اختار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب حاكم ولاية أركنساس السابق، مايك هاكابي، لتولي مهام السفير الأمريكي الجديد لدى تل أبيب.
جاء ذلك في بيان له، الثلاثاء، على منصته الخاصة للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال".
وأشار ترامب إلى أن هاكابي الذي سيعينه سفيراً لدى إسرائيل في ضوء التوترات الحالية في الشرق الأوسط، سيؤدي "دوراً دبلوماسياً كبيراً"، وذكر أنه "موظف مدني جيد جدًا وزعيم ديني".
وقال ترامب: "مايك يحب إسرائيل كثيراً، والشعب الإسرائيلي يحبه أيضاً. مايك سيعمل بلا كَلل لضمان السلام في الشرق الأوسط".
وهاكابي (70 عاماً)، وهو مسيحي إنجيلي، مؤيد صريح لإسرائيل طوال مسيرته السياسية ومدافع منذ فترة طويلة عن المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة.
ويشكل الإنجليون جزءاً كبيراً من قاعدة ترامب المؤيدة لإسرائيل، وصوتوا لصالحه بأغلبية ساحقة في انتخابات الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني.
في هذا التقرير سنلقي نظرة أقرب لنتعرف على السفير الأمريكي الجديد لدى إسرائيل، والذي قد يُعطي تعيينه في هذا المنصب لمحة عن السياسة الأمريكية المتوقعة تجاه الصراعات في الشرق الأوسط.
من هو مايك هاكابي؟
- وُلِد مايك هاكابي في 24 أغسطس/آب 1955 في ولاية أركنساس الأمريكية.
- في عام 1965، انضم إلى كنيسة جاريت التذكارية المعمدانية وانخرط في أنشطة الكنيسة.
- التحق هاكابي بجامعة أواتشيتا المعمدانية، وتخصص في الدين والخطابة، وتخرج عام 1975. ثم التحق بمعهد اللاهوت المعمداني الجنوبي الغربي في تكساس.
- عيّن قساً لكنيسة بيتش ستريت المعمدانية في تيكساركانا وشغل هذا المنصب من عام 1986 إلى عام 1992.
- في عام 1992، فشل في الفوز بمقعد مجلس الشيوخ عن ولاية أركنساس ضد المرشح الديمقراطي ديل بامبرز.
- شغل هاكابي منصب حاكم ولاية أركنساس من عام 1996 إلى عام 2007.
- فشل في مساعيه للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة في عامي 2008 و2016.
- كان هاكابي مقدماً لبرنامج تلفزيوني أسبوعي على قناة فوكس نيوز لمدة ست سنوات انتهى في عام 2015.
- ابنته سارة هاكابي ساندرز هي الحاكمة الحالية لولاية أركنساس. وعملت كسكرتيرة صحفية للبيت الأبيض في عهد ترامب من 2017 إلى 2019.
- في السنوات الأخيرة، أشرف على تقديم جولات مسيحية إنجيلية شاملة إلى إسرائيل مقابل 5850 دولاراً أمريكياً للرحلة الواحدة.
ماذا عن موقفه من فلسطين؟
1- الاستيطان والضفة الغربية
هاكابي هو أحد أشد الداعمين للاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وللسيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية.
ونقلت عنه مجلة بوليتيكو الأمريكية قوله في عام 2017: "أعتقد أن إسرائيل تمتلك سند ملكية ليهودا والسامرة"، مستخدماً المصطلحات العبرية للضفة الغربية المحتلة.
وأضاف:"هناك بعض الكلمات التي أرفض استخدامها. لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية. إنها يهودا والسامرة. لا يوجد شيء اسمه المستوطنات. إنها مجتمعات، إنها أحياء، إنها مدن. لا يوجد شيء اسمه احتلال".
2- حل الدولتين
لم يدعم هاكابي مطلقاً حل الدولتين حتى عندما أيد نتنياهو الفكرة في عام 2009.
استولت إسرائيل على الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية في حرب عام 1967. ويريد الفلسطينيون أن تكون هذه الأراضي جزءاً من دولة مستقبلية ويعتبرونها جزءاً من دولة واحدة تخضع الآن للاحتلال العسكري.
وقد دعمت الولايات المتحدة، إلى جانب أغلب المجتمع الدولي، إقامة دولة فلسطينية على أساس حدود عام 1967 باعتبارها حجر الزاوية لاتفاقية السلام.
ولم يدعم هاكابي مطلقاً أي حل من شأنه أن يتطلب إخلاء المستوطنين الإسرائيليين لإقامة الدولة الفلسطينية.
وفي مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس الأمريكية في عام 2015، قال هاكابي، الذي كان آنذاك يترشح لرئاسة الحزب الجمهوري، إن الاعتراف بالضفة الغربية كأرض إسرائيلية سيكون "الموقف الرسمي" لإدارته.
وانتقد انسحاب إسرائيل من غزة في عام 2005، ووصف المستوطنين الذين تم إجلاؤهم من قبل القوات الإسرائيلية بأنهم "تم إجبارهم على السير تحت تهديد السلاح".
وقال: "أشعر بأنه يتعين علينا احترام حقيقة أن هذه الأرض كانت تاريخياً مملوكة لليهود".
وأضاف أنه وحتى لا يتحول اليهود الإسرائيليين إلى كونهم أقلية في دولة واحدة، يجب أن يكون هناك "مصلحة في جلب اليهود من جميع أنحاء العالم إلى إسرائيل".
3- الحرب الإسرائيلية على غزة
وفيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على غزة، دعا هاكابي إلى التهجير القسري للفلسطينيين أثناء الحرب، وفق تقرير لموقع ميدل إيست آي البريطاني.
وقال هاكابي في أكتوبر/تشرين الأول 2023: "إذا كان ما يسمى بالفلسطينيين محبوبين إلى هذا الحد من قبل الدول الإسلامية في العالم، فلماذا لا تعرض أي من تلك الدول على الأقل توفير ملجأ مؤقت لإخوانهم وأخواتهم في غزة".
وانتقد هاكابي الرئيس جو بايدن بسبب ضغطه على إسرائيل لتخفيف حملتها في غزة، كما عارض دعوات الإدارة الديمقراطية الحالية لوقف إطلاق النار هناك.
وقال هاكابي في مقابلة في مارس/آذار على قناة نيوز نيشن: "إذا كنت مؤيداً لإسرائيل، فكيف يمكنك أن تكون مؤيداً لبايدن لأن إدارة بايدن أوضحت تماماً أنها ستقدم تنازلات لحماس".
ورأى هاكابي أن الحل الوحيد لإنهاء الحرب في غزة هو استسلام حماس، وفق تقرير لموقع ذا هيل الأمريكي.
ما هو رد فعل إسرائيل على ترشيح هاكابي؟
لقي إعلان ترامب عن ترشيح هاكابي إشادة على الفور من كبار المسؤولين الإسرائيليين.
وأشاد بترشيح هاكابي أعضاء الائتلاف اليميني بزعامة نتنياهو، والذي يضم أحزاباً مؤيدة للاستيطان ومعارضة لقيام دولة فلسطينية.
وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على منصة إكس: "أتطلع إلى العمل معكم لتعزيز الروابط بين شعبينا. وبصفتك صديقاً قديماً لإسرائيل وعاصمتنا الأبدية القدس، آمل أن تشعر وكأنك في وطنك".
Congratulations @GovMikeHuckabee on the announcement of your nomination as US Ambassador to Israel.
— Gideon Sa'ar | גדעון סער (@gidonsaar) November 12, 2024
I look forward to working with you to strengthen the bond between our peoples. As a longstanding friend of Israel and our eternal capital Jerusalem – I hope you will feel very… pic.twitter.com/CIVUvuPWwz
ووصفت صحف ومواقع إسرائيلية أيضاً هاكابي بأنه داعم ومؤيد للاستيطان.
وكتبت صحيفة تايمز أوف إسرائيل: "ترامب يختار مايك هاكابي، أحد مؤيدي الاستيطان، سفيراً للولايات المتحدة في إسرائيل".
وقالت تايمز أوف إسرائيل إن هاكابي هو أشد المؤيدين لإسرائيل في المجتمع المسيحي الإنجيلي. وهو أول شخص غير يهودي يتم ترشيحه لهذا المنصب منذ أن اختار الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش جيمس كانينجهام في عام 2008.
وأفادت بأن هاكابي قام بجولة في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي في كيبوتس كفار عزة، أحد المستوطنات القريبة من حدود غزة، التي طالها هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
فيما نقل موقع القناة 12 العبرية تصريحات هاكابي التي قال فيها:" هناك فرصة لبسط السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، وأي شيء يمكنني فعله لتحقيق هدف إسرائيل آمنة سيكون شرفًا لي".
ماذا يعني تعيين هاكابي سفيراً أمريكياً في تل أبيب؟
يؤكد ترشيح هاكابي النفوذ المتزايد للمسيحيين الإنجيليين في العلاقات بين الحزب الجمهوري وإسرائيل. ويعتقد أتباع الصهيونية المسيحية أن إسرائيل الحديثة هي تجسيد لنبوءات الكتاب المقدس وأن مصير الولايات المتحدة مرتبط بها، بحسب ميدل إيست آي.
وفي حال كانت الإدارة الأمريكية المقبلة بقيادة ترامب مستعدة لدعم سياسات إسرائيلية متشددة، فإن تعيين هاكابي كسفير يمكن أن يساعد في تنسيق العمل بشأن قضايا مثل التوسع الاستيطاني وضم أجزاء من الضفة الغربية.
يأتي ذلك بينما يعتزم نتنياهو إعادة إدراج قضية ضم الضفة الغربية المحتلة ضمن جدول أعمال حكومته بعد تسلم ترامب مهامه رسميا في يناير/ كانون الثاني المقبل.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الثلاثاء، إن نتنياهو "قال في محادثات في الأيام الأخيرة إنه عندما يدخل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب البيت الأبيض، يجب إعادة إمكانية السيادة على الضفة الغربية إلى الأجندة".
وتنظر معظم دول العالم إلى المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 غير قانونية.
كما أن ترامب يؤيد بقوة هدف نتنياهو المتمثل في تدمير حماس، لكنه دعا إسرائيل إلى إنهاء المهمة بسرعة. ووعد بإحلال السلام في الشرق الأوسط، لكنه لم يوضح كيفية تحقيق ذلك.
وإذا كانت ولايته الأولى مؤشراً لما هو آت، فمن المرجح أن يتبنى ترامب نهجاً مؤيداً بقوة لإسرائيل ويتجاوز حتى الدعم القوي الذي قدمه بايدن لأكبر حلفاء واشنطن في المنطقة، بحسب تقرير لوكالة رويترز.
وربما تعكس ترشيحاته التي ظهرت للعلن حتى الآن إلى أي مدى سيصل هذا الدعم لتل أبيب، بداية من هاكابي الداعم القوي لإسرائيل، والذي قال ذات مرة إنه يريد شراء منزل لقضاء العطلات هناك، وحتى إليز ستيفانيك التي اختارها ترامب لمنصب السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة، والتي تعرف بتأييدها القوي لإسرائيل.