شهدت الحدود الأردنية مع فلسطين المحتلة، منذ عقود ماضية العديد من العمليات الفدائية التي نفذت ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، كان آخرها العملية التي نفذها الاستشهاديان الأردنيان حسام أبو غزالة وعامر قواس بعد تمكنهما من التسلل والاشتباك مع جنود الاحتلال جنوبي بحر الميت.
حدود الأردن مع فلسطين المحتلة
ويبلغ طول الحدود الأردنية مع دولة الاحتلال والضفة الغربية 335 كيلومترا، منها 97 كيلومترا مع الضفة الغربية، و238 كيلومترا مع الأراضي المحتلة.
فيما يرتبط الأردن مع إسرائيل بثلاثة معابر حدودية، هي الشيخ حسين (نهر الأردن من الجانب الإسرائيلي)، وجسر الملك حسين (اللنبي)، ووادي عربة.
ويبعد معبر الملك حسين (يقابله اللنبي من الجانب الإسرائيلي) عن العاصمة عمّان 57 كيلومترا، ويقع جنوب وادي الأردن.
وبالنسبة إلى معبر الشيخ حسين (يقابله نهر الأردن من الجانب الإسرائيلي)، فهو يبعد عن عمّان 90 كيلومترا شمالاً.
انزعاج إسرائيلي من الحدود الأردنية
وفي السنوات الأخيرة تصاعدت أعمال التسلل والتهريب عبر حدود الأردن مع فلسطين المحتلة، ومنذ معركة طوفان الأقصى شهدت حالة من التوتر، وعدة عمليات للتسلل كان آخرها العملية التي نفذها أردنيان على بعد نحو 3 كيلومترات من مستوطنة إيلات جنوبي البحر الميت.
فيما تأتي العملية الأخيرة، في الوقت الذي جددت فيه الحكومة الإسرائيلية، إعلانها عزمها إقامة جدار مع الأردن لمنع ما زعمت أنها محاولات لتهريب أسلحة ومقاتلين من المملكة إلى الضفة الغربية وإسرائيل، في إحياء لمشروع سبق طرحه قبل نحو 20 عاماً.
وقبل نحو 20 عاما أثيرت قضية بناء الجدار مع الأردن، من بحيرة طبرية حتى خليج العقبة، لكن إسرائيل تراجعت عن المشروع لأسباب مالية، إذ قدرت تكلفته بنحو ملياري دولار.
وفي العام 2012، تلقى مسؤولون بجيش الاحتلال أمراً بالبدء بالتخطيط للمشروع، فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عام 2015 عن البدء ببناء سياج مجهز بأجهزة استشعار في الحدود الجنوبية مع الأردن، تبعه ذلك بتصريح عن عزمه "إحاطة إسرائيل بأكملها بسياج".
وأعاد نتنياهو إحياء فكرة المشروع عام 2018، بهدف منع تسلل لاجئين من إفريقيا، وقال آنذاك إن "إسرائيل هي إحدى الدول القليلة التي تسيطر على حدودها بشكل شبه كامل، ومع ذلك فلدينا حدود واحدة لم يجر التعامل معها بعد من حيث الجدار وهي الحدود الشرقية (مع الأردن)، وسيتعين علينا إغلاقها كذلك".
وتالياً أبرز العمليات التي نُفذت عبر الحدود الأردنية:
سائق شاحنة يقتل 3 إسرائيليين بمسدس
في 8 سبتمبر/أيلول 2024، قام الشهيد ماهر الجازي، والذي كان عسكرياً أردنياً متقاعداً، وعمل بعد تقاعده سائق شاحنة، بتنفيذ عملية إطلاق النار في معبر الكرامة، والتي قُتل فيها عبر المسدس ثلاثة إسرائيليين من حرس الحدود، قبل أن يُقتل خلال الاشتباك المسلح.
عملية إطلاق نار على جيب عسكري
في 5 أبريل/نيسان 2024، أعلن جيش الاحتلال بأن مسلحاً أطلق النار على جيب عسكري بعد تجاوزه الحدود.
ووفقاً للاحتلال الإسرائيلي، فإن المسلح تمكن من العودة إلى الأراضي الأردنية دون أن تتمكن القوات الإسرائيلية من إصابته.
عملية لم تكتمل
في 22 مارس/آذار 2024، أعلن الاحتلال اعتقال مسلحين بالقرب من مستوطنة بيتسائيل، المقامة على أراضي قرية فصايل الفلسطينية.
حيث أوضح الاحتلال الإسرائيلي، أن المسلحين اجتازا الحدود الأردنية، وضبطا وهما يحملان كلاشينكوف وذخيرة.
تفجير مخبز إيلات
في 29 يناير/كانون الثاني 2007، تمكن محمد فيصل السكسك من سكان قطاع غزة، من التسلل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر الحدود الأردنية.
حيث تمكن الشهيد من الوصول إلى مدينة إيلات، وعند الاشتباه به من شرطة الاحتلال، قام بتفجير نفسه بمخبز في حي شمشون، ما أدى إلى مقتل 3 إسرائيليين.
عملية الجندي أحمد الدقامسة
في 13 مارس/آذار 1997، أطلق الجندي أحمد الدقامسة النار على مجموعة من المستوطنات الإسرائيليات في منطقة النقورة، ما أسفر عن مقتل 7 منهم وجرح أخريات.
وخلال محاكمته قال الدقامسة، أن الفتيات الإسرائيليات، استهزأن به أثناء صلاته، وحكم عليه بعقوبة السجن المؤبد وصلت إلى 20 عاماً، وأفرج عنه في 12 مارس/آذار 2017.
عملية سونا الراعي عام 1997
في أبريل/نيسان 1997، تمكنت سونا الراعي من تهريب مسدس ربطته على ساقها أثناء اجتيازها الحدود الأردنية من جسر الملك حسين.
وأطلقت الراعي والتي كان عمرها 40 عاماً بذلك الوقت، النار على جنود الاحتلال وأصابت عدداً منهم، قبل اعتقالها.
وجاءت العملية انتقاماً لاستشهاد أخيها الذي قُتل الاحتلال في 13 أبريل/نيسان 1988، خلال فترة اعتقاله.
وأفرج عن الأسيرة الراعي في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2008، بعد انتهاء محكوميتها التي وصلت إلى 12 عاماً.
مقتل وإصابة عشرات الجنود بعملية نفذها ثلاثة شُبّان
في 8 فبراير/شباط 1991، نفذ الطالب في كلية الشريعة بالجامعة الأردنية مروان عرندس، ورفيقاه خليل الزيتون ورائد الصالحي، هجوماً استهدفوا فيه حافلة تقل جنوداً للاحتلال.
حيث تمكن الشبان الثلاثة من التسلل إلى الأراضي الفلسطينية من الحدود الأردنية من جهة وادي عربة، وكمنوا للحافلة، واشتبكوا لمدة 5 ساعات، قبل استشهادهم.
الطالب علاء الدين حجازي يهاجم جنوداً بالسكين
في 22 ديسمبر/كانون الأول 1990، اجتاز الطالب في الثانوية علاء الدين حجازي ضَفة نهر الأردن متسللاً إلى الأراضي الفلسطينية لتنفيذ عملية ضد الجنود، حاملاً سكيناً ومصحفاً، فأطلق عليه الجنود النار واستشهد.
اشتباك مسلح رداً على مجزرة الأقصى
في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 1990، ورداً على مجزرة الأقصى الأولى في 8 أكتوبر/تشرين الأول من العام ذاته، تسلل الشبان سالم أبو غليون وخالد أبو غليون وأمين الصانع وإبراهيم غنيم ونايف كعابنة، من الحدود الأردنية، واشتبكوا مع دورية للاحتلال على بعد 3 كيلومترات شرق بلدة العوجا قرب أريحا.
وأسفر الاشتباك الذي استمر نحو 4 ساعات، عن مقتل وجرح عدد من الجنود الإسرائيليين، واستشهاد الكعابنة واعتقال باقي أفراد المجموعة.
عملية سلطان العجلوني
وتمكن سلطان العجلوني وهو في سن الـ17 سنة، في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 1990، من اقتحام موقع إسرائيلي بعد اجتيازه الحدود الأردنية، متسلحاً بمسدس.
وأسفرت العملية عن مقتل رائد بشرطة الاحتلال، وهو القائد السابق للواء القدس في الشرطة الإسرائيلية ميكي ليفي.
لم يتمكن العجلوني من استكمال عمليته، بعد تعطل مَسدسه، ليتم اعتقاله، ويفرج عنه في يوليو/تموز 2007، بموجب اتفاق مع الأردن.
وقضى الاتفاق بأن يكمل العجلوني، والأردنيون الثلاثة سالم وخالد أبو غليون وأمين الصانع، مدتهم السجنية في الأردن لمدة لا تتجاوز الـ18 شهراً، حيث أفرج عنهم في أغسطس/آب 2008.
عملية الشهيد ضرار الشيشاني عام 1989
استقال الشهيد ضرار من الجيش عام 1985، والتحق بالجهاد في أفغانستان، ليعود إلى الأردن بعدها، ويتسلل في 2 سبتمبر/أيلول 1989 عبر نهر الأردن من منطقة قريبة من طبريا.
واشتبك مع أول دورية إسرائيلية، وقتل وجرح جميع من فيها، ليواجه دورية أخرى، وبعد نفاذ ذخيرته لم يبق معه غير مسدسه الذي قاتل به حتى استُشهد.