عقيدة الاغتيال الجماعي لدى إسرائيل ما بعد 7 أكتوبر

عربي بوست
تم النشر: 2025/10/24 الساعة 12:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/10/24 الساعة 12:49 بتوقيت غرينتش

شهدت العقيدة الأمنية الإسرائيلية بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول تحوّلًا جذريًا من سياسة "الاغتيالات الفردية" إلى ما يمكن وصفه بـ"عقيدة الاغتيال الجماعي"، إذ لم يعد الهدف تصفية قيادات رمزية محددة، بل تفكيك هيكل القيادة لدى الخصوم عبر ضربات متزامنة ودقيقة. استند هذا التحول إلى تراكم استخباري طويل، وقدرات تقنية، وإدراك إسرائيلي بأن البيئة الإقليمية تخلو من قدرة ردع حقيقية.

يبرز تقرير لموقع "أسباب" للدراسات الجيوسياسية ذلك التحول في العقيدة الأمنية الإسرائيلية بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، إذ أصبح الاغتيال الجماعي أداة استراتيجية متكاملة لتحقيق جملة من الأهداف: استعادة الردع الداخلي والخارجي، وإرباك منظومات القيادة والسيطرة لدى الخصوم، وتثبيت التفوق الأمني الإسرائيلي بأقل كلفة من الحروب التقليدية. ومع ذلك، فإن هذه العقيدة تحمل في طياتها مخاطر هيكلية على المدى البعيد، أبرزها تعميق منطق الثأر، وخلق قادة أكثر صلابة، وتوسيع دائرة الاستهداف إلى عواصم ودول محايدة، ما يفاقم عزلة "إسرائيل" ويزيد احتمالات الانزلاق إلى مواجهات أوسع.

في المقابل، تتجه القوى المستهدفة نحو بلورة "عقيدة مضادّة" تقوم على اللامركزية المرنة، وتوزيع القيادة، وتعقيم الاتصالات، وبناء منظومات استخباراتية وسيبرانية قادرة على الصمود وإعادة التشغيل السريع بعد أي استهداف.

عقيدة الاغتيال الجماعي

● أصبح الاغتيال الجماعي لهيكل قيادة العدو أداة مركزية في الحرب الإسرائيلية وربما في عقيدة الأمن الإسرائيلية على المدى البعيد. إذ انتقلت "إسرائيل" بعد السابع من أكتوبر من ممارسة الاغتيالات الفردية بحق رموز النضال الفلسطيني والقادة الميدانيين الذين لهم تأثير كبير – والتي مثّلت جزءاً راسخاً من عقيدتها الأمنية تاريخيا –، إلى ما يمكن وصفه بعقيدة الاغتيال الجماعي، فلم يعد الاستهداف موجها لشخص بمفرده، بل إلى هيكل القيادة كاملا: السياسية والعسكرية والأمنية.

● أي إن عقيدة الاحتلال الأمنية تطورت من "القتل المستهدف" أو الانتقائي، إلى نهج الاغتيال الجماعي الذي يستهدف تفكيك هيكل القيادة، وقد ظهرت هذه العقيدة بوضوح في عمليات نوعية استهدفت كافة المستويات القيادية في حزب الله، وقيادة حماس السياسية والعسكرية، والقيادة العسكرية العليا في إيران، وعلماء البرنامج النووي، وصولا إلى محاولة استهداف الرئيس الإيراني وقيادة البلاد السياسية، وربما المرشد الأعلى للجمهورية، وأخيراً ضرب الحكومة التابعة للحوثيين في صنعاء.

دوافع التحول

● شكّل هجوم "طوفان الأقصى" لحظة كسر لهيبة الردع الإسرائيلي، القائم على زرع الخوف لدى العدو والثقة لدى شعبها بأن الجبهة الداخلية محصنة ضد الاستهداف، مما أحدث جرحاً غائراً في شعور التفوق الأمني والعسكري الذي تبني عليها "إسرائيل" أمنها القومي.

● لذلك؛ تبنّت حكومة نتنياهو خياراً يقوم على معاقبة الخصوم عبر استهداف هيكل قيادتهم بصورة مباشرة وشاملة، وفي زمن قصير نسبيا، بهدف وضعهم في حالة صدمة وفراغ قيادي وإغراقهم في فوضى الصراعات الداخلية أو إشغالهم بترميم النقص بقيادات أقل خبرة. ومنح الدعم الأمريكي المفتوح والتفوق التكنولوجي والعسكري "إسرائيل" شعوراً بأنها مطلقة اليد دون قيود من قواعد اشتباك أو أعراف قانونية، ومن ثم تعاملت وفق فرضية أنه لا دولة في الإقليم قادرة على ردع "إسرائيل" لوقف تلك الهجمات. وبالإضافة لذلك؛ كانت الاعتبارات الداخلية عاملاً حاسماً، إذ الحاجة ملحة لتحقيق النصر الذي يعيد لدولة الاحتلال وشعبها الشعور بالأمن والردع في مواجهة أعدائها.

أدوات التنفيذ والوصول

أولاً: تراكم الجهد الاستخباري

● عملت أجهزة أمن الاحتلال لسنوات طويلة من أجل تحقيق اختراق واسع في صفوف وبيئة حزب الله، وفي الداخل الإيراني. وتشير المؤشرات الراهنة إلى تجنيد عشرات العملاء من مستويات متنوعة ومن داخل البيئة الأوسع في كلا الساحتين. أي إن عملية رصد القيادات وتحديد أنماط وروتين حياتهم الخاصة والمهنية استغرقت سنوات طويلة واعتمدت على التجنيد ضمن دوائر قريبة جدا في بعض الأحيان. ويمثل هجوم البيجر ذروة هذا الاختراق الاستخباري النوعي. 

● وقد ظهرت ثمرة هذه السنوات من العمل المتواصل في قدرة الاحتلال على شن حملة الاغتيال الجماعي في زمن قصير نسبيا في كل من لبنان وإيران مقارنة مع الحالة في غزة واليمن؛ وذلك لأن الجهد الميداني في الأولى كان محدودا، بينما كان غائبا في الثانية، على اعتبار أن الجهد الاستخباري الإسرائيلي قبل السابع من أكتوبر كان يضع الأولوية لتهديد إيران وحزب الله.

● الإضافة للجهد الاستخباري الميداني التقليدي، فقد أصبحت الهواتف الذكية شاشات مراقبة دائمة، تنقل موقع المستخدم واتصالاته وصوره وسلوكه اليومي ودوائر علاقاته بأدق تفاصيله، واستثمرت "إسرائيل" بكثافة في هذا الميدان، وأصبح بمقدورها تتبّع الاجتماعات القيادية بدقة متزايدة. بل إن انتشار هذه الأجهزة بلغ حداً يجعل من غيابها مؤشرا أمنيا يجذب الانتباه أكثر مما يبعده، كما في حالة مجمع بوت أباد، الذي اشتبهت المخابرات الأمريكية بوجود أسامة بن لادن فيه بسبب خلوه من الأجهزة الذكية رغم مظاهر ثرائه.

ثانياً: تفوق قدرات الهجوم

● تخلو معظم بيئات الخصوم – غزة، الضاحية الجنوبية، سوريا، صنعاء – من منظومات الدفاع الجوي الفعالة. وحتى في حالة إيران التي توفر لديها منظومات الدفاع الجوي المحلية والروسية، فقد أتاح خلو الأجواء المحيطة بها الفرصة للطيران الحربي الإسرائيلي لتدميرها بصورة فعّالة. أما دول الخليج العربي، فإنها تفتقر لقدرات الدفاع الجوي اللازمة لغلق مجالها الجوي أمام طائرات العدو أو صواريخه، أو أنها تعتمد على دفاعات جوية أمريكية ما يجعلها مقيدة إزاء اعتراض الطائرات الإسرائيلية. هذه الهشاشة تسمح لإسرائيل بتنفيذ ضربات مركزة بحرية كاملة.

الفعالية والمكاسب

كان للاغتيالات الجماعية التي نفذتها "إسرائيل" أثر كبير على خصومها؛ وحققت من خلال هذه العمليات أهدافا استراتيجية متعددة تتجاوز مجرد الإيذاء المادي المباشر، بما يشمل ما يلي:

○ شل القيادة والسيطرة: اغتيال قادة الصف الأول يقطع "الرأس" عن "الجسد"، ما يخلق فراغاً قصير المدى، واضطرابا قد يكون أطول في هيكل وآليات اتخاذ القرار.

○ تصفية خبرات نادرة: مثل قيادات تاريخية تتمتع بقدرات استثنائية، وقتل علماء البرنامج النووي أو البرامج الصاروخية الأكثر خبرة.

○ أثر نفسي وردعي: الرسالة الواضحة هي أنه "لا أحد في مأمن"، حتى داخل العواصم المحصنة أو في دول ذات سيادة، هذا يولد مناخ استهداف يقيّد حركة قيادة الخصوم.

○ عوائد سياسية داخلية: تُستثمر العمليات لرفع الروح المعنوية في الداخل، وتُقدَّم كبرهان على أن الجيش والحكومة الإسرائيلية يستعيدان ميزان الردع بالانتقام من خصومهم، وبما يحقق الأمن لدولة الاحتلال.

○ بديل عن مواصلة الحروب الكبرى: بدلاً من شن حرب طويلة ودموية، تراهن "إسرائيل" على أن سلسلة اغتيالات دقيقة وواسعة في هيكل القيادة قد يحقق أهدافاً استراتيجية بوقت أقصر وكلفة أقل، لأنه يفرض على الأجيال الجديدة من القيادة توازن ردع جديد، ويحول أولوياتهم إلى ترميم البنية الداخلية واحتواء الخلل الناتج عن غياب القيادة المفاجئ.

المخاطر والعواقب

رغم المكاسب التي حققتها عمليات الاغتيال الجماعية، إلا أنها تحمل في طياتها مخاطر استراتيجية، قد تعود بعواقب سلبية على المدى البعيد:

○ ارتباك مؤقت: ليس من المؤكد أن غياب القيادات المفاجئ سينتج عنه ضعفا مزمنا لكافة الأعداء. إذ يعاد توظيف تضحية القادة ورمزية الشهادة كمحرك لمواصلة المواجهة بدلا من الاستسلام. بالإضافة لذلك؛ فإن تأثر التنظيمات محدودة العدد بغياب عدد من القيادات، لا ينسحب على إيران التي تتمتع ببنية مؤسسية واسعة ومعقدة، ويمكنها بكفاءة معقولة تعويض غياب القادة العسكريين والسياسيين.

○ الرغبة في الانتقام: اغتيال القيادات العليا والبارزة يزيد من دوافع الثأر. فبينما قد يؤدي إلى إضعاف الخصوم في الأجل القصير، فإنه يفاقم العداءات ويوفر مبررات لتصعيد الصراعات في الأجل الأبعد.

○ تأثير الهيدرا: من المحتمل أن يحل مكان القائد المقتول شخصية أكثر تأثيرا وصلابة، كما حدث عندما خلف حسن نصر الله عباس الموسوي عام 1992.

○ انتهاك السيادة: استهداف عواصم مثل الدوحة أو شخصيات سياسية يزيد من تآكل شرعية "إسرائيل" على الصعيد الدولي، ويدفع دولاً محايدة للتفكير بخطر أن تصبح هي بدورها هدفاً.

النتائج تتفاوت من خصم لآخر

● إيران –: رغم مقتل قادة كبار مثل قائد الحرس الثوري حسين سلامي ورئيس هيئة أركان الجيش محمد باقري و7 من قيادة القوّة الجو-فضائيّة بمن فيهم قائدها اللواء أمير علي حاجي زاده، أثبت الحرس الثوري قدرة على التعويض السريع بفضل بنيته المؤسسية العميقة، وكانت الخسارة نوعية – على مستوى الخبرة والعلاقات الشخصية – أكثر منها بنيوية، وهذا يثبت أن البنى المؤسسية قادرة على امتصاص الصدمات، خلافاً للتنظيمات القائمة على القائد التاريخي. ومن المرجح أن إيران في ظل احتمالات تعرضها لهجوم عسكري قادم، قد وضعت خططا لاستبدال القادة السياسيين والعسكريين، من المحتمل أنها تشمل المرشد على خامنئي نفسه، لضمان تجنب أي فراغ قيادي يؤدي لحالة من الارتباك أو الفوضى.

● حزب الله –: شكّل اغتيال حسن نصر الله في سبتمبر/أيلول 2024 ضربة استثنائية مزلزلة للحزب الذي نشأ حول قيادة كاريزمية موحِّدة. ومع اغتيال خليفته، هاشم صفي الدين، وغالبية المجلس العسكري القيادي، دخل الحزب في مسار خلافة اضطرارية أضعف. وتواجه القيادة الجديدة تحديا واسعا يتعلق باستعادة الثقة الداخلية التي انهارت مع الاختراق الإسرائيلي الواسع. في المدى القصير، حققت الضربة الجماعية هدفها المتمثل في دفع الحزب للخروج من حرب بدا واضحا أنه لا يمكنه خوضها بينما جبهته الداخلية ممزقة. وفي المدي الأبعد، يظل من المشكوك فيه أن تتمكن القيادة الجديدة من ترميم بنية الحزب وإعادة توحيده دون دعم مكثف ومستمر من قبل إيران، والتي ستعتبر ذلك ضرورة لاستعادة الردع الإقليمي ضد "إسرائيل" التي لا تعتبر حرب الـ 12 يوما آخر الحروب ضد إيران.

● حماس –: تعرضت قيادة حماس السياسية والعسكرية لاستنزاف مماثل لما تعرض له حزب الله، مع فارق مهم أنه جرى خلال قيادة فترة زمنية أوسع وليس في أيام قليلة. وعلى غرار حزب الله، فقد ركز الاحتلال على استهداف القيادة البديلة في غزة، وهو ما نقل مركز ثقل القرار بصورة واضحة إلى الخارج فهي ما زالت تواجه خطر الاستهداف. ومع هذا، فقد أظهرت الحركة عموما تماسكا ومرونة في التعامل مع غياب القيادات المتتابع. لكن استحقاقات إعادة بناء هيكل القيادية ما بعد الحرب ما زالت محل غموض، في ظل التوازنات المعتادة بين الجناح العسكري والقيادة السياسية، والتوازنات الأخرى بين جغرافيا الحركة الموزعة على غزة والضفة والخارج، خاصة وأن الاستهداف الأمني الإسرائيلي من المرجح أن يتواصل بغض النظر عن وقف إطلاق النار. 

● الحوثيون –: شكَّل اغتيال رئيس الحكومة الحوثية وعدد من وزرائه في صنعاء ضربةَ معنوية أو ذات تأثير سياسي محدود، لكن القيادة التنظيمية والعسكرية للحوثيين لم تتضرر بصورة ملموسة، حتى بعد أن اغتالت "إسرائيل" لاحقا رئيس أركان الجيش التابع للحوثيين محمد عبد الكريم الغماري. لذا؛ استمرت الهجمات الحوثية البحرية والصاروخية، بينما تتحصن القيادة في بيئة جغرافية محصنة بعيدة عن الانكشاف الاستخباري الذي تعرضت له طهران وبيروت، إذ لم تهتم "إسرائيل" سابقا بالعمل الاستخباري في اليمن. لكن من المرجح أن تصبح اليمن محل اهتمام استخباري إسرائيلي وأمريكي، وهو ما يضع قيادة الحوثيين تحت تهديد متواصل بغض النظر عن توقف الحرب في غزة.

خلاصة واستشراف

● بعد 7 أكتوبر، تحوّلت الاغتيالات من أداة تكتيكية إلى ركن عقائدي في إدارة "إسرائيل" للصراع، تستهدف تفكيكا دوريّا لطبقات القيادة لدى الخصوم لإبقائهم في حالة تعافٍ أدنى من عتبة الفعالية. لكنّ فعالية هذا النهج ترتبط بتوافر استخبارات دقيقة، وثغرات دفاعية جوية/رقمية، واستمرار غطاء الدعم الأمريكي الذي يضمن للاحتلال تداعيات سياسية وقانونية هامشية. لكنّ الجدوى الاستراتيجية ليست مضمونة؛ فكل ضربة تولّد دينَ ثأرٍ، وتدفع الخصوم إلى هندسة قيادة أكثر لامركزية، وقد تخلق مسارات تصعيد خارج السيطرة.

● من المرجح أن "إسرائيل" ستواصل تطوير وتنفيذ سياسة الاغتيالات الجماعية والفردية كأداة استراتيجية أساسية في مواجهة خصومها، مستفيدة من قدراتها التقنية والاستخبارية والعسكرية، والدعم الأمريكي. ورغم الاعتذار العلني لقطر، يبدو أن تل أبيب تدرك أن الاعتذارات الدبلوماسية يمكن أن تكون ورقةً قابلةً للاستهلاك في اللعبة السياسية، بينما الاغتيالات ستبقى أداةً عمليةً لتحقيق المكاسب الأمنية الملموسة. 

  • في المستقبل المنظور، قد تشهد هذه الاستراتيجية تحولاً نوعياً يتجه نحو:

○ تعدد الأساليب: من عمليات عسكرية وأمنية مباشرة كالتي شهدتها إيران أو الضاحية الجنوبية، إلى أساليب أكثر تعقيداً تقوم على الحرب الإلكترونية أو الاغتيالات الرقمية.

○ التمويه المتقن: استخدام وسائل يصعب نسبتها مباشرة لإسرائيل.

  • في مقابل ذلك، من المرجح أن تُطوّر الجهات المستهدفة عقيدةٍ مضادّة، لرفع قدرتهم على التكيف واحتواء التهديد الإسرائيلي، من خلال بناء أنظمة قيادية بديلة ومرنة، وتطوير قدرات الحرب الاستخباراتية والتقنية للحماية من جهود الاختراق الإسرائيلية، وقد تتضمن هذه العقيدة المضادة ما يلي:

○ أولاً: تحويل القيادة من مركزية مرئية إلى لا مركزية مرنة قادرة على "إعادة التشغيل" السريع. وهذا يقتضي اعتماد مصفوفات خلافة مكتوبة ومتفق عليها، ونقل مراكز القيادة إلى منصّات متنقلة ومحمية، وتعقيم الاتصالات عبر سياسات مشددة تمنع الاعتماد على الأجهزة الشخصية، كل ذلك مع تقليل ظهور الشخصيات القيادية في المشهد العام. الهدف العملي هنا هو خفض زمن عودة الأداء المؤسسي إلى حدود مقبولة، وجعل أي ضربة استهدافية لها تداعيات تكتيكية مؤقتة لا تؤثر على القدرة الاستراتيجية.

○ ثانياً، على هذه العقيدة أن تُدعم بحزمة تنفيذية تجمع بين الأمن السيبراني، الاستخبارات المضادة، والتمارين الدورية التي تختبر سيناريو فقد القيادة، إلى جانب إدارة دبلوماسية تضمن ملاذات لوجستية وقانونية عند الحاجة. 

○ ثالثاً: يتوقع أن تتبلور العقيدة المضادّة كتغيير ثقافي تنظيمي، بما يشمل تفويضا أوسع للقرار التكتيكي، آليات اتصال بديلة غير رقمية، تقسيم مصادر التمويل وتفكيك نقاط الضعف الاستخبارية، مع ربط كل ذلك بمؤشرات قياس بسيطة (زمن إعادة التشغيل، استمرار العمليات، معدل التسريبات) لتقييم الفاعلية وتحسينها دورياً.

تحميل المزيد