بين نفوذ طهران وقوة واشنطن.. لهذه الأسباب يعيش العراق مأزقاً حقيقياً في علاقته مع إيران وأمريكا

عربي بوست
تم النشر: 2025/11/01 الساعة 07:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/11/01 الساعة 07:17 بتوقيت غرينتش
العراق بين نفوذ إيران وقوة أمريكا العسكرية/ عربي بوست

سعى العراق خلال السنوات الأخيرة، خاصة في عهد رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي والحالي محمد شياع السوداني، إلى الخروج من دائرة الاصطفاف لأحد المحاور الإقليمية التي نشأت بسبب الصراعات المستمرة منذ عقود في الشرق الأوسط، والتي جعلت بغداد في وضع مأزوم في ظل صراع مستمر بين إيران والولايات المتحدة.

ما جعل العراق يعيش مأزقاً حقيقياً في علاقاته المتشابكة بعمق مع جارته إيران، ونفوذها الممتد لسنوات داخل البلاد لأسباب تاريخية وعقائدية وسياسية، والولايات المتحدة أكبر قوة أجنبية في الشرق الأوسط والأكثر تأثيراً في أمن العراق بالتحديد، وخاصة بعد سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين واحتلال البلاد.

ويمتلك العراق الكثير من المصالح والروابط مع طهران، وهي لا تتماشى مع مصالح واشنطن، وهذا ما يجعل العراق حائراً بين القوة الأمريكية والنفوذ الإيراني. في هذا التقرير نحاول تسليط الضوء على علاقة العراق بكل من الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكيف يؤثران على المشهد في الداخل وفي سياسة بغداد الخارجية.

علاقة مليئة بالتوتر والشكوك مع أمريكا

لا نبالغ إذا وصفنا العلاقة بين العراق وأمريكا بأنها علاقة معقدة، ظلت طوال عقود تتأرجح ما بين التهديد والتهدئة، ومحاولات التعاون وسوء الظن. والسبب الرئيسي وراء تعقيد هذه العلاقة هو الإرث الطويل للاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003.

يصف سياسي شيعي بارز العلاقة بين العراق وأمريكا قائلاً لـ"عربي بوست": "العلاقة بين العراق وأمريكا ظلت دائماً تتأرجح ما بين المحرر والمحتل، وغياب الثقة بين البلدين ظل قائماً حتى الآن".

ولم يجتمع العراقيون في يوم من الأيام على نظرة واحدة تجاه الولايات المتحدة، ففي عام 2003 عندما قادت الولايات المتحدة التحالف الدولي لغزو العراق وإسقاط نظام الرئيس السابق صدام حسين، نظر إليها البعض على أنها محررهم من الديكتاتورية ومخلصهم الذي سيقود البلاد نحو الديمقراطية والحرية.

بينما نظر الآخرون إلى الولايات المتحدة على أنها محتل لا يهمه حريات الشعب العراقي أو الديمقراطية، بل يسعى إلى السيطرة على ثرواته النفطية، بدليل أن واشنطن لا زالت إلى يومنا هذا تتحكم في واردات العراق المالية المتأتية من صادرات النفط والغاز عبر الاحتفاظ بها في حسابات البنك الفدرالي الأميركي منذ عام 2003.

يقول الباحث السياسي سجاد صالح حميد لـ"عربي بوست": "لم تستطع واشنطن حتى يومنا هذا أن تتخلى عن إحساس المحتل في تعاملها مع العراقيين، وحتى من كانوا ينظرون إليها على أنها محرر في الماضي، وأغلبهم من الشيعة، لا يستطيعون أن يفسروا تصرفاتها تجاه العراق إلى الآن، إلا في كونها قوة احتلال".

يوضح حميد قائلاً: "إذا سألت أي عراقي اليوم كيف ينظر إلى الولايات المتحدة وتعاملها مع العراق، فلا يستطيع أن يُجيب إجابة واضحة ومحددة".

في عام 2011 سحبت واشنطن قواتها من العراق وأبقت على عدد قليل من الجنود والمستشارين، ولم تعد واشنطن قوة احتلال. ولكن في عام 2014 عندما سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات شاسعة من العراق وسقطت الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، بيد التنظيم في يونيو/حزيران 2014، بدأت العلاقات الأمريكية العراقية تأخذ منعطفاً آخر.

الحرب على "داعش" نقطة تحول مهمة

في حديثه لـ"عربي بوست"، قال السياسي الشيعي عدنان المالكي: "بعد سيطرة داعش على الموصل، وانهيار الجيش العراقي، لم نجد من يساعدنا، توصلت الحكومة العراقية حينها مع واشنطن، والتي كانت ما زالت تنظر إلى سيطرة داعش على أنها مجرد حرب أهلية، حينها أدرك العديد من الساسة العراقيين أن الولايات المتحدة ليست شريكاً موثوقاً به، خاصة وأن إيران حينها سارعت إلى مساعدة العراق لمواجهة داعش".

وبحسب مصدر سياسي مقرب من نوري المالكي، وكان مسؤولاً حكومياً في وقت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على العراق، فإن الولايات المتحدة لم ترغب في مساعدة العراق لمواجهة تنظيم داعش لأنها لم تكن على علاقة جيدة بنوري المالكي رئيس الوزراء آنذاك.

ويقول المصدر ذاته لـ"عربي بوست" إنه على الرغم من أن المالكي في ولايته الأولى كانت علاقته جيدة بالأمريكان الذين ساعدوه على التخلص من مقتدى الصدر، إلا أنهم في ولايته الثانية كانوا يرون أنه اختار طهران، وفي عام 2014 أبلغونا أنه من الممكن أن يقدموا لنا المساعدة لمواجهة داعش بشرط التخلص من المالكي.

وبحسب المتحدث، فإن اشتراط واشنطن التخلص من نوري المالكي مقابل مساعدة العراق، جعل النخب السياسية العراقية، وخاصة الشيعية، تنظر إلى واشنطن على أنها لن تكون شريكاً للعراق ولا صديقة، بل ستظل دائماً قوة احتلال.

في عام 2014 تولى حيدر العبادي رئاسة وزراء العراق، وحينها وافقت الولايات المتحدة على مساعدة بغداد في معركتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وفي عام 2017 نجح العراق في هزيمة التنظيم.

لكن صعدت مع هذه الهزيمة أسهم الفصائل المسلحة الشيعية، أو الحشد الشعبي العراقي، الذي تأسس بناءً على فتوى المرجعية الدينية الشيعية العليا المتمثلة في آية الله العظمى علي السيستاني، وبمساعدة كبيرة من إيران التي استغلت المسألة لتعميق نفوذها في العراق.

يقول المسؤول الحكومي العراقي السابق لـ"عربي بوست": "وقت اجتياح تنظيم داعش للعراق، جاء قاسم سليماني إلى العراق وقال للعراقيين: كل مخازن السلاح الإيرانية تحت أمركم، بينما كانت واشنطن لا تزال تقدم شروطها لمساعدتنا".

الفصائل التي قاتلت "داعش" استغلت انتصارها، وأسسَت أحزاباً سياسية وخاضت الانتخابات البرلمانية لعام 2018، وحققت نجاحاً كبيراً مستغلة شعبيتها الكبيرة آنذاك، والتي تدهورت لاحقاً. ومن ثم تولى دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، وهنا عادت المطالبة بانسحاب قوات التحالف الدولي لمساعدة العراق في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

يقول الباحث السياسي العراقي سجاد صالح حميد: "عندما أمر ترامب باغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في عام 2020، صعدت الفصائل المسلحة لهجتها تجاه واشنطن، واعتبرت القوات الأمريكية المتواجدة لمساعدة العراق في محاربة داعش، قوات احتلال ويجب طردها".

لماذا تنظر أمريكا للعراق من خلال إيران؟

بعد الانسحاب الأمريكي من العراق عام 2011، والجدال بين الديمقراطيين والجمهوريين حول جدوى هذا الاحتلال، لم تنظر أي إدارة أمريكية إلى العراق إلا بنظرة أمنية، وكيفية احتواء إيران من خلال العراق.

يقول الباحث السياسي العراقي سجاد صالح حميد لـ"عربي بوست": "إيران هي من تشكل السياسة الأمريكية الخاصة بالعراق، وخاصة الجمهوريين الذين يرون أن سياسة الضغط الأقصى على إيران لا بد أن تمر من خلال العراق، لتضييق الخناق على طهران في ظل الصراع الأمريكي-الإيراني".

تصف المصادر السياسية العراقية التي تحدثت لـ"عربي بوست"، بأن العلاقة بين واشنطن وبغداد في عهد دونالد ترامب علاقة متوترة ويمكن أن تنفجر في أي وقت.

ويقول مستشار سياسي لرئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني لـ"عربي بوست"، مفضلاً عدم ذكر اسمه: "حاولت حكومة السوداني كثيراً تغيير شكل العلاقة بين بغداد وواشنطن، والعمل على تحويلها إلى علاقة تعاون أمني وسياسي واقتصادي، ولكن ظلت واشنطن تنظر إلى العراق من منظور واحد فقط: إيران".

وأضاف المصدر ذاته: "لا تعرف إدارة دونالد ترامب ما معنى أن تنظر إلى العراق على أنه دولة مستقلة، والتعاون معها سيكون مثمراً، بل إن الأهداف الأمريكية في العراق تتلخص في محاربة إيران فقط، دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى"، والضغوط الأمريكية الأخيرة على الحكومة العراقية لدمج قوات الحشد الشعبي ضمن القوات المسلحة الحكومية، يُرسخ لهذه النظرة.

ويعلق المستشار السياسي للسوداني على هذه المسألة قائلاً لـ"عربي بوست": "أولويات إدارة ترامب تتعارض مع أمن واستقرار العراق، الأمريكيون يريدون التخلص من حلفاء إيران في العراق، دون مناقشة كيف ومتى، والأمر لن يكون بهذه السهولة، واشنطن تريد تنفيذ سياساتها في العراق وفقاً لأولوياتها ولا تنظر لأولويات العراق".

وأضاف المصدر قائلاً: "بغداد حاولت كثيراً أن تحوّل العلاقة مع واشنطن إلى علاقة طبيعية، ولكن واشنطن تصر على أن تظل العلاقة بين البلدين محدودة ومقصورة على الجانب الأمني والملف الإيراني".

هل يصلح المبعوث الخاص العلاقة بين العراق وأمريكا؟

لأول مرة منذ عقدين من الزمن، عينت إدارة ترامب مبعوثاً خاصاً إلى العراق، وقد أثارت خلفية مارك سافايا الكثير من الجدل داخل العراق. إذ نظر البعض إلى سافايا القادم من خلفية تجارية على أنه رغبة من إدارة ترامب في إقامة علاقات تجارية مع العراق، والانتقال إلى الشراكة الاقتصادية، والبعض الآخر، وخاصة النخب المقربة من إيران، نظر إليه بعين متشككة.

فيما رحب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وعدد من المسؤولين العراقيين بسافايا، معتبرين أن هذا التعيين خطوة في سبيل إعادة ضبط العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين البلدين.

ويعلق الباحث السياسي العراقي سجاد صالح حميد على هذا التعيين قائلاً: "بعد لقاء السوداني وترامب في مؤتمر السلام بشرم الشيخ، جاء تعيين سافايا ما قد يشير إلى أن واشنطن قررت أخيراً اتباع سياسة متماسكة تجاه العراق، وإن كنت أشك في هذا الأمر، فالهدف دائماً سيكون إيران".

وأضاف حميد قائلاً: "لكن الفصائل المسلحة والنخب السياسية الموالية لإيران تنظر بريبة إلى تعيين سافايا، وأنه جزء من سياسة الضغط على إيران من خلال العراق، ويرون أن هذا التعيين من المحتمل أن يكون خطوة عدائية من واشنطن لتنفيذ ضغوطها على الحكومة العراقية".

لكن المسألة الأهم والأكثر تأثيراً إذا أرادت واشنطن وبغداد إصلاح علاقاتهما، وفق حميد، هي ضرورة أن تقوم واشنطن "بإعادة رسم مسار لهذه العلاقة بعيداً عن الملف الإيراني، والتعامل مع العراق بوصفه بلداً مستقلاً".

ويعلق المصدر السياسي المقرب من السوداني على هذه المسألة قائلاً: "لابد أن تفهم واشنطن أن العراق يسير في طريق جديد، طريق مستقل لا يتبع أي محاور إقليمية، ويسعى إلى اتباع سياسة خارجية متوازنة، كما يجب على واشنطن أن تُقدّر أن العراق يمد لها يد التعاون في مجالات أخرى مثل الطاقة والتكنولوجيا والتعليم، لا أن تقتصر العلاقات على النفوذ الأمني والقوة الأمريكية أو حتى المصالح الاقتصادية فقط".

الرئيس الإيراني في العراق
الرئيس الإيراني في العراق

العراق وإيران.. جار وحليف أم ساحة لاستعراض النفوذ؟

تعد الحدود الإيرانية العراقية التي تبلغ 1599 كيلومتراً واحدة من أقدم الحدود في العالم، ويشترك البلدان في الكثير من القواسم الثقافية والمجتمعية والحضارية، كما تدفع الهوية الدينية الشيعية المشتركة إلى توطيد العلاقات بين البلدين.

بعد الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت لثماني سنوات في ثمانينات القرن الماضي، أصبح العراق محوراً هاماً لإيران، وجزءاً أساسياً من خارطة إيران التوسعية في المنطقة.

لم تكن العلاقات الإيرانية العراقية، ما قبل سقوط نظام صدام حسين، جيدة على الإطلاق، وكان احتلال الولايات المتحدة للعراق وإسقاط صدام حسين أكبر هدية قدمتها لإيران لتعزيز نفوذها في العراق.

بعد عام 2003 مباشرة، بدأت إيران والعراق في استرداد علاقاتهما الدبلوماسية والزيارات والانفتاح الاقتصادي، ومن ثم جاء قاسم سليماني، الجنرال الأقوى في إيران والقائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ليُبدّل هذه العلاقات إلى علاقة وثيقة، فالعلاقات الإيرانية العراقية في عهد قاسم سليماني ليست كما بعد وفاته إطلاقاً.

علاقات بغداد وطهران في عهد قاسم سليماني

بعد التخلص من نظام صدام حسين، وجدت إيران أنه لا بد من التخلص من القوات الأمريكية المتواجدة في العراق، فكان الاعتقاد الراسخ في إيران حينها أن واشنطن تسعى بشتى الطرق إلى تغيير النظام في إيران بعد أفغانستان والعراق.

لم يكن أمام طهران حينها سوى علاقاتها القوية بطبقة المعارضة الشيعية، وعلاقاتها القوية بالأكراد العراقيين في ذلك الوقت. وهنا برز قاسم سليماني كحل عظيم لإيران لاستعادة العراق من الولايات المتحدة.

يقول قيادي في فصيل كتائب حزب الله العراقية، وكان مقرباً من قاسم سليماني، لـ"عربي بوست": "لا أبالغ حين أقول إن سليماني هو من أسس النظام السياسي العراقي بعد عام 2003، الأمريكيون احتلوا العراق وأسقطوا صدام حسين وأشاعوا الفوضى، ولم يكن لديهم أي خطط لإدارة العراق بعد صدام حسين، أما سليماني فهو من جمع شتات السياسيين العراقيين في ذلك الوقت، وأسس معهم نظام الحكم في عراق ما بعد 2003".

وفق المصادر السياسية العراقية التي تحدثت لـ"عربي بوست"، فإن مقارنة موقف إيران بموقف الولايات المتحدة من حرب العراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية، كانت علامة فارقة في نظرة الشيعة العراقيين إلى إيران كحليف وصديق، على عكس الولايات المتحدة.

يقول السياسي الشيعي سجاد عبد الكريم لـ"عربي بوست": "بعد 2003 وحتى عام 2017، كان نفوذ إيران في العراق يمثل دوراً إيجابياً على المستوى السياسي والاقتصادي، فضبط النخب السياسية الشيعية العراقية، وحل مشاكل تقاسم السلطة وتوزيع المناصب، لم يكن ينجح في العراق إلا بحلول قاسم سليماني".

في الوقت نفسه، فإن النفوذ الإيراني صب في مصلحة الفصائل المسلحة العراقية وتوغّلها في الحياة السياسية والاقتصاد، يقول عبد الكريم، ويضيف أن ضمن النفوذ الإيراني في العراق تحقيق مصالح طهران وقدرتها على التهرب من العقوبات الأمريكية على حساب الاقتصاد العراقي.

كان للنفوذ الإيراني المتزايد في العراق وجه آخر عبّرت عنه الاحتجاجات الواسعة النطاق التي انطلقت في أكتوبر/تشرين الأول 2019، والتي تُعرف باسم "حركة تشرين"، والتي خرجت احتجاجاً على فساد النخب السياسية الحاكمة وسوء الأحوال المعيشية والبطالة والنفوذ الإيراني أيضاً.

وقام المتظاهرون بإضرام النيران في القنصليات الإيرانية في جنوب البلاد، احتجاجاً على النفوذ الإيراني وفساد حلفاء إيران في العراق.

يقول الباحث السياسي العراقي سجاد صالح حميد لـ"عربي بوست": "في أكتوبر/تشرين الأول 2019، بدأ الشعب العراقي في رفض النفوذ الإيراني، بالرغم من كل الروابط التي تربط بين البلدين، أن يخرج الشباب من المحافظات الشيعية ليقوموا بإضرام النيران في القنصليات الإيرانية، كانت هذه بداية انهيار النفوذ الإيراني في العراق، كما عكست احتجاجات تشرين أن الجارة ليست صديقة جيدة دائماً".

العلاقات ما بعد اغتيال قاسم سليماني

كل المؤشرات تشير إلى أن إيران بدأت تفقد نفوذها في العراق من بعد اغتيال قاسم سليماني، ولم يستطع خليفته إسماعيل قاآني ملء الفراغ الذي تركه جنرال إيران القوي.

يقول القيادي في كتائب حزب الله العراقية لـ"عربي بوست": "قاآني لم يستطع تعويض سليماني في العراق، بعد اغتيال سليماني والمهندس بدأ العقد ينفرط من يد الإيرانيين في العراق، لكن استطاع حسن نصر الله لعب دور سليماني في العراق ومحور المقاومة بشكل عام، وبوفاته خسرت إيران جزءاً كبيراً من نفوذها في العراق".

ويرى الباحث السياسي العراقي سجاد صالح حميد أن النفوذ الإيراني في العراق في تدهور، خاصة بعد الحرب الإيرانية-الإسرائيلية، والضربات التي تلقاها محور المقاومة منذ عامين، انتهاءً بالحرب الإيرانية-الإسرائيلية في يونيو/حزيران الماضي.

ويقول حميد لـ"عربي بوست": "لا أعتقد أن النفوذ الإيراني في العراق سوف ينتهي بسرعة أو بسهولة، لكن لا شك أنه ليس كما كان في وقت قاسم سليماني أو حتى قبل عامين من الآن، فالضغوط الأمريكية الأخيرة وضعت حلفاء إيران في العراق في موقف حرج، وسياسة الضغط الأقصى ضد طهران ألقت بظلالها على الاقتصاد الإيراني".

واختتم حميد حديثه قائلاً: "ستقاتل طهران من أجل عدم خسارة العراق، ولديها الكثير من الخطط للمناورة في هذا الشأن، لن تقبل إيران خسارة العراق، ولكن المؤكد في الوقت الحالي أن نفوذها يتضاءل، وستلعب نتائج الانتخابات القادمة دوراً كبيراً في تحديد ما تبقى من النفوذ الإيراني في العراق".

تحميل المزيد