلية جديدة لحماية غلاف غزة من طوفان جديد 

عربي بوست
تم النشر: 2025/01/17 الساعة 11:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/01/17 الساعة 12:28 بتوقيت غرينتش
الدبابات الإسرائيلية في غلاف غزة٫ مارس 2024/ رويترز

بعدما فشلت إسرائيل في تنفيذ ما أُطلق عليه "خطة الجنرالات"، والتي كانت تقضي بتحويل مناطق شمال غزة إلى مناطق عازلة لحماية حدودها مع القطاع، كشفت تقارير نشرتها وسائل إعلام عبرية أن جيش الاحتلال يعتزم ولأول مرة نشر فرقتين نظاميتين في مناطق غلاف غزة ومضاعفة قواته ضمن خطة دفاعية جديدة بالتزامن مع تنفيذ وقف إطلاق النار المرتقب مع حركة حماس.

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه قبل يومين في العاصمة القطرية الدوحة عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، والذي سيتم بموجبه انسحاب جيش الاحتلال من المناطق السكنية في المرحلة الأولى وصولاً إلى انسحاب كامل من القطاع.

ويشكل ذلك ضربة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بينامين نتنياهو، واليمين المتطرف في حكومته، الذي كان يأمل في الحصول على حرية التصرف بالاستيطان في قطاع غزة وتحويل المناطق الشمالية به إلى منطقة عسكرية مغلقة، ولكن التوصل لوقف إطلاق النار بدد أحلامهم.

وكانت صور أقمار صناعية حللتها وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية أظهرت سعي الاحتلال الإسرائيلي لإنشاء منطقة عازلة تقتطع نحو 60 كم في شمال قطاع غزة رغم اعتراضات دولية.

تقرير هيومن رايتس ووتش
فلسطينيون في يوم طوفان الأقصى/الأناضول

ما هي الإجراءات البديلة التي اتخذها الاحتلال لحماية حدوده بدلاً من "خطة الجنرالات"؟

أولاً: بناء جدار عازل في مناطق غلاف غزة

كشفت القناة 12 العبرية، الخميس 16 يناير/كانون الأول 2025، أن القيادة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي شرعت في الأيام الأخيرة ومع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في بناء جدار إسمنتي كبير في مستوطنة سديروت المقابلة لقطاع غزة، في محاولة للتصدي للصواريخ المضادة للدبابات.

من جانبهم، أعرب سكان مناطق غلاف غزة عن معارضتهم لاقامة الجدار، متهمين قيادة الجيش بأنها لم تحدث أي تغييرات على منظومة الأمن بهذه الطريقة.

ووفق التقرير، فإن الأعمال التي بدأت في مستوطنة سديروت أثارت غضب المستوطنين الإسرائيليين، بسبب الفجوة بين هذه الخطوة ووعود المؤسسة الأمنية بالتغيير في الواقع الأمني بالمنطقة، وتطوير منظومة الأمن.

وقال أحد سكان مستوطنة العطيف:" بمجرد أن رأيت الجدار أدركت أنه لم ولن يتغير أي شيء هنا".

وأضاف:" عدنا إلى 6 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وهذا شعور صعب. إذا عدنا لبناء الجدران فإنه بهذا الأمر لن يتغير مفهوم الأمن. وسنواصل الدفاع عن أنفسنا وكأن شيئاً لم يحدث، تم إهمالنا في الماضي ونتعرض للإهمال الآن".

وقال مستوطن أخر: "أشعر وكأننا عدنا لنقطة الصفر. بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، وعدنا الجيش بأننا لن نحتاج إلى هذه الجدران، وبأننا لن نضطر إلى الدفاع عن أنفسنا بعد الآن، وأن بامكاننا أن نعيش هنا بسلام بطريقة أو بأخرى، لقد كان الأمر مجرد خدعة، لقد عدنا إلى الجدران والتهديد الذي كان موجوداً من قبل".

ثانياً: نشر فرقتين نظاميتين لأول مرة في غلاف غزة

وفق القناة 12 العبرية أيضاً، يعتزم جيش الاحتلال لأول مرة في تاريخ إسرائيل نشر فرقتين نظاميتين في مناطق غلاف غزة،  بدلاً من فرقة واحدة كانت تتولى المهمة حتى الآن، ضمن خطة دفاعية جديدة.

بحسب الخطة الدفاعية الجديدة، يسعى جيش الاحتلال الإسرائيلي لمضاعفة القوات في غلاف غزة وإقامة منظومات دفاع معززة تزامناً مع وقف إطلاق النار

وقالت القناة 12 إن الخطة الجديدة تأتي بينما يستعد جيش الاحتلال لإجراء تغييرات تاريخية بشأن مفهوم الدفاع عن مناطق غلاف غزة.

أضافت القناة أن الجيش يخطط لإقامة 14 موقعاً عسكرياً جديداً على امتداد الحدود مع قطاع غزة، والبالغ طولها 65 كم، وستكون المواقع العسكرية جزءاً من منظومة دفاعية جديدة هدفها منع أي إمكانية تسلل لإسرائيل.

بحسب الخطة التي تم الكشف عنها خلال محادثات قائد فرقة غزة المقدم باراك حيرام مع رؤساء السلطات في العطيف، سيتم تقسيم المنطقة إلى منطقتين: القطاع الشمالي والذي سيتم نقلة إلى مسؤولية الفرقة 162 تحت قيادة المقدم إيتسيك كوهين، بينما سيبقى القطاع الجنوبي تحت قيادة فرقة غزة برئاسة حيرام.

تشمل الخطة الدفاعية الجديدة أيضاً  تقليص عرض المحيط، أي المنطقة العازلة على طول السياج  من كيلومتر ونصف إلى 700 متر. وسيتم الحفاظ على محيط أوسع يبلغ 1.2 كم في خمس نقاط استراتيجية.

سيتم تحديد المحيط بأكمله على أنه "منطقة إبادة"، وأي مشتبه به يقترب منها سيكون هدفاً لإطلاق النار من أجل القتل.

ما هي منطقة غلاف غزة؟

  • في الـ12 من سبتمبر/أيلول 2005، انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلية من قطاع غزة بعد إخلاء 25 مستوطنة إسرائيلية كانت داخل القطاع، وأنشأت منطقة عازلة على طول الحدود البرية.
  • في محيط الحدود وعلى مسافة تبلغ نحو 40 كيلومتراً وبعمق يبدأ من 7 كيلومترات، تقع نحو 50 مستوطنة إسرائيلية، وهي ما أطلق عليها اسم "غلاف غزة"، أو ما يعرف بالعبرية "بعوتيف غزة".
  • ووفقاً لما ذكرته شبكة BBC البريطانية، فقد قسمت إسرائيل غلاف غزة إلى 3 مجالس محلية هي:
  • مجلس أشكول: يضم 32 مستوطنة ويمتد على مساحة 380 كيلومتراً مربعاً.
  • مجلس أشكلون: يضم 4 مستوطنات ويمتد على مساحة 175 كيلومتراً مربعاً.
  • مجلس شاعر هنيغف: يضم 11 مستوطنة إسرائيلية ويمتد على مساحة 180 كيلومتراً مربعاً.
  • أما أعداد السكان في مستوطنات المجالس المحلية الثلاثة مجتمعة يبلغ نحو 37 ألفاً، وموزعة على الشكل الآتي:
  • مجلس أشكول: 13 ألف شخص
  • مجلس أشكلون: 17 ألف شخص
  • مجلس شاعر هنيغف: 7 آلاف شخص
فشل نتنياهو في قطاع غزة
مناطق شمال قطاع غزة/ عربي بوست

ما هي خطة الجنرالات في شمال غزة؟

  • حسب الخطة التي قدمها عسكريون سابقون، على رأسهم الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند، يجب القضاء بشكل كامل على حركة حماس شمالي القطاع من خلال إفراغه تماماً من سكانه، بعد إعطائهم فرصة لمدة أسبوعين، ثم إعلان كل مناطق الشمال، مناطق عسكرية مغلقة.
  • تتحدث الخطة عن إخلاء شمال قطاع غزة من سكانه، وتحويله إلى "منطقة عسكرية مغلقة"، بحيث يصبح تحت السيطرة العسكرية.
  • كما تنص على إجلاء أكثر من 300 ألف غزي وفرض حصار على من تعتقد إسرائيل أنهم مسلحون تابعون لحركة حماس يتحصنون في هذه المنطقة، وقطع جميع المساعدات الإنسانية الواصلة إلى الشمال، ما يجعل هؤلاء المسلحين أمام خيارين إما الاستسلام أو الموت جوعاً.
تحميل المزيد